بينما يستعد الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، للتوجه إلى القاهرة فى الرابع من يونيو المقبل، لإلقاء خطابه إلى العالم الإسلامى. وجه 1350 مفكرا عربيا وأمريكيا وأوروبيا رسالة لأوباما دعوه فيها إلى أن يكون تعامله مع حكومات المنطقة العربية وقادة العالم الإسلامى مشروطا بتطبيق معايير واضحة من الديمقراطية والحريات. وجاء فى الرسالة: «باختصار، نحن الآن إزاء فرصة غير مسبوقة لإرسال رسالة واضحة للعالم العربى والإسلامى، مفادها أن الولاياتالمتحدة سوف تساند مطلب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فى الشرق الأوسط». وذكروا أوباما بأنه عبر بنفسه عن هذه الرسالة فى خطاب التنصيب فى العشرين من يناير الماضى عندما قال: «لأولئك الذين يتمسكون بالسلطة عن طريق الفساد والخديعة وإسكات الرأى المخالف، أقول: أعلموا أنكم فى الجانب الخاطئ من التاريخ، ولكننا سنمد أيدينا إليكم إذا كنتم مستعدين لأن ترخوا قبضتكم». وأردف الموقعون على الرسالة، ومن بينهم 450 من الولاياتالمتحدة و900 من دول العالم المختلفة، أنه «لا يمكن بناء علاقة يسودها الاحترام المتبادل بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى إلا إذا استعادت الولاياتالمتحدة دورها التاريخى، وساندت الشعوب العربية فى تحقيق مطلب الديمقراطية والحقوق الإنسانية والسياسية والمدنية». وأكدوا أن «الشعوب العربية فى اشتياق إلى الحرية والديمقراطية، وقد أثبتوا رغبتهم فى الدفاع عنهما، وكل ما يرجونه من إدارتكم هو الالتزام بتشجيع الإصلاح السياسى، لا عن طريق الحروب والتهديدات والقهر طبعا، ولكن عن طريق سياسات سلمية تهدف إلى مكافأة الحكومات التى تخطو خطوات جادة تجاه إصلاح ديمقراطى حقيقى». وشددوا على أهمية ألا تنساق الولاياتالمتحدة ل«فزاعة» الأحزاب الإسلامية، والتخوف من وصولها للحكم لو طبقت الديمقراطية كما تقول النظم الاستبدادية، مؤكدين أن «الاشتراك فى انتخابات حرة فى العديد من الدول الإسلامية، مثل تركيا وأندونيسيا والمغرب، قد أدى إلى تعميق الالتزام بالقيم الديمقراطية لدى الأحزاب الإسلامية». ومن أبرز الموقعين على الرسالة: أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا السابق، والدكتور سعدالدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية بالقاهرة، ورضوان مصمودى (تونسى أمريكى)، رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية، والمفكر الأمريكى. فرانسيس فوكوياما، مؤلف كتاب نهاية التاريخ، ومورتون هالبرين، المدير السابق لإدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية، وجنيفر ويندسور، المدير التنفيذى لمؤسسة الضغط الأمريكية «دار الحرية»، وروبرت كاجان، من مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى.