نهاد أبو القمصان: الأحزاب الدينية تستهدف السيطرة علي عقول النساء ظاهرة غريبة لا يقبلها عقل : نساء يتظاهرن ضد حقوق المرأة ! .. القيادات النسائية للأحزاب الاسلامية مارست هذا الاحتجاج ضد المجلس القومي للمرأة وللمطالبة بما أسموه " الغاء قانون الخلع والرؤية والحضانة " بحجة الحفاظ علي كيان الأسرة وتحت زعم انها قوانين لا تقرها الشريعة الاسلامية. وأعلنت نساء الأحزاب الاسلامية التضامن مع مايسمي باتحاد الرجال المتضررين من قانون الأسرة . وشهد الأسبوع الماضي واقعتين غريبتين الأولي محاولة اقتحام مقر المجلس القومي للمرأة ورفع شعارات مناهضة للسفيرة ميرفت التلاوي رئيسة المجلس ونهاد أبوالقمصان أمينة عام المجلس ، والثانية اثارة الفوضي والشغب داخل الصالون الثقافي بدار الأوبرا من قبل عضوات حزب الحرية والعدالة تحت قيادة منال أبو الحسن أمينة المرأة بذات الحزب بحجة حضور د. آمنة نصير واعتذار السفيرة ميرفت التلاوي لسفرها الي الخارج مما أدي الي عدم انعقاد ندوة الصالون الثقافي بدعوي أنها كانت في الأساس مناظرة.. ولتفسير ما حدث وما يحدث كان ل "الأهالي " هذا الحوار مع نهاد أبو القمصان . سمعنا أنك تقدمت ببلاغ ضد المتظاهرات أمام المجلس بسبب ما طالك من اساءة ؟ لم أقم بتقديم بلاغ ولكن المجلس القومي للمرأة هو من قام بذلك لما تم من اساءة وسب للمجلس وأعضائه واتهامه بالخروج عن الدين وألفاظ أخري يعاقب عليها القانون . ولكن المتظاهرات طالبن بالغاء بعض قوانين الأسرة بدعوي أنها قوانين الهانم. هذا خداع للشعب المصري ولا يليق أن يحدث لأن نفس هذه الأسطورة ترددت بعد مقتل السادات وقيل عن بعض قوانين الاصلاح الاجتماعي في ذلك الوقت انها قوانين جيهان السادات فهذا تشويه سياسي مكرر لمجموعة لاتري أن هناك ضرورة لوجود اصلاح اجتماعي وتسعي لتجهيل الشعب المصري حتي يمكن السيطرة عليه ، فهذا تغليف سياسي بصرف النظر عن المسميات سواء كان سوزان مبارك أو جيهان السادات .وهذا ليس له علاقة من بعيد أو قريب بالقوانين المصرية . هناك قوانين كثيرة كانت نتيجة نضال عشرات السنين ، وعلي سبيل المثال يكفي أن نذكر أن تعديل قانون الجنسية لمنحها للأبناء من مصريات متزوجات من أجانب كان أول من طرحه هم النواب المحترمون لحزب التجمع في البرلمان سنة 1983 وفي هذه الفترة لم تكن سوزان مبارك موجودة علي الخريطة السياسية من الأساس. كيف تفسرين اقدام قيادات نسائية علي محاربة قوانين تمنح المرأة بعض حقوقها ؟ الحقيقة هذا توجه ليس له علاقة بالمرأة ولكن تستخدم فيه المرأة لكونها عمود الأسرة المصرية واذا كان لديها وعي وادراك مثلما قال حافظ ابراهيم " الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق " تستطيع مواجهة حاكم مثل المرأة التي صوبت لسيدنا عمر حديثه داخل المسجد وقالت له ان ما يقوله خطأ فكان رده اصابت امرأة وأخطأ عمر، وهذا عكس المتبع حاليا وأحيلك الي واقعة منشورة بالصحف بوجود شخص اختلف مع الشيخ المحلاوي في الاسكندرية فقام الأخير بطرده من المسجد! هناك أمور ملتبسة حول طبيعة ندوة الأوبرا .. أين الحقيقة ؟ هناك خطأ وقع من طرف الأوبرا حيث أن هناك فرقاً بين الصالون الثقافي وبين المناظرة السياسية .. والمعلومات التي كانت لدينا تشير الي انه صالون ثقافي دعيت اليه رئيسة المجلس القومي للمرأة للتحدث عن أوضاع المرأة في مصر ودور المجلس ولا أدري لماذا حولته الأوبرا والقائمون عليها الي " فخ "بهذا الشكل ؟ .. وهذه مسألة لابد أن يسألوا عنها خاصةً أن المناظرة السياسية مكانها الأحزاب السياسية أو الفضائيات مع التأكيد في الدعوة علي انها مناظرة أما الصالونات الثقافية فمن المفترض انها مكان هاديء للتفكير بعمق والمناقشة تكون عقلانية وليس كما علمنا باستخدام " للحشد الاتوبيسي" ! ولكن نساء الاخوان تري أن قانون الخلع لعب دوراً في انهيار الأسرة المصرية وتفككها؟ هذا تسويق سياسي يتم من خلاله تضليل المجتمع بقوة والحقيقة في ظل ما يتوافر من معلومات وبيانات هذا ادعاء كاذب علي سبيل المثال يذكر في احصائيات وزارة العدل ان هناك ارتفاعا في نسبة الزواج في مصر وتراجع نسبة الطلاق وهذا أمر منطقي حتي في ظل المرحلة الانتقالية.. فمثلا في العراق بعد سقوط صدام تراجعت نسبة الطلاق في المجتمع العراقي وتشير احدي الدراسات الي ان سبب التراجع هو الرغبة في الاحساس بالأمان وأن الأسر أصبحت تتغاضي عن الصغائر حفاظا علي وحدتها لأن الوضع الامني في البلد أصبح غير ايجابي.. ولذلك نحن أمام عملية تضليل متعمد وهناك احصائية حول موضوع الخلع مدرج بها أن نسبة 3% من اجمالي حالات الطلاق في مصر هي بالخلع و97 % هي حالات طلاق عادية يقوم بها الرجل.. ولذلك يجب عليهن أن يبذلن مجهودا أكبر مع الرجال حتي يحافظن علي البيوت أكثر من ذلك . فالقضية ليست القوانين وأنما السعي لتحويل المرأة الي كائن ضعيف وهش ولا يملك القدرة علي التفكير النقدي والاختيار الصحيح من أجل توجيهها في الاختيار أينما يشاءون . ويتم التعامل مع المرأة علي أعتبار انها جزء من المعارك الانتخابية ليس أكثر. وأخيرا ما المحاور الرئيسية التي تهتمين بها عبر موقعك كأمين عام للمجلس القومي للمرأة ؟ بوجه خاص أنا مهتمة بالمرأة الفقيرة والمهمشة داخل المجتمع رغم أن هؤلاء ثروة بشرية لقيام العديد منهن باعالة أسر كاملة وقيامهن في نفس الوقت بدور الأم والأب في كثير من الأحيان . لذلك سيبذل المجلس جهداً مكثفاً لحصول هذه المرأة علي حقها في العدالة الاجتماعية وتوفير فرص عمل لها لتشارك في النهوض الاقتصادي فأن الآوان لتنال حقها من التعليم والصحة والحياة الكريمة.