قلوب معلقة بالأمل في الشفاء وأخري حائرة تنتظر مخرجا لفك الكرب وثالثة تتألم في صمت لانها لا تجد من يسمعها وغيرها ترتجف خوفا من مجهول قد يفوق احتمالها ومثلها تائهة لا تجد يدا تلتقطها من كارثة. حكايات عجيبة تدمي القلوب وتدمع لها العيون و يتألم لها الوجدان و لكنها في النهاية ليست بعيدة, فهي جزء منا يعيش فينا لأنها ببساطة نماذج من الحياة . مرض وإعاقة وفقر.. الثالوث المرعب رأيتهما مع والدهما العاجز ولكني لم اشك لحظة انهما من الأسوياء ولكن كعادة الملابس السحرية فهي تخفي الكثير فمحمود ومحمد طفلان يعانيان من تخلف عقلي واخراج لا إرادي ولا يتحركان الا بالحفاضات وأقرانهما يتهكمون عليهم ومعايرتهم فالامهم التي لا تنتهي بين صعوبات التعلم المدرسية والالم النفسي في ذنب لم يقترفوه بسبب المرض يجعل قلبك يعتصر لاجلهما لأن الدنيا بالنسبة لهم عالم بسيط بلا شر ولكن تداخلات بعض الافراد غير المسئولة تجرح مشاعرهم البريئة وكل ما عليهم انهم ليسوا اسوياء ولم يختاروا ذلك بل اختارهم القدر دون تدخل منهم. فكم ابكاني هذا الأب عندما اصطحبهما في يد والعصا التي يستند عليها في اليد الاخري فهو يعاني من ضمور في العصب البصري والنظر6 علي 60 أي أنه لا يري تقريبا اضافة الي غضروف وتهتك في اربطة الساق اليسري وكل دخله003 جنيه هي اجمالي المعاش وهي لا تكفي القوت الضروريأاو الحفاضات او التاهيل اللغوي والتربوي وابنيه الذين لم ينجب سواهما ولن ينجب خوفا من تكرار المأساة مع كل طفل قادم. الغريب ان هذا الأب العاجز مطالب بكثير من الالتزامات اتجاه الأبناء وهو يستطيع ان يقف علي قدميه بالكاد وقلة حيلته في كسب قوتهم الضروري هو الطامة الكبري فالدموع تسيل علي هذا الأب والآلام كثيرة ولكن يبقي الواقع المؤلم في حاجة الاسرة للمساعدة فهل يجدون قلبا رحيما يحقق ذلك. حكاية صغير فقد طفولته عندما تحاصر الالام براءة الصغار فهذا امر صعب ولكن عندما تري صغيرك يلهو ويلعب بكامل صحته وفجاة تجده امامك كيانا بلا حراك بل ومصاب بشلل رباعي هذا ما حدث لعبد الرحمن بين طرفة عين وانتباهتها. رأيت أحد الفيديوهات المسجلة له وهو يرقص ويهتز مع أخته الصغري, ولكن فجاة انتهي الفيديو وسألت عمن رايته أشاروا الي صغير ملقي أمامي بلاحراك لا يستطيع الجلوس سألت عما حدث بفضول علمت أن الطفل عاني من اتزان غير ملحوظ وذهبت الأم به إلي المستشفي ليؤكدوا لها وجود كيس مياة علي المخ ولابد من إزالته خوفا علي الصغير من تحذيرات الأطباء امتثل الأب لإزالته وخاصة انه علم ان العملية ليست خطيرة بالمرة ولكن دخل الطفل غرفة العمليات ليخرج كما رايته فقد براءته وشقاوته وقدرته علي الحركة والكلام وكل شيء باختصار فقد طفولته. الغريب أن الأطباء لمسوا العصب الخامس والسادس والسابع مما أثر علي كل شيء وعندما علم الوالدان هذا صرخوا مستغيثين بإدارة المستشفي وأكدوا لهما إنه خطأ وارد في كتب الطب... أي كتب هذه لتحكم هذا الحكم القاسي واي طب هذا يتسبب في تحويل حياة طفل الي موت بطيء الغريب ان اخته الصغري التي كانت تحتمي فيه من أقرانهما اصبحت تحميه من الجوع والعطش وتقدم له ما تستطيع بيديها الصغيرتين. الآن عبد الرحمن في حاجة الي رحلة علاج طبي وطبيعي طويلة ومبالغ طائلة وينتظر قلبا رحيما يقدم له المساعدة أما إدارة المستشفي فأعتقد أن القضاء العادل سيقتص منها.