سيدي القارئ .. حضرات المسترجلين .. هذه ليست فتوة برهامية .. أو مقولة خزعبلية .. لكنها مرافعة نسائية في قضية عصرية نتيجة للأوضاع الهزلية التي أصابت المرأة المصرية سليلة ايزيس وحفيدة حتشبسوت ، وأدعوكم للاستماع الي أدوات دفاعي متريثين لا متلهفين ، متأنين لا مندفعين ... وسأترك لكم الحكم في نهاية الجلسة واليكم ادلة الاثبات : « اخطب لبنتك وما تخطبش لابنك « شعار ترفعه أمهات مصر خوفا من شبح العنوسة ، ليس فقط بل يروجن لبناتهن في الاوساط الاجتماعية على غرار « انا بنتي مجهزاها من الابرة للصاروخ « بل ويضيفن « بنتى موظفة كبيرة قد الدنيا ومرتبها محترم « ، وبكل أسف نحين جانبا كل ما يمكن ان تتزوج من أجله الفتاة « حسب ونسب وأخلاق وخلافه « فالأهم ماذا سوف تقدم لعريس الهنا ؟ يعنى ذوات الدخول الأعلى يصبح حظهن أوفر في الزواج ... وعجبي! « احنا بنشتري راجل « جملة يرددها الآباء عن استحياء في حضرة عريس الغفلة بلا معنى فلا هم يكفون عن الطلبات ولا زوج المستقبل بيقدر ست البنات ، وكأنها عملية تجارية بحتة لانشاء شركة مستقبلة بأسهم عينية ربما لا تدوم طويلا ، فالعملية ليست حسابية وفقط يا سادة ! « ضل راجل ولا ضل حيطة « كليمات تهمس بها امهاتنا الفاتنات في أذن البنات ، ولزاما عليهن أن يتحملن كل ما لذ وطاب من الاهمال واللامبالاة والعنف والصراخ والأوامر وكأن لفحة الكرى سوف تمسهن بحمى ان لم يستظللن بظل ذاك الرجل المزعوم .. ما لكم الا تتفكرون ، لماذا يصر المجتمع على استخراج شهادة وفاة اكلينيكية للمرأة مرفقة بعقد الزواج ! « جنت على نفسها براقش « هذا حال المرأة العاملة ، تخرج من اجل لقمة العيش وتعود لتصنع لأولادها وزوجها لقمة العيش ، ثم تحل محل المربية والخادمة والغانية في آخر الليل ، وكأنها تعاقب ضمنيا من مجتمع ذكوري أقسم على أن يستهلكها جسديا وينهكها نفسيا ويمتصها ماديا متناسيا قول الله تعالى «بما أنفقوا» ! متغافلا عن مبدأ ان الذمة المالية للزوجة منفصلة عن الذمة المالية للزوج ! ولم يقر أي دين من الأديان أن « تلهف « منها سيادتك « اتاوة « على خروجها الى العمل . « في الحزن مدعية وفي الفرح منسية « وهذا حال المرأة المصرية التي تعلم وتربي وتصنع اجيالا وتنزل في الميادين وتهتف في المظاهرات وترعى أسراً بأكملها ، فهل تعلم حضرتك أن نسبة المرأة المعيلة في مصر وصلت الى 30 % موزعة بين الريف والحضر والصعيد ، وبعد كل هذا لا نجدها رئيسة جامعة او رئيسة حكومة أو رئيسة حي حتى لكن بالكاد كام وزيرة وعن استحياء كام نائبة في البرلمان وكأن المرأة العصرية كتب عليها أن تلعب دورا ثانيا مع استحالة أن تصبح يوما نجمة على مسرح الحياة السياسية وكأنها لا تجيد الا صنع المهلبية ! « ست بمية راجل « مقولة مضحكة تثير سخطي لأنها تعد مجرد حيلة ذكورية حلامنتيشية للضحك على الستات الغلابة ...يعني يوم ما تمدحوا فيها تشبهونها بالرجل ! انه حق يراد به باطل ... فالست المصرية أمرأة بمئة ست شرقية وغربية بشهادة التاريخ وصكوك الحضارات ...استحلفكم بالله أن تتركوا لنا أنوثتنا وتذهبوا فأنتم الطلقاء للبحث عن رجولتكم غيرمأسوف عليكم . وأخيرا وليس آخرا « اطبخي يا جارية .. كلف يا سيدي « عفوا عزيزي الذكر لست جاريتك ولا أنت سيدي ، لقد انتهى عصر السبايا ولم تمتهن أنت وظيفة السيد ، فحين تتحمل مسئولياتك الحياتية والتزاماتك الانفاقية وتتوقف عن التحرش في الاماكن العمومية ، أعدك أنني سأعيد النظر في كل ما هو منسوب اليك وبناء عليه فقد تأجل النطق بالحكم الى الجلسة القادمة . [email protected]