بالتزامن مع بدء شهر رجب، أحد الأشهر الحرم، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الله سبحانه وتعالى خصَّ الأشهر الحرم بمكانة عظيمة، وميّزها بخصائص روحية وتشريعية جعلتها مختلفة عن باقي شهور السنة الهجرية. وأكد المركز أن تعظيم هذه الأشهر واجب شرعي، لما لها من حرمة خاصة وأثر كبير في سلوك المسلم وعبادته. ما هي الأشهر الحرم؟ والأشهر الحرم هي أربعة أشهر: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، لما لها من فضل عظيم ومكانة رفيعة في الشريعة الإسلامية. خصائص الأشهر الحرم كما أوضحها الأزهر وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى أن للأشهر الحرم عدة خصائص، من أبرزها: مضاعفة الأجر والذنب في الأشهر الحرم يُضاعف الله سبحانه وتعالى لعباده الأجر والثواب على الطاعات، كما يُضاعف الإثم والذنب لعِظم حرمة هذه الأشهر ومكانتها، ما يستوجب الحرص على الإكثار من الأعمال الصالحة والبعد عن المعاصي. تحريم القتال فيها ومن أبرز خصائص الأشهر الحرم حرمة القتال، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ...﴾ [البقرة: 217]، وهو ما يؤكد عظم شأن هذه الأشهر وحرمة انتهاكها. تشديد حرمة الظلم وشدد المركز على أن الظلم في الأشهر الحرم أعظم إثمًا، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم...﴾ [التوبة: 36]، وهو توجيه رباني بضرورة التزام العدل واجتناب الظلم بكافة صوره. اشتمالها على عبادات موسمية عظيمة وتتميز الأشهر الحرم باجتماع عدد من العبادات والفرائض الكبرى التي لا تجتمع في غيرها، ومنها: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، إضافة إلى ليلة الإسراء والمعراج – على المشهور. دعوة لاستثمار شهر رجب وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن شهر رجب يمثل فرصة عظيمة للمسلمين لمراجعة النفس، والاستعداد الروحي لشهري شعبان ورمضان، من خلال الإكثار من الطاعات، والابتعاد عن المعاصي، وتعظيم ما عظمه الله.