استغربت كثيرا من شريط الفيديو الذي تم تسريبه وبثه علي مواقع التواصل الاجتماعي, وبعض القنوات الفضائية, عن كواليس إذاعة بيان تنحي الرئيس السابق في مبني الإذاعة والتليفزيون بحضور عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار وقتها, واللواء إسماعيل عتمان مدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة. وسبب الاستغراب أنه ما الداعي لظهور مثل هذا الشريط في الوقت الحالي, وما هو الجديد الذي أضافه, حيث إن الشريط ليس به أي شئ غريب أو من الممكن أن يستفيد منه اي شخص, بل إنه فتح بابا للهجوم مرة أخري علي المجلس العسكري دون أي سبب, وأثار الكثير من البلبلة. والغريب في الأمر أيضا خروج اللواء إسماعيل عتمان في مداخلة لإحدي القنوات الفضائية ليتحدث عن هذا الشريط وكواليسه وأسبابه مبديا دهشته عن سبب تسريبه, وكان الأجدي للواء عتمان ألا يتحدث مطلقا عن هذا الموضوع لأن الجميع لا يهمه في الوقت الحالي ما حدث في إذاعة هذا البيان, في الوقت الذي لم يخرج علينا الموضوع بأي جديد, ولا يهم أحد كيف تم تسريبه. ولكن اللافت للنظر في هذه الواقعة أننا ندمن العودة للخلف ولا نتطلع للنظر الي الأمام مطلقا فلا نزال نبحث عن كل ما مضي ونبدأ في إدارة حديث وفتح مجالات للتحليلات للخروج بنتائج بعيدة كل البعد عن الواقع ولا نعلم من هو المستفيد من وراء ما يحدث أو محاولة الهاء الشعب في موضوعات لا تجدي مطلقا, بل أن ضررها أكثر بكثير من نفعها, فلم نستفد من الدروس السابقة فقد ظللنا شهورا نتحدث عن ثروة مبارك وتهريب أمواله للخارج, ثم انغمسنا في من له الحق في الثورة الجيش أم الشعب, وأرهقنا أنفسنا في قضية الفلول, وفي النهاية محلك سر بعد عدة جولات في دوائر مغلقة. بعد مرور عشرة أشهر من الثورة لم نتحرك خطوة الي الأمام لم ننظر الي مستقبل اقتصادنا الذي ينهار كل يوم أمام أعيننا وجل أهدافنا انصبت في الحديث عن الماضي أو الدخول في مهاترات غير مجديه, وفي النهاية نبكي يوميا علي الانهيار الاقتصادي وهروب الاستثمارات وجاء شريط تنحي مبارك ليأخذ هو الآخر وقتا طويلا في النقاش حتي نستمر في غفوتنا. [email protected] المزيد من أعمدة جميل عفيفى