هو فنان له مذاق وسحر, فهو صاحب موهبة فطرية تجعلك وأنت تشاهده تغوص بداخل الشخصية التى يجسدها ولعل موهبته هى ما جعلته يحتل مكانة متميزة بين أبناء جيله بل ويصبح من نجوم الصف الأول. أنه الفنان «عمرو سعد» الذى يمتلك بجانب موهبته ثقافة وفكرا نادرا ما تجده فى فنانى هذه الأيام. يتحدث عمرو فى هذا الحوار بعد فترة طويلة من الغياب عن الصحافة عن سر غيابه السينمائي. مضت فترة طويلة تجاوزت ال 4 سنوات منذ تقديمك لآخر أفلامك «الكبار» فما سر غيابك طوال تلك الفترة؟ بالفعل لم أقدم أى عمل بعد فيلم «الكبار» باستثناء فيلم «أسوار القمر» مع طارق العريان ولكن الفيلم أيضا لم يعرض حتى الآن! ونظرا للظروف والمتغيرات التى طرأت على السينما بسبب ظروف البلاد أصبح الجمهور لا يذهب للسينما وتأثرت الحالة الاقتصادية وغاب المنتجون لخوفهم من المغامرة وأصبح عيد الفطر هو الموسم الوحيد لعرض الأفلام وهو موسم له جمهور معين وقد عرض عليّ العديد من الأفلام ولا أنكر أننى فكرت أن أقدمها ولكن تراجعت وفضلت الابتعاد.. وهناك الكثير من النقاد والجمهور هاجموا بعض الافلام الاخيرة خاصة أنها تؤدى إلى تردى الذوق العام لدى الأطفال؟ إذا كنت تقصدين أفلام أغانى المهرجانات وغيرها فهى صورة واقعية من مجتمعنا لا يمكن تجاهلها! والسينما هى انعكاس للواقع الذى نعيشه ووجود طبقة ما لا تريد مشاهدتها فهى حرة فى ذلك لا تذهب لرؤيتها! البعض يفسر عدم نجاح فيلم الكبار لانفصالك الفنى عن أفلام خالد يوسف وأن هناك عددا من الفنانين الذين لم يحققوا النجاح فى أفلامهم بعد ذلك؟ أنا لا أتفق مع هذا الكلام وأعتقد أن المشكلة تكمن فى أن «خالد يوسف» مخرج قوى ومشهور ودائما أفلامه تثير الجدل وينسب له الفضل فى تقديم وجوه جديدة! ولكنه أيضا عندما قدم كف القمر كانت إيراداته قليلة! إذن المسألة خارج إراداته! وهناك العديد من الفنانين الذين حققوا أعظم نجاحاتهم مع مخرجين بعينهم فنجاحات «أحمد زكى» و «نور الشريف» مع «عاطف الطيب» ولكن لم يتحدث أحد عن أفلامهم التى قدموها مع مخرجين غيرهم! رغم أنها لم تكن بنفس قوة أفلام عاطف الطيب وكذلك أحمد السقا نجاحاته مع شريف عرفه. أعلم أن لديك أكثر من مشروع سينمائى تجهز له خلال الفترة القادمة فماذا عنها؟ بالفعل لدى فيلم «المرة 19» وهى عن رواية لإيهاب صلاح الدين وهى عن قصة واقعية لشخص مدمن واعتقد أنها مشكلة ضخمة لا تقل عن مرض فيروس C ويضيف هناك فيلم آخر مع محمد السبكى اسمه «رد سجون» وهو داخل السجن ولكنه يبحث عن الحرية! وأن الشخص لم يجدها فى الخارج فقرر أن يعود للسجن من جديد. والفيلم كتبه «مصطفى سالم» أما الثالث فهو «برج حمام» مع المخرج خالد يوسف والمؤلف ناصر عبد الرحمن وهو فيلم رومانسى بعيد عن السياسة وقد جلسنا مرتين ولكن لم يقرر بعد بدء التصوير! ولدى فيلم «روسيا» وهو فيلم كوميدى لايت! ما سر تأجيل وعدم عرض فيلم «أسوار القمر» حتى الآن؟ فيلم «أسوار القمر» من الأفلام الصعبة وهو فيلم حركى مختلف عن الأفلام الموجودة فى مصر خاصة أن مشاهد الأكشن التى تقدم فيه داخل المياه وتحتاج إلى تكنولوجيا خاصة ونظرا لأن طارق العريان من المخرجين الذين يفضلون القيام بالأشياء فى مكانها الصحيح ويريد العمل باتقان كامل لكن المشكلة أنه لا يمكن تحديد ميعاد لعرض الفيلم، بسبب الانتخابات وكأس العالم ورمضان والعيد فالظروف غير مناسبة. أنت من الفنانين الذين التزموا الصمت فى ثورة 52 يناير و03 يونيو فهل هذا مقصود أم أنك خائف من وضعك فى القوائم السوداء للفنانين؟ يضحك ويقول: أنا ضد القوائم السوداء، وأنا من الأشخاص الذين أيدوا ثورة 52 يناير ولكن لا أحب ركوب الأمواج حتى أكسب الجمهور فالفنان والمخرج سلاحه الأعمال التى يقدمها! كما أننى لا أجد عيبا فى تغيير إحدى قناعاتى فالإنسان الذكى هو الذى يغير قناعاته! فما العيب فى ذلك؟ فمن منا لا يغير رأيه فى أمر ما أو فى وجهة نظر معينة! وأنا قلت أننى مع الثورة ولكن أخشى من المستقبل! «فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». بصراحة عندما اعتلى الإخوان الحكم هل انتابك الخوف على السينما؟ أنا وقتها كنت خارج مصر ووقت اعلان النتيجة حزنت حزنا شديدا ودمعت عيناى لأننى شعرت أننا مقبلون على أمر سييء، ولم أفكر وقتها فى السينما لأننى كنت أخشى من فكرة إدارة مجموعة من الأفراد تنتمى لتنظيم، فسيكون حكم الأولوية لديها للجماعة ثم يأتى الشعب فى المرتبة الثانية. أعلم أن لديك مشكلة على الفيس بوك وبأن هناك أفرادا يقولون أشياء باسمك؟ هذا الموضوع يسبب لى الضيق الشديد لأنه لا يوجد صفحة خاصة بى على الفيس بوك ولا أعلم من يقوم ويرد على الجمهور باسمى لذلك أتوجه من خلالكم لنفى ذلك!