تعرّف زوّار معرض جدة للكتاب 2025 على أسس بناء القصة الجذابة وعناصر التشويق في السرد، وذلك خلال ندوة حوارية بعنوان «صناعة حكاية مشوّقة»، تحدّث فيها الدكتور وليد الشعلان، وأدارها الأستاذ عبدالعزيز بن حميد، ضمن البرنامج الثقافي الذي امتد على مدى عشرة أيام، بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وسط حضور لافت من الكتّاب والمهتمين بالأدب وصناعة المحتوى السردي. وأكد الشعلان أن التشويق يُعد من الركائز الأساسية لأي عمل أدبي ناجح، مشيرًا إلى أن القصة الجيدة تحتاج إلى سرد واعٍ يُحسن إدارة الأحداث وبناء الشخصيات، ويحافظ على انتباه القارئ منذ البداية حتى النهاية. وأوضح أن طرائق السرد شهدت تحوّلات واضحة في العصر الحديث نتيجة تطور الوسائط وتنوّع أشكال التلقّي، وهو ما يفرض على الكاتب مرونة أسلوبية ووعيًا بأدواته الفنية، مؤكدًا أن الوصول إلى عمل مشوّق لا يعني بالضرورة صلاحيته للتحويل السينمائي، إذ تبقى بعض الأعمال أكثر تأثيرًا حين تظل في فضاء الكتاب. ووجّه نصيحة للكتّاب الشباب بعدم التردّد أو الخجل من طرح نصوصهم ومناقشتها، مشددًا على أهمية خوض التجربة الإبداعية بوصفها سبيلًا لصقل الموهبة وتوسيع دائرة التأثير. وتحدّث عن تجربته الشخصية في تحويل أحد أعماله إلى فيلم سينمائي، واصفًا إياها بالتجربة الملهمة التي فتحت له باب التعرّف عن قرب على عالم السينما، ووسّعت أفقه الإبداعي. واستعرض عددًا من أعماله الأدبية، متناولًا المراحل التي مرّت بها منذ الفكرة الأولى حتى النشر، وصولًا إلى تحويل بعضها إلى أفلام وثائقية، إلى جانب إصداراته العلمية، في تجربة تجمع بين السرد الأدبي والعمل البحثي. وجاءت الندوة ضمن الفعاليات الختامية لمعرض جدة للكتاب 2025، الذي اختتم أعماله بعد عشرة أيام من الحراك الثقافي المتنوّع، مؤكّدًا دوره بوصفه منصة جامعة للمعرفة، ومجالًا رحبًا لتلاقي الأدب والفكر والإبداع، بإشراف وتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة.