أحمد ومحمد.. توأم منغولي بعيوب خلقية قلوب معلقة بالأمل في الشفاء وأخري حائرة تنتظر مخرجا لفك الكرب وثالثة تتألم في صمت لأنها لا تجد من يسمعها وغيرها ترتجف خوفا من مجهول قد يفوق احتمالها و مثلها تائهة لا تجد يدا تلتقطها من كارثة... حكايات عجيبة تدمي القلوب وتدمع لها العيون و يتألم لها الوجدان و لكنها في النهاية ليست بعيدة فهي جزء منا يعيش فينا لأنها ببساطة نماذج من الحياة ننتظر تسعة اشهر في شغف لننعم بصرخات فلذات الاكباد ورغم ان وصولهم يعني سلسلة متاعب علي الاباء الا انه تعب لذيذ من نوع خاص فيه زهرة تكبر وتزيد سعادتنا فما بالك اذا كانا توأمين فيالها من سعادة لاسرة انتظرتها وجاءت لها الفرحة مزدوجة ولكن يشاء القدر ان تتحول هذة الفرحة الي سلسلة من الالام تبدا حين ولد الصغيران أحمد ومحمد وطلب الطبيب تحليل وراثة ليكتشف ان الصغيرين من الاطفال المنغوليين ناهيك عن اصابة كل منهما بثقب في القلب وحجم الالم الذي يعانيه ابواهما حينما يشاهدا تداعيات المرض عليهما و هنايدخل الاب هذا العامل البسيط في غياهب سجن مظلم من قلة الحيلة فراتبة لن يكفي كل المتطلبات الدوائية التي يحتاجها الصغيران فهو مجرد عامل بسيط في احد المصانع ومرتبه يكفي بالكاد القوت الضروري حيث ان لديه ثلاثة اطفال اضافة الي التوأم المنغولي في مراحل التعليم المختلفة الي جانب مصاريف المنزل المعتادة. اما التوأم فحاجتهما لعلاج طبيعي وعلاج دوائي ومتابعة طبية مستمرة يكون فيه استحالة مع هذا الدخل المحدود لكن ما جعلني اشارك الاب في دموعه هذا الامر الغريب حيث يوجه بعض المارة النظر الي التوام ويطيلان النظر إلي شكليهما المنغولي وهذا امر يجرحني كثيرا وكأن لهم ذنبا فيما هما فيه ليستحل الاخرين ان يحدقوا فيهم دون مراعاة لمشاعرنا رغم انها ارادة الله وليس لنا ذنب فيها بل اننا راضون بقضاء الله وقدره لذلك اتمني علي الجميع الا يحدق في طفل منغولي لانه اذا كان مصابا بتاخر عقلي ولا يعي هذه النظرة فهي تذبح والديه. اما عن احتياجات هذا الاب البائس فهي ان تساعده القلوب الرحيمة لتوفير الادوية الخاصة بتنشيط خلايا المخ وعلاج ثقوب القلب لأن قدرته المالية لا توفر له اداء تلك الاعباء. منغولي بلا كلام أو حركة ينتظر رحمة السماء آلام التاخر العقلي مع عدم الحركة يكون مأساة من نوع خاص لكل اب وام فما بالك اذا زاد عليهم ثالث وهو الفقر ليجعل الوالدين قليلي الحيلة امام صغيرهما فهم لا يملكان حق الدواء. ولا يستطيعان تحسين حالة الصغير الصحية ليواجه اي وضع مما هو عليه بجسده النحيل.... تلك الكلمات هي باختصار قصة مأساة محمد فهو طفل منغولي يعاني ما يسمي بمتلازمة وارن والتي ادت الي تأخر بالنمو الحركي و الذهني لدرجة جعلته في حاجة الي علاج طبيعي مستمر ومكثف مع عمل بعض الجبائر و الاجهزة التعويضية لمساعدته علي الحركة كما انه يحتاج لجلسات تخاطب وتنمية مهارات اي انه باختصار يحتاج رعاية طبية خاصة لايستطيع دخل الاب الوفاء به فهو مجرد عامل بسيط لايتعدي دخله045 جنيها وامامه نفقات اربعة اطفال اخرين في مراحل التعليم المختلفة اضافة الي ابنته الكبري التي يحاول تجهيزها لكن دون جدوي لانه يكفي بالكاد قوت الصغار. اما الطفل محمد فيدعو دموعك ان تنهمر فقد تجاوز الخامسة من عمره وهو لا يستطيع الكلام او المشي الا مستخدما جبيرة مستندا الي امه ناهيك عن تأخره العقلي الذي يتسبب في جعله يؤذي نفسه باستمرار اذا غابت الام عنه لحظة واحدة اضافة الي ثقب بالقلب يحتاج الي موجات فوق صوتية يحتاجها الصغير بشكل مستمر. وعن احلام الاب البسيط والذي تكفيه جنيهات عشرة لاطعام اسرته بالكامل في يوم فهي احلام عادية محدودة ان يجد قلبا رحيما يساعد في علاج محمد حتي تقل الامه التي يعلم انها لن تنتهي لكن يمكن ان نحسن وضعه قليلا وننقذه من الفقر و المرض.