أغذية الشوارع قنابل متحركة!

تسبب الإصابة بأمراض خطيرة وتأثيرها أعلي علي الأطفال والسيدات

تعتبرأغذية الشوارع قنابل من الأمراض المتحركة بما فيها بعض المطاعم غير النظيفة والتي لا تراعي الاشتراطات الصحية, حيث تنتشر عربات الفول والكشري والكبدة في معظم الشوارع والميادين, وأصبح من المعتاد للمواطن رؤية الباعة بالأرصفة لديهم مختلف الأطعمة والمشروبات بين الأتربة والأدخنة مع انتشار الحشرات, وبجوارهم أواني الغسيل التي يتكرر استخدام المياه بهاعشرات المرات لإعداد الطعام, ومع ذلك يكون زبائنهم من مختلف المستويات من الموظفين والعمال.
في الوقت الذي يحذر فيه الخبراء من خطورة تناول مثل هذه الأغذية التي تمتلئ بالملوثات المسببة لكل الأمراض الخطيرة والمزمنة علي رأسها الفشل الكلوي والكبدي والسرطانات بأنواعها.
يري الدكتور محمد كمال يوسف أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية بكلية الزراعة بجامعة أسيوط وعضو أكاديمية العلوم الأمريكية أن إقبال المواطن علي هذه الوجبات يرجع إلي أنها أطعمة رخيصة وشعبية, بما لا يقارن بأسعار المحال والمطاعم ويتناسب مع مستوي دخلهم فمعظمهم زبائن دائمون ممن يرتبط عملهم بالشارع من المهنيين والحرفيين, ويتعاملون مع باعة الأطعمة والمشروبات المنتشرين الذين لا يحملون شهادات صحية تثبت خلوهم من الأمراض, مع غياب النظافة والوعي الصحي وهذا يكشف أن أكثر من90% مما نأكل خارج المنزل من الأغذية الصناعية أو أغذية الشوارع, تسبب معظم الأمراض المنتشرة والمزمنة. ففي أغذية الشارع مواد سامة وهي لا تظهر مباشرة, كما أن أهم الملوثات البيئية حتي للخضر والفاكهة تتمثل في البكتيريا والفطريات وهي أخطر ملوثات الأطعمة بسبب سوء وطول فترة التخزين, بالإضافة إلي التلوث بالمواد السامة وبالتسمم الغذائي بمادة السولانينوالنتراتوالمواد المضافة للخضر والفاكهة أثناء إعدادها وتصنيعها مثل الألوان والمواد الملونة والمنكهات ومكسبات الطعم, وأيضا تلوثها بالمعادن الثقيلة كالرصاص والكادميوم والزئبقوالزنك والنحاس,والتي تصيب الخضر والفاكهة المزروعة علي جوانب الترع والزراعة بمياه الصرف الصحي والصناعي والطرق والبحيرات وبجوار الطرق الرئيسية والمصانع.

الخطر الصحي
ويضيف الدكتور محمود الشربيني أستاذ العناية المركزة بجامعة القاهرة إلي أن بعض العاملين في سوق الغذاء يمثلون خطرا صحيا للمستهلك يكون ناتجا عن عدم معرفتهم بشروط حفظ الطعام من التلوث والتلف أو عدم توافر المرافق العامة في مكان البيع أو تجهيز الطعام, فإنه من الضروري منع بيع أغذية اللحوم والكفتة ومنتجاتها والاسماك والارز والخضراوات والكشري والمكرونة والفواكه خاصة من المصادر المجهولة, لأن بيعها في الشارع يعرض الأغذية بجميع أنواعها للتلوث. ومع حلول فصل الصيف, تزداد الخطورة نتيجة لارتفاع درجة الحرارة.
غياب شروط النظافة
ويضيف الدكتور عاصم أنور أبو عرب رئيس الجمعية المصرية لسلامة الغذاء ورئيس قسم سموم وملوثات الغذاء بالمركز القومي للبحوث أن معظم أطعمة الشوارع مطهية بزيوت معاد استخدامها مرات كثيرة, مما قد تحفز الإصابة بالتهابات المعدة.
وأشار إلي أنه ينتشر في الشوارع والمحال, وعلي نطاق كبير بيع اللحوم والدواجن المشواة علي الفحم ونتيجة لذلك تتولد مركبات تعرف بالهيدروكربونات العطرية وهي مركبات سامة بعضها قد يسبب أمراضا سرطانية لذا ينصح دائما بعدم استخدام الفحم في الشي, والبعد عن استهلاك الأغذية المطهية عليه, يضاف إلي ذلك أن تعرض المستهلك للدخان المتصاعد من الشي وما يحتويه من هذه المركبات يمثل خطورة كبيرة. ويشمل التلوث مركبات كيمائية, مثل الفورمالين وماء الأكسجين الذي قد يضاف إلي الألبان السائلة للحفاظ عليها من الفساد والألوان, والتي تضاف للعصائر والمشروبات والحلوي دون معرفة مصدرها, وكذلك المعادن الثقيلة مثل الزئبق والرصاص التي قد تؤدي إلي الإصابة بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي أو الكبدي أو بعض أنواع الأورام علي المدي البعيد في حالة إساءة استخدامها أو استخدام أنواع غير مصرح بها, أو بإضافة كميات أكثر من المسموح به, كما لابد من وضع بعض التدابير الوقائية علي الفول السوداني المصري نتيجة لتلوثه بأحد السموم الفطرية المعروفة بالأفلاتوكسين, وهو ما ثبت علميا علاقته بالإصابة بالسرطان والإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي أ.

الرقابة الغائبة
ويضيف الدكتور محمد الغريب بجامعة طنطا أن معظم الأغذية المعروضة في الأسواق والمحال وحتي الفنادق لا تخضع للرقابة في صناعتها وتكون غالبا مجهولة المصدر, فتتعدد أنواع الملوثات التي يمكن أن تؤثر علي صلاحية الغذاء للاستهلاك الآدمي, كما يحدث في بعض حالات الإصابة بالحمي التيفودية( ميكروب السالمونيلا) وربما تؤدي الإصابة إلي الوفاةالتي تنتج من عدم الطهي لدرجات الحرارة الكافية عند إعداد الهامبورجر وساندويتشات الكفتة, كما يحدث التلوث عند تناول الخضراوات السلاطة دون غسيلها جيدا, أو الاسماك المملحة, وتزداد خطورتها عليالأطفال والنساء في فترة الحمل وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة. وتسبب وفاة الجنين والإجهاض المتكرر.