قلوب معلقة بالأمل في الشفاء وأخري حائرة تنتظر مخرجا لفك الكرب وثالثة تتألم في صمت لأنها لا تجد من يسمعها وغيرها ترتجف خوفا من مجهول قد يفوق احتمالها و مثلها تائهة لا تجد يدا تلتقطها من كارثة. حكايات عجيبة تدمي القلوب وتدمع لها العيون و يتألم لها الوجدان و لكنها في النهاية ليست بعيدة فهي جزء منا يعيش فينا لأنها ببساطة نماذج من الحياة
تسابقت دقات قلبي حينما رأيته حاملا القسطرة بين يديه و الابتسامة علي وجهه البريء فهو طفل لا يزال في الصف الاول الاعدادي و يحمل من الامراض ما يهد كاهل الاقوياء. فقد شاء القدر ان يصاب حسن بآلام مضنية يصاحبها اغماء منذ عدة اشهر اكتشفت تلك الاسرة من خلالها حجم الكارثة التي المت بهم فقد اتضح ان حسن يعاني من ضيق بمجري البول وارتجاع بالحالب وفق التقرير الطبي لمستشفي سيد جلال أكد التقرير ايضا ان حسن تم تجهيزه لعمل عملية بالمنظار فعلا ولكنها تعثرت لعدم وجود المنظار ونصح بالتحويل لمستشفي الحسين الجامعي لعمل المنظار. الغريب ان كل ما سبق تفاصيل لم تثر دموعي ولكن ما جعلني احزن هو ذاك الصغير الذي اخذ يقص لي كيف يشعر عندما يرتد البول الي احشائه وكيف يسيل ما بفمه معتقدا انه لعابه لحداثة سنه ولكنه مع الاسف غير ذلك واشار الصغير علي زراعه الذي يتبدل لونه عندما يزيد بداخله حجم البول المرتد مشيرا الي جانبيه اللذان تنتفخان في ذات الوقت وكلماته التي لا يستطيع اخراجها من فمه لانه لا يقوي علي الحديث بشكل متصل وهنا ضاع صوت الصغير وهو يحكي لي حجم الامه التي تصل به من شدة الالام الي الاغماء. ويقص الاب حجم المعاناه التي يلاقيها في مستشفيات التامين الصحي والتي وعدته بالعملية عدة مرات ولم تتم وهو خلال تلك الفترة مثقل بنفقات اشعات وفحوصات وادوية رغم انه مجرد بواب عمارة لا يتعدي دخله450 جنيه بشكل غير ثابت ويعيش اسفل بير السلم مع امه المريضة وابناءه الاربعة وكان يحتمل اي شيئ الا ان الام الصغير لا يستطيع ان يحتملها من يسمعها فما بالك بأب بائس يري ابنه الاكبر وفلذة كبده يتقطع من الالم والفقر ووضيق ذات اليد هو السبب في استمرار الام الصغير