خرج المؤتمر الدولى السادس للجمعية المصرية للنقد الأدبى الذى أنهى فعالياته الخميس الماضى التى عقدت بالمجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان «تحليل الخطاب», بعدة توصيات. كان أهمها: أن تخصص الجمعية المصرية للنقد الأدبى الدورة القادمة للمؤتمر لدراسة موضوع «جماليات التواصل الرقمى» – اهتمام المؤتمر فى كل دورة بقامة نقدية وفكرية وذلك لإعلاء الجانب الإنسانى للنقاد - مواكبة الدراسات النقدية المعروضة بالمؤتمر للأعمال الإبداعية الحديثة والاشتباك مع الجامعات والطلبة ودعوتهم للمشاركة فى ندوات المؤتمر - التواصل مع فروع الجمعية المصرية في الدول العربية والتفاعل مع المؤسسات الثقافية والجمعيات الأهلية - استضافة كتاب غربيين وعالميين - السعي لتأسيس مجلة رقمية تحتضن كل أعمال الأدباء المشاركين في الجمعية المصرية للنقد الأدبى. وقد شارك بالمؤتمر نخبة متميزة من كبار النقاد والأدباء على مستوى العالم العربى من مصر وتونس والسعودية والكويت والعراق والجزائر والمغرب والعراق والأردن وفلسطين، كما شارك فى رعايته كل من: كلية الآداب- جامعة عين شمس والهيئة المصرية العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة وصندوق التنمية الثقافية. ومن أبرز الأبحاث التى عٌرضت فى المؤتمر «رمزيّة الحَرْف الشّعريّ بين هويّة الإيقاع وإيقاع الهويّة» للدكتورة حياة الخياري (تونس)، حيث يطرح رؤية لبعض مشاغل الشّعر العربي المعاصر ورهاناته الفنيّة، انطلاقا من الرّمز الشعريّ الذي يرينا في الكون ما تحجبه عنّا الألفة والعادة و يكشف لنا عن وجه العالم المخبوء، وبحث «خطاب الكاريكاتير» للدكتور مصطفى الضبع (مصر) الذى تناول السياقات المتعددة للصورة الكاريكاتيرية وسيميولوجية المكونات الكاريكاتيرية وتقنية المشهد الكاريكاتيري، وبحث «الخطاب السردي في الرواية الفلسطينية في فلسطينالمحتلة 48.. سهيل كيوان أنموذجًا» للدكتورة جهينة الخطيب (فلسطين) ويبحث فى تنوع الصيغ السرديّة في الرواية الفلسطينيّة 48، وفي معالجتها للموضوع وبناء الحدث، وتعدد أنماط السرد، وكيف وظف الروائي سهيل كيوان العتبات السرديّة المختلفة كالعنوان ودلالته لإظهار القصد الروائي، وبحث «تحولات الخطاب عند يوسف إدريس» للناقد عبد السلام عبد الدايم، الذى يدرس التحولات السردية فى أدب يوسف إدريس والمظاهر المختلفة لهذه التحولات، وبحث «مستويات الحكى فى الرواية العربية» للدكتور وليد الشيمى، ويتناول تشكلات الراوي في الرواية العربية وطرق الحكي فيها من خلال ثلاث روايات اعتمدت كل واحدة منها توظيفا مغايرا للراوي من حيث عدد الرواة في كل رواية، وطريقة توظيف الراوي، وفنية الحكي فيها، وهىروايات «هو الرجل – عبد الوهاب داود» «شرق المتوسط – عبد الرحمن منيف» و»غرفة المصادفة الأرضية – مجيد طوبيا». وكان المؤتمر قد افتتح يوم الثلاثاء الماضى، وحضر الافتتاح كل من د. صابر عرب وزير الثقافة ود. خالد زيادة سفير لبنان بالقاهرة، وعقد على مدى أيامه الثلاثة عشر جلسات علمية طرحت فيها الأبحاث المشاركة للمناقشة. ويحسب للمؤتمرأنه عُقد فى وقت حرج متحديا الظروف السياسية الصعبة التى تمر بها البلاد، لكن هذا لا يخفى العديد من السلبيات التى ظهرت -بالرغم من الجهود الكبيرة التى بذلها د. مصطفى الضبع مقرر المؤتمر- أبرزها ضعف الاهتمام بالجانب الإعلامى للمؤتمر وهو ما تسبب فى ضعف الحضور بالجلسات، وأيضا اعتماد المؤتمر على الأكاديميين بشكل كبير مما جعل الأبحاث فى مستوى المتخصصين فقط، وذلك على عكس المؤتمرات التى ينظمها المجلس الأعلى للثقافة التى يشارك فيها المبدعون من الروائيين والشعراء بشكل مكثف، هذا بالإضافة إلى عدم حضور أربعين باحثا من أصل سبعين أدرجوا فى قائمة المؤتمر فتسبب ذلك فى ارتباك كبير فى البرنامج.