لا يتوقف المخرج مروان حامد عن التصدى للأعمال الجريئة والمختلفة؛ فمنذ تجربته الروائية القصيرة الأولى «لى لى»، مروراً بفيلمه الأول «عمارة يعقوبيان»، وحتى فيلم «إبراهيم الأبيض»، يملك «مروان» مساحة من التميز والتدقيق فى اختيار العمل الذى يتصدى له، حتى تأتى تجربته الثالثة لتقترن برواية حققت أعلى المبيعات فى سوق الكتب خلال العامين الماضيين، هى «الفيل الأزرق». فى حواره ل«الوطن»، يتحدث «مروان» عن الفيلم واختياره للرواية وترشيحاته للممثلين. ■ فى البداية، ما الذى جذبك لتقديم رواية «الفيل الأزرق» فى عمل سينمائى؟ - قرأت مخطوطة الرواية قبل صدورها بحكم صداقتى بأحمد مراد، ووقتها انجذبت لها بشدة؛ فالرواية تحمل أجواء كثيرة من التشويق والإثارة، بها شخصيات جذابة لها أعماق درامية كبيرة، وبها أجواء من الخيال تغرى أى مخرج لتحويلها لعمل سينمائى، وطلبت من «مراد» تحويلها لمشروع سينمائى، ورأيت أنه أفضل من يملك القدرة على تحويلها، فطريقة كتابته بها إحساس سينمائى عال حتى فى الرواية ربما بحكم دراسته السينمائية، كما أنه يدرك جيداً الفرق بين الوسيطين، وكانت مرحلة كتابة السيناريو ممتعة إلى حد كبير. ■ وبالنسبة لاختياراتك للممثلين، كيف جاءت؟ وهل كانت تلك هى الترشيحات الأولى؟ - اعتمدت فى اختيار الممثلين على الرغبة فى تحقيق عنصر المفاجأة الموجود فى الأحداث أيضاً؛ فاختيار كريم عبدالعزيز كان الأول بالنسبة لى عقب قراءة الرواية، وأذكر أنه قرأها أيضاً قبل طرحها، وتحمس على الفور، وأرى أنه يملك طاقات تمثيلية كبيرة لم تكتشف بعد بالشكل الكافى، ووجدت فى شخصية يحيى راشد إمكانية لاكتشاف تلك الطاقات من خلالها، فهو دور معقد ومركب ومميز وموجود طوال مشاهد الفيلم؛ لأن الأحداث تروى من خلاله، وقد استغرق «كريم» فى التحضير ما يزيد على خمسة أشهر، وحضّر الشخصية كما قال الكتاب، وبالنسبة لخالد الصاوى، فبيننا تعامل سابق فى «عمارة يعقوبيان»، وتربطنا صداقة وتفاهم، وقد تخيلته منذ القراءة الأولى، وأذكر أننا وقت عرضنا الفيلم عليه كان مرتبطاً بتصوير مسلسل، واخترنا كلنا أن ننتظره حتى ينتهى من المسلسل لاقتناعنا بأنه الأجدر بالدور، أما نيللى كريم فهى من أسهل الممثلين الذين عملت معهم، وتملك قدرة على استيعاب أبسط التفاصيل، وأضافت لشخصية «لبنى» لمسة ساحرة وعمقاً خاصاً. ■ هل أحدثت عدداً من التغييرات فى الرواية لتناسب طبيعة السينما؟ - أقدم فى الفيلم رؤيتى عن رواية «الفيل الأزرق»، وهو عمل مأخوذ عن النص الأدبى، وليس ترجمة له، وأعتقد أن كل من قرأ الرواية له تصور خاص لها؛ فالنص الأدبى به خيال المؤلف وخيال القارئ الذى يتعدد، وهناك عشرات الأعمال الأدبية التى قدمت وتعددت رؤاها بتعدد ثقافات وأفكار من قدموها، ورواية «الفيل الأزرق» حملت أكثر من تفسير وخلقت حالة جدل بين القراء وقت طرحها، وإن كانت رؤية الفيلم تكاد تكون متطابقة مع رؤية الرواية، وأنا أضع فى الاعتبار أنه ليس كل من سيشاهد الفيلم قرأ الرواية، وفى النهاية الفيلم سيكون له استقلاليته عن العمل الأدبى. ■ ما أصعب المشاهد التى تم تنفيذها فى الفيلم؟ - كل المشاهد التى تتعلق بمناطق الخيال فى الأحداث كانت هى الأصعب فى التنفيذ، وتم بذل جهد كبير فى التحضير واشتركنا مع شركة عالمية متخصصة فى «الجرافيك»، واستغرقت وقتاً كبيراً فى تحضيرها؛ حيث كانت تحتاج تصويراً بطريقة مختلفة، بجانب أعمال ما بعد التصوير التى استغرقت ستة أشهر، خاصة أننا حرصنا على ألا يشعر المشاهد أن هناك مؤثرات بصرية فى العمل من أجل المصداقية، بجانب أيضاً المشاهد التى دارت فى فترة تاريخية سابقة، فيما يتعلق بالملابس والديكورات وغيرهما. ■ كيف ترى فيلم «الفيلم الأزرق» فى مشوارك السينمائى؟ - أراه تجربة سينمائية خالصة تملك مواصفات تجارية كبيرة؛ فالعالم السينمائى به مثير جداً، وساعدنى فى اقتحام مناطق مختلفة على مستوى الصورة والحكى، وهو الأمر الذى استمتعت به، خاصة أنه نوع سينمائى مختلف عما تشهده السينما العربية بشكل عام. ■ ما ردك على ما تردد بشأن سرقة «الفيل الأزرق» من الفيلم الأمريكى «The Tattooist»؟ - لم أشاهد الفيلم الأمريكى، ولا أعرف عنه أى شىء، ولكنى أود توضيح أنه إذا أراد أحد الحكم على فيلم «الفيل الأزرق» بأنه مسروق من أى عمل فينبغى عليه أن يثبت أن الفيلم الأصلى به شخصيات توازى «يحيى راشد وشريف الكردى ولبنى»، وأن يكون به مكان يوازى «8 غرب»، وحدث يوازى الأحلام التى تأتى للبطل، إنما أن يدعى البعض أن المشترك بين الفيلمين هو الوشم فقط، فهذا هراء، ما دام لا علاقة له بالبناء الدرامى أو الأحداث الرئيسية، والأهم من ذلك أن أحمد مراد نفسه ذكر أن مرجع الرواية من واقعة ذكرت فى تاريخ «الجبرتى». http://ay5edma.elwatannews.com/Movies/Index