لأنني لم أسمع بنصيحة أمي: يا ابني ما تنحشرش في اللي مالكش فيه!.. ولكنني انحشرت.. وتدخلت لتخليص أم سيد من بين يدي أبوسيد وهو يضربها بقسوة ويلقيها علي أسفلت الطريق في ميدان الشرابية. ويبرك فوقها كما الجمل ويقوم ويقعد فوقها بكل ثقله.. وهي تفقع بالصوت الحياني: الحقوني يا خلايق.. الراجل عاوز يموتني!.. ولا أحد يتحرك.. ولا أحد في صدره ذرة من مروءة أو قليل من شهامة.. ليرفع هذا البغل الاسترالي الذي اسمه أبوسيد من فوق زوجته وأم عياله قبل أن تفطس وتزهق روحها في عز نقحة القيالة والميدان من فرط زحامه رجالا ونساء وشبابا وعيالا.. كاننا في يوم الحشر.. وتصورت نفسي شجيع السيما أبو شنب بريما كما سماه عمنا صلاح جاهين في أوبريت الليلة الكبيرة.. واندفعت كما الطخطروان فرح بعافيته وشبابه.. وكنت أيامها في ليسانس صحافة عندما كانت الجامعة جامعة وليست مدرسة ثانوي كما هو الآن.. وكانت معي زميلتي جيهان رشتي التي كانت أيامها تجمع بين العقل والجمال والتي أصبحت فيما بعد أعظم عميدة لكلية الاعلام.. وربما كان لوجودها معي في مكان العلقة الساخنة.. دافع لي لكي اندفع إلي ساحة الضرب والصراخ وكانني بطل أبطال الملاكمة الأمريكي المسلم محمد علي كلاي.. ونسيت انني مجرد شاب يأكل الفول في الافطار ويتغذي علي واحد مكرونة فرن+ واحد سجق لا أكثر.. وحاولت أن أرفع أبو سيد من فوق أم سيد.. ولكنني اكتشفت بعد فوات الأوان.. كانني أحاول أن أرفع الهرم الأكبر من مكانه.. فإذا بالهرم الأكبر الذي اسمه أمامي أبوسيد.. يشدني إليه لأسقط فوقه.. ليستدير الهرم ويدفعني تحته لأصبح أنا بين أم سيد والهرم الأكبر.. لتطلق أم سيد صرخة مدوية: الحقوني قوم يا واد انت يامرهوق.. انتم الاثنين فوقي.. حافطس ياناس موش قادرة آخذ نفسي! لم أسلم في هذه المعركة غيرالمتكافئة من كام زغد, وكام ضربة وكام قرصة من أم سيد وكام روسية من دماغ أبوسيد اللي عاملة زي صخرة الدويقة اللي وقعت فوق سكان المقطم الغلابة.. وزميلتي جيهان رشتي ضاع صراخها وسط الضرب والرزع والصراخ. وفي الآخر فلفصت من ساندوتش أبوسيد وأم سيد.. وأخذت ديلي في سناني.. كما يقولون.. وقلت يافكيك.. وأطلقت ساقي للريح.. ومن خلفي يجري وهو يرغي ويزيد ويلعن.. الهرم الأكبر أبوسيد بكرشه الكبير الملظلظ,, ومن ورائه زكيبة القطن أم سيد.. وعلي بعد خطوات وعلي استحياء من موكب الضرب الشعبي زميلتنا العزيزة جيهان رشتي.. ونسينا يومها ما جئنا من أجله وهو بحث جامعي عن حالة الناس الغلابة في الأحياء الشعبية.. وكيف يعامل الرجل زوجته في هذه الأحياء؟ ...................... ...................... وعندما عدنا بعد أيام لكي نجري بحثنا الاجتماعي.. الذي تاه في زحام معركة الضرب والتلطيش.. سألنا أم سيد: ليه أبوسيد كان بيضربك؟ قالت وهي تمصمص شفتيها: اسألوا المضروب سيد ابني.. أصله عقبالكم كده داخل دنيا جديدة.. اسألها: يعني إيه يا أم سيد داحل دنيا جديدةس؟ ترد أم سيد وهي تلوي بوزها: يعني موش عارف.. يعني اتنيل علي عينه.. واتجوز بسلامته! تسألها جيهان: وعمل ايه سيد عشان أبوسيد يضرب أم سيد؟ قالت ما عملش.. أنا اللي عملت.. تسألها: عملتي إيه؟ قالت: عملة سودة بعيد عنك.. لقيت الواد سيد وعروسته ألمظية لحم علي عظم.. يا عيني ماهية الواد موش مكفية.. قمت أخذت من تحت مخدة المعلم سيد وهو نائم ثلاثة جنيه.. اديتهم للواد سيد.. وقلت له: روح اشتريلك ثلاثة كيلو لحمة ترم عضمك انت ومراتك المسلوعة دي! قالت لها جيهان: كان لازم تقولي لأبوسيد الأول! قالت: يا اختي.. خللي العيال يشبعوا ويهيصوا وهما لسه عرسان جداد! تسألها: وعشان كده لما عرف عملتك ضربك؟ قالت: أيوه.. راجل وبيأدب مراته.. مافيهاش حاجة! تتدخل المظية في الحوار وهي تنظر بنظرات خاصة لزوجها سيد: وانت ياسيد كنت تضربني لو عملت كده؟ سيد ينظر إليها بحب: هو أنا أقدر يا ألماظية! همست جيهان في أذني ونحن نغادر الحي الشعبي: جيل الرجال يضرب.. وجيل العيال يهرب! قلت لها: جيل الرجال يضرب.. وجيل العيال يتنطع! .......................... .......................... يذكرني استاذنا وعمنا وكاتبنا الكبير أنيس منصور بأنه عندما زار الصين في جولته حول العالم في مائة يوم.. سمعهم يقولون: اضرب امرأتك بين وقت وآخر.. انك لاتعرف لماذا تضربها.. ولكنها هي تعرف! ولكن لماذا يضرب الرجل امرأته؟ لقد كبر وطال واستطال طابور الزوجات المضروبات حتي وصل إلي63 امرأة من كل100 امرأة وخبراء المركز القومي للبحوث الاجتماعية أكدوا لنا هنا أنه من بين كل ثلاث نساء.. تضرب برفع التاء اثنتان منهن..! قال لي زوج: أنا عمري ما ضربت مراتي.. لكنها في مرة استفزتني وصرخت وزعقت وقالت لي كلمة جارحة! اسأله: كلمة إيه؟ قالت: لو راجل بصحيح مد إيدك عليا.. كنت اقطعها! فصفعتها علي وجهها ودفعتها أمامي لتسقط أمام باب المطبخ! أسأله: وهي وعملت إيه؟ قال: الغريبة انها سكتت وبطلت عياط وزن ومناهدة.. وبقت ست هادية وظريفة.. وعندما سألتها: لماذا لم تثوري عندما ضربتك؟ قالت: لو ما كنتش ضربتني.. ما كنتش حسيت انك راجل بصحيح بيخاف علي كرامته! قلت: ولكن الضرب اهانة للمرأة واسقاط لقناع الاحترام في البيت. قال ضاحكا: الظاهر فيه ستات تحب الراجل الجدع المجدع القوي القادر علي حمايتها وحماية أولادها.. قلت: ومن ساعتها...؟ قال: من ساعتها احنا الاثنين سمن علي عسل! قلت: الظاهر فيه صنف من الستات لازم تدبح لها القطة من أول يوم.. كما أوصانا آباؤنا وإلا ركبت ودلدلت.. وما حدش يقدر عليها بعد كده.. لكن بنات الأصول اللي طالعين من بيت طيب الضرب عندهن سقطة كبري يتواري بعده الحب ويهرب إلي سابع أرض! لقد اتضح أن العنف في الأسرة خطير وخبراء المركز القومي للبحوث الاجتماعية بعد دراسات طويلة قالوا لنا: ان87% من مرتكبي العنف داخل الأسرة من المتزوجين.. بينما13% فقط لم يتزوجوا بعد! والذكور يرتكبون78% من جرائم الضرب والعنف ضد الاناث.. بينما الاناث يرتكبن24% من هذه الجرائم.. وقالوا لنا: ان81% من الذين يضربون زوجاتهم أميون لم يتعلموا أبدا! .............. .............. بحثت عن المرأة المصرية في بر مصر كله.. ذهبت إلي قري ونجوع الصعيد الجواني.. فماذا وجدت؟ في مدينة ملوي من أعمال المنيا عروس الصعيد.. التقيت بها.. اسمها أم حسان كل واحدة متزوجة هنا لا اسم لها.. انما تسمي علي اسم ابنها البكر. قالت لي أم حسان: أنا ما أقدرش أبدا أرفع عيني في أبوحسان.. أتقطع وأتدرأ في الهوا.. عندنا في الصعيد ماحدش من الحريم يقدر يتكلم أو حتي يبرطم بالكلام ويفتح خاشمه قدام أجوازنا.. كان عندي تقول كده أربعتاشر سنة لما اتجوزت راجلي ده.. كان متجوز قبلي اتنين واحدة ربنا خدها والتانية علي ذمته لحد دلوقتي في البلد.. وأنا خدني معاه علي مصر.. يوم الصباحية بتاعتي وأنا لسه عروسة لطشني كده كام قلم علي وشي وكام زغد في جنابي.. لأني اتأخرت عليه حبتين في لقمة الفطار.. وعندنا الست تنضرب ما تردش وما تقولش حتي كلمة آه.. أسألها: ليه يا أم حسان؟ قالت: سلو الصعايدة إكده! قلت: مافيش مرة كده قلت لأبوسيد كفاية ضرب واتقي الله؟ قالت: ياداهية دقي.. مرة بس مسكت إيده وهو بيضربني وقلت له: كفاية ياراجل خاف من ربنا! النتيجة انه رماني علي السلم كسر لي رجلي! الست مننا مالهاش كلمة.. مالهاش رأي.. لو عازني في نص الليل ما أقولوش لأ.. لحد دلوقتي وأنا عندي خمس عيال يسدوا عين الشمس بيناديني ويقولي: تعالي يابت.. روحي يابت قلت: مالكيش اسم! قالت: الست مننا بت وبس لحد ما ييجي يوم أكبر وأشيخ وأبطل شغل في البيوت وأبقي أم لدستة من الرجال بشنبات.. ساعتها أبقي الكل في الكل.. كل راجل وكل ست وكل عيل يبوس إيدي الصبح.. وكلمتي لا ترد! تعرف ياسيدي البيه مين اللي مولع الصعيد كله تار ونار وقتل ودم.. الأمهات اللي من النوع ده.. وكلمتهم واحدة والكل يقول حاضر.. نعم.. طيب.. امتي ييجي اليوم ده ادعيلي وحياتك! ................ ................ وهذه حكاية زوجة خريجة السوربون.. لقد قصصتها عليكم هنا في نفس المكان.. ولكن لا بأس مادمنا نتحدث عن جدول ضرب الزوجات.. دعنا نعيدها إلي الحياة في سمعكم وبصركم: ** خريجة السوربون تلون بأناقتها وعطرها وثقافتها بنفحة حضارية المكان كله. بعد تنهيدة طويلة قالت ذات الحسب والنسب والمقام الاجتماعي الرفيع: تزوجنا بعد قصة حب طويلة.. كان برج إيفل ونهر السين ومقاهي شارع الشانزليزيه الجميلة شاهدة عليها.. كنا نعامل بعضنا بعد الزواج بشياكة وأدب وذوق رفيع.. حضرتك.. اتفضل.. لو سمحتي.. آسف جدا لهذه العبارة غير المقصودة.. وهدايا أعياد الميلاد والسفر إلي عواصم العالم.. وأنجبنا ثلاثة أولاد كحبات اللؤلؤ المنثور.. بنتان في الجامعة وولد في الثانوي.. بيت شيك وزوج مهذب وأولاد مؤدبون.. وأنا كالفراشة تتنقل بين الزوج والأولاد بحنان وطيبة ومرح وفرح.. لا أنكر كانت هناك خلافات وخصام وخناقة دون صوت عال.. ولكن مع ارتفاع قامة الأولاد.. أصبحنا أكثر هدوءا وتعقلا بعد أن توغلت جذور شجرة الأسرة في تربة حسنة صلبة. وبدأ يسهر كثيرا.. وقلت: وماله.. ياخد حريته ويشم نفسه.. لأن سلسلة الرجل بقيود زوجية تدفعه إلي القفز من فوق السور في أقرب فرصة. أصبح صامتا هامدا لا يتكلم إذا سألته.. وإذا أجاب فباقتضاب وبكلمة أو كلمتين لا أكثر. وزادت نوبات سرحانه.. وإذا كلمته لم يسمعني.. وإذا سمعني لا يرد.. وإذا رد فبجواب أفهم منه أنه لم يسمعني علي الإطلاق.. وإذا رن جرس الموبايل لا يرد.. وإذا رد فمن حجرة أخري غير التي نجلس فيها.. وإذا سألته: مالك؟ قال: أبدا مافيش! وتسلل الشك إلي صدري لأول مرة بعد عشرين سنة زواجا, ورحت كأي زوجة أراقبه من بعيد حتي تجمعت بين يدي خيوط قصته مع سكرتيرته الحسناء التي حكي لي هو مرة حكايتها.. إنها بنت غلبانة من عائلة فقيرة تسكن بلدة اسمها كفر طهرمس.. لا أعرف مكانها علي الخريطة.. توسط أحد أصدقائه لكي تعمل عنده حتي أصبحت سكرتيرته الخصوصية, بعد أن حصلت علي شهادة عليا.. ولا أعرف ما هو سر بنات المناطق العشوائية الملتصقة بالقاهرة, حتي أن أولاد الناس يقعون في حبائلهن بهذه السهولة! وفي ليلة كاشفته بكل الأوراق التي معي.. وما أن سمع مني اسم هذه المفعوصة الألعبانة.. حتي رفع يده وهوي بها علي وجهي لأول مرة في حياتنا.. وقال لي في صوت أشبه بالصراخ: ماتجبيش اسم البنت دي علي لسانك. قلت له: ومالك محموق عليها كده؟ قال: دي مراتي!! وأغمي علي.. وأفقت لأجمع حاجياتي وتركت له الجمل بما حمل.. حتي الأولاد تركتهم ورحت لأعيش مع أمي الوحيدة القعيدة! وحاول الأولاد أن يعرفوا سر تركي البيت.. فلم أخبرهم حتي هذه اللحظة. وجاءني يعتذر ويطلب الصفح ويقول: أنا ماتجوزتهاش رسميا.. انما جواز عرفي بس! قلت: يعني قلم واحد يعمل فيك كده؟ قالت: ده قلم علي وشي وقلم أدهي وأمر كسكين بين ضلوعي بزواجه من هذه الملعونة! قلت: لا تتركي له البيت أبدا.. عودي إلي أولادك.. قبل أن يتحول الزواج العرفي إلي زواج رسمي.. وسوف يعود يوما إلي رشده ويجيئك نادما مستغفرا.. لا تتركي قطة الحواري الشرسة تأخذ مكانك وتعيش في بيتك اللي بنتيه عمرا بحاله.. وتنام في سريرك! تركتني مكسورة الخاطر.. ولكن علي وعد بالنزول إلي ساحة المعركة وعدم تركها للرعاع! .............. .............. وذهبنا نطرق أبواب أهل الدين والشرع.. هل من حق الرجل دينا وشرعا أن يضرب زوجته؟ طلبت من الزميلة الصحفية نجلاء محفوظ أن تكشف لي ولكم رأي الإسلام والقرآن والشرع والسنة في هذا الموضوع الشائك.. بحثت ونقبت وسألت ثم جاءت إلي تقول: * إن إباحة الإسلام ضرب النساء تأتي في نطاق خاص, فالنساء يختلفن فيما بينهن فهناك نوع من النساء يعلم ما له وما عليه في إباء وكرم وليس في حاجة حتي إلي مجرد التوبيخ البسيط. ونوع آخر يجدي معه الموعظة الحسنة والكلمة الطيبة ويستوعب مجرد الإشارة الي ما يضيق به الزوج فيرجع عنه تماما. ونوع ثالث وهن ما جاءت بشأنهن الآية الكريمة في سورة النساء: واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا.. أي أن النساء اللاتي يخاف من نشوزهن وانحرافهن عن الصراط المستقيم فإن اللجوء للضرب يأتي كوسيلة أخيرة للإصلاح والتهذيب. فهذا الطراز الذي يتمادي في الخطأ يستحق الضرب لأنهن لا يرتدعن إلا به.. فهناك بعض النفوس التي لا تصلح إلا بالعقاب المادي الواضح المنهج والاسلوب, وهذا يلائم النساء اللاتي فيهن نوع من الحمق ويكون الضرب أقرب لهن من الكلمة فلو ارتدعن من الكلمة لما استحققن الضرب. * وهناك شروط للضرب منها أنه يجب ألا يكون ضربا مبرحا شديد الإيلام وألا يأخذ صورة انتقامية كما يحدث من بعض الجهال من الرجال, وقد روي عن ابن عباس تفسيره للضرب بالسواك ونحوه, فالقصد من الضرب الايذاء المعنوي الذي هو أقوي من الايذاء البدني, كما يشترط في الضرب البعد تماما عن الوجه, واشتراط الضرب بهذه الصورة اللينة الهينة والذي يأتي بعد هجر الرجل لمضجع الزوجة, أي أمر أخير كنوع من التقريع لبعض النساء اللاتي لا يرتدعن بالإيماء أو اللفتة والكلمة, وليس بأسلوب يؤدي إلي كسر أو عاهة, كما يحدث من بعض الرجال الذين لا يعرفون أصول منهج التأديب, كما أشار إليه القرآن الكريم. * والملاحظ أن المرأة تتألم من الضرب إيلاما نفسيا أكثر منه إيلاما جسديا لشعورها بأنها قوبلت بنوع من عدم الرضا, والضرب هنا ليس بحقد أو انتقام أو ضيق, فلا يجب أن يترك أي أثر ويكون علي ظهر اليد مثلا. كما يجب عند اللجوء للضرب ألا يكون مصحوبا بالاهانة والسخرية حتي لا تمتهن كرامة المرأة وتدمر العلاقة الزوجية, فالهدف من الضرب هو الوصول الي نتيجة أفضل من الخطأ, والضرب يجب أن يكون محاطا بالاحترام فيكون أقرب الي المساءلة منه الي الاهانة, ويجب عند امتناع الزوجة عن الخطأ الذي أدي الي الضرب أن يكون هناك ثواب ومكافأة لها. * ويجب أن يتم الضرب بعيدا عن أعين الاولاد, خاصة الصغار منهم حتي لا يتشوه شكل العلاقة الزوجية أمامهم, مما يثير لديهم الذعر والرعب خوفا علي الوالدين خاصة الأم التي يتصورون أنها تمر بمحنة شديدة وقد يكرهون الأب لذلك, وتنشأ لديهم عقدة نفسية كبيرة والثابت شرعا أن الضرب لم يبح لكل خطأ تأتي به المرأة, بل انه اقتصر علي الاخطاء الجسيمة مثل أن تدخل الزوجة شخصا غير مرغوب فيه في غياب زوجها, فالإسلام حرص علي أن المرأة يجب ألا تدخل في بيتها من لا يرغب زوجها في إدخاله, فالضرب هنا مباح ومعلن ومتفق عليه. وينطبق هذا الكلام علي الرجال فقط, فلا يصح للرجل أن يمنع زوجته من استقبال أختها مثلا أو إحدي قريباتها أو يفرض عليها قطيعة أهلها لأنه قطع لصلة الرحم, وقد أوصي الإسلام بالحفاظ علي صلة الرحم فهذا حض علي أمر يكرهه الله ورسوله صلي الله عليه وسلم, فحق الرجل في طاعة زوجته له بعدم دخول من لا يرغب فيه إلي بيته مقصور علي الرجال وليس علي النساء من أهلها. * أيضا يباح للرجل أن يضرب زوجته إذا أفسدت ماله مثلا كأن يعطيها مالا وتنفقه برعونة وحمق وتضرب بعرض الحائط علي أمن بيتها فتعرض زوجها لضيق ذات اليد, ويجب التجاوز عن الهفوات البسيطة, وأن يسود البيت روح الحب لا الترصد لكل خطأ. * أما إذا دخل الضرب في نطاق الانتقام أو إحداث عاهة مما يخدش حرمة الحياة الزوجية فتشعر الزوجة بنوع من المهانة وافتقاد حياتها كزوجة, وأن حياتها الزوجية خدشت بصورة لا يمكن اعادتها كالسابق فهي أوذيت ليس في جسدها فقط, وإنما في نفسها أولا, وهنا يكون الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله, هو الدواء لمثل هذه الزوجة مثله مثل المضاد الحيوي الذي لا يأخذه الإنسان إلا من أجل اتقاء مرض شديد. * ولنذكر هنا قول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في خطبة الوداع:( واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم لا تملكون منهن شيئا غير ذلك, إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا, ألا إن لكم علي نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا, فحقهم عليهن ألا يوطئن فراشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن). ................ ................ عزيزي الزوج: هل ضربت زوجتك يوما؟ عزيزتي الزوجة: هل أنت واحد من طابور الزوجات المضروبات؟ الضرب أيها الأزواج لن يحل المشكلة.. بل إنه يقتل الحب أول ما يقتل ويدفنه في عرجون نخل قديم.. ومن عنده كلام آخر فليتفضل!؟{