قلوب معلقة بالأمل فى الشفاء وأخرى حائرة تنتظر مخرجا لفك الكرب وثالثة تتألم فى صمت لأنها لا تجد من يسمعها وغيرها ترتجف خوفا من مجهول قد يفوق احتمالها ومثلها تائهة لا تجد يدا تلتقطها من كارثة. حكايات عجيبة تدمى القلوب وتدمع لها العيون و يتألم لها الوجدان، ولكنها فى النهاية ليست بعيدة، فهى جزء منا يعيش فينا لأنها ببساطة نماذج من الحياة. معاش هزيل ودين ثقيل عم محمد رجل مسن جاء يستند الى عكازين بطيبة المصريين المطلقة مرددا دعوات بسيطة بالستر والصحة لكل من يحاول مساعدته فهو لا يقدر حتى على المشى الا بالكاد، ورغم ذلك تحمل مشقة السفر وجاءنى من المنصورة باحثا عن وسيلة لسداد الدين الذى اقترضه لجهاز ابنتيه .. بداية يروى عم محمد انه كان يعمل بإحدى الشركات الكبرى وكان يتقاضى مرتبا يكفيه بالكاد هو وابناؤه الستة وهو ما دفعه الى الاقتراض من احد البنوك لزواج ابنتيه الكبيرتين ولكن كما هو حال الدنيا تأتى رياحها بما لا تشتهى السفن، فقد اصيب عم محمد فى صبيحة أحد الأيام اثناء توجهه الى عمله بحادث ادى الى عجز قدميه لتحيله بعدها الشركة الى المعاش المبكر ويصبح راتبه 350 جنيها فى حين انه مطالب بسداد 750 جنيها شهريا مقابل القرض ليصبح عم محمد فى مأزق حرج فبين دين البنك ومعاش هزيل ونفقات مدارس الابناء وغلاء المعيشة يعتصر الألم عم محمد . الغريب انه رغم كل هذه المشاكل فأن الابتسامة لا تفارقه أبدا رغم انه قد يكون مهددا بالسجن والتشريد فى أى لحظة اذا تأخر عن سداد دين البنك... فهل يجد عم محمد يدا حانية تنقذه من التهديد والتشريد؟
ألم بلا أمل
لم تكن تعلم هبة انها ولدت وجاءت الى هذه الدنيا لتتجرع معنى الالام لمدة ثمانية اعوام هى عمرها وحكايتها مع الالم أنها ولدت لأب وأم فقيرين فوالدتها ربة منزل ووالدها مساعد مبيض محارة وراتبه اليومى جنيهات قليلة تكاد تكفى قوتهم الضرورى، فما بالك بمصاريف علاج الصغيرة التى لا تكف عن البكاء والصراخ فقد اراد الله ان تولد مصابة بضمور فى المخ أدى الى تأخر فى الكلام فهى لا تنطق حتى الأن اضافة الى تأخر فى الحركة ايضا . تحكى الأم محاولاتها الحصول على علاج صغيرتها التى اصيبت اضافة الى كل ما سبق بكهرباء زيادة على المخ وكان قدرها المرض والالام ولا أحد من أهلها او أقاربها يفكرون فى المساعدة رغم احتياجها الشديد لجلسات التخاطب وجلسات العلاج الطبيعى والتى لا نستطيع الوفاء بها.. وهنا تسيل دموع الام التى لم يرزقها الله سوى بمحمد وهبة المريضة والتى كثيرا ما يسألها هل تأتى الأيام التى تتماثل فيها أخته للشفاء ولكن رغم أن الأم تعرف الاجابة الا إنها تخفيها كما تخفى دموعها . المؤلم للأم والابنه البائستين ان هذه الصغيرة تحتاج لحقنة اكسوجين اسبوعيا ب 75 جنيه اضافة الى 300 جنيها، علاج دوائى بخلاف التخاطب والعلاجا الطبيعيا...اخيرا يبقى السؤال.. هل تجد الصغيرة قلبا رحيما يوفر لها العلاج؟.