أكد الدكتور حسين منصور، رئيس جهاز سلامة الغذاء، المقرر إنشاؤه عقب إقرار مشروع القانون الموحد لسلامة الغذاء، أن الحكومة تنفق 24 مليون دولار سنويًا، على علاج الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، وأن تكاليف علاج مريض التسمم، بسبب تناول فسيخ ملوث، تصل إلى 75 ألف جنيه. وقال منصور فى ندوة الغرفة التجارية بالإسكندرية أمس الأول، بعنوان «سلامة الغذاء فى مصر بين تحديات الحاضر وطموحات المستقبل»: «إن بعض الملوثات تسبب أضرارًا بالغة بالإنسان على المدى المتوسط والبعيد، مشيًرا إلى أن حالات التسمم الميكروبى الناجمة عن هذا الوضع تؤدى للإصابة بالشلل والحمى، بينما يؤدى تلوث الغذاء بالمعادن الثقيلة متبقيات المبيدات، إلى هبوط الدورة الدموية، فضلا عن أضرارها على المدى الطويل والتى تسبب التليف والفشل الكبدى والكلوى وإصابة الجهاز العصبى أو الوفاة. وشدد على أن استخدام الإضافات ومكسبات الطعم والمحليات وبدائل السكر ومضادات التكتل فى المواد الغذائية المتداولة بنسب أعلى من المسموح به فى المواصفات القياسية، من أشد المخاطر باعتبارها تؤثر بشكل مباشر على الأطفال، مؤكدًا أن الحكومة تتجه لوضع ضوابط لضمان سلامة الغذاء وإنشاء جهاز لسلامة الغذاء ومراقبته. وقال: إن الوضع الحالى المتمثل فى تعدد أجهزة الرقابة وافتقارها للتنسيق فيما بينها، خلق أعباء على المنتج والتاجر والمستهلك وخلال مراحل التداول. وحذر منصور من تردى حالة الرقابة على المجازر على مستوى الجمهورية وعدم فاعلية متابعة تنفيذ الاشتراطات الصحية أثناء عملية الذبح والسلخ والإعداد والنقل، مؤكدًا أن عدم توافر قاعدة كاملة وموثوق بها عن سلامة الغذاء فى مصر نتج عنه، صعوبة تحديد معدل انتشار الأمراض المنقولة بالغذاء وعدم القدرة على تحديد التوزيع الجغرافى لهذه الأمراض وتحديد عدد المصابين والمعرضين للمرض. وانتقد عدم وجود نظام لتتبع وسحب المنتج من الأسواق عند الضرورة عدم وجود نظام لتقييم المخاطر وغياب وجود إدارة الطوارئ على أسس علمية الأمر الذى يؤكد الحاجة الماسة إلى توعية المستهلك بالأنماط والسلوكيات السليمة، حتى لا يصبح الغذاء المتناول مصدرًا للإصابة بالأمراض الخطيرة. وأكد أن دساتير الغذاء الخاصة باللحوم تسمح بنسبة من الميكروبات فيها فى حدود 100 إلى 100 ألف ميكروب فى الجرام الواحد، فى أقصى الحالات غير الملائمة أما مصر فقد أثبتت أبحاث أقسام صحة اللحوم بكليات الطب البيطرى – أن متوسط عدد الميكروبات بعد السلخ مباشرة 216 ميكروبًا فى 1 سم2 من سطح الذبيحة، بعد حوالى 4-5 ساعات من الذبح تراوحت ما بين 10 و20 مليون ميكروب، وتصل إلى 66 مليونًا فى محل الجزارة فيما يصل العدد الكلى فى جرام «كبد الذبيحة» إلى 26 مليونًا، والطحال 52 مليونا والرئة 69 مليونًا، والمخ 97 مليون ميكروب. وأكد منصور أن منتجات الألبان «التى تعد وتباع فى الريف وفى قطاعات كثيرة من المدن فى مصر، والمصنعة من لبن خام غير معامل حراريا كالجبن القريش الدمياطى والزبد والأيس كريم فى بعض الأحيان» مصدر رئيسى للإصابة بأمراض عديدة، منها السل والبروسيلا والتيفود والباراتيفود والدوسنتاريا والحمى المجهولة. وقال: إن تلوث الغذاء فى مصر يؤدى إلى انتشار العدوى بفيروس التهاب الكبد الوبائى (أ) والفشل الكلوى والكبدى وزيادة عدد الأطفال المصابين بأورام سرطانية، مشيرا إلى أن المسح الذى أجرته وزارة الصحة مؤخرا كشف عن أن نسبة الأطفال الذين يعانون التقزم تصل إلى 29% و14% يعانون قصر قامة حاد ويظهر التقزم بوضوح بين الأطفال أقل من ستة أشهر ويزداد بسرعة مع العمر بما يشير إلى ضرورة الاهتمام بسلامة وأمان الأغذية المتداولة.