فيلم «الفيل الأزرق» تأليف أحمد مراد والمأخوذعن قصة تحمل نفس الاسم تدور أحداثه حول الدكتور يحيى «كريم عبد العزيز»،الذى انقطع عن العمل فى المستشفى النفسى خمس سنوات لإحساسه بالذنب لموت زوجته وابنته «نور» فى حادث،وعند عودته يلتقى بصديقه القديم «شريف خالد الصاوي»، والذى يتحدث معه من خلال شخصية أخرى تدعى «نائل» تأخذنا إلى عالم آخر أسطورى من التاريخ الإسلامى بشخصية ثالثة «المأمون»، فنوعية هذه القصة تعتبر من الإنتاجات القليلة فى السينما المصرية،والتى تتحدث عن عوالم أخري..ولكنها تحمل ثراءا كبيرا فى الصورة والخيال. السيناريو الذى أعده أحمد مراد عن قصته الأدبية الفيل الأزرق،رغم بعض الاختلافات عن القصة فإنه استطاع سرد أحداث متصاعدة،بدءاً من استعراض حياة الدكتور يحيى وتقديمه حتى وصولنا إلى النهاية،فهى قصة تعتبر من القصص الجميلة على مستوى الفكرة وصياغتها. التمثيل «كريم عبد العزيز» فى شخصية الدكتور يحيي،شخصية مركبة بها الكثير من المشاهد الكبيرة، ،مثل التى جمعته بالدكتور سامح أو الدكتورة صفاء كان هو المتحكم فيها،أما المشاهد التى جمعته بالدكتور شريف فكان الأداء مختلفا،لكنه يظل من أهم أدوار «كريم» حتى الآن،وكان سيصبح أسطوريا إذا كان «كريم» تعامل مع الشخصية كما كُتبت فى الرواية « بعبارات.... وفتحت الدولاب لألتقط ما أرتديه حين لمحت سُترة قديمة تتوارى منى فى رُكن، نفضتها وجربتها فُضولاً فبدوت داخلها نحيلاً كمطرقة الجرس للجرس،خلعتها ووضعتها فى كيس....» ،كأن يقوم بإنقاص وزنه. «خالد الصاوي» - فى شخصيات د.شريف، نائل، المأمون - ممثل كبير يستطيع أداء الأدوار المركبة بكل سلاسة،خصوصاً فى أدائه لشخصية نائل والتحول بينها وبين شخصية شريف،فلا تملك كمشاهد إلا تصديقه فى كل إيماءاته وحركاته حتى نظرة عينيه.. «نيللى كريم» فى دور لبني،الحب القديم ليحيى والمجروحة عاطفياً،لم يهتم بها المخرج فى مشاهدها فلم تظهر كما نعرفها،ولكن يظل مشهد مكالمتها لأخيها وهى فى السيارة من أجمل مشاهدها. «لبلبة» فى شخصية الدكتورة صفاء، هدوء أدائها أعطى لشخصيتها مصداقية. «شيرين رضا» فى شخصية «ديجا» هى مفاجأة الفيلم،فكانت هى شريرة الأحداث دون قصد..اكتشاف جديد. «دارين حداد» فى دور «مايا» أدت الدور كما كُتب. «محمد ممدوح» أو الدكتور سامح،ممثل يؤدى الكوميديا كما فى أعماله السابقة بسلاسة،ويؤدى التراجيديا بنفس السهولة..ممثل كبير. التصوير..«أحمد المرسى» له العديد من الأفلام التى استطاع أن يُظهر فيها قوته مثل «رسايل البحر»، لكنه هنا فى «الفيل الأزرق» لم يعط انطباعات الرعب فى الصورة،أيضاً التواصل بين اللقطات فى المشهد الواحد كما فى مشهد أول لقاء بين يحيى والدكتورة صفاء،ولكنه فى الجزء الأخير من الأحداث كانت الإضاءة على مستوى الحدث. المونتاج..«أحمد حافظ» له العديد من الأفلام «على جثتي،المصلحة،فاصل ونعود»،وهنا فى فيلم الفيل الأزرق فى مشاهد النهاية بداية من ظهور «المأمون» من أجمل المشاهد التى تم مونتاجها،كما أنه اختزل الكثير من الوقت فى العديد من المشاهد فجعل إيقاع الفيلم أسرع،وإن كان هناك مشاهد كانت بحاجة إلى إيقاع أسرع فى الجزء الأول من الأحداث،إلا أنه استطاع أن يجعل إيقاع الفيلم ككل سريعh. الموسيقي..«هشام نزيه» له العديد من الموسيقى التصويرية فى الأفلام الكبيرة «سهر الليالي،السلم والتعبان» وأيضاً مسلسل «السبع وصايا»،إلا أنه هنا فى الفيل الأزرق لا ندرى سبب التسرع فى استخدام التوزيع الكبير للالات الموسيقية من بداية الأحداث، حتى إنه عندما كانت الأحداث فى قمتها وجدنا الموسيقي نفسها فكانت فى النهاية غير مؤثرة التأثير المرجو منه للإضافة إلى الصورة. ديكور «محمد عطية» كان فى خدمة دراما الفيلم خصوصاً فى الجزء الأخير من الفيلم فى العصر القديم..الملابس ل «ناهد نصر الله» من مفردات الصورة المؤثرة والتى جعلت الأحداث تبدو وكأنها طبيعية،فكانت الملابس مكملة للصورة،خصوصاً شخصيات نائل والمأمون ومن معهما،وبالطبع القميص الذى سُرق من المتحف الإسلامي، الجرافيك .. تامرمرتضى، محمودالتركمان ، أحمد عاصم ، أروما، أحمد القماش برعوا فى أول جرافيك داخل الدراما وتنفيذه بهذه الحرفية العالمية. الإخراج..مروان حامد،هناك مشاهد نشعر أمامها بإننا أمام مخرج كبير كما فى الجزء الأخير من الأحداث،ولكن فى بداية الأحداث هو مخرج عادى سواء فى استخدام التصوير البطئ كما فى حركة يد الدكتورة صفاء أو فى أول ظهور لبنى أو فى اختيار زوايا وحلول للمشاهد ليست على مستوى الحدث،كما فى مشهد أسفل الكوبرى فى الحوار بين لبنى ويحيي،ومشهد المطبخ عندما اعترف يحيى للبنى بمرضه،ولكننا لا ننسى المجهود الكبير لكل العاملين فى الفيلم من مهندس الصوت «حسن أبو جبل»، وأستاذ الميكساج «أحمد جابر» حتى مدير الإنتاج «وليد الصباغ» و فى النهاية فيلم «الفيل الأزرق» فيلم كبير تم إبداعه وسط كم كبير من الأفلام دون المستوي،