أكد الدكتور بطرس بطرس غالى الرئيس الشرفى للمجلس القومى لحقوق الانسان والأمين العام السابق للامم المتحدة أن المتابعة الدولية والمحلية للانتخابات فى أى دولة من دول العالم أحد ضمانات نزاهة العملية الانتخابية وخلق الثقة بها دوليا ومحليا ، وأنها أصبحت أحد السمات الدولية المرتبطة بالانتخابات فى العالم التى تحرص عليها الدول . وأضاف أن تقديم الحكومة لعدة دعوات رسمية لمنظمات وبعثات دولية من منظمات دولية حكومية ومنظمات دولية غير حكومية لتتابع الانتخابات البرلمانية من حيث تطبيق المعايير الدولية للامم المتحدة،والقواعد الدولية فى إجراء الانتخابات الحرة والديمقراطية ، وتنقل صورة عنها لدول العالم الخارجى ، يساهم فى خلق رأى عام جيد عن مصر، وتحسين صورتها فى العالم والتى تتعرض للتشويه من وقت لاخر من جماعة الاخوان فى الخارج ، لأن الدول الاوروبية وأمريكا تعطى إهتماما للتقارير والبيانات التى تصدر عن المنظمات الدولية والمجتمع المدنى المستقل فى مصر. وشددت عدد من المنظمات المصرية التى تتابع الأنتخابات البرلمانية 2015 على أن المؤشرات الإيجابية التى تحققت فى المرحلة الأولى للانتخابات بمحافظات الصعيد ، سوف تساهم فى تحسن أقبال الناخبين فى التصويت بالمرحلة الثانية بمحافظات الوجه البحرى يومى 22 و23 نوفمبر الحالى ، كما ستساهم الطبيعة الريفية الغالبة على دوائر تلك المرحلة فى زيادة نسبة التصويت ومنها التصويت العائلى . ورصدت المنظمات زيادة فى كثافة الدعاية الانتخابية فى غالبية دوائر الدقهلية والقليوبية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية بين المرشحين المستقلين والحزبيين ، وأستخدام المرشحين كافة وسائل الدعاية للوصول للناخبين، وإعتمادهم على اللقاءات المباشرة بالقيادات الطبيعية والعمد والمشايخ وكبار الشخصيات بالعائلات داخل دواوين ودور العائلات الكبيرة ، وتوزيع أوراق الدعاية الانتخابية يدويا على المنازل ومشاركة أعداد من الشباب فى توزيعها ، ولجؤ بعض المرشحين لاستقدام شخصيات سياسية عامة ورياضية وفنية لحضور المؤتمرات الانتخابية لجذب الناخبين لحضورها . كما رصدت قيام مرشحى القوائم الانتخابية ورؤساء الاحزاب السياسية بجولات أنتخابية متكررة فى عدة دوائر وعقد لقاءات انتخابية لحشد الناخبين للتصويت لها بسبب شدة المنافسة بينها للاستحواذ على أصوات الناخبين وحسم جانب من المعركة الانتخابية من الجولة الاولى للاستفادة من أخطاء بعض المرشحين فى المرحلة الاولى للانتخابات بالصعيد وخروج عدد من الاحزاب من صراع المنافسة مبكرا دون حصد مقاعد . ورصدت المنظمات كثافة تعليق ملصقات وبوسترات ولافتات وبوابات وتى شرتات وسرادقات الدعاية الانتخابية،ورصدت وفاة أحد العمال بدمياط أثناء تركيب الدعاية على كوبرى دمياط ، كما رصدت تجول السيارات بميكرفونات عليها صور المرشحين ومطبوعات البرامج الانتخابية مدون عليها السيرة الذاتية لكل مرشح لتعريف الناخبين بخبراته ، ورصدت فى دائرة تلا بمحافظة المنوفية، قيام مرشح بتوزيع كراسات مدرسية تحمل صورته ورمزه الانتخابى على طلاب قرية كفر ربيع ورصدت البعثة قيام امرشحة بدائرة الضواحى، بمحافظة بورسعيد بتنظيم احتفالية داخل مقر عملها بمناسبة بداية حملتها الانتخابية. كما رصدت المنظمات أن مشاكل وخدمات الربف تحظى بالأهتمام الأكبر فى المؤتمرات الجماهيرية للمرشحين واللقاءات مع الناخبين وفى مقدمتها من مياة الشرب والصرف الصحى والكهرباء ورصف الطرق والرعاية الصحية وتزويد الوحدات الصحية بالاطباء والمستشفيات القروية والمركزية بالاجهزة والمستلزمات الطبية ، والحاجة لمدارس جديدة ثانوية وفنية لاستيعاب التلاميذ ، ومشكلة البطالة والبحث عن فرص عمل للخريجين . كما رصدت المنظمات تأثير سوء الاحوال الجوية وهطول الامطار بشدة على محافظات الدلتا فى تقليل عدد المؤتمرات الانتخابية بسبب تراكم كميات كبيرة من مياة الامطار بشوارع القرى والمدن ، لكنها لم تمنع المرشحين من الذهاب لمنازل الناخبين لعقد لقاءات يحضرها الناخبين لأثبات جديتهم فى الانتخابات وحرصهم على التواصل مع الناخبين رغم صعوبة الطقس وانخفاض درجات الحرارة . وقال أيمن عقيل المتحدث الرسمى باسم البعثة الدولية المحلية المشتركة، إنه يجب الوقوف بقوة تجاه استخدام المرشحين لدور العبادة فى الترويج لبرامجهم الانتخابية، خاصة وأن كثير من مرشحى المرحلة الثانية قاموا باستغلال دور العبادة فى الترويج لبرنامجهم الانتخابية بالمخالفة للقواعد المنظمة للعملية الانتخابية وهو ما تم رصده فى عدد من الدوائر. وأضاف أن البعثة رصدت بدائرة القاهرة الجديدة بمحافظة القاهرة قيام بعض المرشحين بتوزيع برامجهم الانتخابية أما مسجد السويدى بالتجمع الثالث عقب صلاة الجمعة عن طريق بعض الأطفال مرتدين قمصانا مطبوعا عليها صورة ورمز ورقم واسم المرشح كما قام مرشح بتوزيع برنامجه الانتخابى أما مسجد الشربتلى. وقال إنه تم فى بورسعيد رصد قيام مرشح بالدائرة الثانية الضواحى والجنوب باعتلاء منبر مسجد قرى الجزر والمراحات التابعة لجنوب بورسعيد عقب الانتهاء من صلاة الجمعة وخطب فى المصليين داعيهم التصويت لصالحة من داخل المسجد، كما رصدت فى دمياط قيام مرشح بالتجول بقرى كرم ورزق والإسكندرية الجديدة داعيا المواطنين انتخابه كونه أحد علماء الأزهر،كذلك فى الدائرة الرابعة بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ تم أيضا رصد قيام مرشح بالوقوف امام مسجد مرتضى خاطبا فى المصليين بعد فراغهم من أداء صلاة الجمعة داعيهم التصويت لصالحة فى الانتخابات المقبلة. وقال الدكتور ولاء جاد الكريم مدير مؤسسة شركاء من أجل الشفافية، إن المخالفات التى تم رصدها منذ فتح باب الدعاية للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية تتضمن الانفاق الانتخابى وأستخدام المال السياسى ،وتشير الى زيادتها وأندفاع المرشحين فى إتجاه توظيفها لصالحهم بشكل أكبر من المرحلة الأولى و بطريقة معلنه . وأضاف انه تم رصد قيام أحد المرشحين بتنظيم حفل ضخم فى دائرة المعادى، ما يعنى أن المخالفات لن تزيد فقط فى عددها وإنما ستظهر أشكال مختلفة منها ، وعلى اللجنة العليا للانتخابات أن تتصدى لمخالفات الدعاية فى المرحلة الثانية بصورة أكبر من المرحلة الاولى ، ما يتطلب تشكيل لجنة لمتابعة الإنفاق المالى فى كل دائرة أنتخابية وليس كل محافظة وهو الاجراء الموجود حاليا . ولفتت نشوة نشأت المدير التنفيذى للجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية إلى انه يشارك 469 مراقبًا بالجمعية فى انتخابات المرحلة الثانية ، وتم توزيعهم على غالبية دوائر المحافظات، وانه يوجد حرص على متابعة الانتخابات فى جميع الدوائر، وعلى رأسها محافظة شمال سيناء ويشارك11 متابعا ميدانيا بها . وأوضح طارق زغلول المدير التنفيذى للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان أنه يتم متابعة الانتخابات فى غالبية الدوائر، خاصة الأكثر سخونة ، ويشارك أكبر عدد من المراقبين بالمنظمة فى المرحلة الثانية ، وتم تدريبهم على القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، وآليات الرصد والتوثيق، ليكون المراقب قادرا على رصد الانتهاكات التى يشاهدها خلال فترة الدعاية الانتخابية وعند التصويت ، وتزويده بأستمارات استرشادية ومدونة سلوك، ليتعرف على حقوقه وواجباته. وأكت مؤسسة ماعت للتنمية وحقوق الانسان أن النتائج التى تحققت فى المرحلة الاولى من انتخابات مجلس النواب 2015 هى الأفضل بالنسبة للمرشحين من المرأة والأقباط والشباب على مقاعد الفردي وبدون كوته للمرأة والاقباط منذ 60عاما ، وهو ما يكشف عن تغير نوعى مهم فى توجهات ودوافع تصويت الناخب المصرى ،كما إن النساء جنوا ثمار ارتفاع مشاركتهن التصويتية فى العملية الانتخابية ، بحصول خمس نساء على مقاعد بالنظام الفردى وبدون كوته لأول مرة ، وهو ما يؤسس لقاعدة مهمة مفادها أن دفاع الفئات الاجتماعية المختلفة عن مصالحها يبدأ بمشاركتها الكثيفة فى التصويت بالانتخابات. وأضافت فى تقييمها أنه حدثت مشاركة حزبية كبيرة من الأحزاب التى تنتمى إلى ما قبل وبعد ثورتى 25 يناير و 30 يونيه ، حيث لم يقاطع العملية الانتخابية سوى مجموعة صغيرة من الأحزاب القريبة من جماعة الإخوان المسلمين ، ما يشير إلى عدة دلالات من أهمها أن معدلات المشاركة التصويتية المنخفضة لا تعبر عن توجه مجتمعى لمقاطعة العملية الانتخابية ، لأن المقاطعة فعل مؤسسى واسع المدى ، وهو ما لم يتوفر فى حالة الانتخابات البرلمانية ، وبالتالى ماحدث عملية عزوف نسبى عن المشاركة ، أو تكاسل عنها لأسباب كثيرة لا يمثل السياسى منها سوى نسبة محدودة.