لم تأت الشهرة للفنان خالد صالح سهلة ولم يقفز درجات سلم النجومية دفعة واحدة لكن الطريق كان مليئا بالصعوبات التي استطاع تخطيها بموهبته واصراره. ليصبح واحدا من ألمع نجوم السينما والتليفزيون في مصر خلال13 عاما من الكفاح. حول هذا المشوار الصعب وآخر أعماله التليفزيونية( الريان) والسينمائية( كف القمر) دار حواره مع الأهرام المسائي: * هل أنت راض عما حققه كف القمر من نجاح؟ { الفيلم يستحق أكثر مما حققه حتي الآن.. هذا ليس معناه انه سقط أو فشل لكن لو تم عرضه في توقيت أفضل كان سيحقق نجاحا أكبر. * لماذا إذن تم عرضه في هذا التوقيت؟ { لاننا كنا بين نارين: النار الأولي هي ادراكنا ان التوقيت غير مناسب والنار الثانية هي رغبتنا في ان تصل الرسالة التي يحملها الفيلم للناس في أسرع وقت. * ما هي تلك الرسالة من وجهة نظرك؟ { الرسالة تقول للشعب المصري والعربي ان الاتحاد لا يجب أن يكون حول النعوش وان القرارات الصائبة لو تأخرت فانها لن تفيد وهذا هو مضمون الفيلم, حيث تجمع أولاد قمر كلهم لكن حول نعشها بعد فوات الأوان.. علي العموم أنا ليس لي دور في اختيار توقيت العرض. * لو كان لك هذا الاختيار.. هل كنت ستختار هذا التوقيت؟ { نعم.. كنت سأختار عرضه الآن.. بل واحيي شركة الإنتاج التي ضحت بالعائد المادي الكبير في مقابل توصيل رسالة مهمة يحتاج إليها المجتمع الآن.. وعلي كل حال أنا متأكد أن الفيلم سيحقق نجاحا أكبر في الأيام المقبلة فالعرض لم ينته بعد. * لماذا تصر علي العمل مع خالد يوسف بينما سيضيف لك تعاونك مع مخرجين جدد جوانب جديدة؟ { أنا لم أقدم مع خالد سوي ثلاثة أفلام: هي فوضي, الريس عمر حرب, كف القمر لكن الناس يشعرون أن أعمالي معه كثيرة ربما لانها ناجحة وأنا لا أخفي أنني من المعجبين بخالد وأشاهد كل أعماله حتي التي لا أشاركه فيها لاستمتع بها كما أن بيننا حالة من التفاهم والتواصل تجعل العمل سهلا ومريحا كل هذا بالإضافة إلي انه يعرض علي أعمالا رائعة لا يمكن أن ترفض بل تجعلني مستعدا لتقديم عدد أكبر من الأعمال معه.. ومع ذلك فأنا أحاول أيضا التجديد والتغيير بدليل أن فيلمي المقبل ليس معه. * حدثني عن هذا الفيلم المقبل؟ { هو بعنوان فبراير الأسود كتبه ويخرجه محمد أمين وأجسد فيه شخصية عالم اجتماع يدعي دكتور حسن وهو فيلم يجمع بين الكوميديا الخفيفة والكوميديا السوداء. * لماذا اخترت هذا الفيلم بالذات من بين عروض كثيرة جاءتك؟ { أنا فعلا اتلقي عروضا كثيرة جدا وهذا يجعل مهمتي أصعب في الاختيار خاصة في الظروف الحالية.. فالغبي فقط هو من يعتقد أنه يعرف ذوق الجمهور!! والمجتمع كله يمر بظروف صعبة. الناس مضغوطة وتشتاق إلي البسمة وفي نفس الوقت يريدون مشاهدة عمل يحكي عنهم ويرون أنفسهم فيه وهذا ما تقدمه الكوميديا الخفيفة مع السوداء لذلك اخترت فبراير الأسود لانه يحقق هذا المزيج وسنبدأ تصويره بعد نحو أسبوعين. * هل تتدخل في الكاس ينج أو في اختيار أبطال فيلمك؟ { لا أبدا.. فهذه مسئولية المخرج ومادمت قد وافقت علي العمل مع مخرج فاني احترم اختياراته لكن هذا لا يمنع ان أسمح لنفسي بإبداء الرأي أو ترشيح بعض الأسماء لكنني لا ألزم أحدا بالأخذ بها فهي تكون دردشة مع المخرج من باب الصداقة وان كان في الأغلب يتم الأخذ بها ! * قلت ان الفيلم لايت كوميدي.. هل شجعك نجاح ابن القنصل علي تكرار التجربة؟ { ابن القنصل كان بالفعل محاولة للتطرق إلي أفلام كوميديا الموقف وكان محاولة ناجحة بالفعل.. لكن ماشجعني علي تكرار التجربة هو الورق الرائع الذي كتبه محمد أمين.. فلا أخفي أن أكثر ما يهمني في أي فيلم هو النص ويلي ذلك الإنتاج الجيد الذي يخرجه إلي النور بصورة مناسبة * قال أحد النقاد اننا أصبحنا نري علي الشاشة خالد صالح أكثر مما نري الشخصية التي يقدمها.. هل تتفق معه؟ { لا أري أن ما يقوله هو نقيصة في الممثل.. واعترف بأنني أحب أن أترك دائما15% من شخصيتي الحقيقية وراء أي شخصية أجسدها وذلك حتي تكون لي بصمتي أو رائحتي التي تدفع الجمهور للبحث عني.. وحتي استطيع قيادة الشخصية التي أجسدها حتي لا تفلت مني. * لكن البعض يري أن درجة إجادة أي ممثل هي في بعده التام عن شخصيته الحقيقية.. ما رأيك في هذا الكلام؟ { في الفن لا يوجد ما هو صحيح وما هو غير صحيح.. فانتوني كوين مثلا هو من المدرسة التي اتبعها في ان تظل للممثل بصمته الشخصية أما جاك نيكلسون فهو مثال للممثل الذي يستطيع تغيير جلده تماما في كل فيلم وهي مجازفة يقوم بها الفنان قد تضيف إليه وقد تجعله يتوه بين شخصياته.. أما أنا فأفضل أن يحب الناس خالد صالح الممثل والإنسان معا لذلك اترك لهم جزءا من شخصيتي. * الا تخشي أن يجعلهم ذلك يكرهونك لو قدمت شخصية مكروهة؟ { علي العكس تماما.. بل ان هذا هو السر وراء تعاطف الناس مع الشخصيات التي أقدمها حتي لو كانت كريهة مثل أمين الشرطة الشرير في هي فوضي وعلي الرغم من شره بكي الجمهور عليه. * تستشهد في حديثك بفنانين عالميين.. هل تسعي إلي العالمية؟ { لم أفكر في هذا لحظة واحدة.. أنا مصري وأحب أن أظل فنانا مصريا أقدم فني للمصريين والعرب لكنني أتمني أن تصبح السينما المصرية سينما عالمية أي أن تصل إلي العالم كله فيشاهدنا في أفلامنا كما نشاهدهم في أعمالهم.. لكن أن انسلخ أنا بشخصي وأذهب للمشاركة في فيلم أمريكي فهذا ما لا أحبه! * هل ترفض لو جاءك مثل هذا العرض؟ { بصراحة سأقبل! ليس سعيا للعالمية لكن سعيا لتجربة مختلفة واحتكاك بثقافة أخري بالتأكيد ستضيف لي كممثل. * وهل تري أن السينما المصرية اقتربت من العالمية؟ { أري أن السينما المصرية ستقترب من العالمية عندما يقترب المجتمع المصري من ان يصبح مجتمعا عالميا! وهذا سيحدث قريبا جدا بفضل الثورة التي بدأت التحول بالفعل * ما مظاهر هذا التحول في رأيك؟ { يكفي يوم الانتخابات دليلا علي التحول الرائع الذي حدث للمصريين.. فقد ذهبت يومها في السابعة صباحا وكانت الليلة التي تسبقه مطيرة فوجدت الشوارع مغسولة وبراقة ورأيت الناس سعداء يرتدون ملابس جديدة فشعرت أنه يوم عيد وتفاءلت بمستقبل المصريين بعد أن شعرت بنقلة حضارية. * ألم يخفف من تفاؤلك وصول التيارات الإسلامية للحكم؟ { لم أعد أخشي علي مصر حتي لو حكمها الشيطان نفسه!! فالشعب كسر حاجز الخوف والصمت وأهلا بأي حاكم مهما كان لانه ان لم يفعل ما نريد فقد عرفنا الطريق إلي تغييره فالشعب لن يتخلي عن مكتسبات الثورة * لكن هل تعتقد أن الإسلاميين سيحكمون بما نريد أم سنضطر لتغييرهم؟ { اعتقد أنهم في البداية سيحاولون الحكم بغير ما نريد لكنهم عندما يرون المعارضة من الستات قبل الرجالة سيتراجعون ويحكمون بما نريد فلا تنس أن نصف بيوت مصر تنفق عليها سيدات لن يقبلن بمن يرجعهن إلي بيوتهن أو يعيدهن إلي الوراء. * عدت اخيرا من مهرجان مراكش.. ماذا تعني المهرجانات الفنية بالنسبة لك؟ { أحب المشاركة في المهرجانات سواء كانت محلية أو عربية أو دولية وأفضل المشاركة بأحد أعمالي أكثر من وجودي ضيف شرف لأن ذلك يعني أن العمل الذي اشارك به قد وصل إلي درجة عالية من الجودة.. أما الحصول علي جوائز في تلك المهرجانات فلا يعنيني كثيرا لأنني أدرك أنني أنافس بعملي وسط إبداعات متميزة وليس بالضرورة الحصول علي جائزة فالمشاركة هي الجائزة الحقيقية. * تأخرت النجومية قليلا في الوصول إليك.. هل كان ذلك في مصلحتك؟ { بالتأكيد.. فقد بدأت المشوار في السادسة والثلاثين من عمري أي منذ نحو اثنتي عشرة سنة.. والشهرة والنجومية حصان جامح لكنني بفضل الله ثم وبفضل خبرة السنين تمكنت من الامساك جيدا بلجامه وأشعر أن الله رسم لي طريقي بأفضل مما كنت أرسمه أو اتمناه لذلك فأنا راض تماما.. وعندما أشاهد في البلاتوه كومبارس في مثل عمري أحمد الله وأشكره كثيرا علي ما أنعم علي به. * ما حكاية البخور الذي تصر علي اطلاقه في البلاتوه؟ { هي عادة تعلمتها من الفنانة يسرا عندما عملنا معا في أحلام عادية فقد كانت تحرص علي اطلاق البخور وكانت تعجبني رائحته وتأثيره علي مزاجنا جميعا.. فأخذت علي عاتقي مسئولية اسعاد الناس في البلاتوه بالرائحة الجميلة التي تشعرهم باهتمامي بهم وليس لذلك علاقة بخوفي من الحسد الذي اتغلب عليه بقراءة القرآن وليس البخور. * وماذا عن مسلسلك الجديد؟ {9 جامعة الدول وهو من تأليف فداء الشندويلي وإخراج محمد مصطفي وهو عمل اجتماعي أجسد فيه شخصية تاجر له علاقة بالشحن والموانئ وسنبدأ تصويره بعد انتهائي من تصوير الفيلم.