◄ أولياء أمور مدرسة ب «أبو النمرس»: لجان هندسية تقر بعدم صلاحيتها للترميم ◄ رئيس هيئة الأبنية التعليمية: قلة التمويل السبب الأول لتهالك المدارس
بالرغم من اقتراب الدراسة بالمدارس، فإن كثيرا من الأبنية التعليمية تعانى العديد من المشكلات، سواء نقص فى عدد المدارس أو تكدس بالفصول أو عدم إجراء الصيانة قبل بدء العام الدراسي. ولأن مناشدات الأهالى المستمرة لم تجد صدى لدى بعض المسئولين الذين يتركون المشكلات داخل الأدراج دون النظر إلى كم الأرواح المهددة نتيجة الإهمال فى صيانة المدارس، «تحقيقات الأهرام» توجهت إلى احدى المدارس التى تعانى من مشكلات فى بنيتها الاساسيه ب«أبو النمرس» بمحافظة الجيزة، لوضع الأمر أمام أعين المسئولين كنوع من التحذير قبل وقوع الكارثة، وهناك التقينا مجموعة من الأهالى الذين أكدوا وجود مشكلات لا حصر لها بمدرسة محمود فوزى وزاوية أبو مسلم الجديدة ، وهى «مدرسة واحدة» لكنها مقسمة إلى فترتين.
ألواح الصاج لاستكمال سور المدرسة
عيد فكرى صالح - أحد الأهالى وولى أمر أحد تلاميذ المدرسة قال إنه تم بناؤها منذ 43 سنة ومعرضة للانهيار فى أى لحظة مع أنه تم ترميمها منذ عام، حينما جاءت لجنة استشارية من كلية الهندسة بناء على طلب من الإدارة، وفى عهد المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، جاءت لجنة من الأبنية التعليمية وأكدت ان المدرسة لا تصلح للدراسة وأقرت بإغلاقها، وهذا القرار موجود فى مجلس المدينة منذ سبتمبر 2015 وتم تحويل المدرسة الى مدرستين أخريين قريبتين (الزاوية الإعدادية الجديدة والإيمان الابتدائية) حيث ان المدرسة فترتان فتم تحويل كل فترة على مدرسة لتقليل الكثافة، ثم جاءت لجنة أخرى من الأبنية التعليمية وأقرت ان المدرسة تصلح للدراسة ولم يتم تحويل الطلاب، ومن هنا حدث التضارب وتم إلغاء القرار الأول. وأضاف انه فى العام الماضى قامت قناة تليفزيونية بالتبرع وعمل إصلاحات للمدرسة عن طريق تركيب بلاط جديد ووضع مادة عازلة، ولكن الأساسات غارقة فى مياه راكدة 24 ساعة، ويضيف أن مساحة الفصل 6 7 أمتار يجلس بها من 110 أطفال إلى 120 طفلا. ويؤكد انه فى عام 2002 قامت احدى المنظمات الخاصة بتقديم مساعدتها للمدرسة، إلا أن اللجنة الهندسية المرسلة من قبل المنظمة أقرت ان المدرسة لا تصلح للترميم بسبب المياه الجوفية لأنه إذا تم إزالة بلاطه واحدة ستظهر مياه المجاري، إلا أن المنظمة قدمت أكثر من 50 جهاز كمبيوتر و»ديسكات» جديدة وقامت بتطوير دورات المياه بالمدرسة. ويطالب الأهالى بإحلال وتجديد المدرسة للمنفعة العامة، حيث ان الرطوبة وصلت للأدوار العليا، ولا يقبل أحد ان يدرس ابنه فى هذا الوضع غير الآمن، مشيرا الى انه تم إرسال لجنة من الهيئة لأخد مقاسات لمعرفة اذا تم هدم المدرسة وبناؤها مرة أخرى سيتم على اى مساحة، وقامت المهندسة المختصة بالقياس من اصغر نقطة بالشارع، فمساحة الشارع 8 أمتار قامت بالقياس من 6 أمتار، وقالت نترك مترين للتنظيم ولكننا نريد الاستفادة بكل متر لأنه يساعدنا على بناء أدوار أكثر تقلل من كثافة الأطفال بالمدرسة. ويشير أحمد على ولى أمر أحد التلاميذ - الى أن مدرسة الإيمان التى نود إرسال الأطفال إليها لحين الانتهاء من مشاكل المدرسة بها فصول خالية نظرا لقلة عدد المدرسين، على الرغم من ان لدينا خريجين كليات آداب وتربية وعلوم ولم يجدوا فرصة عمل ويعملون بمهن أخرى لأن مدير إدارة أبو النمرس يريد ان يلحقهم بالعمل كمتطوعين. ويوضح ان الصرف الصحى متوقف العمل به منذ عام 2008 ووفقا لمعلومات علمنا بها انه سيتم العمل به مع بدء الدراسة والخطورة هنا على أرواح الأطفال، فعند عمل الصرف الصحى وسحب المياه ستتحول المدرسة الى كوم تراب. ويطالب الأهالى بإحلال وتجديد مدرسة الإيمان التى يريدون نقل أبنائهم بها حيث انها حاليا مكونة من دورين بالإضافة إلى الأرضى ونريد رفعها الى أربعة ادوار ولكن ليس لديهم رخصة مبان، ولم يحصلوا عليها الا بمخاطبة رئيس مجلس الوزراء. «وعد بالدراسة» وبعد سماع شكوى الأهالى توجهنا الى اللواء يسرى عبد الله رئيس هيئة الأبنية التعليمية، لعرض الامر عليه، والذى أكد انه سيتم دراسة تلك المشكلة من جميع الجهات ومحاولة ايجاد حلول مناسبة لها، وقال إن قلة التمويل من قبل الدولة على مصروفات التعليم هو السبب الأول للإهمال والتهالك فى المدارس. وأكد انه فى إطار برنامج الحكومة لبناء 60 ألف فصل من خلال موازنة الدولة بداية من العام الحالى 2016/2017 قامت الدولة بتوفير التمويل المطلوب بمضاعفة موازنة هيئة الابنية بالإضافة الى إتاحة تمويل يكفى لإمكانية طرح مستهدف الحكومة، وعلى ضوء ذلك قامت الهيئة بتوفير 47 ألف فصل ضمن 3170 مشروعا بالتنسيق مع الجهات التنفيذية بالمحافظات والمحافظين لتوفير المشروعات والاراضى بالاماكن المحتاجة لخدمة المناطق المحرومة وتقليل الكثافات، كذلك تم طرح عدد 30 ألف فصل ضمن 2050 مشروعا خلال العام المالى السابق ومن المقرر طرح 30 الف جديد خلال هذا العام، فضلا عن تنفيذ وتسليم 75 الف فصل ضمن 740 مشروعا خلال العام المالى السابق ومن المقرر الوصول الى 15000 فصل حتى دخول العام الدراسى الجديد 2017 /2018 والوصول الى 20000فصل مع بداية الفصل الدراسى الثاني. ويضيف أنه فى اطار التعاون بين الحكومة اليابانية والحكومة المصرية فى مجال التعليم والتى تهدف الى تقديم الدعم الفنى فى عدة محاور لخلق بيئة لجودة التعليم بالمدارس الحكومية فى مصر لتطبيق نموذج التعليم المتكامل للطفل، أكد انه جار تنفيذ عدد 45 مدرسة كمرحلة اولى ضمن 24 محافظة، حيث انه من المتوقع تسليم 28 مدرسة مع بداية العام الدراسى الجديد، بالاضافة الى تطبيق التجربة فى مدارس قائمة، حيث سبق وتم تأهيل ورفع كفاءة 12 مدرسة وسيتم الاستكمال للوصول إلى 50 مدرسة كمرحلة أولي. ويوضح عبد الله ان الخطوة الثالثة لرفع جودة العملية التعليمية هى التوسع فى تنفيذ مدارس للمتفوقين بالمحافظات المختلفة، حيث بلغ عدد المدارس القائمة 11 مدرسة لخدمة 11 محافظة وجار حاليا تنفيذ 4 مدارس ليصل إجمالى المحافظات التى يوجد بها الخدمة 15 محافظة، ومن المقرر إنشاء 27 مدرسة لخدمة جميع المحافظات. وأشار إلى أن الخطوة الرابعة هى المرور على جميع المدارس الحكومية القائمة لإجراء الصيانات العاجلة المطلوبة والإبلاغ عن جميع المخالفات قبل بدء العام الدراسى الجديد، بالإضافة الى دفع العمل حاليا بجميع مشروعات الصيانة الجارية بالمدارس، لتسليمها قبل بدء العام الدراسى الجديد، وكذلك احلال وتجديد 540 سورا، مضيفا ان هناك بروتوكول تعاون مع وزارة الصناعة لتنفيذ مشروع تطوير ورفع كفاءة 89 مدرسة ثانوى فنى ومركز تدريب مهني. ويشير الدكتور كمال مغيث، الباحث بالمركز القومى بالبحوث التربوية، الى ان هناك مواصفات فنية للفصل الدراسى من حيث المساحة، حيث لابد من توافر 2 متر مربع للطالب، والفصل يكون بارتفاع 4 أمتار، بخلاف المبانى العادية. ومن حيث المواصفات الصحية يكون على جانبى الفصل شبابيك واسعة فى الجهة البحرية واعلى منها فى الجهة القبلية، للسماح بدخول تيار هواء فريش من ناحية الشمال يتنفسه الطلاب ويخرج ثانى أكسيد الكربون من الناحية الجنوبية. ويضيف: لابد من توفير وحدات كهربائية آمنة داخل الفصل، والباب يفتح للخارج وليس للداخل، ليحمى فى حالة اندفاع الطلبة لسهولة فتح الباب، مشيرا إلى أن عدد ادوار المدرسة لابد الا يزيد على 3 أدوار.