نجح الفريق الطبي بمستشفى الشيخ زايد التخصصي، التابع لأمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة، في إنجاز طبي فريد تمثل في إنقاذ قدم طفل يبلغ من العمر 3 سنوات من البتر، وذلك عقب تعرضه لحادث سير مروع أدى إلى تهتك شديد وفقدان كامل للجلد والأنسجة وأوتار القدم اليسرى. وصرح الدكتور صلاح عمر جودة مدير عام المستشفى، بأن قسم الطوارئ استقبل الطفل وهو يعاني من اضطراب في درجة الوعي وإصابات بالغة في القدم، حيث سارع أطباء الطوارئ وجراحة التجميل بإجراء الفحوصات والأشعة اللازمة التي أكدت خطورة الحالة، مما استدعى تشكيل فريق جراحي عاجل بقيادة الدكتور أسامة عبد الفتاح، استشاري جراحة التجميل والإصلاح والجراحات الميكروسكوبية، وبمشاركة فريق تخدير متخصص بقيادة الدكتور تامر نبيل. من جهته، أوضح الدكتور أسامة عبد الفتاح أن العملية استغرقت خمس ساعات متواصلة، وتضمنت إجراء جراحة استكشافية دقيقة لإصلاح الفقدان الجلدي باستخدام "سديلة جلدية" وأنسجة رخوة حرة تم نقلها من أسفل البطن وتوصيلها بالأوعية الدموية المغذية للقدم عبر الجراحة الميكروسكوبية. وأكد عبدالفتاح أن هذه التقنية ساهمت بشكل مباشر في إنقاذ القدم من البتر، حيث استقرت حالة الطفل ونقل الطفل إلى القسم الداخلي تحت ملاحظة دقيقة ومنتظمة للسديلة كل 3 ساعات. وأكد الدكتور وائل الشاعر، رئيس قسم جراحة التجميل والإصلاح، أن هذه الجراحة تُصنف ضمن العمليات الميكروسكوبية المعقدة التي تُعرف ب (Free Flap Surgery)، وهي تتطلب مهارة فنية فائقة وتجهيزات متطورة، خاصة عند التعامل مع أوعية دموية دقيقة جداً لطفل في هذا العمر الصغير، مشيراً إلى أن هذا النوع من الجراحات لا يُجرى إلا في مراكز طبية محدودة عالمياً. وقد شارك في هذا النجاح الطبي فريق متميز من الأطباء والتمريض، ضم في جراحة التجميل الأطباء مبارك حمدان، وعمرو زيدان، ومحمود عبد المنصف، وعمرو مصطفى، ومن فريق التخدير الدكتور خالد جمال، والدكتور يحيي حماد، وبمعاونة فريق التمريض آية رمضان وجيهان محمد، وفني التخدير عماد عبد الحكيم، ليعكس هذا الإنجاز مستوى الكفاءة العالية التي تتمتع بها الكوادر الطبية في المستشفيات الحكومية المصرية.