المرأة كما قال عنها الحكيم لقمان فى مدوناته ونفحاته هى رسالة صدق وحق وحب.. من قبل الحق عز وجل.. إن صدق حالها.. وانصلح منوالها.. وهى كما قال عنها طاغور شاعر الهند العظيم: رسالة حب وخير من السماء لأهل الأرض أجمعين.. وهى كما قال عنها بوذا العظيم: هى وعاء الحب ونهر الخير ونبع الحياة على الأرض.. إذا جاءت جاء الخير وإذا ولت جف النبع وانقطع الزرع وشحب وجه الشمس والقمر.. هذه المرأة العظيمة.. سر الكون وأصل الحياة.. ولكن النسخة المصرية منها أصلا وفصلا وخلقا وصلتنى منها هذا الأسبوع عشرات الرسائل على موقعى الالكترونى وعبر بريدى المكتوب.. اخترت لكم منها هذه الرسالات التى وجدتها تعبر بصدق وحق ويقين واحساس رفيع بما يجرى ويدور بيننا ومن حولنا.. اسمحوا لى أن افتحها أمام أعينكم دون أى تدخل منى لا بالتعديل أو التغيير.. لانها تعبر بصدق وحق ويقين عن حالنا ومألنا وقدرنا الذى يأخذنا نهر الحياة إليه سواء وصل زورقنا فى آخره إلى بر الأمان.. أو لم يصل.. {{ أول رسالة اخترتها من بين كومة الرسائل.. من أم مصرية لخمس بنات.. ذهبت مع زوجها إلى آخر بلاد الدنيا وتغربت معه سنوات طوال فى الغربة ولكن فى بلاد عربية أصيلة.. بدأتها بسلطنة عمان.. بلد السندباد البحري.. وأنهتها ببلد الرسول التى نزل فيها القرآن.. فى مكةالمكرمة على نبى الله سيدنا محمد بن عبدالله.. ثم عادت ومعها البنات الخمس دون زوجها الذى أثر ألا يترك أرض النبوة حيا ولا ميتا.. وقد كان.. لنقرأ سطور رسالتها كتبتها بخط يدها والتى وجهتها إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي: {{ سيدى الرئيس: هل يرضيك ما جرى للمرأة المصرية فى اليوم الأول لتوليك مقاليد السلطة فى البلاد.. وفى الاحتفال بتنصيبك سيدا وقائدا ومديرا لشئون البلاد والعباد.. لقد انتهكوا حرمة النساء.. كل نساء مصر.. عندما اعتدوا على هذه الأم وبناتها وسط هذا الحشد الهائل من الرجال ولم يتحرك يا للمصيبة الكبرى منهم أحد! اضرب يا سيدى بيد من حديد.. وخلص مصر من هذا السرطان الذى انتشر فى جسدها.. وشكرا لك لزيارتك لهذه المرأة التعسة فى سريرها فى المستشفي.. وشكرا للسيدة حرمكم التى فعلت مثلما فعلت أنت.. بارك الله فيكم إلى يوم الدين. { التوقيع: أم البنات { .......... .......... {{ وهذه السيدة صاحبة الرسالة الثانية أم لثلاثة ابناء.. ابنة تخرجت فى الجامعة وعملت صحفية فى جريدة كبرى وهى زوجة وأم لثلاثة أطفال.. وشابين واحد تخرج فى الجامعة وتمرمط فى ألف شغلانة.. ولم يستقر على مكان حتى الآن.. والثالث مازال يدرس فى جامعة الأهرام الكندية قسم صحافة.. ولقد كتبت إلى هذه السطور بقلمها وهمها وفكرها: جريمة التحرير يا سيدى الرئيس حركت غضب العالم كله من حولنا.. وخوفه لما جرى للمرأة المصرية.. وقد أصبحت حملا وسط ذئاب السكك.. لقد دمعت عيناى لمشهد الاعتداء البشع الذى وقع على الفتيات المصريات وسط هذا الحشد الهائل من الرجال الذين كانوا يتفرجون ولا يتدخلون.. يشاهدون ولا ينقذون.. وعجبى على حال الرجل المصرى الذى أصبح رجلا بالاسم فقط.. ولم يحرك ساكنا وهو شاهد على انتهاك شرفه.. وعرضه.. وكأن الأمر لا يعنيه.. ويكفينا زيارتك لهذه السيدة المسكينة فى المستشفى واعتذارك الرقيق لكل امرأة مصرية باسمها.. والآن اسمحوا لى أن أسأل: ماذا تريد المرأة من الرئيس.. أم يكون السؤال هو: ماذا يريد الرئيس من المرأة؟ فالرئيس ليس فى حاجة لكى نقول له: نحن نريد كذا.. وكذا.. وكذا.. فهو يعرف التايهة ويعرف مشاكل البلد وكل شبر فيها ويعرف ماذا يريد كل فرد.. فهو مصرى أصيل من حى أصيل وعريق هو حى الجمالية.. ولكنه هو نفسه يريد من الأم المصرية الكثير والكثير وأنا أعرف أنه ذو حياء وكبرياء وذو أدب جم.. فهو مثلا يريد من «المرأة الأرنبة« التى تنجب بالدستة أن تكف عن الخلفة وتنظر حولها وتراعى ربها فينا وفى الشعب المصرى الغلبان الذى يئن من الخلفة والزحام والانفجار السكاني.. ثانيا: الرئيس يريد من المرأة أن تساعد زوجها على الإخلاص فى العمل أن تشجعه على أن يستمر فى عمله وأن يذهب إليه متحمسا ونشطا وأن يكون عمله أول اهتماماته.. والمرأة قادرة على اقناع زوجها بأن يحب عمله ويتفانى فيه بدلا أن تلاحقه بالموبايل وبالطلبات وكى يرجع سريعا إلى المنزل ليقضى السهرة أمام التليفزيون! ثالثا: يريد الرئيس من المرأة الأم أن تربى ابناءها جيدا أن تغرس فيهم حب الوطن.. حب العلم حب الأرض التى تربوا عليها.. ويا حسرتاه على هؤلاء الطلبة المأجورين المأفونين الذين يدمرون جامعاتهم ويحرقونها ويقتلون زملاءهم ويضربون أساتذتهم هل لهم أمهات يربونهم على احترام وتقديس المدرس أو الأستاذ الذى رباهم وعلمهم! هل قامت الأم بواجبها ناحية أولئك الفتيات اللائى يضربن أستاذتهن ويمزقن ملابسهن ويصورونهن عاريات.. هل هؤلاء سمعن فى حياتهم كلمة: عيب اختشى يا بنت! اعتقد أنهن لم يسمعن أبدا كلمات عيب ولا حرام ولا احترام! هل هناك المزيد مما يريده الرئيس من المرأة؟ نعم.. نريد منها أن تربى ابناءها الشباب وتمنعهم من ان يجلسوا على المقاهى ليل نهار ينفخون دخان الشيشة وما خفى كان أعظم.. ولكن لابد أولا أن نجد عملا لكل الشباب الذى بلا عمل! طبعا وبلا نقاش فان الهم الأول للمرأة هو استعادة الأمن والأمان فى الشارع المصرى وتحسن الحالة الاقتصادية وعودة السياحة وانخفاض معدل البطالة وكل ما قلناه مرتبط بما يطلبه الرئيس من المرأة.. فهى حلقة متصلة بعضها البعض لا ينفصل فرع عن الآخر نصل كلنا من قاعدة المجتمع إلى قمته. { الامضاء: نبيلة صادق مواطنة مصرية محبة لوطنها.. .......... {{ وهذه الرسالة جاءتنى من طالبة جامعية تحضر للماجستير فى القانون فى كلية الحقوق جامعة القاهرة: سيدى الرئيس: 1 نهضة أى أمة يا سيادة الرئيس فى العلم والتعليم فبالعلم تنور العقول وتضيء ويعمل الإنسان لمستقبل أفضل. العلم فى مصر سييء للغاية مجرد حفظ ودلق فى ورقة الامتحانات وكله يقوم على الدروس الخصوصية ولك أن تتخيل سعادتك أن الدروس الخصوصية قد امتد فيروسها حتى إلى التعليم الجامعى نفسه! 2 بالعلم والصحة يستطيع الإنسان ان يتقدم.. والمستشفيات فى مصر يا سيدى فى حالة سيئة للغاية وخصوصا مستشفيات التأمين الصحى وهى محتاجة تتفور.. يعنى تنسف وتقام من جديد! 3 الطرق والحوادث اللى بتحصل فاقت كل حدود.. حتى أصبحنا أول دولة فى العالم فى حوادث الطرق.. يا سيدى نحن نعيش حربا دامية على الطرق حين نسافر ونتحرك! 4 يا سيادة الرئيس مرتب الشخص وهو بيعمل قبل وصوله لسن التقاعد ألف جنيه وبعد وصوله لعدم قدرته على العمل لظروفه الصحية والعمر الذى قضاه فى خدمة البلد فى أى مكان خدمها فيه.. أن يصبح المعاش 400 جنيه فقط لاغير كيف يعيش والالتزامات بتكثر ازاى يعني؟ 5 نظرة إلى الأسعار يا سيادة الرئيس.. أكيد سعادتك عارف الدنيا ماشية ازاى أقل حق من حقوق الإنسان والآدمية للكائن البشرى هى الحياة الكريمة دون أى اهانة له.. الاهانة هنا فى عدم قدرة رب المنزل فى الحصول على متطلبات المنزل من أقل حق وهو الطعام! يا سيادة الرئيس فيه ناس مش بتشوف اللحمة أبدا اللى وصلت فى أماكن ل85 جنيها الكيلو! 6 الوظائف بعد ما الأهل يصرفوا على أولادهم وينتظروا بفارغ الصبر أنهم يتخرجوا علشان يسندوهم فى مصاريف اعباء المعيشة يقوموا يقعدوا جنهم فى البيت قال ايه مش لاقى شغل! ده غير أنه بيطلع عينه فى التقديم للوظائف المحجوزة أغلبها لابناء العاملين أو لابناء كبار الدولة... والبجاحة يا سيدى أن كل ده بقى على عينك يا تاجر «أصل اللى اختشوا ماتوا».. كما يقول المثل الشعبي! 7 الإسكان فى مناطق كثيرة فى خريطة مصر لا تصلح للسكن الآدمي.. مجرد عشش وأحيانا دون مرافق! إزاى بس يا سيدى أسرة تعيش فى عشة؟ سيادة الرئيس أمامك مهمة قومية اعانك الله عليها.. ووراءك يا سيدى الرئيس حمل المصريين «فالحمل كبير وثقيل» وكما قال الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه: «إذا كنت قدرنا فليوفقك الله.. وإذا كنا قدرك فليعينك الله على ما تتحمل» { ابنتك المصرية ريهام جلال{ .......... .......... {{ وهذه الرسالة من موظفة جامعية فى احدى شركات البترول.. هى تقول: {{ لقد أثلجت صدور كل امرأة وكل بيت بزيارتك للسيدة المغتصبة فى ميدان التحرير واعتذارك لكل أم مصرية.. كما أن قانون التحرش سوف تغلظ عقوبته وسوف يطبق بكل شدة.. بلا شعار ولكن تمر على هذه الأم العظيمة ليلة سوداء كما عاشتها فى ميدان التحرير! { وشكرا على قرار بدء العمل فى الوزارات والمصالح الحكومية فى السابعة صباحا .. علشان الناس تشتغل. { وبصفتى مواطنة مصرية أطلب من سيادتكم الاهتمام الأول والأساسى بالتعليم فهى منظومة التربية والتعليم هى أساس المجتمع النجاح والتقدم. انها أجيال وأجيال تخرج من الجامعات سنويا. وهذه الأجيال هم شباب مصر الواعى القادم. { والصحة: وما يحدث فى مستشفياتنا من مآسى وبشكل يومي. دعنا نتفق على انه لا يوجد علاج على نفقة الدولة وإذا وجد فيكون فى أضيق الحدود وبالحجز. ارجو ان تنظر إلى المستشفيات الحكومية نظرة عاجلة فى النظافة والمعاملة وليس فى التكاليف. { والبيئة: أصبحت القمامة والقذارة عنوانا لكل شوارعنا وحوارينا ونحن نحتاج إلى منظومة عمل لكى نعيش جميعا فى بيئة نظيفة وأطلب منكم هنا ان تكون هناك غرامة مالية على كل من لا يحافظ على نظافة البيئة.. { والاقتصاد المصرى ياسيدى المثقل بالاعباء والأسعار يا سيدى نار الله الموقدة الآن! { الأمضاء: رباب درويش { .......... .......... {{ آخر رسالة من سيدة «طفش» منها زوجها وهجرها وترك لها أربعة أطفال فى عمر الزهور بلا عائل بلا مورد.. وارتمى فى أحضان الإدمان .. هى تقول فى رسالتها: ارجوكم انقذوا أطفالا صغارا بلا مورد بلا طعام بلا حماية بلا رعاية.. هجرنا زوجى أبو الأولاد إلى أحضان الكيف.. باع نفسه للشيطان.. حبوب الهلوسة وأبو صليبة والترامادول وأدوية الصرع التى «يبلبعها» المدمنون الآن.. تباع علنا مع السلاح يا سيادة الرئيس على الأرصفة وفى الميادين وفى كل مكان ويا حسرة عليكى يا مصر.. يا سيدى انقذنا وانقذوا أولادنا وأعد لنا أزواجنا المدمنين الضائعين! { الامضاء: أم لا تنام الليل { .......... .......... مرة أخرى وكما قالها الشيخ الشعراوي: « مادمت انت قدرنا فليوفقك الله.. ومادمنا نحن قدرك .. فليعنك الله علينا» { لمزيد من مقالات عزت السعدنى