صورتها كأستاذة لنا في كلية الإعلام منذ حوالي 22 عاما .. من المقتنيات الخاصة جداً في ذاكرتي .. أول مرة في حياتي اشوف »أستاذة جامعة بل عميدة الكلية كلها«. ** امرأة تملك المعرفة والرأي .. لها علينا سلطان ونفوذ العالم .. تملك عصاً سحرية تدخل القلب قبل العقل بملامحها الجادة في سماحة . كلماتها »الجافة« عن نظريات الإعلام تلقيها بسلاسة.. برشاقة ورقي امرأة تربت وعاشت في »مصر الجديدة« أرقي أحياء القاهرة الدكتورة جيهان رشتي عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقا والاستاذ المتفرغ بها حاليا ونائب رئيس جامعة مصر، وعضو سابق بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون .. ** أستاذة تتمتع بخصوصية شديدة.. تستطيع بكل ثقة التأكيد علي دورها في صنع الإعلام المصري أمس واليوم .. بل وغداً .. فهي تعمل في مهنة تشكيل عقول الإعلاميين أو كما يسمون »حراس البوابات« .. ورغم سنوات طويلة مضت .. شعرت انني احاور أحد »شباب ثورة يناير« .. حماسها وحيويتها تزداد مع تقدم العمر .. الذي زادها جمالاً . وزادني .. انبهاراً. ** عندما كنت في »حضرتها« لم اكن صحفية تحاور »مصدراً هاما« في موضوع الإعلام المصري وتحدي ما بعد الثورة كنت مازلت طالبة »أولي إعلام القاهرة« وكانت كعادتها تملك الكثير مما يمنحه المعلمون لتلاميذهم!! * كيف تقيمين الآداء الإعلامي الآن .. وخاصة فيما يتعلق بقضية مبارك؟ ** الإعلام يقدم الواقع .. ولكن هناك مبالغة شديدة وتركيزا واثارة وهذا من جانب يزيد من توزيع الصحف وشاهدة القنوات التي تنقل هذه الأخبار.. والناس لديها إحساس »بالشماتة« في مبارك ونظامه والإعلام يغذي هذا الاحساس. * وهل هذا صواب؟ ** من المفترض .. توخي الصدق وعدم المبالغة لأن الإعلام في هذه القضية تحديداً بدأ يفقد مصداقيته ويقدم للناس »اللي عاوزاه« ومن المفترض ان يكون متوازيا . * ولكن ..» البعض بدأ يتعاطف مع مبارك تحديداً نتجة التناول الإعلامي ايضا!! ** نعم .. وهذا وارد لأن المصريين لهم طبع خاص والبعض يتعرض لما يعرف في علم النفس بالتعاطف مع الجلاد.. أو ان المسجون يحب سجانه ويطيعه وحصل ذلك لليهود فيما يعرف ي » استوكهولم سندورم« وللأسف احنا »اتعودنا علي البهدلة«. * ألا ترين ان اظهار التعاطف من قبل البعض .. يسير ضد التيار؟! ** فعلا .. وما حدث في مصر يفوق كل التصور وكما سمعت عن الأموال المنهوبة وحتي قصور الرئاسة والمتحف الإسلامي.. كاد أبكي واتساءل لماذا فعل هؤلاء ذلك بمصر انهم لم يتركوا شيئا للشعب .. أليسوا مصريين ألم يشربوا من نيل مصر.. لماذا يكرهوننا إلي هذا الحد .. وماذا سيفعلون بكل ما نهبوه . * هل ترين ان محاسبة مبارك ونظامه يسير في الطريق الصحيح؟! ** من الواضح .. أن هناك رغبة في عدم محاكمة هؤلاء بحق وهذه كارثة. * من أين اتيت بهذا الشعور؟ ** من البطء الشديد في كل شيء تم التركيز كلية علي »الكسب غير المشروع« وكل هؤلاء »هيطلعوا براءة « في النقض ومن المفترض ان المجلس العسكري يقر قوانين جديدة للمحاسبة السياسية لضمان عدم افلات أي مسئول من العقاب. * ما رأيك في آداء حكومة الدكتور شرف؟ ** بطئ جداً .. وهناك تناقضات شديدة .. وانتقادات توجهة ولا احد يستجيب ولا يستمع مثل أيام مبارك ما حدش بيسأل فينا! * ما أهم المطالبات التي تطرح ولا يستجاب لها ؟ ** قضية الدستور مثلاً.. كل الأصوات تنادي بأن نضع دستور أولاً ثم الانتخابات لكي يكون أساسا لها ولا أحد يسمع وهذا شيء محبط جداً. كذلك قضية الأجور مثلاً.. وضعوا حد أدني للأجور ولم يضعوا حدا أقصي وهذا غير مقبول ولم أر في أي بلد موظفا يحصل علي مليون و200 ألف جنيه ولم أر رئيس شركة يحصل علي راتب أكبر من رئيس أمريكا!! من المفترض أن نأخذ من اصحاب الدخول المتضخمة ونعطي اصحاب الدخول الدنيا. * فيتم تلمسين البطء في آداء الحكومة أيضاً؟ ** الآداء الأمني .. ضعيف والأمن مازال قضية خطيرة وكانت من أولي القضايا التي يجب حسمها واتساءل ماذا يفعل الوزراء في مواقعهم فمن الفترض ان الوزير غير القادر علي انجاز مهامه ينسحب ويترك المجال لآخر أكثر قدرة. ضعف الحكومة شيء في منتهي الخطورة ومواجهة الفوضي لابد ان تكون أكثر حسماً. * كيف ؟ ** من حق من له مطلب ان يتظاهر بشكل مشروع ولا يخرب أو يحرق أو يقطع طريقا، ومن يفعل علي الشرطة ان تعاقبةهومن يتلف شيئا يصلحه ويدفع ثمن ما تسبب فيه من خسائر. * وما مردود هذا الوضع كما ترين؟! ** الفرصة متاحة لكل من يريد ان يهدد ويتوعد هناك متطرفون يحرقون كنائس واضرحة وللأسف الشرطة تساعد علي ذلك * وما الحل؟ ** لو ضباط الشرطة »مش عاوزين يشتغلوا يقعدوا في بيوتهم .. ويحصلون علي مرتب شهر لانهم خطر وممكن أن يكونوا مافيا، أما الجادون منهم فعليهم ان يقوموا تجاه حماية الناس وممتلكاتهم وإعادة الأمن. * وما أكثر ما يقلق الدكتورة جيهان رشتي في هذه الفترة؟ ** بالاضافة إلي البطء في الأداء.. حساسية المجلس العسكري الشديدة تجاه النقد. شيء مقلق محبط . كذلك تنامي نفوذ الجماعات المتطرفة رغم ان حرية الديانة مكفولة ، ولو استمر هؤلاء في مد نفوذهم سنواجهه كارثة وهذا الواقع مرعب خاصة في غياب سلطة ونفوذ الدولة.. نحن في اشد الحاجة الآن لحزم الدولة . وإذا كان الجيش يدير الآن فأنا أراه »مظلوما« ويجب ان يستمع لأهل الخبرة في كل المجالات وعليه ان يواجهه الضعف الذي عليه الحكومة الحالية لاننا امام مرحلة صعبة وبصراحة أنا »خايفة علي الثورة«. * هل تشاهدين برامج ال »توك شو« الآن؟ ** منها برامج جيدة كالتي تقدم في قناة التحرير هناك تحليل وابداء وجهات النظر تجاه الاحداث وهذا مفيد في هذه المرحلة ويخلق نوعا من الوعي والتثقيف ولديهم حسن اختيار للمتحدثين معهم وكذلك قناة ON.TV. * .. والجزيرة؟ ** الجزيرة لعبت دورا كبيرا في تغطية أحداث الثورة ومهما هو جموا يجتهدوا لتأدية رسالتهم وخدمة الجمهور.. هدفهم أن »يشاهدوا« ويحققوا ما يهدفون إليه. ملف الفتنة * ماهو رأيك في المعالجة الإعلامية لملف الفتنة الطائفية الآن؟ ** بصراحة »ضحك علي الدقون« وسطحية ومن المفترض ان الناس تخطت هذه الطريقة في المعالجة التي تقتصر علي »فلان المسيحي صديق فلان المسلم« وعاش الهلال مع الصليب.. القضية تحتاج لرؤية أكثر وواقعية وبذل جهود أكبر تجاهها ونظام »مبارك« زرع الفتنة وحرق الكنائس واتهموا حماس وارتكبوا أفظع الجرائم. * ما هو تقييمك لأداء الإعلام »الصحفي«؟! ** الإعلام الصحفي »محظوظ« ولديه مساحة أكبر من الحرية لكن عليه ان يتجنب المبالغة و»الفبركة«. * وما أكثر ما يثير قلق الدكتورة جيهان رشتي فيما يخص أوضاع الصحافة الآن؟ ** الخسارة التي تتكبدها كثير من الصحف وللأسف تستمر مع هذه الخسارة وعلي رأس هذه الصحف »روزاليوسف« والصحف التي تم دمجها قبيل سقوط النظام .. من المفترض ان الصحف التي تخسر تنسحب لان الانفاق عليها من »أموال الشعب« لكن هناك إعلاميين لديهم قدرة هائلة علي التخريب. * وماذا عن الصحافة الحزبية؟ ** الصحيفة هي الحزب للأسف، والأحزاب وضعها سيئ جداً والصحف انعكاس لها. * كيف ترين أداء التليفزيون المصري الآن؟ ** التليفزيون تحسن إلي حد ما بعد الثورة لكنه عاد إلي ما كان عليه واستبدل مبارك بالمجلس العسكري والمجلس العسكري لديه حساسية شديدة من النقد لذا سيطر عليه الخوف وأكثر شيء يضر الإعلام هو ان يفترض رقابة ذاتية علي نفسه لانه يخشي مؤسسة اقوي منه هناك تدخلات وخطوط حمراء .. وكنت ذات مرة أشاهد »بثينة كامل« التي تطرح نفسها كمرشحة للرئاسة وتم وقف كلامها من قبل سامر شريف علي الهواء. * هل ترين اختلافا في أداء مقدمي البرامج عن ذي قبل؟ ** اشفق كثيرا عليهم في الفترة الحالية. * ما رأيك في استبعاد الصحفيين من العمل بالتليفزيون سواء في التقديم أو الاعداد للبرامج؟ ** من المفترض ان التليفزيون يعمل علي تنمية كوادر من داخله .. لكن للأسف ما كان يحدث هو استبعاد كل من يظهر نجاحه ويتميز ويأتون بصحفيين من خارج المبني كي يتجنبوا نقدهم ومنذ افتتاح التليفزيون كانوا يسنعينون بمذيعي الراديو والصحافة ويصنع منهم نجوما..وكانت المذيعات لهمن حضور وكاريزما وتمت تنميتهمن من داخل الوسيلة نفسها مثل .. أماني ناشد وسلوي حجازي ، وليلي رستم. * وما الذي حدث بعد ذلك؟ ** التليفزيون بدأ يقتل المواهب وعندما تعمل خارج التليفزيون تبرز مواهبهم ويصبحون نجوماً. * إذن أنت لست مع عمل الصحفي بالتليفزيون؟ ** إذا كان إعلاميا كبيرا وله جمهور يصبح إضافة علي ألا يحصل علي ما سمعناه من مرتبات بالملايين كما كان يحدث .. لكن الأفضل علي أي حال ان ننمي كوادر ماسبيرو نفسها. * وكيف يصبح لدينا كوادر ونجوم من داخل التليفزيون؟ ** البداية من »التعيين« وأسس الاختيار التي يجب ان تكون موضوعية وبناء علي الموهبة والمؤهل والثقافة هذا بالنسبة للجدد أما الموجودون فعلا فيجب ان تعمل علي تنمية قدراتهم وعلي الإعلامي ان يمنح فرصة تدريب وتأهيل عام أو أكثر حتي تتربه لديه الثقة بالنفس ويصبح واجهة متميزة ومشرفة. * وكيف تساعد إدارة التليفزيون علي إحداث هذه الطفرة؟ ** من المفترض ان يكون هناك وعي إداري وإدارة تعمل لخدمة المكان وليس لخدمة نفسها أو تحقيق مكاسب شخصية واعمال مبدأ مكافأة الجيد وليس تصعيد السيئ لتجنب أذاه. * هل ترين ذلك ممكناً؟ ** للأسف المبني اصبح غير قابل للإدارة ولا يستطيع عبقري التعامل معه .. والديون 11 مليار جنيه وكله بيأكل في بعضه« وصفوت الشريف .. حول التليفزيون إلي مافيا ومؤسسة خير قابلة للاصلاح . * كيف التعيين كان بالواسطة وليس بالكفاءة وبناء عليه تم تعيين 43 ألف موظف اصبحوا عبئا كبيرا كما قضي علي مبدأ المحاسبة وجعل التليفزيون والإعلام يوما وإدارة من إدارات النظام .. وسار الوزير السابق علي نفس النهج من التليفزيون بمعدين من الصحفيين لتشتري الدولة سكوتهم واختلط الإعلام بالإعلان واصبح للمعلن نفوذ كبير جداً هو نفوذ المال ثم زادت المشكلة في التليفزيون فافتتاح قنوات عديدة بدون وضع سياسة إعلامية هادفة. * لكن ذلك كان له أهداف لعل منها استيعاب الأعداد الكبيرة للعاملين بالتليفزيون؟ ** هذا ليس منطق .. ما الذي سمح بتزايد هذه الأعداد دون سياسة واضحة ولا معرفة كيفية الانفاق عليها .. توسعوا مثلاً في القنوات التعليمية والناس غير مؤهلة للتعامل معها والمدارس لا ترغب بها لأن هناك دورسا خصوصية .. وهكذا .. »مافيش سياسة« . * هل استطاعت وسائل الإعلام تحقيق التوازن في رسالتها؟ ** الإعلام الآن غير متوازن .. هناك حالة عدم يقين اعتاد إعلامنا لسنوات طويلة علي خدمة »سيد« والآن نريد ان نقول له إن وظيفتك الاساسية هي خدمة الشعب وليس الحاكم. * هل نظام مبارك هو المسئول عن هذا الوضع؟! ** الإعلام المصري مر بمراحل عديدة وكان انعكاساً لاوضاع البلد كلها فإعلام قبل الثورة 52 كان يعبر بحرية وينتقد الملك والوزارة بشدة وللعقاد مواقف شهيرة كانت تنشر تحت عنوان .. رعاياك يا مولانا وبعد ثورة يوليو اختلف الوضع بالنسبة للإعلام لكن غلبت عليه روح »الاتاوة« ومدرسة أخبار اليوم سادت وانتشر ما سمي بإعلام طبعة ال نص ٪ مما دفع القيادة السياسة وتنسها لإعادة النظر في تنظيم الإعلام الصحفي حتي يعكس اهتمام الجماهير التي كانت مهمشة وتنظيم الصحافة كان ضربة قوية للاعلام الصحفي واصبحت كل الصحف تنشر نفس الشيء فانخفض عدد الصحف ولم يعد هناك مبرر لتعددها . * وماذا عن إعلام عصر السادات؟ ** استمرت الأوضاع إلي أن تبني السادات سياسة اقتصادية جديرة »الانفتاح« وبدأ الاقتصاد يؤثر علي الاعلام وذادت حالات ملكية الصحف من قبل الاثرياء والحق ذلك ضرر بالصحافة .. إذ اعتمد علي المبالغة والاثارة . * وأين دور التليفزيون ؟ ** بدأ التليفزيون يلعب دوراً كإعلام للدولة في أواخر عهد السادات ونما ذلك في عهد مبارك وانتشرت الصحافة الخاصة والتي تطبع في دول اخري. * الكثيرون يؤكدون ان مساحة الحرية اصبحت أكبر في هذه الفترة؟ ** نعم .. انها حرية »خليهم يتكلموا علي كيفهم وإحنا نعمل اللي علي كيفنا« فهي الحرية التي تخدم الشكل الديمقراطي لكنها لا تفيد الشعب وليس لها تأثير علي صنع القرار. أي انها حرية »ظاهرية«. * وما تأثير ذلك كما ترين؟ ** خلق مزيدا من الاحباط وأتاح الكثير من الفساد فنحن نعرف ان هناك اغذية فاسدة دخلت البلد لكن ما فيش محاسبة؟ اليس من الضروري ان يترتب علي الكشف محاسبة. كما ان النظام السابق اتبع ما يسمي بالقرارات السيادية أي ممنوع الكلام فيها. * وهل للإعلام كل هذه القوة في يد النظام؟ ** الإعلام أيام مبارك أداة من أدوات الفساد واختلطت الأمور. * وكيف صنع أدواته في الإعلام؟ ** عين عددا كبيرا من كبار الصحفيين مستشارين في علاقات عامة وشركات كبري ووزراء وعينهم في التليفزيون والصحف وتزامن ذلك مع تنامي دور رأس المال في الإعلام. * هل تعدد الفضائيات مناسب للمجتمع الآن؟ ** ليس كل الأمر سيئا .. أو كله إيجابيا لان التعدد يتيح تعدد الآراء ومن هذا التعدد تبرز الحقيقة أو شيء اقرب للحقيقة. لكني تصاعد نفوذ رأس المال وسيطرته علي الحكم وهذه السيطرة لم تقتصر علي الإعلام والتمويل الإعلامي لكن رأس المال دخل حتي المجالس النيابية واصبحت مليئة باصحاب المصالح من الحكومة ورجال الأعمال فيما بعدت مصالح الجماهير عن الاحتواء. وبذلك خسرنا سوقا تتصارع فيها الآراء وما كان يخفيه الإعلام الرسمي يأتي عن طريق تعدد »وسائل الإعلامية الأخري يقف«. * أين يقف الإعلام الآن من قضايا المواطن الحقيقية؟ ** بداية يجب ان تعرف ان وظيفة الإعلام الرئيسية هي »صنع الأجندة« وترتيب الأولويات لكني مع سيطرة نظام الحكم السابق علي الإعلام .. اصبح 80٪ من المصريين لا نعلم عنهم شيئا وهم ضحايا البطالة والعشوائيات والامراض والغلاء والفقر الذي ينهش في جسد المجتمع المصري والإعلام سلط الضوء علي الايجابيات لصالح النظام وانحسر عن »الغلابة« والناس ايضا ملت الأخبار والمشاهد السلبية! * وهل هذا مطلوب ؟! ** بالطبع لا يجب ان يسلط الإعلام الضوء علي السلبيات لاصلاحها حيت ولو اصبحت الاساسي لدينا. * وهل هذه مشكلة الإعلام المصري فقط؟ ** انها مشكلة عالمية وتعرف بإعلام »ال Rich« وFamous أي الغني والمشهور اما »الغلابة فلا يظهرون لانهم وخاصة في مصر شئ »يقطع القلب« لكن الإعلام ايضا مفروض ان يكون حارسا علي السلطة أي رقيباً عليها سواء تشريعية أو تنفيذية أو قضائية. لكنه تحول إلي أداة في يد الممول والمالك. * هل هناك رؤية تلمسينها الآن في الإعلام المصري؟ ** للأسف إعلامنا تغيبت عنه الرؤية السياسية سواء الإلكتروني أو الصحفي والإلكتروني ملك للدولة وطغت عليه فكرة التمويل لذلك امتلأ بقنوات كوميدية وإعلانية خالية من الرسالة الايجابية. * وهل هذه هي التحديات التي تواجه إعلامنا الآن؟ ** بشكل كبير هناك تحديات أهمها غياب السياسة الإعلامية، وغياب المحاسبة . * وكيف توضع هذه السياسة؟ ** عن طريق مجلس أمناء وممثلين من الصفوة والمفكرين وأهل الخبرة في المجالس علي ان يشرف عليها مجلس الشعب لابد ان تكون المحاسبة كل سنة .. لكن عن طريق مجلس شعب حقيقي وليس كما كان سابقا .. كانت المحاسبة »اخويه« وغير جادة!! * وما هو التحدي »الأخطر« للإعلام في المرحلة الراهنة؟ ** الرسالة الإعلامية .. يجب ان تكون هادفة وراقية وممكن من خلال الترفية والكوميديا تقديم أكثر الرسائل الإعلامية تعقيدا وابلغها اثراً .. لأن الرسالة التي تصل للمصريين عن طريق الترفيه مليئة بالانحطاط تحت مسمي الكوميديا.. هناك هبوط شديد بالذوق يعني مثلا عادل إمام .. بقي حاجة فظيعة بمسرحية الزعيم التي عرضها بكل ما فيها من اسفاف وكان الريحاني والكسار يقدمان كوميديا هادفة وراقية وتحقق الهدف منها إلي الآن حينما تعرض. وعلي التليفزيون الآن ان يكشف لنا عن كوادر ومواهب جديدة في الفن قادرون علي حمل الرسالة في المرحلة القادمة. أزمة كلية الإعلام * مارأيك فيما دار بكلية الإعلام مؤخرا ورغبة الطلاب في طرد عميد الكلية ؟! ** بداية انا مع اختيار العميد بالانتخاب وليس بالتعيين ولكن ذلك حق الاساتذة وكان معمولا به في الثمانينيات لكنه ليس حقا للطلاب.. لان لديهم اتحاد الطلبة وليس مهما ان يرضي الطلاب عن اساتذتهم لان تغيير الأساتذة أو المناهج ليست مهمتهم وهناك اساس لتقييم الأساتذة من قبل مجلس الكلية ولو كان هذا التقييم في غير صالح الأستاذ .. تتخذ إجراءات حيال ذلك. ونحن نطالب بتغيير القانون لصالح انتخاب العمداء وحتي رئيس الجامعة ويجب ان يعمم ذلك في المناصب الكبري.