القدر يحوى أسراراً لا يعلمها إلا القادر.. والأحداث تتشابك وتملأ حياتنا ونغفل عن تحليل أسرارها التى قد تؤثر على المعايير الحاكمة للمستقبل. هل قدر لمصر ان تكون تجربتها هى الكاشفة لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولي، بأنها لم تكن فى يوم من الأيام جماعة دعوية، بل هى فى الأصل تنظيم إرهابى انسلخت منه جماعات تحمل معاول الهدم لتمتلئ عقولهم بالضلال والتكفير وتتلطخ ايديهم بدماء القتلى الأبرياء، أليس هذا هو الإرهاب بعينه؟ . نقول بكل وضوح: يا حكومة عاصمة الضباب ويا عواصم الغرب المتاجر بالديمقراطية الاستعراضية والمدعومة بتجار حقوق الإنسان، وغاية حرية التعبير الساعى للتدمير، إذا كنتم غافلين فهذه مصيبة، وإذا كنتم لا تقرأون التاريخ فهذه هى المصيبة الأكبر . فجماعة الإخوان عاكفة على البحث عن عاصمة بديلة للندن .. عاصمة بلا وطن باعتبارهم لا وطن لهم .. يريدون سكنا بعيدا عن أجهزتها الأمنية ومباشرة تحقيقاتها عن العلاقة بين مؤسسة رئيس الوزراء السابق تونى بلير الخيرية لتعدد الأديان ومكافحة الإرهاب مع إحدى الجماعات الإسلامية والعلاقة بالتنظيم الدولى للإخوان، من خلال عضويته فى المجلس الاوروبى للفتوى والبحوث الذى يتزعمه يوسف القرضاوي، هذا هو بلير رئيس الوزراء السابق المتناقض بين سياسة الدعم والرافض للجماعة ..!!انه الماضى الحاضر الذى فرض نفسه على الساحة السياسية البريطانية، ورئيس وزرائها ديفيد كاميرون يواجه ضغوطا شديدة داخلية وخارجية تحتم على جماعة الإخوان الدولية البحث عن سكن بديل بعيدا عن الملاحقات وفرضية التحقيقات لإثبات مخططاتهم الإرهابية، سواء كانت هدفا حقيقيا أو تمثيلية تفرض على العرب لابتلاعها .. وهو ما يسبب حرجا اخر للإدارة الأمريكية ورعايتها المباشرة لهذا التنظيم الدولى الإرهابى الذى حقق فشلاً ذريعا أصاب مخططها فى منطقة الشرق الأوسط الجديد ، وبالأصح مخطط الشرق الأوسط الموسع، فهل ستكون النمسا هى البديل للإخوان لكونها هادئة وبعيدة عن الأضواء السياسية والإعلامية وبها جذور اقتصادية واستثمارية للجماعة . (للحديث بقية). http://[email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم