عقب التفجير الانتحارى الذى طال شارع استقلال الشهير بإسطنبول، كان طبيعيا أن تتجه أنظار عشاق الفن السابع فى عموم الأناضول إلى القائمين على «مركز الثقافة والفنون»، والذين تساءلوا: ماذا عساه ان يفعل بالنسبة للدورة الخامسة والثلاثين لمهرجانه السينمائى؟ فهو كمؤسسة يقع مقره على مرمى البصر من نهاية شارع الاستقلال، وأحداثه تنطلق من بداياته على بعد خطوات من ميدان «تقسيم» الأشهر بكل البلاد، وبين البداية والنهاية، وعلى امتداده وفى منحنياته وأروقته وأركانه تجرى الفاعليات اليومية على مسرح الحياة بهذا «الاستقلال» النابض بالحركة والحيوية وإن اكتساه بعض الحزن. ويبدو أن أى خطوة نحو تأجيل الحدث الفنى الأبرز الذى سيكون فى الحقيقة إلغاء ، سيتم ترجمتها على الفور بأن هدف الإرهاب والإرهابيين قد تحقق ، وهنا أتخذ قرار التحدى والمضى قدما فى تدشين العرس السينمائى بنفس الموعد الذى تم تحديده مسبقا قبل الجريمة الانتحارية السبت 19 مارس الماضى، وهكذا سيرفع الستار عن أولى لياليه ابتداء من بعد غد الجمعة وسيكون الافتتاح بفيلم «منتصف ليل خاص» للأمريكى « ليفف نيوكلاس» . وخلال لياليه العشر سيشاهد الجمهور من خلال عشر قاعات ، 223 فيلما منها 187 فيلما روائيا طويلا، تمثل 65 دولة من قارات العالم الخمس، ويحتويها 25 قسما، تتصدرها المسابقة الدولية، ويرأس لجنة تحكيمها الأرجنتيني «بابلو ترابيرو» وفيها يتنافس 15 فيلما من فرنسا وكندا وبلغاريا والمكسيك وبولندا والمانيا والتشيك وليتوانيا وقرغيستان وكرواتيا وأخيرا شريط تركى المانى مشترك بعنوان «الجمرة من إخراج » زكى دمير كوبوز » . ومحليا يتسابق 12 فليما تركيا جميعها من إنتاج عامى 2015 و2016 وترأس لجنة تحكيمها الممثلة التركية البارزة « موجدا آر » والملاحظ واللافت فى المسابقتين سيطرة ما يمكن تسميته بسينما المؤلف فمعظم الأفلام قام مخرجوها بكتابتها. وعوضا عن عدم الوجود العربى فى المسابقة الدولية تمكن الفيلم الفلسطينى « 3000 ليلة». الذى كتبته واخرجته مايا مصرى وشاركت فى انتاجه الأردنوالإمارات ولبنان وفرنسا من دخول المنافسة بسينما حق الانسان ضمن 10 افلام من السويد وسويسرا وإيطاليا وارومانيا وكولومبيا والصين والهند وبلجيكا وتركيا ، وتحت شعار المساواة والعدالة بين الرجل والمرأة واحتفاء بالنساء الاكثر شجاعة ، سيكون الشريط نفسه ضمن 15 عملا سينمائيا من توقيع نون النسوة، وذلك فى المسابقة التى ستقيمها لأول مرة فى مهرجان هذا العام المؤسسة الاوروبية لدعم سينما المرأة ، وخصصت جائزة قدرها 30 ألف يورو للفائزة، بحيث تستخدمها فى شريطها الجديد وبجانب الفلسطينية تدخل التونسية «ليلى أبو زيد» بفيلمها الذى كتبته ايضا «وأنا افتح عينى» وشاركت كل من الإماراتوفرنسا وبلجيكا فى إنتاجه. ويكرم المهرجان ثلاثة من قدامى السينمائيين الأتراك وهم الممثلة سوزان أفجي، والمخرج أولكو آركالايان، والمنتج شرف الدين جور، وعلى صعيد السينما العالمية تم تخصيص قسم خاص يضم أحدث عشرة أفلام لكبار المخرجين منهم الإيطالى ماركو بيلوتشيو والفرنسى فيليب جاريل، والإسرائيلى آموس جيتاي، والجورجى أوتار لوسيلياني، والمكسيكى آرتوريو ريبستين. وفى الجزء الخاص بمنتخبات المهرجانات ، يعرض 21 فيلما سبق ونالت جوائز كبرى فى كان وبرلين والبندقيه ، منها التونسى «نحبك هادي» للمخرج محمد بن عطية وكتبه ، وبالنسبة لسينما الشباب ، سيرى رواد المهرجان 12 عملا من كولومبيا ونيبال وكندا وكوستاريكا وإسرائيل والبرازيل والمكسيك وبلجيكا والسويد.