أثار الخطاب الذى قرر 80 باحثا ومفكرا عربيا وإسلاميا إرساله إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما الثلاثاء المقبل، والذى نشر على موقع "المسلم الأمريكى" ردود أفعال متباينة من مثقفين ونشطاء مصريين. فالخطاب يطالب أوباما بعدم تقديم الدعم لمن وصفهم بالحكام "المستبدين" والضغط على الأنظمة الحاكمة بمصر والسعودية والأردن اقتصادياً، ودبلوماسياً حتى تتوقف تلك الدول عن انتهاك الحقوق المدنية للمواطنين. ما اعتبره مراقبون يستهدف العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة مع اقتراب موعد زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة. أوباما لن يضغط لأجل الإصلاح الديمقراطى بالمنطقة: وعلقت الدكتورة منار الشوربجى أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية على الخطاب قائلة، إن تأثيره على زيارة الرئيس مبارك إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية يتوقف على كيفية الإعداد لهذه الزيارة، وإذا ما كانت هذه القضايا مطروحة على أجندة النقاش بين الرئيسين أم لا. وقالت إن الكثيرين يمارسون ضغوطاً على الإدارة الأمريكية بشأن الكثير من القضايا، ومن بينها القضايا الخارجية، لأن الإدارة الأمريكية اعتادت أن تعمل بنظام الضغط. وحول ما إذا كان أوباما سيستجيب للضغوط والنداءات الخاصة بالإصلاح الديمقراطى فى الشرق الأوسط تؤكد الشوربجى، أن الإدارة الأمريكية الحالية تجيد إعادة النظر فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة تلك التى سنها بوش الابن. وأضافت أن هناك ثلاث قضايا أساسية على أجندتها فى التعامل مع الخارج، وهى إعادة العمل على تسوية سياسية للصراع العربى الإسرائيلى، الحوار مع إيران وسوريا، وتحسين صورة الولاياتالمتحدة فى العالم العربى والإسلامى. مشيرة إلى أن كل قضية منهم تفرض على الإدارة الأمريكية العمل والتنسيق مع تلك الدول وليس العكس. وقالت الشوربجى، إن الولاياتالمتحدة تعلم أنها تحتاج إلى تعاون مصر والسعودية والأردن فى القضايا الإقليمية، ومن ثم فإن إدارة أوباما من غير المتوقع أن تمارس ضغوطاً لإحلال الديمقراطية بالمنطقة. لا علاقة له بزيارة الرئيس مبارك: هذا فيما يرى الدكتور حسن وجيه أستاذ التفاوض والعلاقات الدولية بجامعة الأزهر أن الخطاب الموجه لأوباما لا علاقة له بزيارة الرئيس مبارك لأمريكا، وقال إن تلك المناشدات موجهة من كل أنحاء العالم لحث أوباما على تنفيذ وعوده التى أبرمها خلال ترشيحه وبعد توليه الرئاسة. ووصف وجيه القضايا التى تتناولها الرسالة بالعالمية، وأنه من المتوقع إثارتها فى أى حديث مع الولاياتالمتحدة دون التقيد بموعد زيارة الرئيس. ويتوقع الدكتور حسن وجيه أن تكون هناك ردة فعل من إدارة أوباما تجاه الضغوط التى تمارسها جمعيات حقوق الإنسان، إلا أنه أعرب عن عدم تأكده من اتجاهات ردود أفعال الرئيس الأمريكى، فى حين مال للاعتقاد بأن أوباما سيستمر فى سياسات الإصلاح، ولكن بشكل مختلف عن بوش حيث سيتبع لغة الحوار أكثر من غيرها. أوباما لا يختلف عن بوش: الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان قال، إن مصر تتعرض للضغوط طوال الوقت، وأن خطاب من هذا النوع ليس جديداً، كما لن يكون جديداً أن تستجيب الإدارة الأمريكية لمثل هذه الضغوط. وأعرب عودة عن عدم ثقته فى أن تكون إدارة أوباما مختلفة عن إدارة سابقه، الأمر الذى يجعل التنبؤ بردود أفعال الإدارة الحالية على مثل هذه المطالبات صعباً. والدليل على ذلك طبقاً للدكتور جهاد عودة أن الرئيس الأمريكى الجديد لم يصدر وثيقة للشرق الأوسط حتى الآن. 80 مفكراً عالمياً يطالبون أوباما بوقف دعم الحكام المستبدين