أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن المنطقة الحدودية من عين العرب (كوباني بالكردية) تتعرض لقصف كثيف من تنظيم "داعش" مما ساهم في تأخير دخول قوات البشمركة العراقية الي المدينة السورية عبر تركيا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "أمطر تنظيم الدولة المنطقة الحدودية من عين العرب بالقصف بقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة الثقيلة الليلة قبل الماضية، بالتزامن مع هجوم جديد شنه علي حي الجمرك في شمال المدينة في اتجاه المعبر الحدودي مع تركيا". واضاف ان مقاتلي "وحدات حماية الشعب احبطوا الهجوم"، مضيفا ان القصف استؤنف صباح امس بالكثافة نفسها. وقال عبد الرحمن ان "استهداف المنطقة الحدودية من شأنه ان يؤخر دخول قوات البشمركة التي وصلت الي تركيا امس الاول قادمة من العراق" في طريقها الي كوباني لمساندة المقاتلين الاكراد في المدينة التي تتعرض لهجوم منذ اكثر من شهر ونصف الشهر في محاولة للتنظيم الجهادي المتطرف للاستيلاء عليها. واشار المرصد الي ان "الهجمات العنيفة التي يشنها تنظيم الدولة الاسلامية توقع في صفوفه العديد من القتلي، ويمكن، بحسب مقاتلين وشهود، مشاهدة جثث هؤلاء المقاتلين في شوارع ومناطق الاشتباكات ملقاة علي الارض لساعات طويلة من دون ان يقدم احد علي انتشالها"،وتشهد عين العرب اشتباكات بين المقاتلين الجهاديين والاكراد علي محاور عدة.
وجدد المرصد التأكيد ان 51 عنصرا فقط من الجيش الحر دخلوا الي المدينة الاربعاء الماضي عبر الحدود التركية لمساندة "وحدات حماية الشعب".
وكان مسؤول تركي محلي ذكر ان عدد المقاتلين الذين دخلوا يصل الي 150.
ولا يزال مقاتلون قدموا الي تركيا برا وجوا من كردستان العراق ينتظرون باسلحتهم الثقيلة في تركيا في مكان قريب من الحدود في انتظار الانضمام الي رفاقهم في كوباني.
وفي الوقت نفسه أطلق تنظيم "داعش" الإرهابي سراح 25 طفلا كرديا من تلاميذ المدارس كانوا قد اختطفوا في مايو الماضي،ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله "إن التلاميذ الذين أطلق سراحهم هم آخر مجموعة يتم الإفراج عنها من بين أكثر من 150 طفلا تم اختطافهم في مايو الماضي".
وبحسب نشطاء, فقد اختطف تنظيم "داعش" الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عامامن بلدة عين العرب "كوباني" السورية لدي عودتهم من مدينة حلب, حيث كانوا يؤدون امتحانات, فيما لم يعرف السبب وراء الإفراج عن هؤلاء الأطفال.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد أوضحت في يوليو الماضي أنه تم الإفراج عن 15 طفلا في إطار صفقة لتبادل رهائن مقابل الإفراج عن ثلاثة من أعضاء "داعش" محتجزين لدي القوات الكردية, مشيرة إلي أن وسائل إعلام محلية نقلت عن تلميذين فرا من قبضة التنظيم قولهما "إن داعش كانت تجبر الأطفال علي حضور دروس في الفكر الجهادي".
وفي الوقت نفسه أكدت مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس أن حرمان تنظيم "داعش" الإرهابي من الملاذ الآمن يعتبر هدفا استراتيجيا،وقالت رايس - خلال حضورها منتدي "أفكار واشنطن" - "إن القضاء علي "داعش"،الذي يمثل حاليا تهديدا خطيرا ليس فقط للعراق وسوريا والدول المجاورة ولكن أيضا للولايات المتحدة وأوروبا، يعني أنه لم يعد له ملاذ آمن في تلك المنطقة الحساسة، ولم يعد قادرا علي إرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة".
وفي تطور أخر أبدت الولاياتالمتحدة "صدمتها" إزاء التقارير الواردة عن قصف سلاح الجو السوري بالبراميل المتفجرة مخيما للنازحين في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، واصفة ما جري ب"الهجوم الوحشي".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "لقد صدمنا ازاء التقارير عن قيام نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد بقصف مخيم عابدين للنازحين في ادلب بالبراميل المتفجرة وبالصور التي تظهر حصول مجزرة بحق مدنيين ابرياء".
وقال سكان مخيم للنازحين ان طائرة هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت برميلين متفجرين علي المخيم الموجود في محافظة ادلب بشمال البلاد وأظهرت لقطات فيديو أشلاء وجثثا متفحمة.
وأظهرت لقطات وضعت علي موقع يوتيوب جثث نساء وأطفال وخياما محترقة بينما يتدافع الناس لانقاذ الجرحي. وقال صوت لم يظهر أمام الكاميرا "إنها مذبحة للاجئين".
وقال نفس الصوت "دع العالم كله يري ذلك .. انهم مشردون. انظر اليهم .. انهم مدنيون .. مدنيون مشردون. فروا من القصف."
وقال شخص في شريط فيديو آخر من مخيم عابدين الذي يؤوي الفارين من القتال في محافظة حماة المجاورة ان زهاء 75 شخصا قتلوا،ولم تشر وسائل الاعلام السورية الي القصف.
وطبقا لبيانات الأممالمتحدة شردت الحرب الأهلية في سوريا نحو عشرة ملايين شخص. وفر أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ من البلاد وأودي الصراع بحياة نحو 200 ألف شخص،وتتهم المنظمات الحقوقية كلا من الحكومة السورية وجماعات المسلحين بقتل مدنيين وتدمير منازل.