التحديات والمؤامرات الخارجية: بلا تهويل.. أو تهوين.. فإننا لسنا أمام «سايكس بيكو» جديدة كما يظن البعض!! أو أمام مخطط لتقسيم الوطن العربى إلى كيانات صغيرة تتقاتل فيما بينها، إذ يبدو أن هدف الغرب أخطر من ذلك بكثير.. وهو إخلاء الوطن العربى من سكانه بالحروب الأهلية، وإلغاء فكرة الدولة، وتجسيد مفهوم القبيلة فى أسوأ صورها، على أن يتم فى الوقت نفسه انتخاب سلالات عربية جيدة من البشر وتهجينها فى الدول الأوروبية التى توقف الإنجاب فيها إلى حد ينذر بكارثة وإعادة تشكيل الوطن العربى بعد ثورات أطلق عليها «الربيع العربي» والتى لم تكن «ربيعا» بل «جحيما» على المنطقة العربية، وربما الأنسب تسميتها «ثورات الربيع الإسرائيلي»، لأن إسرائيل بالفعل هى المستفيد الأول من الثورات المزعومة التى خلفت الدمار والتخريب والانقسامات فى العديد من الدول العربية مثل سورياوالعراق وليبيا واليمن، وللأسف بأموال ودماء عربية، ولكن الله سبحانه وتعالى كان للظالمين بالمرصاد، وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، وانتقل التوتر والإرهاب إلى الكثير من دول العالم، خاصة أوروبا وأمريكا. ثم متى يعدل «الخارج» عن سياساته وخططه لتدمير الإنسانية باسم «الحرية والديمقراطية».. وعشرات الرسائل منها «الالتزام البريطانى» أ. سالم عبدالحليم مشهور.. حول اعتراف تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بأنه يتحمل مسئولية قرار الحرب على العراق وأن قراره هذا نتج عنه التزام أدبى ومادى وأخلاقى من جانب دولته.. وكان نتيجة هذا الخطأ انهيار وتأثر عدة دول مجاورة.. ومن هنا يجب على الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان استثمار هذا «الاعتراف» ودراسة وتحديد ما يستحق العراق من تعويضات وأيضا التعويضات لدول أخرى بالمنطقة أضيرت بشكل غير مباشر.. مع ضرورة اعتذار بريطانيا «علنيا» طبقا للديمقراطية وحقوق الإنسان التى تتشدق بها على الدوام.. ورسالة «اعتراف بلير» أ. محمود حمدون.. يعد إقرارا بوجود «المؤامرة» ويؤكد فرضية المخطط المسبق لتفتيت المنطقة بكاملها لكنتونات صغيرة (كيانات سياسية صغيرة هشة)، وقد نجح المخطط فى كثير من دول المنطقة وهناك دول أخرى على المحك!! ولم تفلت من المؤامرة سوى مصر بعون الله وحماية قواتنا المسلحة.. ورسالة «أسوأ البشر» أ. صلاح فودة.. كان الله فى عونك يا مصر.. ذلك أن عدو الخارج معلوم، أما أعداء الداخل فهم بيننا يأكلون ويشربون ويحيون ويعملون ولكنهم فى الوقت نفسه يستعينون بالخارج لإلحاق الأذى بنا, والواقع أن هؤلاء الخونة سيكونون أول المضارين, ولن يقبلهم بعد ذلك «داخلا» حاولوا تدميره, ولا «خارجا» أغواهم لبيع أوطانهم مقابل حفنة دولارات, ورسالة «حالة استثنائية» د. محمود أبو النصر جاد الله.. متحدثا عن ألاعيب الدول الكبرى لترضية الشعوب المغلوب على أمرها.. ومنها تشكيل اللجان.. والمباحثات والمفاوضات والهدنات والمؤتمرات والمنتديات وعقد لقاءات القمم ومعاهدات الصلح, ولا طائل من وراء ذلك سوى الفشل وتضييع الوقت لخدمة مصالحهم هم.. ورسالة «إنى أتعجب» مصطفى محمد غيث.. عن تهكم الإعلام المغرض ضد مصر.. وإشارة إلى حوار فى إحدى الفضائيات بين مذيعة لامعة وأستاذ جامعي، وفى حوارهما اتفقا معا على أنه ليس هناك أى «مؤامرة» تحاك ضد مصر.. وأن تكرار القول أن الحال لدينا لم تصل إلى ما وصلت إليه سورياوالعراق واليمن وليبيا ما هو إلا «فزاعة» يرددها المسئولون.. وأقول لهؤلاء إن الحقيقة واضحة وضوح الشمس والكل يعلم ما كان مخططا لمصر.. فكفى بثا للسموم عبر قنواتكم الفضائية.. ورسالة «الوثائق السرية» أ. عصام عمر عبدالسميع.. تفضح وثائق «بنما».. وقبلها وثائق «ويكليكس» تلك الوثائق المسربة كثيرين من الرؤساء والأمراء والوزراء والمسئولين.. فهؤلاء يملكون «المليارات» المنهوبة من الشعوب الفقيرة بلا وازع من ضمير أو دين أو عقيدة.. و«حديث الحرية» أ.عماد عجبان عبد المسيح.. كيف استخدم الإنسان «الحرية»؟الواقع يقول إنه أساء استخدامها، خاصة فى الغرب وفى أمريكا المزروع فى أرضها تمثال الحرية؟ وذلك بتمردهم على القيم والمبادئ الأخلاقية، وهذا على العكس مما يحدث فى مصر.. التى تعتبر من أكثر دول العالم تمسكا بالقيم والأخلاق النبيلة التى تظهر فى أوقات المحن والشدائد.. ولا شك فى أن ذلك أنقذ مصر من وقوعها بين فكى الربيع العربى الذى خططت له أمريكا مع الأسف باسم «الحرية» بلا حدود تضبطها وها هى أمريكا تعانى ويلاتها ومتاعبها.. ورسالة «لن نركع.. ولن نجوع» أ.د. يسرى عبد المحسن.. متسائلا: لماذا يلاعبنا الغرب بورقة السياحة؟ وهل يتصور أحد أيا كان أنه يستطيع أن يتحكم فى إرادتنا؟.. فنحن شعب حر أبى بشهادة التاريخ ولم ولن نركع أو نستسلم أبدا لمقاطعة سياحية!! و«بوادر الحرب» عميد م. محمد عبد السميع عامر مراد.. نحن أمام ما يسمى «أجيال الحروب الجديدة» وخاصة الجيل الرابع الذى تم تطبيقه فى منطقة الشرق الأوسط وبصفة خاصة مصر.. وذلك بعيدا عن الأساليب التقليدية القديمة وهى اندلاع حرب كبيرة تغير العالم ثم تعيد ثروات الدول التى لا حول لها ولا قوة وهذا فى نظر الدول الكبرى عدل وقسمة عادلة؟! بل إنهم ربما يرون أن تلك الدول الضعيفة لا تستحق الحياة أصلا!! ولا تستحق الثروات التى حباها الله بها!! ويحذر كاتب الرسالة من أن الأحداث والصراعات الموجودة فى أنحاء العالم الآن تشير إلى قرب اشتعال حرب عالمية ثالثة.. والأطراف المتحاربة معروفة ومعروف أهدافها!! والولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا هما الطرفان الأقوي.. وسوريا وتركيا هم أخطر «الأدوات» التى يستغلها الطرفان الأقوى لإشعال الحرب التى لو بدأت بالفعل فسوف تشمل كل دول العالم. { نحن والولاياتالمتحدةالأمريكية «الجديدة».. لا شك فى أن سياسات الولاياتالمتحدة بعد انتخاب «دونالد ترامب» رئيسا لها قد يلحقها بعض التغييرات فى مواقفها ضد بعض الدول وتغييرات فى رؤيتها السياسية لإعادة قوتها وهيبتها وبريقها بعدما بدأ العالم حاليا يترقب سطوع نجم روسيا مرة أخري.. وظهور قوى أخرى كبرى مثل الصين.. وعشرات الرسائل منها «خارج السرب الأمريكي» أ.د. محمد محمود يوسف.. متسائلا: هل الولاياتالمتحدةالأمريكية دولة ديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان؟ وهل سياستها نحو العالم تتميز بالشفافية والمصداقية.. وإشارة إلى تجربة البرازيل التى كانت فى ظل التبعية الأمريكية لا تحصد إلا الديون والتضخم والبطالة والركود.. فكلما تمردت على تبعيتها لأمريكا.. انطلقت وحققت معجزة بكل المقاييس, وأصبحت نموذجا يحتذى به.. إذن أمريكا تروج للديمقراطية وحقوق الإنسان لا لاقتناعها بهذه أو تلك.. ولكن لكى تفرض هيمنتها على الدول الأخرى فإن خرجت بعض نظم الحكم خارج السرب الأمريكى ونجحت فى تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وقفت لها أمريكا بالمرصاد لوأد وإجهاض ما حققته من نمو ونهضة!! ويعتقد كاتب الرسالة أن ما يحدث فى مصر الآن ليس ببعيد عما حدث فى البرازيل. { السحر.. والساحر: «ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم.. وصدقت مصر حين حذرت العالم من أن الإرهاب لا دين له ولا وطن.. ولكن من يسمع؟؟ ومن يستجيب؟.. والأهم من يمول الإرهاب؟!.. ومن يساند «داعش» وأمثاله سرا.. ويلعنهم علنا؟ وما هو «حطب» الإرهاب الذى يهدد العالم كله؟؟ وهل الظلم والغدر والخيانة والسياسة العالمية «الملتوية» و«المغرضة» و«اللعب بمقدرات الشعوب».. هو أحد أهم أسباب الإرهاب العالمي.. وهل حقا من حفر حفرة لأخيه وقع فيها؟ وهل انقلب السحر على الساحر؟.. وبدأت دول العالم (الغرب وأوروبا وأمريكا) تعانى ويلات الإرهاب.. وعشرات الرسائل منها «التناقضات الأمريكية» لواء م. محسن على إبراهيم.. مشيرا إلى حادث تفجير ملهى للمثليين بولاية فلوريداالأمريكية الذى يعتبر بمثابة إعلان عن فشل أوباما وحزبه.. فقد تحول الحادث من حادث إرهابى بعدما تبين أن المتهم أمريكى من أصل أفغانى إلى حادث سياسى بين «أوباما» و«ترامب» وبين الحزبين الجمهورى والديمقراطى حول الخلاف الفكرى لحرية حمل السلاح.. وهو رسالة لأوباما.. والولاياتالمتحدة أنه على الباغى تدور الدوائر.. علهم يتعظون.. ورسالة «رأس الأفعى» أ.سمير محمد غانم.. معربا عن دهشته وتعجبه لحال وأموال الدول الكبرى صاحبة الأسلحة والمعدات المتطورة وأجهزة المخابرات التى تدعى أنها تسمع دبيب النملة لم تستطع أن تقضى على تنظيم «داعش» حتى الآن! ويتساءل عن الأسباب؟ ويجيب.. قد يكون من بينها أنها هى من أنشأت هذا التنظيم لكى يحقق لها مكاسب سياسية!! وأيضا يساعدها على تصريف إنتاج مصانع الأسلحة والذخيرة والمعدات التى يتحكم أصحابها فى إصدار القرارات.. ولكن التنظيم توحش لدرجة أنه يوجه ضرباته داخل هذه الدول التى يعتبرها «أيديولوجيا» دولا كافرة تستحق شعوبها القتل.. والذبح والحرق.. ويضيف: لا شك أن هذه الدول تستطيع أن تضرب رأس الأفعى وتسحق أذنابها فى وقت قصير جدا.. ولكن يبدو أن بعض هذه الدول تستفيد من بقاء «داعش».. ومازالت الرسائل كثيرة.. ويبقى السؤال؟.. ماذا فعل العرب لمواجهة التحديات الخارجية؟.. وكيف السبيل للخروج من هذا النفق المظلم الذى تعيش فيه المنطقة بشعوبها المغلوبة على أمرها؟؟.. { كيفية المواجهة.. والحلم العربى: بغير التضامن العربى الصادق والقوى فإن العواقب لن تكون فى صالحنا.. ورسالة «الائتلاف العربى» أ.عبد المجيد البسيونى.. من الواضح أننا أمام عالم يتشكل من جديد.. وخرائطه فى سبيلها للتغيير وفق رؤى ومتطلبات ومصالح الدول الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية.. ويقترح ضرورة تكوين ائتلاف قوى وفق رؤية قومية عربية مشتركة بحيث يتم تغليب المصلحة العامة للأوطان العربية والنظر بعين الاعتبار للمتغيرات القائمة حول العالم وتداعياتها الخطرة على المنطقة بأسرها وأن تقوم تلك الائتلافات على الصدق.. والمصارحة.. والمكاشفة.. والتوافق حفاظا على الشعوب والأوطان العربية.. وقبل أن أعرض الرسالة التالية.. أسأل مجددا: هل هناك أمل؟.. وهل هناك عمل مخلص لوجه الله والأوطان.. عمل ينفع الناس ويمكث فى الأرض ليحمى الأرض ويصونها؟ ورسالة «قمة الأمل» أ. د. على أحمد عبد النبى يقول: شدد القادة العرب فى «إعلانهم» على الإيمان الراسخ بضرورة توثيق أواصر الأخوة وتماسك الصف العربى انطلاقا من وحدة الهدف وتطوير العلاقات البينية وتجاوز الخلافات القائمة والتأسيس لعمل عربى بناء يراعى متغيرات المرحلة وتطلعات الشعب العربي.. ولكن كيف يتحقق ذلك فى ضوء غياب 14 من الزعماء العرب فى قمة أطلق عليها «قمة الأمل»؟!!!!... وعلى الجانب الآخر.. هناك من يقف متربصا بنا ومهددا لنا ويبنى أحلامه التوسعية فى المنطقة وفرض هيمنته عليها معتمدا.. ليس على قوته فحسب.. ولكن أيضا على تفرقنا!! ورسالة «التحدى الصارخ» أ.محمد الصفتى.. عقد رئيس الوزراء الإسرائيلى «نيتانياهو» اجتماعا لمجلس وزرائه مؤخرا معلنا عزمه ضم هضبة الجولان «المحتلة» لإسرائيل للأبد.. تصوروا؟!.. متحديا كل الأعراف والقوانين الدولية.. وضاربا عرض الحائط بكل ما تدعيه الولاياتالمتحدة من زعامتها للديمقراطية وما تزعمه دول الاتحاد الأوروبى من أنها حامية حمى حقوق الإنسان.. هكذا جاء التحدى صارخا!.. وقبل أن أختم هذا الملف أشير إلى ما حدث خلال العام المنصرم وهو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. ورغم أن عدد الدول المكونة لهذا الاتحاد تصل إلى 28 دولة.. فإن خروج دولة واحدة أثار الكثير من الغضب داخل بريطانيا وخارجها وانهارت البورصات العالمية واندلعت المظاهرات داخل بريطانيا مطالبة بعمل استفتاء ثان؟! لماذا حدث ذلك وما أسباب هذا الغضب.. الإجابة ببساطة لأنهم يعلمون تماما أن قوتهم فى وحدتهم.. فأين نحن منهم؟! ومتى نفيق من غفلتنا ونعمل من أجل وحدة أوطاننا لنكون أقوياء وأصحاب قرار؟. (الحلقة الأخيرة غدا) د. أحمد فوزى توفيق أستاذ بطب عين شمس وجبرتى بريد الأهرام