وزير التعليم العالي يستقبل وزير الدولة للعلوم والسياحة بولاية ساكسونيا الألمانية    محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني    بشرى سارة لمليون أسرة مصرية.. لا حاجة للدروس الخصوصية بعد قرار وزارة التعليم    الأوراق المطلوبة للتقديم في المدارس المصرية اليابانية ولماذا يزيد الإقبال عليها ؟.. تعرف علي التفاصيل    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يستقبل القيادات الكنسية المسيحية لتعميق روح الانتماء والمواطنة    عضو ب«الشيوخ» يدعو لتعميم منظومة تسويق الأقطان الجديدة في جميع المحافظات    «تنمية المشروعات» يمول 111 ألف مشروع بقرى «حياة كريمة» ب3.1 مليار جنيه    المشاط تناقش التحديات الإقليمية والدولية مع مسئولي مجموعة البنك الدولي    مسئولو "الإسكان" يتابعون سير العمل بالمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان    تباين مؤشرات البورصة في مستهل تعاملات اليوم الثلاثاء    الجيش الإسرائيلي ينسف عددا من المنازل شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    عُمان تعلق العمل بالمدارس.. وتُعلن الدراسة عن بُعد لسوء الأحوال الجوية    وزير الخارجية يزور أنقرة ويلتقي نظيره التركي.. نهاية الأسبوع    الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين بالضفة    بيرناردو: دي بروين الأفضل.. واعتذرنا لجماهيرنا أمام ريال مدريد    اليوم| 5 مباريات قوية في دوري المحترفين    بالمر يشكر تشيلسي على منحه الفرصة للتألق في الدوري الإنجليزي    ندوة تثقيفية تناقش كيفية حماية البيئة وأثرها على صحة الإنسان بالشرقية    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة .. تدريبات بدنية لرجال الأهلي    حملة رقابية على أسعار المأكولات الشعبية بالمطاعم في بني سويف    «الأرصاد الجوية»: غدًا ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة    سقوط أتوبيس في مصرف ب البراجيل.. والركاب: «مسامحين السواق» (صور وتفاصيل)    ضبط 7 آلاف قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة شروط تعاقد خلال 24 ساعة    الطب البيطرى بالجيزة يشن حملات تفتيشية على أسواق الأسماك    بندقية لعبة.. أمن الجيزة يكشف ملابسات إطلاق أعيرة نارية في العمرانية    في ذكرى ميلاده.. صور نادرة للموسيقار عمار الشريعي مع أسرته (صور)    أسما إبراهيم : لم أخضع لعمليات التجميل.. و« حبر سرى » براند l حوار    مهرجان الفيلم العربي في برلين يُسلط الضوء على القضية الفلسطينية    مستشار المفتي: من الخطأ ترك المتطرفين على الساحة يشوهون في صورة الإسلام    قبل حفله بالقاهرة.. ماهر زين: متحمس للغناء في مصر بعد غياب    «الإفتاء» توضح أفضل دعاء لتيسير الزواج.. أبرزه الصلاة على النبي    طلب المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة ودور الشرع في رفضها؟    برلماني يطالب بمراجعة اشتراطات مشاركة القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي    اعتماد مستشفى حميات شبين الكوم ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    بالتزامن مع تغيير الفصول.. طرق فعالة لعلاج جفاف العين في المنزل    تفاصيل المرحلة الثانية من القافلة السادسة لدعم غزة.. تشمل 2400 طن مساعدات    ضبط 23 مليون جنيه في قضايا اتجار بالعملة خلال 24 ساعة    بمعدل نمو 48%.. بنك فيصل يربح 6 مليارات جنيه في 3 شهور    توقعات برج الميزان في النصف الثاني من أبريل 2024: «قرارات استثمارية وتركيز على المشروعات التعاونية»    ربنا مش كل الناس اتفقت عليه.. تعليق ريهام حجاج على منتقدي «صدفة»    بضربة شوية.. مقتل منجد في مشاجرة الجيران بسوهاج    قراصنة دوليون يخترقون بيانات حساسة في إسرائيل    امتى هنغير الساعة؟| موعد عودة التوقيت الصيفي وانتهاء الشتوي    ثلاثة مصريين في نهائي بلاك بول المفتوحة للاسكواش    نائبة: الحكومة التي تترك المولات والمناطق والترفيهية وتقطع الكهرباء على المواطنين "فاشلة"    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    بالأسماء، تنازل 21 مواطنا عن الجنسية المصرية    بعد تصديق الرئيس، 5 حقوق وإعفاءات للمسنين فى القانون الجديد    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    الصين تؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين    معلومات الوزراء: الطباعة ثلاثية الأبعاد تقنية صناعية سريعة النمو    «الصحة» تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    «تحدث بنبرة حادة».. مدحت شلبي: نجم الأهلي طلب الرحيل بعد الخسارة أمام الزمالك    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    لماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال؟.. أسرار ينبغي معرفتها    رئيس تحرير «الأخبار»: الصحافة القومية حصن أساسي ودرع للدفاع عن الوطن.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تلوث الغذاء مشكلة تبحث عن حل
نشر في الأهرام المسائي يوم 03 - 08 - 2010

تعد قضية تلوث الغذاء في مصر من أهم القضايا الملحة خاصة أن حجم الاستثمار في الصناعات الغذائية يتجاوز ال‏200‏ مليار جنيه كما أن عملية الرقابة عليه موزعة علي وزارات عدة منها الزراعة والتجارة والصحة والداخلية.
ومع ذلك تكثر الأمراض الناتجة عنه مثل أمراض الصيف والعدوي بفيروس التهاب الكبد الوبائي أ وزيادة حالات الإصابة بالأورام السرطانية والفشل الكلوي والكبدي‏.‏ وفي الوقت الذي توجد فيه تشريعات كثيرة في الترسانة القانونية المصرية لحماية سلامة وجودة الغذاء إلا ان معدلات تلوث الغذاء تظل مرتفعة سواء المستورد أو المنتج في الداخل من زراعة وثروة حيوانية وسمكية الأهرام المسائي يفتح ملف الغذاء الملوث في مصر ويطرح تساؤلات تبحث عن إجابة حول صحة المواطن المصري ومدي سلامة الغذاء الذي يتناوله‏.‏ حذر خبراء في التغذية والزراعة في مؤتمر علمي نظمته الجمعية المصرية للسموم بجامعة بني سويف تحت عنوان نحو غذاء آمن في مصر من أن الحيوانات تذبح في مجازر تنقصها الاشتراطات الصحية الأولية حيث يوجد في مصر نحو‏427‏ مجزرا منها‏9‏ مجازر آلية وبقية المجازر تعتبر بؤرا للتلوث ويفتقر معظمها للصرف الصحي وغالبا ما تذبح الحيوانات علي الأرض الملوثة بالروث مما يؤدي إلي تلوث اللحوم في الوقت ذاته أثبتت الأبحاث العلمية أن متوسط عدد الميكروبات بعد السلخ يصل إلي‏216‏ ميكروبا في كل سنتيمتر واحد من سطح الذبيحة كما يتم ذبح‏30%‏ من الحيوانات خارج المجازر ليهرب أصحابها من الكشف الطبي والرقابة الصحية وبالنسبة لمنتجات اللحوم تثبت الدراسات التي أجريت علي بعض العينات أن عدد الميكروبات في الجرام الواحد‏7‏ ملايين في البيف برجر و‏50‏ مليونا في الكفتة ومليون في اللانشون‏.‏
وأثبتت نتائج فحص الهامبورجر عزل ميكروبات الأشيريشيا كولاي بنسبة‏30%‏ من العينات والسالمونيلا‏5%‏ والميكروب العنقودي الذهبي‏20%‏ وقد أوصي المشاركون في ختام المؤتمر بإنشاء معامل مركزية تتابع رصد وتحليل جميع مكونات الغذاء المحلي منها أو المستورد وتشديد العقوبة علي من تثبت عليه تهمة تلوث الغذاء في كل مراحل إنتاجه أو توزيعه أو تقديمه‏.‏
من جانب آخر كشف أحد التقارير الحكومية الصادر عن المجالس القومية المتخصصة شعبة الخدمات الصحية والسكان والذي جاء تحت عنوان سلامة الغذاء وجودته عن خطورة العديد من المركبات الكيميائية التي تنتشر في البيئة المصرية مثل مركبات الدايوكسينات التي تحتوي علي درجة عالية من السمية التي تسبب الاصابة بالأورام السرطانية‏,‏ خاصة سرطان الثدي عند النساء‏,‏ وتشوهات الأجنة‏.‏
ولفت التقرير إلي أن انتشار مركبات‏(‏ الدايوكسين‏)‏ يعود إلي الانبعاثات الناتجة عن أدخنة المحارق الخاصة بمخلفات المدن والمستشفيات ومصانع الورق والبلاستيك وصهر المعادن وكشف التقرير الحكومي عن زيادة استخدام الهرمونات في مزارع الدواجن والماشية سواء كانت طبيعية أو مصنعة لزيادة أوزان الحيوانات والطيور‏,‏ التي يؤدي ترسب متبقياتها في اللحوم والألبان إلي التسبب في إصابة الإنسان بالأورام السرطانية وشدد التقرير علي خطورة المبيدات المستخدمة في مجالات الزراعة والصحة العامة للقضاء علي الآفات الزراعية‏,‏ لافتا إلي أن الخطورة تكمن في متبقيات المبيدات علي التربة والسلع الغذائية‏,‏ مشيرا إلي تأثير هذه المركبات الكيماوية علي الجهاز العصبي والكبد والتنفس والتشنج مما يؤدي إلي الوفاة‏.‏
ورصد التقرير انتشار المواد الملوثة للغذاء والتي تصيب الإنسان بالأورام السرطانية وتشوهات الأجنة والأمراض التناسلية في العديد من المنتجات ومصادر التلوث المحيطة بالمواطن المصري‏.‏
وعزا التقرير مخاطر الغش في الغذاء إلي الأخطار الميكروبيولوجية والكيمياوية والمتسببة بشكل مباشر في الاصابة بالأمراض المزمنة كالتيفود وأمراض الكبد والفشل الكلوي والتسمم الغذائي‏.‏
تخزين خاطئ
وأرجع التقرير زيادة تلوث الغذاء إلي عدة عوامل أهمها الاعتماد علي الوجبات السريعة
والجاهزة للاستهلاك واتباع الطرق الخاطئة للتخزين والتنظيف وطهو الطعام‏,‏ وانخفاض مستوي النظافة والمهارة التدريبية للعاملين في مجال التغذية وعدم اهتمام وسائل الإعلام بنشر أهمية الغذاء الجيد‏,‏ اضافة إلي عدم كفاية التشريعات المختصة بضمان سلامة الغذاء‏,‏ كما أن أغذية الشارع تمثل مشكلة كبيرة من التلوث وعدم مأمونية هذه الأغذية‏.‏
وأوضح التقرير أن تلوث الغذاء في مصر أصبح من العوامل المؤثرة بالسلب علي قطاع السياحة بشكل كبير ولفت إلي امتناع الكثير من السائحين عن تناول الطعام والشراب في بعض الأماكن طبقا للتوصيات الواردة إليهم من بلادهم‏,‏ بسبب إصابة بعض الأفواج السياحية بالتسمم الغذائي أو بأمراض منقولة عن طريق الطعام‏.‏
وأكد التقرير أن النظم الحالية للرقابة علي الأغذية في حاجة ماسة لإدخال عدد من التحسينات عليها لتحقيق أقصي قدر من الحماية للمستهلك‏,‏ مطالبا بدمج الرقابة علي المنتجات بداية من انتاجها حتي الاستهلاك من خلال منهج شامل ومتكامل يمتد من الزراعة إلي المائدة‏,‏ منتقدا النظام التقليدي في الرقابة المتمثل في فحص المنتج النهائي‏,‏ وهو مايعتبر مكلفا إلي حد كبير عند اكتشاف تلوث المنتج وضرورة التخلص منه‏.‏
ثقافة النظافة
في البداية يقول عماد عبد الحميد مدرس بالمطرية‏:‏ اعتدنا أن نشتري أطعمتنا من الشوارع لأن ذلك هو المتيسر والمحال أو المولات الكبيرة التي تطرح منتجاتها الغذائية للبيع مغلفة وداخل فتارين زجاجية تضع هامش ربح مرتفعا لاطاقة لنا به‏.‏
فيما تقول سناء حسن ربة منزل من إمبابة‏:‏ نحن قدر الإمكان نحاول تجنب التلوث من خلال بعض الاحتياطات في المنازل باستخدام فلاتر المياه المتوافرة بالأسواق أو طهو الأطعمة بشكل جيد للقضاء علي الجراثيم ولكن أحسست بأن كل هذا لايكفي وأصابني الهلع والخوف عندما شاهدت تقارير في برامج فضائية تتناول قضية الفساد الغذائي والأمراض التي تنجم عنها‏.‏
ويقول علي عبد العزيز موظف بالسيدة زينب سلوكيات كثيرة تعلمناها في الماضي في صورة شعارات مثل النظافة من الإيمان واغسل يديك قبل الأكل وبعده وكنا نجدها في الكراس والكتاب المدرسي ولكن الآن لم يعد هناك وعي بهذه المبادئ لا في المدارس ولا في أجهزة الإعلام لأنه في رأيي بداية المواجهة لقضية الفساد الغذائي وتلوث الأطعمة يجب ان تكون بغرث ثقافة النظافة في الأطفال من البداية وحتي يكبروا تكبر معهم هذه الثقافة وبالتالي تكون المواجهة الحقيقية‏.‏
الأغذية المكشوفة
من جهتها تحذر الدكتورة عائشة البطاوي خبيرة التغذية بمركز البحوث الزراعية من الأطعمة المكشوفة التي تنتشر في الشوارع لتعرضها لعنصر الرصاص الموجود في الهواء والناتج عن عوادم السيارات بالإضافة إلي الذباب والحشرات الطائرة التي تحط عليها وتضع بويضاتها وبما يمثل مصدرا أساسيا للتلوث في الوقت الذي لايخضع فيه الباعة الجائلون للرقابة الصحية كما أنه لاتجري عليهم كشوفات طبية وقالت إن الباعة الجائلين يستخدمون أيديهم الملوثة والناقلة للعدوي وأضافت أن بعض الأغذية ملوثة بميكروب السالمونيلا الذي يسبب الإسهال والقيء وينشط هذا الميكروب في فصل الصيف ومن هذه الأغذية سندوتشات الكبدة واللحوم بجميع أنواعها والتي تباع في الشارع‏,‏ مشيرة إلي أن هناك لحوما يتم طرحها للبيع دون الكشف الطبي عليها تكون مريضة بالحمي المتفحمة والتي تصيب النساء بالإجهاض وتتسبب في انتشار أمراض الحمي بجميع أنواعها ومن هنا تجدر أهمية توعية المواطنين بتناول الأطعمة المنزلية أو من محال مرخصة تتوافر فيها الاشتراطات الصحية والابتعاد تماما عن أطعمة الشوارع‏.‏
وقالت إن أحدث الدراسات العلمية حول التلوث الغذائي حددت أنواعا للتلوث ومسبباته‏.‏
منها التلوث البكتيري ويعتبر هذا النوع من التلوث من أقدم أنواع التلوث التي عرفها الإنسان وأكثرها انتشارا‏,‏ وقد تقوم البكتيريا بإفراز سموم بالطعام تنتج عنها أعراض مرضية مثل الإسهال والقيء وآلام البطن‏,‏ وهذه الأعراض قد تكون خطيرة تؤدي إلي الوفاة مثل التسمم البوتيوليني الذي تسببه المعلبات والأسماك المملحة الفاسدة‏.‏
وتضيف إن تكاثر البكتيريا وزيادة معدل إنتاجها للسموم بالغذاء قد يكون قبل أو بعد تناول الغذاء‏,‏ وعادة يكون تأثير الطعام الملوث أسرع وأشد إذا ما كان الطعام ملوثا قبل إعداده للاستهلاك‏.‏
أما الأغذية الأكثر عرضة للتلوث بالبكتيريا الضارة فهي‏:‏ اللحوم ومنتجاتها والدواحن والأسماك والألبان ومنتجاتها‏,‏ وكذلك الأغذية المصنعة والمطهوة والمعلبات الفاسدة والوجبات السريعة التي تباع بالشارع مثل‏:‏ الكشري والباذنجان المقلي والطعمية‏....‏الخ‏.‏
ومن أهم مسببات التلوث البكتيري‏:‏
عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة الأدوات المستخدمة وأماكن تحضير الأطعمة‏.‏
سوء تداول الغذاء وتخزينه في درجات حرارة غير مناسبة أو لفترات طويلة تسمح بنشاط البكتريا المسببة للتلوث‏.‏
عدم الطهو الجيد للغذاء وتناول الأغذية من مصادر غير موثوق بها وخاصة الباعة الجائلين‏.‏
كذلك هناك التلوث بسموم الفطريات‏(‏ العفن‏)‏ وبعض أنواع الفطريات تنمو علي الأغذية وتفرز سموما شديدة الخطورة علي صحة الإنسان حيث تسبب سرطان الكبد وخللا بوظائف القلب والأنسجة المختلفة‏,‏ وكذلك حدوث تغيرات وراثية وتشوه بالأجنة‏.‏
والأغذية الأكثر عرضة للتلوث بالفطريات‏(‏ العفن‏)‏ هي الحبوب مثل‏:‏ القمح والذرة‏,‏ والبقوليات مثل‏:‏ الفول السوداني والعدس والفاصوليا واللوبيا والبسلة الجافة‏,‏ وهكذا الخبز والدقيق الي جانب الأنواع المختلفة من المكسرات مثل البندق واللوز‏,‏ والفواكه المجففة مثل‏:‏ التين والمشمش والزبيب والقراصيا والبلح‏.‏
وأهم مسببات التلوث بالفطريات‏:‏
كما توضح د‏.‏عائشة البطاوي
التخزين السيئ في أماكن مرتفعة الحرارة والرطوبة‏.‏
طول مدة التخزين وعدم استخدام العبوات المناسبة‏.‏
أيضا من أنواع التلوث مايتعلق بالمبيدات حيث تستخدم المبيدات لحماية الإنتاج الزراعي من مختلف الآفات بهدف زيادة الإنتاج‏,‏ وتوجد متبقيات المبيدات في معظم أنواع الخضر والفاكهة ودهون اللحوم والطيور والأسماك والألبان والأحشاء الداخلية وبعض الغدد الغنية بالدهن مثل المخ والكلي والكبد‏.‏
وترجع خطورة المبيدات إلي أنها تؤثر علي الجهاز العصبي بصفة خاصة‏,‏ وتحدث خللا في وظائف أعضاء الجسم المختلفة مثل الكبد والكلي والقلب وأعضاء التناسل‏,‏ بل يصل التأثير الي أهم مكونات الخلية حيث تحدث تأثيرات وراثية أو سرطانية أو تشوها خلقيا في المواليد‏,‏ ويتعدي الأمر إلي خلل في سلوك الأفراد وخاصة والأطفال‏,‏ وخطورة هذه المبيدات ليست فقط في إحداث التسمم الحاد الذي قد يؤدي الي الوفاة‏,‏ وإنما في حدوث سمية مزمنة من خلال التعرض أو تناول الأشخاص لجرعات ضئيلة ولفترات طويلة من حياتهم‏,‏ ويلاحظ أن الأطفال هم أكثر أفراد الأسرة تأثرا بأخطار المبيدات‏,‏ وهذا يستوجب بذل المزيد من الجهد لحمايتهم من هذه الأخطار‏.‏
وتضيف ومن أهم مسببات التلوث بالمبيدات‏:‏
الإسراف أو الاستخدام السيئ لها خلال إنتاج وتجهيز وتداول الغذاء‏.‏
عدم الإلمام بكيفية التخلص أو التقليل من متبقياتها بالأغذية المختلفة‏.‏
وهناك التلوث بالمعادن الثقيلة فقد أصبح التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم والزنك والنحاس من أكبر المشكلات التي تواجه الإنسان في الوقت الحاضر حيث يؤدي تعرض الإنسان وتناوله لهذه المعادن الي حدوث بعض الأمراض مثل الفشل الكلوي‏,‏ والذي أصبح في زيادة مخيفة في الآونة الأخيرة‏.‏
ويؤدي هذا النوع من التسمم الي خلل وظائف الكبد وزيادة حالات الإجهاض والأنيميا‏,‏ وقد يؤدي كذلك إلي حالات من التخلف العقلي ترجع الي التأثير الضار لهذه المعادن علي الجهاز العصبي‏.‏
والأغذية الأكثر عرضة للتلوث بالمعادن الثقيلة هي‏:‏
أسماك المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع‏.‏
‏*‏ الخضر والفاكهة المزروعة علي جوانب الطرق‏,‏ حيث يعرضها ذلك للتلوث بعادم السيارات‏.‏
‏*‏ الاغذية غير المغلفة والمعروضة للبيع علي جوانب الطرق ومع الباعة الجائلين‏.‏
‏*‏ الأغذية المعلبة خاصة الحمضية منها والتي يستخدم الرصاص في لحام عبواتها‏.‏
قوانين قديمة
تحدث الدكتور حسين منصور رئيس جهاز سلامة الغذاء وقال إن المشاكل التي تواجه قضية مكافحة تلوث الغذاء تبدو طبيعية امام فكرة التغيير لقوانين قديمة عفا عليها الزمن صدرت منذ عام‏1948‏ وهذه القوانين حدث عنها ولا حرج فهي لم تعد تواكب مقتضيات العصر خاصة ان القانون في اي مجتمع هو الذي يشكل ثقافة المجتمع وطريقة تفكير الفرد فيه ولكن هناك بارقة امل في الفترة الأخيرة بعد أن اهتمت الصحف واجهزة الإعلام بموضوع الفساد الغذائي وصحة المواطن في مصر وآمل ان يري جهاز سلامة الغذاء النور مع نهاية العام الحالي عندما تتم مناقشته امام مجلس الشعب وعندها يتجدد الأمل في تغيير التشريعات القانونية التي تراقب سلامة الغذاء بلامنطق او عقل فمثلا في تعريف الغش الغذائي بالقوانين المصرية الحالية وجود نقص في مكونات المادة الغذائية وهذا غير معقول والا اعتبرنا الألبان منزوعة الدهن أو الدسم البانا فاسدة ومن هنا يأتي عدم احترام الناس لهذه القوانين لانهم يجدونها غير منطقية‏.‏
كذلك عملية عرض اللحوم في الشارع وتعرضها للتلوث فالقانون الحالي لا يتعرض لهذه المسألة خاصة ان البكتيريا التي تهاجم اللحوم تنمو بنسبة‏6‏ إلي‏60‏ في المائة تبعا لدرجة الحرارة العادية بالشارع والتي تتراوح ما بين ال‏25‏ وال‏30‏ درجة مئوية وبحسبة بسيطة يمكننا ان نعرف ان البكتيريا الواحدة تنمو وتتحول إلي مليارات من البكتيريا خلال‏10‏ ساعات فقط وللمواطن ان يتصور مدي التلوث الذي قد يصيب اللحوم او الأطعمة بشكل عام عند تعرضها لتلوث الهواء‏.‏
وكشف الدكتور حسين منصور عن مجموعة من السياسات والاجراءات التي يجري اتخاذها للتصدي للأغذية المجهولة المصدر والضارة بالصحة العامة للمواطنين في مقدمتها تشديد الرقابة علي المصانع من خلال البدء في اعداد اللائحة التنفيذية للقانون الجديد لسلامة الغذاء والتي تضمن قواعد صارمة لمراقبة تداول الاغذية‏.‏
وأضاف ان الاجراءات تتضمن ايضا منع التضارب في الاختصاصات بين الوزارات المعنية بالرقابة علي الأغذية‏,‏ مشيرا إلي ان هناك تضاربا واضحا في الاختصاصات بين وزارات الصحة والزراعة والصناعة في الرقابة علي الأغذية وذلك بسبب كثرة التشريعات المنظمة لهذا الملف‏.‏
وقال إن كل جهة تتعامل بمعايير تختلف عن الأخري سواء فيما يخص التحاليل المعملية التي لا توجد طريقة قياسية تحكمها مما يؤدي إلي اختلاف النتائج باختلاف معمل كل وزارة وهو مايضع سلامة الغذاء في خطر‏.‏
وأكد منصور ان كثرة التشريعات الحالية الخاصة بسلامة الغذاء لم تحد من فساد الغذاء قائلا‏:‏ المشكلة تكمن في وجود هذه التشريعات اصلا فهي قديمة لا تتناسب مع العصر‏,‏ وتفتقد للتعريف الصحيح لغش الغذاء‏,‏ فتحدده بانه انتقاص لجزء منه‏,‏ مشيرا إلي ان الحل في تفعيل دور جهة رقابية واحدة تكون مسئولة عن سلامة الغذاء في كل مراحل انتاجه وتداوله مع تحديد المفاهيم المختلفة لسلامة وفساد الغذاء بما يتناسب مع الواقع الحالي ومتغيراته‏.‏
واوضح منصور ان توحيد جهة الرقابة كان المستهدف من وراء فكرة انشاء جهاز سلامة الغذاء‏,‏ مشيرا إلي الاعداد حاليا للائحة التنفيذية لقانون سلامة الغذاء المنتظر اقراره والتي تتضمن تحديد الخطوات التنفيذية لتطبيق القانون بما يضمن سلامة الغذاء في مصر‏.‏
بؤرة تلوث
ويقول الدكتور محمود عمرو مؤسس المركز القومي للسموم واستاذ الامراض المهنية والصدرية بكلية طب قصر العيني‏.‏
الغذاء في مصر ليس امنا بنسبة‏100%‏ وفي رأيي ان السبب الرئيسي وراء ذلك يعود لتلوث مياه النيل وحتي يمكننا الحصول علي غذاء امن لابد من التأكد من ان عملية ري الزراعات تتم بمياه نقية مشيرا إلي أن نهر النيل يتعرض للتلوث عند صرف مياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي غير المعالجة فيه وهي تمثل‏25%‏ من نسبة المياه المتاحة للري في مصر بمعني ان المتاح من مياه النيل يوازي‏55‏ مليار متر مكعب مياها نظيفة نحن نخلطها ب‏15‏ مليار متر مكعب مياه صرف ملوثة وغيرمعالجة وبالتالي يمكن القول باننا حولنا ال‏70‏ مليار متر مكعب المتاحة للري والشرب في مصر إلي مياه ملوثة ومن هنا تكمن الكارثة فالنهر يتعرض للتلوث من اسوان حتي المصب في البحر المتوسط ولذلك يجب تطبيق قوانين البيئة علي المصانع التي يجب ان توفق اوضاعها وتقوم بمعالجة مياه الصرف الخاصة بها بدلا من صرفها في النيل‏.‏
ايضا لو افترضنا ان‏30‏ مليون مواطن من ال‏85‏ مليون نسمة يتمتع بشبكة صرف صحي فإن هناك‏55‏ مليون مواطن لا يتمتعون بالصرف الصحي ويصرفون مخلفاتهم في طرنشات هي مصدرتلوث حقيقي للمياه الجوفية ومن هنا يمكن القول إننا نعيش في بؤرة تلوث هي من معالم التلوث البيئي في مصر فالمياه السطحية والجوفية اصابها التلوث ولا يخفي علي احد الامراض التي تصيب الانسان بأمراض الكبد والكلي والجهاز التنفسي لاشتمال المياه علي جميع الكيماويات السامة والمعادن الثقيلة والزئبق والرصاص والمذيبات العضوية‏.‏
شبكة قديمة
وقال الدكتور محمود عمرو ان شبكة المياه في مصر والتي تقوم بنقل مياه الشرب من محطات التحلية إلي المنازل تشكل في حد ذاتها كارثة فهي شبكة قديمة متهالكة وفي حاجة لعملية احلال وتجديد في فترة زمنية لا تتعدي ال‏3‏ سنوات علي مستوي الجمهورية والا علينا ان ننتظر الكارثة البيئية التي ليس لها حل وساعتها يشرب المواطن المياه ويتناول طعامه ولكن عليه أولا ان يتلو الشهادتين‏.‏
ويقول الدكتور صلاح فليفل مدير معهد بحوث امراض النبات نحن طبعا لسنا مع صرف مياه الصرف الملوثة في نهر النيل ولكن الصورة ليست سوداء إلي هذا الحد فيما بخص تعرض النباتات والري الزراعي للتلوث والا كنا بصدد كارثة وبائية وهذا لم تتعرض له مصر والحمد لله والري لا يتم مثلا في تربة معقمة وأيا كانت نسبة تلوث المياه او التربة فالنبات قادر علي معالجة كل ذلك حتي تخرج الثمرة في النهاية خالية من اي اوبئة‏.‏
ولكن المشكلة الحقيقية في اسباب تلوث الغذاء في مصر هي السلبية فنحن شعب يعرض الاحذية للبيع داخل فتارين زجاحية حماية لها من الأتربة وفي الوقت ذاته يعرض اللحوم والخبز وجميع أنواع السلع الغذائية للبيع علي طاولات عارية في الشارع حيث تتعرض للاتربة وعوادم السيارات وجميع مصادر التلوث الغذائي ولذلك لابد من تحسين سلوكيات البشر لتجنب جانب مهم وخطير من جوانب اسباب تلوث الغذاء في مصر‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.