سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الأدباء والكُتاب» حُراس التاريخ.. ودورهم فضح زيف دعاية الاحتلال لطمس تاريخ وهوية فلسطين بعد فوزه بجائزة أدب المقاومة من نقابة الكتاب.. الأديب الفلسطينى عبدالله تايه ل روزاليوسف:
حاوره من القاهرة: أشرف أبوالريش «مذاقات الموت والركام» عن هذه الرواية التى جسدت الحرب على غزة حصل الأديب الفلسطينى البارز عبد الله التايه مؤخرًا على جائزة النقابة العامة لاتحاد الكتاب فرع أدب المقاومة. هذه الجائزة السنوية أعلن عن تأسيسها الشاعر والمفكر الدكتور علاء عبدالهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام لاتحاد الأدباء والكُتاب العرب. «روزاليوسف» حاورت أديب المقاومة الفلسطينية عبد الله تايه، فكانت هذه السطور النابعة من القلب:
■ ما ذا يعنى إنشاء جائزة لأدب المقاومة بالنسبة لكم؟ - الأدب الفلسطينى بأجناسه المختلفة هو أدب إنسانى يهتم بالكتابة عن الحرية والكرامة والاستقلال والتخلص من الاحتلال، لذا يُعلى من قيم رفض الواقع الذى يحاول المحتل فرضه بالقوة الغاشمة، وينحاز هذا الأدب إلى تصوير المعاناة الإنسانية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مختارًا للنماذج المقهورة والمظلومة والبائسة والمشردة والسجينة بسبب مقاومتها لسلب الأرض والحقوق، ويسهم هذا الأدب فى إعلاء لنماذج إنسانية لا تقبل الواقع ولا الذل المستمر من أكثر من سبعة قرون، وهذه الجائزة هى إعلان صريح عن دعم هذا الأدب وهذه الثقافة. ■ ما شعوركم بعد الفوز بهذه الجائزة؟ - أشعر بأنى سرت وأمضى على الطريق الصحيح فى الكتابة الإبداعية الإنسانية للنماذج المقهورة فى المخيمات والمدن والحوارى والأزقة، التى تعانى من الفقر والبؤس والتهميش، واستمرار هذه المظلمة التاريخية التى سلبت الأرض وتُبقى الاحتلال، أدافع بالكتابة الإبداعية من خلال السَّرد والقَص والرواية عن حقوق شعبى الثابت على أرضه المتمسك بحقوقه. ■ كيف تنظر لهذه الجائزة الخاصة والتى تم استحداثها بقرار الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكُتاب العرب؟ - حين تم استحداث واعتماد هذه الجائزة فى مؤتمر الاتحاد فى نواكشوط شعرت بأن الأمين العام الكاتب والمفكر د. علاء عبدالهادى الذى وضع هذا القرار وعمل على اعتماده فى المؤتمر يريد أن يؤكد على أن فلسطين هى قضية العرب الأولى، والجائزة رسالة لكل الكُتاب والأدباء العرب للانحياز إلى قضايا أمتهم وفى الصدارة منها قضية فلسطين، فالدكتور علاء ليس مجرد رئيس روتينى للاتحاد وإنما يضع فكره الوطنى والقومى والعروبى فى لزوم الحثّ على أخذ الكُتاب والأدباء العرب لدورهم الطليعى فى الكتابة الأدبية المدافعة والمعبرة عن الحقوق. ■ ماذا عن قصة العمل الفائز بالجائزة؟ - روايتى «مذاقات الموت والركام» تتحدث عن حرب الإبادة على غزة التى طالت كل شىء، ولم يبق فيها أية دار للنشر، فلجأت لنشرها فى القاهرة الحبيبة على كل قلب فلسطينى وعربى، فنشرتها فى دار المصرية السودانية الإماراتية، والرواية تتضمن 12 فصلًا، وهى الرواية السابعة لى، علمًا بأن روايتى الثامنة ستصدر قريبًا عن الدار الأهلية فى عمان قريبًا. ■ رؤيتكم لدور الأمين العام د.علاء عبدالهادى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية؟ - ككاتب فلسطينى أشعر بتميز خاص للشاعر والمفكر د.علاء عبدالهادى فى قيادته لاتحاد الكُتاب والأدباء العرب، ففى كل المناسبات التى تخص فلسطين والعرب والعدوانات المستمرة علينا كل حين فى الضفة والقدس وغزة يَصدر عن الاتحاد مواقف حاسمة مؤيدة وداعمة، حيث يتابع الأمين العام ليس الشئون الأدبية فقط وإنما المجريات السياسية التى تعصف بالمنطقة، وهذا يرجع لثقافته وفكره ومعرفته الشاملة بدور الاتحاد العام، ودور الكُتاب ورسالتهم فى تعزيز الانحياز لقضايا الأمة، سعيًا للحرية والكرامة والاستقلال وضد الاحتلال، ومصر فى صدارة المشهد العربى. ■ ماذا تعنى ثقافة المقاومة فى الأدب الفلسطينى بالنسبة لقضيتكم العادلة؟ - الكتاب الفلسطينيون منذ أوائل القرن الماضى وهم يدركون ما يخطط ويحدث لفلسطين من حكومة الانتداب البريطانى لسلب بلادهم واغتصابها، وما حل بهم من نكبة طردهم بالقوة من بلادهم، فكتبوا فى الأجناس الأدبية المختلفة حول ما يجرى داعين لمقاومة الواقع المفروض من احتلال واغتصاب للأرض، وكتبوا عن الحرية والاستقلال والعودة والحقوق، وقد ظهرت ثقافة مقاومة الواقع الاحتلالى منذ الستينيات من الشعراء والكُتاب والفنانين والمسرحيين والسينمائيين الذين كرَّسوا جلَّ اهتمامهم حول هذه القضايا، وفضحوا زيف الدعاية الاحتلالية التى تحاول ترسيخ مفاهيم مغايرة، ودعاية مزيفة، وطمس الحقوق والهوية والتراث والتاريخ والإرث الفلسطينى، فكان للكتاب والفنانين دور فى نشر ثقافة الوعى المقاوم وحراسة التاريخ. ■ هل ترى أننا بحاجة إلى مزيد من نشر ثقافة المقاومة بين الأدباء الشباب؟ - بالتأكيد.. لذا أقترح على اتحاد الكُتاب والأدباء العرب أن يَنشر كل شهر كتابًا إبداعيًا حول هذه المعانى وهذه الرؤية وهذه الثقافة. ■ هل تشعر ككاتب وأديب يعبر بصدق عن الوضع الفلسطينى بأن مصر كانت ولا تزال الداعم للقضية وللشعب الفلسطينى؟ - مصر ستظل السند لفلسطين والتاريخ شاهد عيان على أن قلب العروبة احتضنت قضيتنا ووقفت بجوار الشعب الفلسطينى خاصة الأحداث التى شهدتها غزة منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، ونحن نسجل كل التقدير لما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسى من دعم للقضية على المستوى العالمى وتقديم المساعدة والوساطة لإنهاء معاناة الفلسطينيين. وأقول للجميع من خلال «روزاليوسف» وهذا الحوار الذى اعتز به: إن جمهورية مصر العربية منذ نكبة 1948 التى طرد فيها الفلسطينيون من أرضهم بالقوة، ومواقفها ثابتة منذ ثورة يوليو 1952 وهى تقف إلى جانب الحقوق الفلسطينية فى قرارات الأممالمتحدة والجمعية العامة ومجلس الأمن وكذلك فى اجتماعات ومؤتمرات القمم العربية، والتنسيق المصرى مع دول أوروبية متوازنة من أجل فلسطين كان واضحًا وصريحًا أمام العالم العربى والإسلامى وشعبنا الفلسطينى، فالعلاقة المصرية- الفلسطينية علاقة استراتيجية والتواصل دائم فى السلم والحرب بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس محمود عباس، ومنذ الأيام الأولى ومصر تقوم بدور رائد وقوى لوقف العدوان والرئيس السيسى له موقف ثابت بمنع التهجير وإدخال المساعدات واستقبال الجرحى والمرضى للعلاج والحرص على وقف إطلاق النار لوقف سفك الدم الفلسطينى. هذا الموقف والالتزام المبدئى للرئيس السيسى أوقف كوارث كانت ستحل بنا فمصر العروبة رئيسًا وحكومة وشعبًا لهم كل التقدير والاحترام وأن القيادة المصرية بقيادة الرئيس السيسى تقف مدافعة عن الحقوق العربية وفى المقدمة منها قضية فلسطين والحرب على غزة.