شهدت ختام عروض الأفلام بمركز الإبداع الفني، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفيلم القصير، مساء أمس السبت، حدثين استثنائيين جمعا بين الاحتفاء بالكتابة السينمائية وتكريم مسيرة فنية امتدت لعقود خلف الكاميرا. البداية جاءت مع تكريم الكاتبة عبير عواد عن كتابها "مروان حامد – كلمات.. ألحان.. ألوان حين يتحقق الشغف لتتجسد الفكرة"، والذي يتناول المسيرة الفنية للمخرج مروان حامد من خلال بحث معمق يربط بين الرؤية الإخراجية وتكامل عناصر الإبداع السينمائي. وعبرت عبير عواد عن سعادتها بهذا التكريم، مؤكدة أن الكتابة عن السينما تمثل مساحة جامعة لكل أشكال الفنون، ومجالا رحبا لتلاقي الصورة بالكلمة والموسيقى بالفكرة. وفي الحدث الثاني، كرم رئيس المهرجان وحيد صبري الفنان عباس صابر، بمناسبة فيلم "البحث عن عباس صابر"، من إخراج دينا أبو العلا، حيث منح درع النقابة تقديرا لمشواره الطويل في السينما المصرية. وألقى عباس صابر كلمة مؤثرة قال فيها إن الفرص قد تتأخر لكنها تأتي تباعا، مشيرا إلى انتظاره أكثر من 60 عاما للعمل أمام الأضواء بعد رحلة طويلة خلف الكاميرا، معبرًا عن سعادته الكبيرة بالفيلم وبالالتفات إلى مسيرته. واستشهد بقول الله تعالى: «إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا»، مؤكدا أن العطاء الحقيقي لا يضيع. كما استعاد صابر محطات إنسانية وفنية من رحلته، بدءا من نشأته في حي باب الشعبية، مرورا بتجربته مع المخرج العالمي يوسف شاهين، وصولا إلى مشاركته في تجارب دولية، مؤكدا أن حب العمل هو سر الاستمرار، وأن السينما كانت ولا تزال شغفه الأول. من جانبها، أعربت المخرجة دينا أبو العلا عن امتنانها للتكريم، وللدعم الذي حظي به الفيلم، لاسيما على مستوى ضيوف الشرف الذين شاركوا فيه، كالمخرج خالد يوسف والسيناريست منسي أبو سيف، مؤكدة أن الفيلم يمثل تحية صادقة لمسيرة فنان ظل يعمل في صمت لسنوات طويلة. واختتمت الأمسية وسط تصفيق حار من الحضور، في ليلة كرست قيمة الوفاء لذاكرة السينما وصناعها، وأكدت على دور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفيلم القصير في الاحتفاء بكل أشكال الإبداع السينمائي، أمام الكاميرا وخلفها.