المجتمع المصري منقسم حاليا إلي ثلاث فئات كبري فئة تعتبر ان الاخوان ومرشحهم هم الخيار الامثل للوصول بالبلاد إلي ما تتمني من رقي وتقدم.. ويدخل في اطار تلك الفئة مجموعة لاتري مانعا في اعطاء الاخوان ومرشحهم فرصة لاثبات صدقهم وقدرتهم علي التنفيذ, وهذه الفئة تتهم كل من يرفض مساندتها ويساند المرشح الآخر بتهم تثير حفيظة الطرف الآخر وتشعره بالخوف علي ما سيحدث اذا تمكنوا أكثر من ذلك. الفئة الثانية تناصر الفريق شفيق لاسباب مختلفة لكنها في النهاية تري فيه الشخص المناسب وانه برغم عمله مع النظام السابق إلا أنه قادر علي القيام بعملية اصلاح كبري والوصول بالبلاد إلي بر الأمان.. وان الاتهامات بالعودة إلي الوراء ماهي إلا محاولة للتشويه لان ذلك مستحيل عمليا وهذه الفئة تتهم من يناصر الاخوان بالسعي لاقامة دولة لا مكان بها للديمقراطية. وان اي معارض سيتحول إلي خارج علي طاعة ولي الامر مع اتهامات في دينه.. وانه اذا كان الطرف الاول يتهمهم من الآن بذلك فكيف سيكون الوضع لو وصلوا للرئاسة؟ طرف ثالث يمثل نصف الشعب تقريبا لايري ان ايا من الفريقين يصلح لتولي قيادة المرحلة.. ولكن هذه الفئة ليس لديهم شخص متفق عليه ولايعارضهم عليه بقية الأطراف. كما أنه لم يعد لهم مرشح في السباق.. وهذه الفئة تتعرض لضغوط شديدة وخاصة من الطرف الاول.. ضغوط تصل إلي الاتهام بالخيانة للامانة اذا لم يناصروهم.. وكأنهم ليسوا ذوي عقل يميز يستطيع الاختيار.وبالتأكيد فإن أي محاولة أو تفكير في التوفيق بين هذه الفئات أو المجموعات يدخل تحت بند المعجزات.. لذا وامام هذا الوضع لابد ان نعلم الآتي: اذا كان من حق كل مجموعة ان تري انها علي صواب.. فليس من حقها ان تسفه الآخرين أو تتهمهم.. لا في نيتهم ولا في وجهة نظرهم. ان طريق الاصلاح طويل.. وليس بالضرورة ان اكون القائد لكي اقوم بالاصلاح.. او ان يكون الاصلاح إما عن طريقي وبطريقتي وإلا فلا! اذا لم نعمل لنعيش سويا ونرتقي سويا دون اقصاء وتهميش وتخوين واتهامات فلن نتقدم سواء فاز هذا الطرف أو ذاك. فلنبدأ بتغيير أنفسنا ولنعمل شيئا غير اتهام الآخر, ولنقل خيرا أو لنصمت. د. محمد أحمد عبدالحي أستاذ الطب النفسي بجامعة طنطا