تشكيل ومهام وإجراءات لجنة رصد مخالفات ضوابط الدعاية لانتخابات مجلس الشيوخ    التعليم العالي: 28 ألف طالب سجلوا لأداء اختبارات القدرات    مصر تتوقع انتهاء المراجعة 5 و6 لصندوق النقد سبتمبر أو أكتوبر المقبل    وزير البترول يؤكد على أهمية التكنولوجيا المتطورة لتحقيق نقلة نوعية بقطاع التعدين    «السياحة» تدرج أماكن صحراوية جديدة لجذب محبي المغامرة والطبيعة    خامنئي: مستعدون للدبلوماسية والقوة العسكرية في مواجهة الضغوط النووية    الرئيس العراقي يدعو إلى منع انزلاق المنطقة إلى مزيد من الصراع    بوريل: الاتحاد الأوروبي سمح باستمرار الإبادة الجماعية في غزة    بسبب تهريب 2 مليون لتر وقود.. إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية في خليج عمان (تفاصيل)    بيراميدز يبدأ الاستعداد للموسم الجديد غدًا    محمد إبراهيم يفوز برئاسة الاتحاد العربي لرياضة الفنون القتالية المختلطة «MMA»    تقارير: راشفورد يدخل دائرة اهتمامات ليفربول    ماذا قال مودريتش بعد انضمامه إلى إي سي ميلان؟    شرط ليفربول لبيع دياز ل بايرن ميونخ    عصى وحجارة بسبب الجيرة.. الأمن يضبط طرفي مشاجرة عنيفة في الشرقية بعد تداول فيديو الواقعة    تموين دمياط: خطة شاملة لضبط الأسواق وتأمين غذاء المواطنين    النيابة تستعجل تقرير «الحماية المدنية» حول حريق «حضانات السيارات» بالإسكندرية (تفاصيل)    مدمن يقتل زوجته الحامل لرفضها تعاطيه المخدرات في المعادي    أوقاف السويس تنظم ندوة بعنوان نعمة الماء وحرمة التعدي عليها    كوميديا ودراما اجتماعية.. "ريستارت" يحصد 91 مليون جنيه منذ عرضه    بدء عرض فيلم الشاطر بسينما الشعب في 6 محافظات    لميس الحديدي بعد انتهاء تعاقدها مع المتحدة: فخورة بما قدمت.. وإلى تجربة إعلامية جديدة قريبا    شروط التقديم لمدارس التمريض 2025.. التنسيق وأماكن الدراسة والرابط    منصة جديدة وفرص تدريبية واعدة.. الصحة تعيد رسم خريطة السياحة العلاجية وطب الأسنان    صحة المنيا: الولادة القيصرية خطر يهدد الأمهات.. ودعم الطبيعية محور ندوة علمية موسعة    انطلاق المرحلة 3 من 100 يوم صحة بشمال سيناء.. المحافظ: أولوية قصوى للرعاية الطبية الشاملة    ضبط 126.9 آلف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    «الإسكان» تنفذ حملات إزالة لمخالفات بناء وإشغالات بعدد من المدن الجديدة    حكومة غزة: "مؤسسة غزة الإنسانية" أداة استخباراتية خطيرة    دعوة مصرية.. واستجابة صينية    أكاديمية الشرطة تستضيف دورتين تدريبيتين بالتعاون مع الصليب الأحمر    مد غلق طريق الدائرى الإقليمى حتى 1 أغسطس فى هذه الأماكن    "رحمة" تلحق بأشقائها الأربعة.. تسلسل زمني لمأساة هزت المنيا    "فيديو مفبرك".. حيلة سائق لابتزاز شرطي والهروب من مخالفة بالجيزة    المرور: غلق كُلي بمدخل الشروق 1 لمدة 14 يومًا بسبب أعمال تطوير    وزارة الصحة تنظم دورة تدريبية للكوادر المالية والإدارية    وزير الري يناقش السيناريوهات المختلفة لإدارة المياه في مصر    تحفيظ وتهذيب وتوعية.. مساجد جنوب سيناء تُحيي رسالتها الروحية    ناصر عبد الرحمن يقدم ورشة كتابة السيناريو بمهرجان بورسعيد السينمائي    منير وتامر حسني يحتفلان بطرح "الذوق العالي" بحضور بنات محمد رحيم    صناع مسلسل "فات الميعاد" ضيوف برنامج "هذا الصباح" غدًا على شاشة إكسترا نيوز    العلم .. والقدرة    صراع خليجى على نجوم الأهلى    لاعب الزمالك السابق: زيزو كان يحب النادي.. وكيف يفرط الأهلي في قندوسي؟    وزير الإسكان يلتقي المدير الإقليمي لمجموعة معارض ومؤتمرات "سيتي سكيب" لبحث التعاون المشترك    موعد المولد النبوي الشريف والإجازات المتبقية في 2025    بعد 12 عامًا.. خلفان مبارك يغادر الجزيرة الإماراتي    إنقاذ مصاب من موت محقق بعد تعرضه للدغة أفعى سامة بمستشفى أجا المركزي    «عبد الغفار»: حملة «100 يوم صحة» تقدم خدمات مجانية عالية الجودة    بالتنسيق مع الأزهر.. الأوقاف تعقد 1544 ندوة بشأن الحد من المخالفات المرورية    اعرف حظك اليوم.. وتوقعات الأبراج    قصور الثقافة تواصل برنامج "مصر جميلة" بورش تراثية وفنية في شمال سيناء    موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر.. كم يومًا إجازة للموظفين؟    قتلى ومصابون جراء قصف روسي على عدة مناطق في أوكرانيا    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعلنا لنعمك شاكرين وبقضائك راضين    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025    ما حكم اتفاق الزوجين على تأخير الإنجاب؟.. الإفتاء تجيب    انتهك قانون الإعاقة، الحكومة الإسبانية تفتح تحقيقا عاجلا في احتفالية لامين يامال مع الأقزام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



1000 شخصية مصرية وعربية وقعت عليها لتقسيم المنطقة وتسلمها أوباما.. "الأهرام العربي" تنشر النص الكامل ل "وثيقة الخيانة"
نشر في الأهرام العربي يوم 21 - 05 - 2014

بحلول الأسبوع المقبل يكون عارهم قد أتم 5 سنوات .. ففى 22 مايو 2009 وقع عدد من المصريين والتونسيين والليبيين والسوريين والسعوديين داخل العالم العربى وخارجه على وثيقة استرحام للرئيس الأمريكى الجديد آنذاك باراك حسين أوباما للتدخل من أجل أن تحصل شعوب الشرق الأوسط على الديمقراطية .. وكان الاسترحام عاجلا والخطاب مفتوحا بحجم انفتاح أموال بيت الحرية ( فريدوم هاوس) على جيوب السادة النشطاء .. الذين شهدوا بأعينهم بعد 18 شهرا من هذا الاسترحام تداعى أوطانهم وانهيار مجتمعاتهم تحت مظلة وهم كبير أطلقوا عليه اسم «الربيع العربى»!
كان الرئيس الأمريكى المنتخب أوباما قد أمضى 4 أشهر فى المكتب البيضاوى بوصفه الرئيس 44 للولايات المتحدة بعدما سحق خصمه السيناتور الجمهورى جون ماكين .. وفى تاريخ توقيع الاسترحام لم يكن هناك أى أفق لتخيل أحداث رابعة العدوية، وبالتالى لا دلالة أو سياق للشهور الأربعة التى انتظر خلالها الموقعون لمناشدة الرئيس الرابع والأربعين التدخل للإطاحة بحكامهم ومساندة الإسلاميين للوصول للسلطة بوصفهم سلميين لا يمكن إقصاؤهم عن الديمقراطية كونهم أضخم الجماعات المعارضة فى الشرق الأوسط !!
وثيقة استدعاء الولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط تمت برعاية مباشرة من بيت الحرية (فريدوم هاوس) الجهة الراعية الأبرز للجماعات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان والنشطاء العرب وبالذات أولئك المنخرطين للنخاع فى الترويج لفكرة الإسلام السياسى الديمقراطى .. وبفلوس هذه المنظمة التى تأسست عام 1941 والتى يمولها الصهيونى جورج سوروس تم فى 2005 تمويل مركز دراسة الإسلام والديمقراطية فى واشنطن لصاحبه رضوان مصمودى ليكون منصة لإعداد الإخوان المسلمين لتولى السلطة من الأنظمة العربية الحليفة لواشنطن وتحت شعار: أن هدف هذا المركز أن يكون فى العالم الإسلامى (مواطنة فاعلة) تم التفاعل بين هذه المنظمة ومنظمة أمريكية غير حكومية أخرى اسمها مؤسسة (قانون الشارع) وهى كما تصف نفسها منظمة تعمل على تطوير نظم تعليم تقوم بإعادة تعريف قيم العدالة والديمقراطية فى العالم !!
وفى 2009 كان مشروع الديمقراطية فى الشرق الأوسط المعروف اختصارا بعبارة (بوميد) وهو المشروع الذى يستهدف بوضوح مطلق فرض القيم الديمقراطية الأمريكىة فى الشرق الأوسط عبر تأمين الدعم الدائم لأنصار الديمقراطية فى العالم العربى .. كان هذا المشروع قد اخترق تماما العشرات من المنظمات الممولة فى مصر وشمال إفريقيا واليمن وغيرها من بلدان المنطقة .. وكانت أهم ثمار هذا المشروع هو هذا الاسترحام الذى حظى بأكثر من 2000 توقيع لمواطنين عرب وأمريكيين وجنسيات أخرى .. وعلى هذه الوثيقة جاء توقيع شادى حميد الذى لا يزال يمارس مهامه لليوم فى هيئة مدراء هذا المشروع .. وهو بالأساس مستدعى من مهامه كباحث بمشروع علاقات الولايات المتحدة بالعالم الإسلامى وهو المشروع الذى تشرف عليه مؤسسة اليهودى حاييم سابان لسياسات الشرق الأوسط .. والذى تحتضنه مؤسسة بروكينجز الأمريكية .. من قطر !!
الوثيقة التى تؤرخ لعار خيانة الأوطان صدرت فى ظل جهود كبيرة بذلها النشطاء والجماعات الحقوقية لترويج فكرة أن الخيانة والعمالة هى مجرد .. وجهة نظر ، وان استدعاء أمريكا لنشر الديمقراطية فى العالم العربى والإسلامى هو عمل وطنى وأن التمويل الأجنبى فى العمل السياسى ليس بدعة .. مادامت الدول والأنظمة السياسية تتلقى المعونات .. وكان هذا المنطق وراء الكارثة الكبرى التى تحياها مجتمعات الخراب العربى فى 2014 .. إذ إنها بررت بدورها نسق المال السياسى المتدفق لحساب جماعات العنف والإرهاب .
لكن الأهم أن عددا لا بأس به من الموقعين على هذه الفضيحة التى تتسربل فى رداء الوثيقة لا يزالون حتى وقت كتابة هذه السطور يمارسون العمل السياسى والاجتماعى والإعلامى والحقوقى .. ومنهم من يرى لهذه اللحظة أن أمريكا هى الحل .. وأن الإسلاميين براءة من العنف والإرهاب براءة الذئب من دم ابن يعقوب .. واحد من أبرز الموقعين هو الدكتور سعد الدين إبراهيم صاحب مركز ابن خلدون وناظر مدرسة التمويل الأجنبى فى العمل السياسى فى مصر .. وإلى جواره السيدة داليا زيادة عن منظمة تدعى الكونجرس الأمريكى الإسلامى بالقاهرة !!
وبالمقابل قائمة العار تضمنت أيضا طارق حجى الرجل الذى كشف عن تلقى سعدالدين إبراهيم عشرات الملايين من الدولارات من الشيخة موزة قرينة حاكم قطر السابق .. ومن مصر أيضا نجد أسماء غريبة وعجيبة لا أحد منهم حصل على أى تفويض ولو من الشارع الذى يقطن به لمناشدة أوباما للتدخل فى مصر .. ومن هذه الأسماء إسلام شلبى من الجامعة الأمريكية بالقاهرة (وقتذاك 2009) ومجاهد مليجى الصوابى، الذى عرف نفسه فى الوثيقة على أنه صحفى سياسى مصرى .. ورفيق رسمى سمعان وأيمن شوقى ورضا محمد حسن العزبى (قال عن نفسه إنه من كلية العلوم بدمياط) والإخوانى عبد المنعم محمود، والطبيبة دونا يوسف، والرئيس التنفيذى لمركز ابن خلدون مدحت خفاجى، ومحمد إبراهيم شاكر من المجلس المصرى للعلاقات الخارجية (!!) ومحمد بسيونى، أستاذ المناعة بطب المنيا، وناشط مهم يدعى أحمد صلاح الدين على، والدكتورة سميحة محمد غريب، وهشام محمد، ومعتز الفجيرى من معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان .. ومجدب المشمشى من أحد متاجر البصريات، ومحمد جودة الذى يعمل بوزارة التعليم، والمهندس أشرف حمدى، وتاريمان عبد القادر من مؤسسة المرأة المصرية للقانون وثقافة السلام، وعبده إلياس وأسامة فاروق وسيد حسين وسعيدة أحمد كمال حلوجى، ونورا عليم، ومحمد على وسامح محمود مبروك وعدلى محمد حسنين (وهذا من مركز البحر المتوسط لبرامج التنمية المستدامة) وسارة الأشعل ومحمد بشير، وأحمد سامح فرج (مركز الأندلس لدراسات التسامح ونبذ العنف) وعلى الفيل (المؤسسة الوطنية للعدالة الانتقالية .. نكرر انتقالية فى عام 2009 أى قبل أن يعرف الشارع المصرى هذا المصطلح بعامين كاملين!!) والسيدة ماجدة سيد أبو المجد التى عرفت نفسها على أنها رئيسة تحرير والسيدة ليلى ذهنى وصبرى الباجه والطبيبة مروة الخولى ومحمد الخولى وعلى عبد الحليم المهندس الميكانيكى .. والمفاجأة: عبد العظيم حماد الصحفى بالأهرام ورئيس تحرير جريدة الشروق فى هذا الوقت !! المصريون لم يكونوا وحدهم فمن العرب والمصريين الأمريكيين سواء من مزدوجى الجنسية أو ممن تنازلوا عن جنسياتهم الأصلية نجد راندا سليم من صندوق روكفلر لتمويل المنظمات ودينا جرجس من منظمة اسمها «أصوات من أجل مصر الديمقراطية» وعمار عبد الحميد من مؤسسة ثروة والليبى على أبو زقوق وأنيسة مهدى الصحفية والسيد أحمد صبحى منصور الذى يعرف نفسه بأنه أحد أهم أعضاء المركز القرآنى الدولى وإيفون حداد وممتاز أحمد وأمين محمود من تحالف المصريين الأمريكان .. ومحمد فاضل من كلية القانون بجامعة هامبتون ورضوان زيادة من مركز سياسات حقوق الإنسان فى جامعة هارفارد وعاطف سعداوى، الذى يزعم أنه من محررى مجلة الديمقراطية التى تصدر عن مؤسسة الأهرام .. ومنى الطحاوى وجمال الدين ريان وعماد الدين شاهين ونبيلة حمزة وحمدى عبد العزيز الناشط الحقوقى من القاهرة وشادى طلعت من اتحاد المحامين للدراسات الديمقراطية والقانونية ومنى درويش والمهم للغاية رائد الشرطة المفصول .. عمر عفيفى الذى وقع على الوثيقة بصفته ( حقوق الناس)!!
هذه الوثيقة حملت أيضا توقيع منصف المرزوقى .. نعم هو المرزوقى الحالى فى تونس ومن موريتانيا الشيخ أحمد ولد سيدى وعثمان بكار من ماليزيا وأسماء خضر من الأردن، والعراقى أسامة التكريتى، وطاهر مصرى من الأردن، وخالد المعينا من السعودية، وعماد الدين أحمد من معهد منارة الحرية، وأبو بكر الشنقيطى ونادر هاشمى وصلاح عزيز من الجمعية الأمريكية للأكراد واللبنانى زياد عبدالنور والحاخام اليهودى أرثر واسكو من مركز شالوم وسامر شحاتة من المركز الدولى للباحثين وودرو ويلسون وسامر لبدة وسلام المراياتى من مجلس العلاقات الشعبية الإسلامى والباكستانى فايز رحمان والإمام سيد مصطفى القزوينى من المركز الإسلامى التعليمى بمقاطعة أورانج، وعبيدة فارس وأنور إبراهيم من حزب عدالة الشعب بماليزيا، وإحسان داغى من تركيا وسانتانينا رسول من الفلبين، واللبنانى سعود المولى من المجلس الإسلامى للحوار والعدالة والديمقراطية والسوريان محمد حبش وأسامة قاضى من المركز السورى للدراسات السياسية والإستراتيجية والعراقى قيس جواد العزاوى الصحفى بجريدة الجريدة ببغداد ورولا داشتى من الكويت وزينة أنور من ماليزيا وهادى شلوف من المحكمة الجنائية الدولية من باريس والصومالى عبد الله محمود نور والليبى سليمان بوشويقير والسعوديان محمد محفوظ وخالد المعينا من صحيفة عرب نيوز والمغربى عبد السلام بللاجى واليمنى حافظ البوكارى ومحمد غزال وعماد شاهين وشريف منصور ونبيلة فرج وغيرهم مما شملتهم الوثائق ويمثلون عدة دول!!
الخطير أن أغلب هذه الأسماء وبالذات من الذين يعيشون ببلاد المهجر فى أمريكا وكندا ينتمون لمؤسسات إسلامية أو ذات صلة بالتنظيم الدولى للإخوان المسلمين .. وهو ما يفسر دفاع الاسترحام عن البلاء الحسن الذى قامت به الأحزاب الإسلامية وضرورة دعم أمريكا له .. فهم فى غالبهم بحسب وثيقة الاستدعاء الأمريكى للمنطقة.. «لا عنفيين».. وقد تمت ترجمتها على أساس أنهم سلميون فى هذه الوثيقة التى يندى لها جبين أى وطنى .. حتى لو كان مستوطنا للصحارى الخالية !!
تسلمها أوباما..النص الكامل ل «وثيقة العار»
عاجل وخطاب مفتوح
22 مايو 2009
الرئيس باراك حسين أوباما
البيت الأبيض 1600 طريق بنسلفانيا- ش غ
واشنطن العاصمة 20500
عزيزى السيد الرئيس..
قبل كل شىء، نهنئكم على انتصاركم فى نوفمبر. وكالعديد من غيرنا حول العالم، نجد أنفسنا متفائلين وملهمين. أن انتخابك هو برهان على وعد أمريكا المتواصل بأن تكون أرضا للفرص والمساواة والحرية. وتمثل رئاستك فرصة تاريخية لتكريس مسعى جديدا للشئون الخارجية وعلى الأخص فى العلاقة المضطربة مابين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى.
لقد أصاب شغاف قلوبنا وعدك بأن تتفهم وتنصت إلى آمال وطموحات العرب والمسلمين، إن إدارتك بغلقها معتقل جوانتانامو وتحريمها للتعذيب، ستوحى بقدر متعاظم من الثقة ما بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى. وفى الشهر الماضى، وخلال أول لقاء تليفزيونى كبير لك، استمع ملايين العرب لدعوتك للاحترام المتبادل على واحدة من أكبر القنوات التليفزيونية مشاهدة فى الشرق الأوسط، ما شجعهم على التوصل إلى أنك تحمل حلا للنزاع الفلسطينى - الإسرائيلى بوصفه أولوية عاجلة، كما وجدوا برهانا على ذلك بتعيينك السيناتور جورج ميتشيل كمبعوث عنك. إن التواصل المبكر مع شعوب المنطقة فى رئاستك هى خطوة لا يستهان بها، ولكنها خطوة يتوجب اتباعها بخطوات من خلال تغيرات سياسية راسخة .
إن تحسين العلاقات ما بين الولايات المتحدة والأمم الشرق أوسطية هى ليست ببساطة مسألة تغيير لبعض السياسات هنا أو هناك. فلأمد بعيد كانت السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط مضللة من جذورها.. فالولايات المتحدة ولنصف قرن كانت غالبا ما تدعم أنظمة قمعية تنتهك حقوق الإنسان وتعذب وتسجن أولئك الذين يجرأون على انتقادها، وتمنع مواطنيها من المشاركة فى الفاعليات السياسية والمدنية السلمية. لقد كان يفترض أن يخدم دعم الولايات المتحدة للحكام الديكتاتوريين العرب المصالح القومية الأمريكية والاستقرار الإقليمى ولكنه فى الحقيقة أنتج إقليما تمزق بشكل متزايد بالفساد المستشرى والتطرف وعدم الاستقرار .
وخلال خطاب تنصيبه الثانى، تعهد الرئيس بوش بألا تدعم الولايات المتحدة الطغاة، وأن تقف بلاده إلى جوار أولئك النشطاء والإصلاحيين الذين يقاتلون من أجل التغيير الديمقراطى. ومع ذلك فإن إدارة بوش سرعان ما أدارت ظهرها لديمقراطية الشرق الأوسط بعدما أبلت الأحزاب الإسلامية بلاء حسنا فى الانتخابات فى أنحاء المنطقة.. إن هذا لم يؤذ مصداقية الولايات المتحدة وأسخط الديمقراطيين وأفضى لتقوية شوكة المتطرفين فى المنطقة فحسب، وإنما بعث أيضا برسالة قوية للحكام الديكتاتوريين بأن بوسعهم توكيد سلطانهم وسحق المعارضة دونما هوادة .
ولكى تتم إعادة بناء العلاقات على أساس من الاحترام المتبادل فمن المهم للغاية أن تكون الولايات المتحدة فى الجانب الصحيح من التاريخ، بالنظر إلى الحقوق المدنية والإنسانية والسياسية لشعوب الشرق الأوسط، إذ لا شك أن شعب الشرق الأوسط يتطلع إلى حرية وديمقراطية أضخم، ولقد برهنوا لأنفسهم القدرة على القتال من أجل ذلك، وكل ما يريدونه من إدارتك هو الالتزام بتشجيع الإصلاح السياسى.. ليس من خلال الحرب أو التهديدات أو الإملاءات.. ولكن من خلال سياسات سلمية تكافىء الحكومات بخطوات إيجابية معتبرة تجاه الإصلاحات الديمقراطية الجذرية.. والأهم أنه يتوجب على الولايات المتحدة ألا تتردد فى أن تجهر بالإدانة عندما يعتقل ظلما نشطاء المعارضة فى مصر والأردن والعربية السعودية وتونس أو غيرها. وفى حال الضرورة يتوجب على الولايات المتحدة استخدام قدراتها الاقتصادية والدبلوماسية المعتبرة للضغط على حلفائها فى المنطقة عندما يفشلون فى تلبية المعايير الأساسية لحقوق الإنسان.
إننا نتفهم أن اتخاذ مثل هذه الخطوات سيشكل صعوبات ومعضلات، وعليه فإن الفعل القوى مطلوب اليوم بأكثر مما كان مطلوبا على الإطلاق.. فلأمد بعيد كانت السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط مشلولة بالخوف من أن تصل الأحزاب الإسلامية للسلطة، وبعض من هذه المخاوف مفهومة ومشروعة كون بعض الإسلاميين يدافعون عن سياسات غير ليبرالية، وعليهم أن يقدموا المزيد لإظهار التزامهم بحقوق المرأة وحقوق الأقليات الدينية، وكذا قدرتهم على التسامح مع معارضيهم.. وبرغم ذلك فإن أغلب الجماعات الإسلامية المألوفة فى المنطقة سلميون ويحترمون العملية الديمقراطية .
وفى عدد من البلدان، بما فيها تركيا وإندونيسيا والمغرب، أمكن من خلال الحق فى المشاركة فى انتخابات المفتوحة ذات المصداقية بالقدر المعقول، أن تتحول الأحزاب الإسلامية للاعتدال، كما أمكن تعزيز التزامهم بالتقاليد الديمقراطية. ونحن قد لا نتفق مع بعض ما يتوجب عليهم قوله، ولكننا إذا ما رغبنا فى التبشير بالديمقراطية وممارستها فإننا ببساطة نجد أنه من المستحيل إقصاء أضخم الجماعات المعارضة فى المنطقة من العملية الديمقراطية.. وفى ذات الوقت، من الخطأ أن نوجز مستقبل المنطقة فى مجرد النظر للخيار ما بين الأنظمة الشمولية والإسلامية.. ذلك أن ترويج الانفتاح الديمقراطى فى المنطقة سيمنح الأحزاب العلمانية والليبرالية الفرصة لتأسيس وجودهم، وبث أفكارهم للجماهير بعد عقود من القمع تركتهم ضعفاء مهمشين. إن المزيد من المنافسة ما بين الأحزاب ذات الخلفيات الأيديولوجية المتنوعة سيكون أمرا صحيا للتنمية السياسية فى المنطقة .
باختصار، إن بأيدينا فرصة غير مسبوقة لأن نبعث برسالة واضحة للعالمين العربى والإسلامى: إن الولايات المتحدة ستدعم أولئك المتطلعين للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. وأنت يا سيادة الرئيس قد أشرت إلى مثل هذه الرسالة أخيرا فى خطاب تنصيبك عندما قلت: لأولئك الذين يحكمون قبضتهم على السلطة من خلال الفساد والخداع وإسكات المعارضة.. اعلموا أنكم فى الجانب الخاطىء من التاريخ، ومع ذلك سنمد أيدينا إذا ما كانت لديكم الإرادة لبسط قبضتكم.
إننا على وعى تام بأن تفاقم الاقتصاد العالمى سوءا، واستمرار التحديات فى العراق وإيران وباكستان وأفغانستان، وكذلك الإصلاح السياسى والتقدم باتجاه الإصلاح الديمقراطى فى الشرق الأوسط كلها أمور تتزاحم مع الأولويات فى أجندتكم.. ولأن السياسة غالبا تتعلق بخلق الخيارات الصعبة إلا أننا – ومع انشغالكم بالعديد من الأولويات الشرق أوسطية الأخرى- نحثكم على أن تقوموا بتقديم الإصلاح الديمقراطى واحترام حقوق الإنسان بوصفه معيارا أساسيا فى انخراطكم مع الأنظمة العربية والشعوب العربية .
وإجمالا، نكتب إليك هذا الخطاب لنظهر إيماننا العميق بأن دعم الديمقراطيين والديمقراطية فى الشرق الأوسط ليس فى صالح المنطقة فحسب، ولكنه أيضا فى صالح الولايات المتحدة بالقدر ذاته. وربما الأهم أن ما نتخير فعله مع هذه القضية المهمة قد يسفر عن قدر كبير من قوة القيم الديمقراطية الأمريكية فى هذا العصر الجديد، وكذلك ما إذا كنا سنقرر من عدمه أن نحترم هذه الأفكار وأن نطبقها فى الشرق الأوسط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.