جامعة طنطا تستضيف فاعليات مبادرة بداية جديدة لضمان جودة التعليم    ب«برامج تعليمية وتحية العلم».. بدء العام الدراسي بجامعة أسوان    الرئيس الكازاخي لوفد أزهري: تجمعني علاقات ود وصداقة بالرئيس السيسي    وزير خارجية إسبانيا يوقع في القاهرة "التحالف من أجل التنمية المستدامة 2025-2030" بين بلاده ومصر    استقرار سعر الأرز بالأسواق اليوم    "مياه الفيوم" تنفذ جداريات توعوية ضمن مشروع صحتهم مستقبلهم    مقتل إسرائيلي وإصابة آخر بجروح خطيرة فى إطلاق نار قرب معبر الكرامة    هؤلاء يدعمون إسرائيل.. منظمة العفو الدولية تنشر قائمة "شركاء الإبادة"    تأجيل كلمة المتحدث باسم جيش الاحتلال بسبب هجوم بمسيرة على إيلات    بلافتات "ليسوا يهودا ولا يخدمون اليهود".. تظاهرة ضد نتنياهو فى مانهاتن    طبيب الزمالك يكشف طبيعة إصابة عمر جابر وحسام عبد المجيد    القنوات الناقلة مباشر لمباراة برشلونة ضد نيوكاسل في دوري أبطال أوروبا.. والمعلق    المقاولون العرب يدرس السير الذاتية للمدربين بعد فسخ التعاقد مع مكي    "دخول الإسعاف".. توقف مباراة أسوان ولافيينا بعد سقوط عنيف    الداخلية تكشف حقيقة قيام أحد رجال الشرطة بالاعتداء على المواطنين بكفر الشيخ    تحذير عاجل من الأرصاد.. نشاط رياح واضطراب بالملاحة على هذه الشواطئ    5 معلومات عن الملك بسوسنس رادع الغزاة بعد صهر تحفة ال3000 عام ب180 ألف جنيه    مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن تفاصيل الدورة الثالثة من سوق سيني جونة وبرنامج المواهب الناشئة    "هى مين فيهم؟".. شيماء سيف تثير الجدل بصورتها مع إليسا    ما حكم حفظ القرآن في المسجد أثناء الحيض؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم تبديل سلعة بسلعة؟.. أمين الفتوى يجيب    الصحة: المبادرة الرئاسية صحتك سعادة تواصل تقديم خدماتها المتكاملة في مكافحة الإدمان    نائب رئيس جامعة بنها تفتتح المؤتمر السنوي لقسم الباطنة العامة بكلية الطب    ضبط 280 كيلو لحوم فاسدة بأختام مزوّرة في حملة للطب البيطري بسوهاج    سحب 961 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    تأجيل نظر تجديد حبس "علياء قمرون" بتهمة خدش الحياء العام ل 20 سبتمبر    الكابينة الفردي ب850 جنيهًا.. مواعيد وأسعار قطارات النوم اليوم الخميس    "التعليم العالي": التقديم الإلكتروني المباشر لطلاب مدارس التكنولوجيا التطبيقية للقبول بالجامعات    رغم الحرب والحصار.. فلسطين تطلق رؤيتها نحو المستقبل 2050    «هربانة منهم».. نساء هذه الأبراج الأكثر جنونًا    القنوات الناقلة مباشر مباراة مانشستر سيتي ونابولي في دوري أبطال أوروبا 2025- 2026    ليس صلاح.. كيليان مبابي يتوقع الفائز بجائزة الكرة الذهبية    استمتع بصلواتك مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18سبتمبر2025 في المنيا    الإمام الأكبر يكرِّم الطلاب الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18-9-2025 في بني سويف    بكين: لن نسمح باستقلال تايوان والعالم بين السلام والحرب    قطع وضعف المياه عن مناطق بغرب الإسكندرية اليوم ولمدة 6 ساعات    الصحة: تقليص معدل الإنجاب وتحسين الخصائص السكانية في 7 محافظات    إصابة 4 أشخاص إثر انقلاب سيارة في الوادي الجديد    "فلافل" و2 جنيه السبب.. كيف حسمت كيت بلانشيت مشاركتها في "كابوريا"؟    فى حوار له مع باريس ريفيو فلاديمير سوروكين: نغمة الصفحة الأولى مفتتح سيمفونية    «الري»: خرائط لاستهلاك المحاصيل للمياه للوفاء بالتصرفات المائية المطلوبة    هل اقترب موعد زفافها؟.. إيناس الدغيدي وعريسها المنتظر يشعلان مواقع التواصل    سرداب دشنا.. صور جديدة من مكان التنقيب عن الآثار داخل مكتب صحة بقنا    النقل تناشد المواطنين الالتزام بعدم اقتحام المزلقانات أو السير عكس الاتجاه    مفتى كازاخستان يستقبل وزير الأوقاف على هامش قمة زعماء الأديان    إهانة ونفس ما حدث في لقاء الزمالك.. غزل المحلة يهاجم حكم مباراة المصري    التأمين الصحي الشامل: 495 جهة حاصلة على الاعتماد متعاقدة مع المنظومة حتى أغسطس 2025    مورينيو يرحب بالعودة لتدريب بنفيكا بعد رحيل لاجي    «أنتي بليوشن» تعتزم إنشاء مشروع لمعالجة المخلفات البحرية بإستثمارات 150 مليون دولار    جبران: تحرير 3676 محضرًا خاصًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 5 أيام فقط    مصر وروسيا تبحثان سبل التعاون بمجالات التعليم الطبي والسياحة العلاجية    الهلال الأحمر يدفع بأكثر من 80 ألف سلة غذائية للأشقاء الفلسطينيين عبر قافلة «زاد العزة» ال 40    رئيس اتحاد الصناعات: العمالة المصرية المعتمدة تجذب الشركات الأجنبية    ملك إسبانيا: المتحف الكبير أيقونة مصر السياحية والثقافية الجديدة    شديد الحرارة.. حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    الشرع: أمريكا لم تمارس الضغط على سوريا.. والمحادثات مع إسرائيل قد تؤدي لنتائج الأيام المقبلة    سعر الأرز والفول والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقاش يجمع قصص الحب من الشرق والغرب
نشر في محيط يوم 31 - 05 - 2008


قصص الحب من الشرق والغرب
غلاف الكتاب
محيط - سميرة سليمان
"القلب المفعم حبا تراه مضيئا مثل نور الشمس‏,‏ والقلب الذي خلا من الحب تراه مظلما مثل غلس الظلام‏".‏
‏اختار الأديب والناقد المصري الكبير الراحل رجاء النقاش أن يجعل الحب موضوعا لآخر كتاباته ، والتي صدرت ضمن سلسلة "كتاب اليوم" التي تصدرها مؤسسة أخبار اليوم ، وجاءت بعنوان " اجمل قصص الحب من الشرق والغرب " ، ولم لا وقد عرف ب .. اديب المحبة .
قام النقاش برحلة حول العالم تحدث عن مشاهير المحبين لنتعرف على حبيبة العقاد التي أدمت فؤاده، ونقرأ عن الحب الأسطوري الذي جمع بين بنت الشاطئ وأستاذها، وهل تزوج توفيق الحكيم عن حب؟ .
هل تزوج توفيق الحكيم عن حب؟
ظل الأديب الكبير توفيق الحكيم طوال حياته خائفا جدا من المرأة، وكان يظن أنه لن يجد المرأة المناسبة التي تقبل أن تعيش معه وهو الأديب الصامت معظم الوقت، المنفرد بنفسه الذي لا يسمح لأحد بالدخول إليه ومقاطعته، وبسبب هذه الطقوس أعلن الحكيم الحرب على المرأة العصرية التي تريد أن تشارك زوجها في كل شئ حتى في أحلامه وأفكاره وأحاديثه الخاصة التي يجريها مع نفسه.
مع ذلك كله فإن توفيق الحكيم قد سقط أخيرا في "قفص" الزواج، وكان عمره في تلك السنة هو 48 سنة، ويعترف الحكيم بأن زواجه لم يكن عن حب.
ويقول الحكيم : كنت أشكو إلى ربي قائلا: "لماذا يا ربي وأنا الذي أكتب عن الحب كثيرا تجعلني أتزوج عن غير حب؟
توفيق الحكيم
على أن توفيق الحكيم قد ظل يفكر في الأمر حتى اهتدى إلى فكرة أراحته من القلق الذي يعانيه، ووجد تفسيره الذي رضى به تماما وقال في ذلك: "عندما قرأت الآية الكريمة التي تقول:
"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" تأكدت أن الذي بيننا هو المودة والرحمة، والله تعالى لم يقل"وجعل بينكم الحب والهيام"..لماذا؟
لأن الحب والهيام هو الزائل..وكم من زواج بني على الحب والغرام فتغير، واشتكى الطرفان، ولو تأملوا قليلا حكمة الله لأدركوا أنها لم تنطفئ، ولكنها تحولت إلى العاطفة الأبقى والأثبت وهي المودة والرحمة.
وتعليقا على كلام توفيق الحكيم يقول رجاء النقاش:
"الزواج في جوهره هو "مودة ورحمة" ولا يمكن أن تتم المودة والرحمة بين زوجين لا يتبادلان الحب، وعلى هذا الأساس يمكننا أن نقول أن توفيق لحكيم كان يحب زوجته حبا حقيقيا، وإن لم يعترف بذلك، فالحب بعد شهر العسل هو المودة والرحمة ولا شئ أجمل من ذلك.
انس حبيبتك على طريقة العقاد
عباس محمود العقاد
تناول الباحثون ولا يزالون بالدراسة والتحليل أهم الجوانب الفكرية والأدبية في شخصية العقاد ولكن أحدا لم يقترب من قلب العقاد، صحيح أن العقاد لم يتزوج ولم تكن له عائلة ولا أولاد، والحقيقة أن العقاد قد أحب وله في الحب ثلاث تجارب، كانت آخرها فتاة شابة سمراء جميلة، وحينها كان هو في الخمسين من عمره، وكانت هي في العشرين، وقد أدرك العقاد منذ البداية أن هذا الحب في خطر شديد، نظرا لفارق السن ومع ذلك فقد عاش العقاد في ظل هذا الحب سنوات عديدة، ولكن ما كان يخشاه العقاد قد حدث.
وذلك حين تعرفت هذه الحبيبة السمراء الجميلة مديحة يسري - التي اعترفت في أحاديث صحفية عديدة بحب العقاد لها - إلى "النجم السينمائي الفنان أحمد سالم فاختطفها فورا للعمل في السينما" وتزوجها بعد ذلك، وسرعان ما أصبحت نجمة من نجمات الفن المشهورات، وهنا دخل العقاد في معركة هائلة مع نفسه وعواطفه، فلا هو قادر على أن ينسى حبيبته، ولا هو قادر على أن يتقبل وضعها الجديد ويرضى أن يكون واحدا من المعجبين.
وأراد العقاد أن ينتصر على نفسه في هذه المعركة القاسية، فاهتدى إلى فكرة عجيبة يحدثنا عنها تلميذه وصديقه المصور الرسام الكبير صلاح طاهر فيقول: "ذات مرة كنت مع الأستاذ العقاد في شقته، ودخلت غرفة لأتحدث في الهاتف، فناداني العقاد بلهفة: يا صلاح..تعال لا تتصل الآن، ورجعت إليه فوجدت الدموع في عينيه، فأخبرني أنه ينتظر على أمل أن تتصل به محبوبته الممثلة التي قاطعها منذ أربعة شهور ووجدت مدى تأثره بفراقها على رغم قدرته الخارقة على التحمل والكتمان وتناقشنا في كيفية نسيانها، واقترح علي أن أرسم لوحة فنية عبارة عن "تورتة" شهية جدا وقد تهافت عليها الذباب، وبالفعل أنجزت اللوحة المطلوبة ووضعها العقاد على الحائط مقابل سرير نومه، وكلما استيقظ رأى اللوحة التي ساعدته على النسيان، واذكر أنه في تلك الفترة كتب قصيدة "يوم الظنون" والتي يقول فيها:
وبكيت كالطفل الذليل أنا الذي
ما لان في صعب الحوادث مقودي
مارلين لن تنجح بالزواج
الممثلة الأمريكية الشهيرة مارلين مونرو انتحرت سنة 1962 وكان عمرها عند انتحارها ستة وثلاثين عاما، وقد تزوجت هذه الفنانة عدة مرات كان آخرها زوجها الكاتب المسرحي الكبير آرثر ميللر، لم تنجح مارلين مونرو في الزواج على الإطلاق، وانفصلت عن أزواجها جميعا، وهي تتحدث عن ذلك في بساطة فتقول:
"لا أريد أن ألتمس الأعذار لنفسي أو ألقى اللوم على غيري، والسبب الحقيقي البسيط لعدم النجاح هو أنني فنانة أولا وقبل كل شئ، وأنا فنانة مغرمة بفني إلى حد كبير، ولهذا السبب لا يمكنني أن أكون سعيدة في الزواج بأي حال من الأحوال".
وعلى الرغم من هذا الاعتراف الصريح فإن مارلين مونرو لا تتردد في أن تقول: "إنني وإن كنت غير آسفة على أنني فشلت في الزواج بسبب عدم الاستعداد للسعادة فيه، فإنني تمنيت أن أصبح مثل أي امرأة أخرى، أما وأن يكون لي ولد".
مادلين والزعيم الذي لا يلين
كان الزعيم الإيطالي "ماتزيني" من أعظم الزعماء الذين عرفهم تاريخ الإنسانية في كل العصور، فهو أديب وسياسي وصاحب مبادئ أخلاقية لا يتنازل عنها أبدا.
لكن "ماتزيني" الذي قاد إيطاليا إلى الوحدة تعرض للنفي والإضطهاد، وعاش مطاردا في كل مكان يذهب إليه، عاش بلا مال يحميه، وكانت حياته الشخصية قاسية جدا، ومن عجائب الحياة أن مثل هذا الرجل الذي وضعته ظروف كفاحه في حياة صعبة قاسية ليس فيها إغراء من أي نوع، قد خطف من دون أن يدري قلب فتاة شابة رائعة الجمال لا ينقصها في حياتها شئ، وكانت هذه الفتاة هي "مادلين" ابنة المحامي السويسري "ماندرو" الذي عرفه ماتزيني أثناء إقامته في منفاه بسويسرا وقد تعلقت مادلين بالزعيم وتحولت عواطفها نحوه إلى حب عنيف جارف، على رغم كل محاولات "ماتزيني" أن يضع حدا لهذا الحب.
ثم تزداد الظروف سوءا بالنسبة إلى "مادلين" حين تقرر السلطات السويسرية طرد "ماتزيني" من أراضيها، ويضطر إلى مغادرة سويسرا ليعيش لاجئا في انجلترا وأرادت "مادلين" أن تلحق به، ولكن "ماتزيني" رفض ذلك تماما لأنه لا يستطيع أن يقدم لها سوى التعاسة والشقاء، ولكن "مادلين" وصل بها حبها إلى حد المرض، وعجزت كل جهود الأطباء عن إنقاذها، وماتت هذه الشابة الجميلة من شدة حبها ولهفتها على حبيبها التي جنت به، وهكذا ماتت مادلين وبقى ماتزيني مناضلا لا يلين من أجل تحرير بلاده إيطاليا من التمزق والفساد.
137 قصيدة في حب "ثومة"
ام كلثوم
أحب الشاعر أحمد رامي أم كلثوم من كل قلبه، وكان رامي يحب أن يتحدث عن أم كلثوم أو يناديها باسم التدليل الذي أطلقته عليها الجماهير المحبة لها والمسحورة بفنها وهو "ثومة" واستمر حب رامي لحبيبته "ثومة" منذ اللقاء الأول بينهما وحتى وفاة أم كلثوم، وعاش رامي بعد رحيل أم كلثوم ست سنوات لم ينس فيها يوما واحدا ذلك الملاك الساحر الذي ملأ قلبه بالحب الصادق الجميل.
التقى أحمد رامي أم كلثوم للمرة الأولى بعد عودته من بعثته الدراسية إلى باريس عام 1924، وذلك عندما استمع إليها وهي تغني بصوتها الساحر إحدى قصائده، التي يقول فيها الشاعر:
الصب تفضحه عيونه وتنم عن وجد شئونه
إنا تكتمنا الهوى والداء اقتله دفينه
اهتز قلب رامي بعد هذا اللقاء الأول وبدأت قصة حب عجيبة بين رامي وأم كلثوم، وهذه القصة هي صاحبة الفضل الأكبر في الأغاني التي كتبها رامي لأم كلثوم والتي بلغ عددها 137 أغنية من بين 283 أغنية غنتها أم كلثوم.
يقول النقاش: كانت أم كلثوم، فيما يبدو لا تحمل لرامي الحب نفسه الذي يملأ قلبه، وعندما سئلت يوما: لماذا لا تتزوج من رامي ما دامت العلاقة بينهما كانت قوية إلى هذا الحد؟! أجابت: إن رامي لا يصلح زوجا لي، فما يربطني به هو نفس ما يربطني بأخي خالد من أحاسيس ومشاعر، وأنا لا أستطيع أن أتزوج أخي.
بنت الشاطئ .. زوجة ثانية!
بنت الشاطيء
الكثيرون يعرفون أعمال الدكتورة عائشة عبد الرحمن المعروفة بين الناس باسم "بنت الشاطئ" وكتاباتها الرائعة عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ودراساتها الأدبية، وكتابتها الأخرى في تفسير القرآن الكريم.
لكن هناك في حياة بنت الشاطئ قصة أخرى رائعة، الأمر الذي أثار الدهشة فنحن نتحدث عن قلب امرأة جادة معروفة بتدينها بل وتعمقها في علوم الدين والأدب.
لقد أحبت بنت الشاطئ أستاذها في الجامعة، وهو أستاذ جليل وعالم من طراز رفيع في الأدب والدين، هذا الأستاذ هو الشيخ أمين الخولي الذي كان أستاذا في كلية الآداب بجامعة القاهرة، والتقته بنت الشاطئ وأحبته ولكنها تعرضت لضغوط كثيرة للتخلى عن حبها، ثم تمسكت بعواطفها العميقة الصادقة، عندما تقبل أستاذها الشيخ منها هذه العواطف وبادلها حبا بحب، وقد انتهت قصة هذا الحب بالزواج، وكان الشيخ متزوجا، فرضيت بنت الشاطئ أن تكون زوجة ثانية له، مع حرصها التام على أن تكون الزوجة الأولى في أكرم وضع وأن تحتفظ بكل حقوقها من دون أن يتعرض لها أحد بأي إساءة.
وقد وصفت بنت الشاطئ لقائها الأول بأستاذها وزوجها الشيخ الخولي في كتابها "على الجسر" قائلة: "من ذلك اللقاء الأول ارتبطت به نفسيا وعقليا، كأني قطعت العمر أبحث عنه في متاهة الدنيا، وخضم المجهول، ثم بمجرد أن لقيته لم أشغل بالي بظروف وعوائق قد تحول دون قربي منه، فما كان يعنيني قط سوى أني لقيته، وما عدا ذلك ليس بذي بال".
ومنذ لقائهما الأول عام 1936 ظلت بنت الشاطئ وفية لحبها مخلصة له، حتى بعد وفاته كانت دائما تتحدث عنه وتعيش معه في الحلم واليقظة، وجاء كتابها "على الجسر" لتقول فيه أن ما بقى من عمرها لا يعني شيئا سوى أنه مجرد "جسر" تعبر فوقه لتصل إلى الحبيب، وكتبت في مقدمة كتابها هذا تحت عنوان "أسطورة الزمان":
"تجلت فينا وبنا آية الله الكبرى الذي خلقنا من نفس واحدة، فكنا الواحد الذي لا يتعدد، والفرد الذي لا يتجزأ، وكانت قصتنا أسطورة الزمان، لم تسمع الدنيا بمثلها من قبل، وهيهات أن تتكرر إلى آخر الدهر!".
المرأة التي كسرت قلب بيتهوفن
بيتهوفن
عانى بيتهوفن أحد عباقرة الفن في تاريخ العالم كله من لوعة الحب، ففي سن السابعة عشرة من عمره تعرف إلى فتاة جميلة هي "جانيت هونورات" وهي من أسرة مجرية غنية أرسلتها أسرتها إلى مدينة "بون" الألمانية لاستكمال تعليمها، ونزلت في بيت أسرة صديقة لعائلتها، وكان بيتهوفن يتردد على هذه الأسرة كل يوم ليعطي لأبنائها دروسا في الموسيقى.
أحب بيتهوفن الفتاة جانيت منذ أن رآها لأول مرة، ولم يتردد في مصارحتها بحبه، أما هي فقد شجعته على التعبير عن مشاعره، وكانت الجميلة جانيت هذه في التاسعة عشرة من عمرها، أي أنها كانت أكبر من بيتهوفن بسنتين، وقد استمرت العلاقة على هذه الصورة لفترة من الوقت، وكان يعبر لها عن حبه المشتعل، ويهدي إليها العديد من المقطوعات الموسيقية.
وفجأة يظهر في الأفق ضابط نمساوي جميل شاب، وإذا ب "جانيت" تتعلق بهذا الضابط الوسيم وتتزوجه وتسافر معه إلى النمسا، ولم تقل للموسيقار العبقري حتى كلمة الوداع، فقد كانت في حقيقة الأمر تتسلى بحبه لها ولم تكن تبادله شيئا منه، وعندما فارقته "جانيت" كتب في مذكراته: "لا شئ يمكن أن يخلق في نفسي العزاء على هذا الفراق غير الموسيقى".
وظل بيتهوفن يذكر حبيبته هذه حتى آخر لحظة في حياته، وعندما جاءه نبأ موتها كتب في مذكراته: "لقد مات معها حبي العظيم الأول إنه الحب الذي لم أنسه لأنني ظللت أفكر فيها دائما بعاطفة واحدة لم تتغير".
شاعرة خائفة من الحب
من أعجب قصص الحب في حياة الشاعرة العربية الفلسطينية فدوى طوقان قصة حب عاشتها مع الشاعر المصري إبراهيم محمد نجا وهو شاعر رقيق يتميز شعره بالموسيقى والوضوح، عرفته فدوى طوقان فوجدت فيه نموذجا للإنسان الطيب الودود البرئ، فأحبها وأحبته ولكن هذا الحب المتبادل كان حبا رومانسيا خياليا من الدرجة الأولى، ذلك لأن فدوى وإبراهيم لم يلتقيا في أي يوم من الأيام، فقد بدأت قصة الحب بينهما على الورق وانتهت على الورق، من خلال رسائل متبادلة بينهما، ويصور إبراهيم نجا في قصيدة له طبيعة العلاقة بينه وبين فدوى طوقان قائلا:
وما التقينا سوى روحين رفرفنا
على رسائل حب كم بعثناها
تذكري كلماتي في رسائلنا

يمضي الزمان ولا يمضي بمعناها
وكان من بين رسائل فدوى طوقان رسالة تقول فيها وهي تخاطب الشاعر الذي يحبها:
"...ماذا أقول؟ أنا خائفة، إن قلبي يكاد ينفجر في صدري بما يملؤه، أنا لا أستطيع أن أقوم بهذا العبء، فخذ بيدي، ناشدتك الله، أعني على مقاومة هذه العواطف الجامحة، أتوسل إليك أن تقطع رسائلك عني، لا..لا أريد أن تكتب إليّ بعد اليوم، كن عوني على هذا البلاء العظيم، إنني أضيق به ولا أطيق له احتمالا، فوداعا، على الرغم من قلبي أقولها، إنها كلمة أجد فيها مذاق الموت، سيحن إليك قلبي ما دام في قلبي نسمة حياة".وهكذا انتهت على الورق قصة حب عاصفة بدأت على الورق أيضا.
عدو المرأة "يطب" في الحب
من يقرأ سيرة الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه فسوف يجد فيها كثيرا من المتناقضات الكبيرة المثيرة للدهشة، ومن بين هذه المتناقضات، ما كتبه نيتشه عن الحب والزواج من جانب، واندفاعه إلى الحب بسرعة شديدة من جانب آخر، فمن آرائه في المرأة يقول:
"إن المساواة بين النساء والرجال مستحيلة، لأن الحرب بينهما هي حرب أبدية، ولن يتحقق السلام بينهما إلا بانتصار أحدهما وفرض سيادته على الآخر".
ويقول: "..من تكون المرأة بالنسبة إلى الرجل؟ إنها لعبة خطيرة ويجب الاعتراف في النهاية بالضرورة التي لا مهرب منها. وهي أن يكون الرجال للحرب، وتكون النساء للترفيه عن المحاربين، وكل ما عدا ذلك فهو سخافة".
ويقول عن الزواج: " إن الشقاء الذي ينتهي إليه الزواج يرجع إلى تحقيق رغبات المرأة والوصول إلى امتلاء حياتها، بينما يؤدي الزواج نفسه إلى تضييق الخناق على الرجل وإفراغ حياته".
ولكن هذا الفيلسوف وقع في الحب عندما ظهرت في حياته شابة جميلة مثقفة مليئة بالحيوية، هنا اندفع الفيلسوف في حبه، ونسى رأيه في المرأة وتحذيره للرجال منها، وعرض الفيلسوف على فتاته أن يتزوج بها، ولكن "سالومي" وهذا اسم الفتاة رفضت بشكل قاطع الزواج بنيتشه رغم شهرته، وعبرت عن هذا الرفض برسالة تقول فيها:
" أتعلم لماذا رفضت الزواج منك؟ لأن عقيدة القوة التي تدعو إليها تقلقني وتخيفني، ولقد كنت اعتقد عندما عرفتك أنك إذا كنت تمثل القوة فأنا أمثل الحب، وأن بوسعي بفضائل المحبة الكامنة في نفسي، أن أكمل النقص الملحوظ في قوتك، بحيث نحقق معا تلك الوحدة الإنسانية المثالية بين القوة والحب..ولكني أدركت أنك تضع القوة فوق كل شئ، وتؤمن أن القوة وحدها قادرة على كل شئ ولهذا أرفض الزواج منك، لأنني أصبحت على ثقة أنه من المستحيل، أن نتفاهم يوما أو أن نعيش معا في حب حقيقي متبادل".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.