شهدت محافظة الأقصر، صباح اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025، الاحتفالية السنوية لتعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعابد الكرنك، والتي تُعد إعلانًا رسميًا لبداية الانقلاب الشتوي ودخول فصل الشتاء. وشارك في الحدث مئات السائحين من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة هذا المشهد الفلكي والهندسي الفريد الذي يجمع بين عبقرية المصريين القدماء وجمال الطبيعة.
تُعتبر ظاهرة تعامد الشمس على معبد آمون رع إحدى أبرز الظواهر الفلكية والمعمارية في مصر، حيث يظهر قرص الشمس عند شروقها على المحور الرئيسي للمعبد، ليتعامد على الأماكن المقدسة مثل الفناء المفتوح وصالة الأعمدة وقدس الأقداس، في مشهد بديع يمزج بين العلم والدين والهندسة.
وأوضح صلاح الماسخ، مدير معابد الكرنك، أن بداية رصد الظاهرة كانت منذ عام 1998 بمعرفة المركز المصري الفرنسي لدراسة آثار الكرنك، مؤكداً أن المحور الأساسي للمعبد يحدد فلكيًا بداية فصل الشتاء، وهو ما كان المصري القديم يعبر عنه بفلسفة معمارية وهندسية دينية مرتبطة بموسم الإنبات وبداية الحياة الجديدة.
ويُعد معبد آمون رع أحد أكبر معابد الكرنك، وقد صممه المصريون القدماء بمحور شمسي متقن يتوافق مع الفصول، بحيث يشير شروق الشمس في 21 ديسمبر إلى بداية الشتاء، بينما يشير غروب الشمس في 21 يونيو إلى بداية الصيف. وتستمر الاحتفالية السنوية لتعامد الشمس كأحد أهم الأحداث الفلكية في مصر والعالم، لتسليط الضوء على إبداع الفراعنة في دمج العمارة مع علم الفلك.