داليا حسني : الذكري ال200 لنشر رواية كبرياء وتحاملللروائية الانجليزية جين أوستن- التي نشرت لأول مرة في28يناير عام1813- هي حدث اعتبرته بريطانيا مغريا بزيارتها من قبل المعجبين ب جين أوستن واستكشاف منزلها والمدن التي عاشت وكتبت رواياتها فيها. وأعدت هيئة السياحة البريطانية لهذا الحدث ضمن13 حدثا يستأثر بألباب زوار بريطانيا القادمين إليها من شتي أنحاء العالم علي أنه سيزيد من أعداد السياح بنسبة3%, واستعدت له بإصدار عدد من الكتب التي تبحث عن سر تألق هذه الكاتبة وخلود روايتها علي مرالزمان. كبرياء وتحامل هي أشهر روايات أوستن, وهي قصة عاطفية عن امراة ذكية ورجل غني وواثق بنفسه. ومع أن الرواية تتكلم عن الحب فانها في نفس الوقت تتكلم عن النظرية المعروفة, المكانة الاجتماعية,خاصة عند الزواج,وأساسها الثروة. تتحدث الرواية عن مجموعة من الأخوات يعشن في منزل العائلة في ريف بريطانيا في بدايات القرن التاسع عشر, وعن قصص الحب الصغيرة التي تعذبهن, وتركز علي قصة واحدة منها: إليزابيث, بشخصيتها شديدة الذكاء والكبرياء, التي ترفض الزواج التقليدي الخالي من الحب وتؤمن بالحب المتكافئ وبأنه الأساس السليم للرابطة المقدسة بين الرجل والمرأة ليكون الزواج ناجحا. فهي تحكي عن الواقع الذي تعيشه عائلات الطبقة الوسطي والنظرة المتعالية التي ينظر بها إليهم أفراد الطبقة الأرستقراطية. ويقال إن جين أوستن كانت تروي حكايتها الشخصية, فشخصية( إليزابيث) بطلة القصة فيها الكثير من صفات جين نفسها.. و الحب الذي ربطها ب( دارسي) يشبه العلاقة المميزة التي ربطتها بشخص ما لم تستطع الزواج منه لظروف فرضتها اعتبارات المجتمع في ذلك الوقت.. إلا أنها أعادت صياغة بعض أحداثها واختارت لها نهاية سعيدة.. ككل قصصها.. ربما هي بذلك تحاول أن تمنح بطلاتها السعادة التي لم تستطع أن تحققها هي في حياتها.. هي التي عاشت وحيدة لا تؤنسها سوي الكتابة. كما تدور الأحداث حول القانون السائد في تلك الفترة والذي يقضي بأنه في حالة وفاة شخص وليس لديه أبناء ذكور, فإن ممتلكاته تؤول إلي أقرب أقربائه من الذكور, تحولت الرواية إلي العديد من الأفلام السينمائية والتليفزيونية التي حققت بجانب الإعجاب النقدي والجماهيري أربعة ترشيحات أوسكار وستة في البافتا البريطانية وغيرها من المهرجانات والجوائز السينمائية. وقد تكون النسخة البريطانية التي أنتجت عام2005 من أفضل الأفلام التي جسدت هذه الرواية. تعتبر جين أوستن من أعظم الروائيات في الأدب الانجليزي, وذلك لتميز أعمالها بنكهة هزلية مفعمة بالحيوية وبرؤية دقيقة للعلاقات الانسانية. ولاتزال أعمالها تلقي النجاح نفسه الذي حظيت به عندما غزت الأسواق للمرة الأولي. .ولدت جين أوستن في عصر كانت الكتابة فيه حكرا علي الرجال.. ولم تكن هناك حركات نسائية وقتها.. وكل من كانت تكتب كانت تحبط محاولاتها.. ربما كان هذا السبب وراء إخفائهالأوراقها عند دخول أحد غرفتها,إلا أن والدها كان يشجعها دائما علي الكتابة. فشقت طريقها إلي عالم الكتابة في الرابعة عشر.كان هم جين وقتها أن تنقل الواقع الذي تعيشه بصورة روائية قصصية تقدم شخصيات تعيش وتحب وتكره وتنتهي حكاياتها نهاية سعيدة, علها بذلك تعوض ما لم تكتسبه في حياتها الواقعية.. تحكي لنا جين قصص الطبقات الارستقراطية التي عاشت بذلك العصر وكيفية تفكيرها. وتعد رواياتجين أوستن من أوائل الكتب التي ناقشت حياة النساء في أوائل القرن التاسع عشر,خاصة نساء الطبقة الوسطي وحللت مشاعرهن وضورت الحياة من وجهة نظرهن. قال عنها الروائي الانجليزي سومرست موم لقد وجدت المرأة نفسها عندما ولدتجين.