سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الصاغة الاثنين 5 مايو 2025    ارتفعت 3 جنيهات، أسعار الدواجن اليوم الإثنين 5-5-2025 في محافظة الفيوم    طهران: دعم اليمنيين لفلسطين قرار مستقل واتهام إيران به تضليل لتغطية جرائم إسرائيل    تشكيل الزمالك المتوقع ضد البنك الأهلي اليوم في الدوري    مواعيد مباريات اليوم الإثنين: الزمالك والبنك الأهلي.. ميلان الإيطالي    حسام عاشور يتهم مدرسا بضرب ابنه في الهرم    إصابة سائق بطلق ناري في مشاجرة بسبب خلافات مالية بسوهاج    سوسن بدر ضيف شرف فيلم «السلم والثعبان 2»    انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف بالهاون    بكام الشعير والأبيض؟.. أسعار الأرز اليوم الإثنين 5 مايو 2025 في أسواق الشرقية    هل يشارك زيزو مع الزمالك في مواجهة البنك الأهلي الليلة؟    العظمى في القاهرة 28 درجة.. «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم الاثنين 5 مايو 2025    لاعب الأهلى حسام عاشور يتهم مدرسا بضرب ابنه فى الهرم    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ المشروع السكني "ديارنا" المطروح للحجز حاليا بمدينة بني سويف الجديدة    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية بشأن المساعدات إلى غزة    «المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    «يا خلي القلب» و«أيظن».. الأوبرا تحيي ذكرى رحيل عبد الوهاب على المسرح الكبير    الدولار ب50.68 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 5-5-2025    هل عملية إسرائيل الموسعة في غزة مرهونة بجولة ترامب في الشرق الأوسط؟    المجلس الوزاري الإسرائيلي يوافق على توسيع عملية الجيش في قطاع غزة    رويترز: ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومى    أشرف نصار ل ستاد المحور: توقيع محمد فتحي للزمالك؟ إذا أراد الرحيل سنوافق    لا أستبعد الخيار العسكري.. ماذا قال ترامب عن ضم جزيرة جرينلاند؟    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 5 مايو    زوج شام الذهبي يتحدث عن علاقته بأصالة: «هي أمي التانية.. وبحبها من وأنا طفل»    عمرو دياب يُحيى حفلا ضخما فى دبى وسط الآلاف من الجمهور    زي الجاهز للتوفير في الميزانية، طريقة عمل صوص الشوكولاتة    تفاصيل اتفاق ممثل زيزو مع حسين لبيب بشأن العودة إلى الزمالك    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    ادعى الشك في سلوكها.. حبس المتهم بقتل شقيقته في أوسيم    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    مبادرة «أطفالنا خط أحمر» تناشد «القومي للطفولة والأمومة» بالتنسيق والتعاون لإنقاذ الأطفال من هتك أعراضهم    لهذا السبب..ايداع الطفلة "شهد " في دار رعاية بالدقهلية    بعد تعرضه لوعكة مفاجئة.. تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبدالمنعم    باكستان تطلب جلسة طارئة مغلقة لمجلس الأمن لبحث التوترات مع الهند بشأن كشمير    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    رئيس محلية النواب يستنكر فكرة تعويض المستأجرين بمساكن بديلة    التحريات تكشف ملابسات وفاة شاب إثر سقوطه من الطابق الرابع    أول تعليق رسمي من جامعة الزقازيق بشأن وفاة الطالبة روان ناصر    انتهاء الورشة التدريبية لمدربى كرة القدم فى الشرقية برعاية وزارة الرياضة    محمود ناجى حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلى فى الدورى    مجلس الشيوخ يناقش اقتراح برغبة بشأن تفعيل قانون المسنين    أمين الفتوى يوضح حكم الميت الذي كان يتعمد منع الزكاة وهل يجب على الورثة إخراجها    قداسة البابا يلتقي مفتي صربيا ويؤكد على الوحدة الوطنية وعلاقات المحبة بين الأديان    جودي.. اسم مؤقت لطفلة تبحث عن أسرتها في العاشر من رمضان    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    ما هي محظورات الحج للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز التعاقد على شراء كميات محددة من الأرز والذرة قبل الحصاد؟.. الأزهر للفتوى يجيب    برج الميزان.. حظك اليوم الإثنين 5 مايو: قراراتك هي نجاحك    فرع محو الأمية بالإسماعيلية يفتتح دورة لغة الإشارة بالتنسيق مع جامعة القناة    «في عيدهم».. نائب رئيس سموحة يُكرّم 100 عامل: «العمود الفقري وشركاء التنمية» (صور)    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    مساعد وزير الصحة ووكيل صحة سوهاج يتفقدان مستشفى ساقلته    مجلس جامعة الأزهر يوجّه توصيات مهمة بشأن الامتحانات    البابا تواضروس الثاني يلتقي أبناء الكنيسة القبطية في صربيا    جامعة القاهرة تصدر تقريرها الرابع للاستدامة حول جهودها في المجال الأكاديمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لأن حلايب‏..‏ مصرية‏..‏ مصرية‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 17 - 07 - 2010

‏أنا لم أذهب في حياتي ولو مرة واحدة إلي حلايب وشلاتين‏..‏ ولكنني أعرف أن حلايب وشلاتين مصرية‏..‏ مصرية‏..‏ من يوم أن دخل علينا الأستاذ حسنين عبدالشكور مدرس الجغرافيا. في فصل ثالثة رابع في المدرسة الأميرية الابتدائية في شبين الكوم‏..‏ قبل أكثر من نصف قرن من الزمان‏..‏ ليرسم لنا بالطباشير علي السبورة خريطة مصر‏..‏ وقال لنا يومها إن حدود مصر الجنوبية عند خط عرض‏30‏ وان حلايب وشلاتين آخر حدود مصر مع الشقيقة السودان‏..‏ وان الملك فاروق الأول هو ملك مصر والسودان‏..‏ يعيش الملك‏.‏
وهتفنا كلنا في صوت واحد‏:‏ يعيش الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان‏..‏ يعيش‏!!‏
كان تاريخ درس الجغرافيا علي السبورة في فصل ثالثة رابع علي ما أذكر هو الثامن من ديسمبر عام‏1949‏
ولكن الأخ العزيز عمر البشير رئيس جمهورية السودان في أول تصريح له بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وجهه إلي إخوته في الشمال نحن يعني قال فيه‏:‏ إن حلايب وشلاتين أرض سودانية وستبقي سودانية‏!!‏
يا سلام سلم‏..‏ سودانية مرة واحدة‏..‏
وقد رد السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية ردا دبلوماسيا مهذبا‏:‏ حلايب وشلاتين أرض مصرية داخل حدود مصر‏..‏ عند خط عرض‏.30‏
ولكن بعيدا عن دائرة التراشق الدبلوماسي الذي ليس هذا وقته وليس هذا زمانه ولا مكانه‏..‏ يجيء الينا الشيخ سالماوي ان محمد قيام‏..‏ وهو بدوي مصر‏..‏ وهذا هو اسمه الثلاثي كما سجله في سجلات مستشفي قصر العيني من بلده وموطنه في حلايب وشلاتين‏..‏ قاطعا نحو ألف ومائتي كيلومتر‏..‏ من أجل العلاج في القاهرة‏..‏ بعد أن عضه جمله الوحيد وعشرة عمره في ساعده الأيمن حتي كاد لولا ستر الله ألا يلتهم يده كلها‏..‏ بعد أن أصابه فجأة مس من الجنون‏..‏ ليؤكد لنا دون أن يقصد أن حلايب وشلاتين مصرية حقا وصدقا وتاريخيا وجغرافيا أيضا‏!‏
‏.........................‏
‏.........................‏
ألف ومائتا كيلومتر قطعناها في ثلاثة أيام منذ خروجنا من شلاتين فجر يوم صحو حتي وصلنا إلي هنا‏..‏ وهنا تعني هذا السرير البسيط الذي يرقد فيه عمنا الشيخ سالماي في قصر الغعيني‏..‏ يقول عمر الابن الأكبر للشيخ البدوي الذي أراد أن يروض جمله الهائج فازداد هياجا انقلب إلي جنون أنهاه الجمل بقضم ساعده الأيمن‏..‏ حتي كاد يخلعه من مكانه‏!‏
الشيخ سالماي نفسه راقد أمامنا‏..‏ لم يخلع عمامته البيضاء التي تحيط وجهه الأسمر باللون الأبيض لتزيده بهاء ورونقا‏..‏ ولكن تعب الطريق وقلة الحيلة وضيق ذات اليد وكبر السن ورعب هجوم الجمل المجنون‏..‏ صنعت خيوطا حزينة علي وجه عم الشيخ سالماي‏.‏
نداعب عم الشيخ سالماي البدوي البسيط ابن حلايب وشلاتين ونسأله‏:‏ هو انت ضربت الجمل بتاعك واللا حاجة‏..‏ علشان يهيج عليك كده ويحاول الفتك بيك؟
قال‏:‏ أبدا‏..‏ حاولت بعد رحلة في وديان شلاتين لجمع الحطب أن أجعله يبرك علي الأرض كما في كل مرة‏..‏ لإنزال الحمولة من فوق ظهره‏..‏ ولكنه أبي وأصيب بحالة عناد شديدة ربما كان جائعا أو ظمآن وأنا لم أكن أعرف‏..‏ فأمسكت بغابة طويلة وحاولت تأديبه بها‏..‏ ولكنه هاج فجأة وهجم علي وأمسك يدي في فمه وأطبق عليها‏,‏ فصرخت وتخيلت أنه سوف يلتهمها كلها في فمه ولكنه تركني وجري بعد أن أصابني بكسر خطير في ساعدي ونزفت دماء كثيرة‏..‏ وسقطت علي الأرض فاقد الوعي‏..‏ ولولا أن لحق بي أولادي لكنت من الهالكين‏!‏
عمر‏..‏ ولده البكر وعمره في حدود الخامسة والعشرين عاما‏..‏ يكمل رواية والده‏:‏
ولأنه لا يوجد في حلايب وشلاتين مستشفي به قسم للعظام‏..‏ حملنا والدنا إلي مدينة الغردقة في يوم الحادث المشئوم نفسه‏..‏ ودخلنا به إلي المستشفي العام‏..‏ حيث لم يجد العناية الكافية‏,‏ وظل علي سرير بلا رعاية‏..‏ بحجة أنه لا يتمتع بالتأمين الصحي‏!!‏
يكمل الشيخ سالماي الرواية في صوت خافت‏:‏ قلت للأولاد خدوني علي مصر‏.‏
قالوا‏:‏ منين وليس معنا نقود؟‏!‏
قلت لهم‏:‏ بيعوا الجمل المجنون‏!‏
عمر الابن الأكبر‏:‏ وبعنا الجمل المتهم بارتكاب الحادث‏..‏ وأخذنا خطاب تحويل من مستشفي الغردقة إلي قصر العيني في القاهرة‏.‏
‏.........................‏
‏.........................‏
في البداية استقبلتهم القاهرة استقبالا لا يليق بعد رحلة الألف والمائتي كيلومتر‏...‏ وتعلل قصر العيني بحجة تقليدية وهي عدم وجود سراير خالية‏..‏ وباتوا ثلاث ليال في لوكاندة نوم العوافي في حي الحسين‏..‏ وتبخر ثمن الجمل في الأيام الثلاثة‏..‏ ولم يرض قصر العيني بدخول عم الشيخ سالماي إلا بعد أن تبرع ابنه عمر بالدم للمستشفي‏..‏ وأرقدوه علي سرير يتيم في قسم العظام بالدور الأرضي‏.‏
أسأل عم سالماي وأين كان يبيت ولداك الكبير عمر والصغير مصطفي؟
قال‏:‏ عمر كان يزوغ من رجال الأمن‏..‏ ويبيت علي إحدي الدكك في العنابر الخالية‏..‏ أما مصطفي فقد كان ينام علي أحد الكراسي إلي جوار سريري‏..‏ ولكن طاقة نور فتحها الله علي عم سلمان عندما علم أطباء المستشفي بحكايته‏..‏ فأجروا له عملية جراحية وعادت عظام الساعد إلي وضعها الطبيعي‏..‏ وقال لي كبير الجراحين قبل العملية‏:‏ ما شاء الله يا عم سلمان‏..‏ انت عمرك كام؟ قلت له‏:‏ أربعة وخمسين‏.‏
قال ضاحكا‏:‏ أنا عمري أربعة وسبعين‏.‏
أسأله‏:‏ وصغرت نفسك ليه؟
قال‏:‏ عشان لما يعملوا لي العملية ما يخافوش من كبر سني‏!!‏
نضحك كلنا‏..‏ عم سلمان وعمر ومصطفي وضيفة مصرية زائرة للعجوز الكبير الذي صدقه الجميع‏..‏ حتي لو قال إنه يعيش في هذه الدنيا من أيام خوفو وخفرع ومنقرع‏!‏
‏.........................‏
‏.........................‏
قبل أن يودعنا عم سلمان سليما معافيا إلي بلده شلاتين‏..‏ وطوابير الباعة الجائلين قد حولوا عنابر قصر العيني إلي عربات قطار الصعيد وهم يطوفون علي المرضي بكل ما يحملونه علي صواني يعف عليها الذباب بالساندونيتشات والحاجات الساقعة وأكواب الشاي والقهوة اشرب يا عطشان‏..‏ الحق نفسك بساندويتش فول له العجب‏!‏
حتي باعة العرقسوس والليمونادة والكركديه والعناب‏..‏ كأنهم قد هجروا الأسواق والموالد والشوارع والحارات واستقروا هنا في عنبر العظام‏.‏
أسأل عم سالماي‏:‏ ماذا تعمل في حلايب وشلاتين؟
قال‏:‏ أتاجر في الجمال وأنقل البضائع بين شلاتين وحلايب والغردقة‏..‏
قلت‏:‏ ما هو الفرق بين الحياة في حلايب والحياة في القاهرة؟
قال‏:‏ هنا جهنم الحمرا‏..‏ وفي حلايب وشلاتين جنة الله في الأرض‏..‏ وان كانت جنة للفقراء وحدهم‏!‏
قلت‏:‏ ازاي يا عم سالماي؟
قال‏:‏ عاوزين نظرة تموينية تحمل إلينا الأرز والعدس والدقيق والسكر والسمن والزيت‏..‏ يعني تموين البيت كله‏..‏ وألا ينقطع البنزين والسولار من محطات الوقود‏..‏ وأن تقام مزيد من المدارس للأولاد وحدهم والبنات وحدهم‏..‏ لأن تقاليدنا العربية صعبة جدا‏.‏
قلت‏:‏ وازي آل بيتك؟
قال‏:‏ مراتي صابحة بخير كانت عاوزة تيجي بس تركتها في شلاتين ترعي البنيتات يعني البنات‏!‏
قلت‏:‏ موش عاوز حاجة قبل ما ترجع بلدك بشلاتين؟
قال‏:‏ عاوز أقول للريس مبارك إنت الريس بتاعنا طول العمر وربنا يطولنا في عمرك كمان وكمان‏..‏ بس يرجعلي جملي من تاني‏!‏
قلت‏:‏ تقصد يهديك جمل جديد بدل الجمل اللي عض ذراعك؟
قال وهو يرفع يده بالدعاء إلي الله‏:‏ يبقي كتر خيره‏..‏ وربنا يخليه لينا وللناس في حلايب وشلاتين ولمصر كلها‏.‏
عندما غاب عن ناظري عم سالماي ابن حلايب وشلاتين ومعه ولداه عمر ومصطفي بعد رحلة علاجه التي طالت ألف ومائتي كيلومترا‏..‏ والتي امتدت نحو شهر من الزمان‏..‏ انه قد أكد للعالم كله أن حلايب وشلاتين مصرية من أيام الملك مينا موحد القطرين‏!{‏
محطات قصيرة
تصوروا‏:‏ النوبتجية بجنيه وربع‏!‏
‏{‏ في إحدي المستشفيات الحكومية المركزية اكتشفنا أن نوباتجية الممرضة حوالي جنيه وربع رغم أن هناك وعود بأن وزير الصحة سيرفع أجر الممرضة إلي عشرة جنيهات وربنا يسهل‏.‏
وقالوا لنا في أحد المستشفيات الجامعية‏:‏ نحن نقدم الخدمة بالمجان لأي مواطن وهناك جزء يقدم الخدمة بتكاليف وهو القسم الفندقي وفتح غرفة العمليات حوالي أربعين جنيه‏,‏ والذي يجعل الخدمة طيبة أن مدير المستشفي مقيم هنا بشكل مستمر فعند حدوث أي مشكلة نجد الدكتور موجودا علي الفور ونحن ينقصنا جهاز أشعة مقطعية والذي سيفيدنا أن نعرف إذا كان هناك نزيف في المخ ولا سيما أنه لاينقصنا الكفاءات البشرية وينقصنا عدد من التمريض ومصر بالكامل فيها نقص في عدد التمريض وبالنسبة لنا هنا عندنا أربعة أو خمسة من أصل تسعين تعليم عالي نحن نعاني في القطاع الطبي كثيرا لأننا نضع الطب في آخر أولوياتنا‏!!‏
ولاعزاء للغلابة‏!‏
‏{‏ هذه صورة من داخل إحد المستشفيات الحكومية المجانية ترويها لنا فتاة ذهبت لزيارة قريبة لها‏.‏ قلت له وأنا أبتسم أرجوك أريد أن أدخل القسم المجاني في المستشفي‏.‏
قال لي التذكرة بتلاتة جنيه يا أبله‏,‏ رددت قائلة حضرتك فهمتني غلط أنا مش داخلة عشان أكشف أنا داخلة زيارة‏.‏
قال لي بصبر نافذ والله عارف عشان ده مش شكل واحدة عيانة‏,‏ وبدا صوته حادا وهو يقول لي بسرعة لو دخلتي تزوري حد عشان الساعة دلوقتي اتنين إلا ربع وآخر موعد للزيارة الساعة اتنين؟
سألته بينما أعطيه ثمن التذكرة‏:‏ أمال التذكرة الكشف دلوقتي بكام؟‏.‏
أجاب وهو يعطيني التذكرة ومد يده للسيدة العجوز التي تمسك بيديها بثمن التذكرة الكشف دلوقتي بعشرة جنيه ونص‏.‏ والذي بدا غريبا حقا أنه لايوجد شيء هنا مجاني بالرغم من أن هناك من لايملكون ثمن الطعام وبالرغم من أنه يوجد أناس جائعون تماما مثل السيدة الصغيرة التي قابلتها داخل المستشفي كانت بالطابق الثالث بالمستشفي تجلس صامتة علي أحد الأسرة في عينيها شيء تريد أن تقوله كانت الأسره حولها مليئة بالنسوة اللواتي وضعن قريبا وعلي كل سرير تجلس واحدة تحمل الطفل الرضيع أما هي فلم يكن علي سريرها طفل كانت وحيدة تماما‏.‏
اقتربت من السيدة الصغيرة وسمعت منها حكايتها أسمها إيمان محمد هي من منطقة تسمي الجزيرة تابعة لمنطقة الوراق وهي تعيش مع أسرة زوجها كان حظها سيئا إذ أجهضت طفلها الأول عندما وقعت وهي تصعد السلم وفي الحمل الثاني الذي تلاه مباشرة كانت تحمل الطعام من أجل الطيور حينما انزلقت قدمها وجاءت إلي المستشفي واستقبلوها من خلال الطواريء‏.‏
تقول إيمان دفع لي زوجي خمسين جنيها ويمثل هذا المبلغ جزءا كبيرا من راتبه‏,‏ تم استقبالي وأعطوني بعض المحاليل ووجد الجنين بحالة معقولة والآن هل تعرفون أين توجد مشكلة إيمان أنها تجلس في المستشفي جائعة فهي موجودة بالقسم الذي يوجد به النساء اللواتي ولدن قيصريا وهن ممنوعات من الأكل وبالتالي أصبحت هي الأخري كذلك وهي أيضا لن تستطيع أن تخرج من المستشفي وتعود لمنزلها فلابد أن يأتي أحدهم ليسدد ما للمستشفي من نقود جراء المحاليل والأدوية‏!.‏
‏..‏وحكاية لها العجب‏!‏
‏{‏ هل من المعقول أن يتلطم شاب في عز عافيته وشبابه علي أبواب الوظائف الحكومية وغير الحكومية من عام‏2004‏ وهو عام تخرجه في كلية الآداب‏..‏ ولمدة ست أو سبع سنوات بطولها دون أن يحصل علي وظيفة تسد رمقه ورمق زوجته‏..‏ لمجرد انه يحمل شهادة جامعية في اللغات الشرعية قسم فارسي‏!‏ ألا توجد وظيفة في الدولة كلها تعني باللغة الفاسية؟ لقد ذهب بعد أن أعيته الحيل وطول الضني وهم الحياة وبعد طرق باب الشئون الاجتماعية التي أقرت له راتبا شهريا قدره أربعون جنيها‏..‏ أكرر أربعون جنيها فقط لاغير‏!‏ يعني عليه أن يعيش هو وزوجته بواقع جنيه وربع في اليوم الواحد‏..‏ إزاي بس ياعالم؟ علي أية حال‏..‏ لنتركه هو يحكي حكايته بقلمه‏:‏ السيد‏/‏ الكاتب الموسوعي الكبير الأستاذ عزت السعدني نائب رئيس تحرير الأهرام
تحية طيبة وبعد‏..‏ مقدمه أحمد محمد أحمد ابراهيم‏/‏ حاصل علي ليسانس آداب في اللغات الشرقية وآدابها قسم فارسي بتقدير تراكمي عام جيد عام‏2004‏ الرقم القومي‏8302122600477‏ محل الاقامة قرية يالدوير مركز طما بمحافظة سوهاج أعرض الآتي‏:‏ سيدي ظروفي المبكية الموجعة موثقة بالمستندات التي تلين الصخر‏..‏ منذ تخرجي وحصولي علي مؤهلي الجامعي عام‏2004‏ وأنا أعاني من البطالة‏.‏ أرقت ماء وجهي من كثرة التقدم في المسابقات الوهمية المحجوزة لأصحاب الوساطة سلفا‏!..‏ لم يرد اسمي رغم انني كنت أتقدم بالثانوية العامة فقط لافتقادي للوساطة والمحسوبية وكروت التوصية الذهبية‏!!‏ أعيتني الحيل وضاقت بي السبل ودب اليأس في أوصالي‏!‏ أرفق برسالتي شهادة فقر حكومية معتمدة تؤكد أن دخلي الشهري‏40‏ جنيها أعيش بها أنا وأمي وزوجتي‏..‏ وشهادة حيازة زراعية تثبت انني لا أمتلك أرضا ولا حتي إيجارا ولو شبرا واحدا‏...‏ أعيش علي أمل تكرم وتفضل موافقة أحد معالي الوزراء الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء أو المهندس سامح فهمي وزير البترول أو معالي الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات موافقة أحد معاليهم منحي فرصة عمل ولو بالثانوية العامة تعاطفا مع ظروفي التي ستضيف بالقطع لرصيدهم الانساني الكثير فيما لو تعاطف أحدهم معي ومد لي يد العون والمساعدة ابتغاء مرضات الله‏.‏
توقيع‏:‏ أحمد محمد أحمد ابراهيم
القرية يالدوير مركز طما سوهاج
‏**‏ إذا كان سبب عدم تعيينه هو قسم الفارسي هذا‏..‏ اغلقوا هذا القسم إذن‏..‏ حتي لا يتلطم الشباب أكثر مما هو متلطم ومحبط وعاطل‏..‏ وهو احنا ناقصين فارسة‏!{‏

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.