تطالعنا القنوات الفضائية يوميا بعدد ليس بقليل ممن يطلقون علي أنفسهم خبراء استراتيجيين, ويأخذون في الحديث والتحليل العسكري دون سند واضح او حقيقة بينة, بل يدعون في بعض الاحيان انهم يمتلكون معلومات يقدمونها علي شاشات التلفزيون. وفي الغالب جميعها تكون من وحي خيالهم, في الوقت الذي اصبح فيه هذا المسمي بلا قيمة تذكر, وضرره اكثر من نفعه بكثير. ان الخبير الاستراتيجي او المحلل العسكري يجب ان تكون له مواصفات خاصة غير التي نشاهدها مطلقا, فاذا كان عسكريا فيجب ان يكون وصل الي اعلي درجات القيادة كما انه حصل علي الدراسات الاستراتيجية التي تؤهله لتحليل الموقف من جميع ابعاده وبصورة علمية وصحيحة,بجانب خبراته الميدانية المختلفة, وهو ما يعطيه المصداقية في التحليل والخروج بنتائج واضحة, اما اذا كان مدنيا فيجب ان يكون متخصصا, في الامور الاستراتيجية المختلفة, ودارسا للامن القومي وعناصره المختلفة( السياسية, الاقتصادية, الاجتماعية, الامنية,البيئية), من اجل خروجه علي المشاهدين او التصريح بما يمكن ان يكون صحيحا. اما في وقتنا الحالي فاصبح هذا اللقب يعطي لمن لا مهنة له,ولمن يحاول ان يظهر كثيرا, ويجني الارباح وهو يقول كلاما لا يمت للواقع بصلة بل ان تلك التحليلات والتصريحات تضر بالامن القومي المصري اكثر مما تفيده, وتؤثر بشكل كبير علي اضطراب الفكر لدي الرأي العام الذي يسعي الي فهم الامور بشكل اوقع, فيخرج عليه بعض الجهلة المدعين ليبثوا جهلهم في عقول المشاهدين مما يؤثر بشكل سلبي علي الوضع العام ويثير البلبلة. الادهي من ذلك ما يحدث علي قناة الجزيرة التي تستضيف بعض من كانوا يطلقون علي انفسهم خبراء ومحللين استراتيجيين, ليهاجموا جيش مصر وقياداته, بل وصل الامر الي حد ان احدهم قال ان مرسي كان يسعي الي تسليح الجيش المصلري بأحدث المعدات, وان الفريق عبد الفتاح السيسي وقف امام تلك الصفقات, وكأن مرسي خبير في الشأن العسكري وتاريخه العسكري محفور علي جدران المعابد الفرعونية, وهو الامر الذي يثير الشكوك حول هؤلاء,ولا تتوقف هذه التصريحات علي الجزيرة فقط بل ان كل من يطلون علينا علي القنوات الفضائية مزيفون عدا مجموعة لا تتعدي اصابع اليد الواحدة. لقد حان الوقت لنعيد ترتيب الاوراق ونضع الامور في نصابها الحقيقي فكثرة التصريحات والتحليلات من بعض الجهلة هو ما يؤثر بشكل كبير علي استقرار الوطن وعلي اثارة الفوضي في الشارع, وإيجاد الكثير من البلبلة, ويجب ان يكون للقوات المسلحة موقفا امام كل من خرج من الخدمة وادعي انه محلل عسكري, لأن كلامه سيكون مصدقا في كثير من الاحيان, فما يحدث الان فوضي بكل المقاييس والضرر اكثر من النفع بكثير. http://[email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى