أصبحت أمراض الكبد في مصر قضية أمن قومي بعد ارتفاع معدلات الاصابة بفيروسات الالتهاب الكبد الوبائي بي وسي وأورام الكبد وتكاليفها الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لصحة المصريين الذين هم الثروة الحقيقية للوطن وايضا ما تضطر الدولة لانفاقه من مليارات لعلاج المصابين بأمراض الكبد وزرع اكباد جديدة لهم لذلك استشعرت الدولة خطورة الوضع.. بعد ان دقت الأرقام الكبيرة المصابة بالمرض ناقوس الخطر. "نهضة مصر الاسبوعي" التقت مع الدكتور وحيد دوس عميد المعهد القومي للكبد للوقوف علي الجديد في مجال علاج أمراض الكبد التي أصبحت تورق المصريين وتنغص حياتهم وفلا يكاد يخلو منزل أسرة إلا وفيه مريض بالكبد فما السر وراء انتشار هذا المرض. يقول د. وحيد عاداتنا المنزلية الخاطئة وراء انتشار الفيروس C وB منها استعمال "امواس الحلاقة لأكثر من شخص وفرشاة شعر واحدة لكل الأسرة ووضع فرش الاسنان متلاصقة بجوار بعضها داخل كوب واحد، استعمال "فوطة واحدة وبعض الأشياء الصغيرة في ممارسات الأسرة المصرية اليومية هذه الأشياء قادرة علي تنقل الفيروسات الكبدية. هذا كله جعل حصيلة المرض ومع الاسف الشديد حسب آخر احصاء عام 1996 عشرة ملايين مصري بفيروس "C" أي 14% من عدد السكان أما الآن فالعدد من المتوقع زيادته لأكثر من 15 مليونا خاصة مع الاكتشافات الحديثة للفيروس. هل نقل الدم لعب دورا في انتشار الفيروس سي؟ نعم فقديما كان كيس الدم لا يخضع لتحليل فيروسات خاصة C وكان يكتفي بعمل تحليل أنزيمات كبد وفي حالات مرض C أنزيمات الكبد خاصة مع بداية المرض لا تتأثر بالفيروس ومن هنا كانت العدوي، ايضا قبل وجود الحقن البلاستيك كانت الحقن الزجاج مصدر رئيسي للعدوي لأنها تنقل الدم من شخص لآخر لعدم تعقيمها التعقيم الجيد. ماذا عن اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية؟ تم تشكيل هذه اللجنة من قبل وزير الصحة منذ عام ونصف ومن أهدافها عمل مسح شامل لانتشار الفيروسات الكبدية في مصر وستعلن نتيجة هذا المسح الشامل آخر العام ولن يكون هناك أي مبالغة أو اخفاء للأرقام الحقيقية سواء في المصابين بالفيروس أو التليف. دأب البعض علي الهجوم علي الإنترفيزون "كعلاج لأمراض الكبد فما تعليقك؟ الإنترفيزون دواء معترف به عالميا والعلاج فعال ولكن هناك بعض المشاكل الخاصة به أولها انه علاج مكلف جدا "فكورس" العلاج للمريض يتكلف أكثر من 70 ألف جنيه وبعد دعم وزارة الصحة له تم تخفيض التكلفة إلي حوالي 20 ألف جنيه وهذا الرقم مكلف جدا للكثير من الناس. ثانيا: انه ليس علاجا مناسبا لكل مرضي C فالاستجابة بهذا الدواء حوالي 60% فقط في المرضي غير المصابين بالتليف و30% للمرضي المصابين بالتليف وهنا تبرز أهمية الاكتشاف المبكر للمرض حتي لا يصل الفيروس لمرحلة تليف الكبد. المشكلة الثالثة لهذا الدواء ان "كورس" العلاج صعب بمعني ان يؤخذ طوال العام أي عاما كاملا من التردد علي الاطباء والتحاليل وقد يقرر الطبيب وقف العلاج بالإنترفيزون إذا كانت النتائج تدل علي عدم الاستجابة. ماذا عن الأدوية الجديدة في علاج الكبد؟ هناك أدوية بدأت في ألمانيا وأمريكا ولكن مازالت في مراحل التجربة النهائية والذي أقر منها مازال دواء حديثا باهظ الثمن لا تعرف أضراره وموانع استعماله لذا انصح كل مريض بالكبد سواء بالفيروس C أو التليف ويكون قادرا. برجاء عدم الهرولة وراء أي دواء يسمع عنه عن طريق الإنترنت فالعديد من هذه الأدوية لم تناقش بشكل علمي علي المستوي العالمي خلال المؤتمرات العلمية. وماذا عن زراعة الكبد في مصر؟ عمليات الزرع تتم في مصر بنجاح فهناك 10 مراكز لزراعة الكبد حاليا بين مراكز حكومية مثل مستشفي الساحل وجامعية وخاصة وفي بعض مستشفيات القوات المسلحة. وحتي الآن تم زرع حوالي 580 حالة في مصر ونسبة النجاح حوالي 75% بمعني بين كل أربع حالات زراعة كبد يتوف واحد وثلاثة يعيشون ومن بين الثلاثة يوجد شخص يواجه عدة مشاكل صحية وهذه النسبة عالمية لذا فنحن متفوقون في مجال زراعة الكبد. وماذا تنصح المواطن المصري البسيط السليم أو المريض بالكبد؟ د. دوس نحن نفتقر لفلسفة التيك اب وللثقافة الطبية الكبدية وهذا الافتقاد هو السبب الرئيسي لوجود هذا العدد المخيف لمرضي الفيروس C وB حيث الممارسات اليومية الخاطئة وعدم وجود أو الاهتمام بوجود الأشياء الخاصة بالشخص نفسه منذ طفولته وعموما لابد من المتابعة الجيدة من خلال التحاليل الطبية كل ثلاثة شهور.