فى الوقت الذى تحاك فيه المؤامرات على المسجد الأقصى من جماعة الشعلة اليهودية وحماة التوراة وحراس التلمود وفصائل يهودية متطرفة، باقتحام وتدنيس المسجد فى نوبات متتالية مكثفة فى حراسة قوات الشاباك الإسرائيلى، لإجبار حكومة نتنياهو على اتخاذ قرار بتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا بين اليهود والمسلمين. جاءت قنبلة الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية من على منبر الأممالمتحدة امام الجمعية العامة بالتخلى عن اى التزامات موقعة مع إسرائيل مادامت تسوف وتماطل فى حل الدولتين وتتنكر لكل ما وقعت عليه والتزمت به فى اتفاقاتها مع السلطة الفلسطينية، وكان الشارع الفلسطينى يترقب بحذر خصوصا فى القدس التى تترقب حلا سياسيا يغير من الأمر الواقع الذى تفرضه إسرائيل، ولكن مع إخفاق الرئيس الأمريكي في ذِكر القضية الفلسطينية خلال خطابه في الاممالمتحدة في ظل تأجج الأحداث فى المسجد الأقصى والتوسع الاستيطاني الاستعماري غير الشرعي في أراضي الدولة الفلسطينية وما تقوم به دولة إسرائيل من اعتداءات في القدس وحصار محافظات الضفة الجنوبية، بعث بخيبة أمل إضافية لدى المواطن المقدسي واكد الشراكة الإسرائيلية الأمريكية في إدارة الاحتلال، وبُعد إدارة أوباما سياسياً وأخلاقياً عما تدعيه، وقالت مصادر لراديو صوت فلسطين ان القياده الفلسطينية تلقت ضغوط لمنع إعلان الرئيس عباس حتى وصلت حدة التهديد من الولاياتالمتحده واوروبا بالتوقف عن دفع المساعدات المالية لان هذه الخطوة تجعل امن إسرائيل مضطرب. جاهزية القرار وقرار التخلي عن بعض بنود اوسلو فيما يتعلق بالعلاقات السياسية والاقتصادية الامنية بحاجة إلى استعداد كبير من القيادة الفلسطينية لمواجهة رد الفعل الإسرائيلى فقد تمتنع حكومة نتنياهو عن دفع اموال الضرائب الفلسطينية التي تساهم في دفع رواتب الموظفين، وهى ورقة ضغط دائمة طالما استخدمتها إسرائيل، بخلاف ان تقوم بمساعدة الولاياتالمتحدة بهجمة دبلوماسية ضد دولة فلسطين، مع بث مزيد من العنف في الاراضي الفلسطينية التي تحتلها، وقد تزيد في اقتحام المسجد الاقصى وهدم البيوت والاعتقال والاستيطان فهل السلطة جاهزة لمواجهة تداعيات القرار؟ وهل هناك خطة لادخال كل المستلزمات وبخاصة السلع الغذائية للشعب الفلسطيني عندما تغلق إسرائيل جميع طرق التعاون وهل هناك خطة لخروج الحالات الإنسانية من المرضى، وهل ستتمكن إسرائيل من محاصرة الضفة وإغلاقها مثلما فعلت فى قطاع غزه المحاصر برا وبحرا وجوا مؤكد ان السلطة درست كل الخيارات قبل إعلان الرئيس عباس والأيام ستكشف الجاهزية لردود الأفعال؟ افراح فى القدس والضفة استقبل اهل القدس بيان الرئيس عباس بالأفراح والزغاريد واعتبروها خطوة لقمع همجية الإحتلال وجابوا شوارع البلدة القديمة واحياء القدسالشرقية فى مسيرات ترفع صور الرئيس عباس وتندد بالإحتلال، كما جابت مسيرات البهجة كافة محافظات الضفة فى مسيرات بالمئات تهتف بسقوط التنسيق الأمنى الذى كانوا يعتبرونه تنسيق الإذلال، كما اصدرت معظم الفصائل الفلسطينية بيانات تثمن الإعلان وتشيد بقرار الرئيس عباس وتتضامن معه، عدا حركة حماس التى طالبت قبل خطاب عباس بوقف التنسيق الأمنى وانهاء اوسلو، وعندما جاء الإعلان وصفوه بالإنشائى والعاطفى. حماس تشكك شككت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فى خطاب الرئيس ابومازن أمام الجمعية العامة وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري: إن الحكم على خطاب عباس مرهون بمدى تنفيذه والتزامه بما أعلنه حول وقف العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي، فأن إزاحت الإحتلال لا تكون بالخطب الإنشائية والعاطفية، وأكد على أن المرحلة الراهنة مصيرية ولم يعد من المجدي استمرار التعامل معها بخطابات رنانة أو الاكتفاء بخطوات شكلية ليس لها قيمة على الأرض، وكانت حماس سبقت خطاب عباس بدعوته إلى إعلان إلغاء الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني والتوجه إلى اعتماد استراتيجية وطنية توافقية تمكن من مواجهة الجرائم الإسرائيلية، وعندما جاء الإعلان مطابقا لمطالبهم وصفوه بالخطوة الشكلية. إسرائيل تتوعد خرج قادة إسرائيل وساستها يتوعدون بمذيد من التنكيل لمن يتربص بأمنهم ونعتوا ابومازن بأبشع الصفات وصفوه بالعدوا الأول للشعب اليهودى، وهاجم مكتب نتنياهو في بيان مختصر خطاب ابومازن واصفا اياه بالكاذب ويشجع التحريض والشغب في القدسالشرقية، وجاء في نص البيان: على العكس من الفلسطينيين اسرائيل تحافظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى وهي ملتزمة بمواصلة المحافظة عليه وفقا للاتفاقيات الموقعة مع الاردن والأوقاف، وإسرائيل تدعو السلطة ومن يقف على رأسها فى التصرف بمسئولية والاستجابة لدعوة رئيس الحكومة ليجلس فورا على مائدة المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة، ثم توالت بيانات غاضبة من اعضاء الحكومة ورؤساء الكتل والأحزاب فى إسرائيل ترقى الى حد السب وتتهم ابومازن بالتحريض على الفوضى عنف الاحتلال يتصاعد في القدس تكشفت محاولات إسرائيل بتغيير الأمر الواقع في الحرم القدسي الشريف من خلال تصاعد عنف الاحتلال و قمعه بالقدس في الأيام الأخيرة و يتزامن مع حملة اعتقالات مكثفة تماشياً مع القرارات المتعلقة بتصعيد المواجهات والاقتحامات للأقصى وتشديد القمع ضد المقدسيين، وتزايد قرارات الهدم بالأحياء والقرى المقدسية وكذلك المخالفات والغرامات والتضيقات العسكرية والاقتصادية، بينما بدأت قوات الجيش بتطبيق قرار نيتانياهو بالإعدام الميداني للمشاركين بالمظاهرات وتشديد الاعتداءات الجسدية العنيفة خاصة بحق الفتية و الأطفال بهدف إرهابهم، بالاضافة الى فرض غرامات مالية على والدي القاصرين المشاركين بالاحتجاجات، ودفع قانون جائر آخر يحدد حد أدنى للعقوبات المفروضة على المدافعين عن حقوقهم، وتكثيف الاستفزازات الاحتلالية من خلال زيادة أعداد الجنود المتواجدين بالقدس العربية المحتلة، وأعلن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو أن حكومته تعتزم اتخاذ قرارات تقضي بتشديد التعامل مع الفلسطينيين الذين يتصدون للمستوطنين بجبل الهيكل، وستصدر توجيهات إلى أجهزة الأمن بعدم التردد في إطلاق النار على المشاركين في المواجهات، وقال نتنياهو سنمنح الأدوات للجنود وأفراد الشرطة من أجل العمل بحزم بالغ جدا ضد من يلقون الحجارة والزجاجات الحارقة، وزعم أنه يؤيد الحفاظ على الوضع القائم، لكن ان يتم اختراقه طوال الوقت من جانب المشاغبين الذين يتحصنون في جبل الهيكل ويتعرضون للزوار اليهود، فهذا ليس مقبولا، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو طلب من المستشار القانوني للحكومة، يهودا فاينشتاين، المصادقة على استخدام قناصة من الشرطة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين المشاركين في المواجهات ويلقون الحجارة، مثلما تستخدم إسرائيل قناصة الجيش في الضفة الغربية.