تطالعنا الصحف والقنوات الفضائية يوميا بالعديد من الموضوعات التى تمس بشكل مباشر الامن القومى المصرى وتشكل تهديدا عليه، وتقوم جميع وسائل الاعلام باستضافة مجموعة بعينها يطلقون على انفسهم خبراء وهم بالفعل ليسوا خبراء ويبدأون فى إطلاق التصريحات والتحليلات والتى تكون فى الغالب الاعم بعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة، مما يؤثر بشكل مباشر على الامن القومى المصري. الواضح ايضا ان أغلب من يتطرق لتلك الموضوعات لا يعلم شيئا عن الامن القومى ولا هى محدداته، ولا المصلحة الوطنية ولا معنى الاستراتيجية او السياسة العليا للدولة، وكيف يتم تحقيق المصلحة الوطنية، وللاسف الشديد ان هذا الجهل الواضح يأتى بآثار عكسية على الدولة المصرية، بل اننا ما نحن فيه الان من عمليات تخبط فى الشارع بسبب الرسالة الاعلامية غير الواضحة المعالم حتى الان. ان تناول الاحداث الجسام فى مصر يتطلب حرفية متقنة تساعد بشكل كبير على حماية الدولة من التهديدات، فمثلا مع اى حادث تواجهه القوات المسلحة نجد رغم عدم وجود معلومات يخرج علينا هؤلاء ليتحدثوا عن الحادث وكيف تم وما هى الخطوات التى اتخذت، وكأن ذلك المذيع او الصحفى كان فى موقع الحدث، بجانب مجموعة المحللين الذين يبدأون فى تحليل شئ ليسوا على علم به ولم تتضح معالمه ولا يوجد اى معلومة مسربة، للاسف الشديد ان ذلك يؤدى الى البلبلة، ولا بها سبق صحفى لانه لا توجد معلومة لان هناك تحقيقات، وكل ما يقال يؤثر على سير التحقيقات، ولكنها الفوضى. ان الوسط الاعلامى الان يعيش اسوأ فتراته، فيجب ان يعلم كل هؤلاء ان مصر تخوض حربا ضد الارهاب على اراضيها، وتواجه مؤامرات خارجية جساما، فيجب ان يكون تناول الموضوعات الهامة بشكل حذر ويكون ايجابيا على الامن القومى وليس بالسلب كما يحدث الآن، ويجب ان يستوعب ذلك ايضا المسئولون فى الدولة بدلا من حالات الفوضى التى نعيشها، فالاعلام هو احد الركائز الاساسية لحماية الامن القومي. http://[email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى