مجلس جامعة الوادي الجديد يعتمد تعديل بعض اللوائح ويدرس الاستعداد لامتحانات الكليات    التموين: منح مزارعي البنجر علاوة 300 جنيه بأثر رجعي    انخفضت 126 ألف جنيه.. سعر أرخص سيارة تقدمها رينو في مصر    تحذير من كارثة صحية وبيئية في غزة مع تفاقم أزمة النفايات والمياه والصرف الصحي    غياب هالاند، جوارديولا يعلن تشكيل مانشستر سيتي أمام برايتون في الدوري الإنجليزي    المشدد 10 سنوات لمتهم باغتصاب طفلة في مكان مهجور بالمرج    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    إليسا تناشد القضاء اللبناني لاسترداد قناتها على يوتيوب    في الذكرى ال42 لتحريرها.. مينا عطا يطرح فيديو كليب «سيناء»    بفستان أبيض في أسود.. منى زكي بإطلالة جذابة في أحدث ظهور لها    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    هل الشمام يهيج القولون؟    الجيش الأردني ينفذ 6 إنزالات لمساعدات على شمال غزة    الكرملين حول الإمداد السري للصواريخ الأمريكية لكييف: تأكيد على تورط واشنطن في الصراع    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    وزارة التموين تمنح علاوة 300 جنيها لمزارعى البنجر عن شهرى مارس وأبريل    تنظيم العمل الصحفى للجنائز.. كيف؟    سبب غياب بيلينجهام عن قائمة ريال مدريد لمواجهة سوسيداد في لاليجا    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    نائب محافظ البحيرة تبحث مع الصيادين وتجار السمك دراسة إدارة تشغيل ميناء الصيد برشيد    المغرب يستنكر بشدة ويشجب اقتحام متطرفين باحات المسجد الأقصى    عامل يتهم 3 أطفال باستدراج نجله والاعتداء عليه جنسيا في الدقهلية    "أنا مشجع كبير".. تشافي يكشف أسباب استمراره مع برشلونة    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    تشيلي تستضيف الألعاب العالمية الصيفية 2027 السابعة عشر للأولمبياد الخاص بمشاركة 170 دولة من بينهم مصر    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    تفاصيل اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالي    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    "ميناء العريش": رصيف "تحيا مصر" طوله 1000 متر وجاهز لاستقبال السفن بحمولة 50 طن    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    محافظ قنا: 88 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خلال العام الحالي    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حنظلة.. من المقاومة في الأدب إلى إرهاب إسرائيل على الأرض
نشر في البوابة يوم 14 - 07 - 2014

المقاومة في الأدب لا تختلف كثيرا عن المقاومة على الجبهة وفي منازل القتال، بل لا تقل أهمية وخطورة عنها، فإذا كان الجندي على الجبهة مهدد بالموت فإن الأديب أو المبدع مهدد بالموت في أي لحظة أيضا، ولنا في اغتيال العديد من الأدباء درس ومثل.
وإذا كان الجندي على الجبهة يجاهد ضد الأعداء للذود عن الحقوق والحدود فإن الأديب يجاهد مع الشعوب، لزيادة حماسهم للزود عن أراضيهم ضد المحتل الغاصب، والمساهمة في إبراز القضية العادلة للنضال الوطني داخليا وخارجيا، وتتعدد أشكال المقاومة الثقافية والمقاومة ضد التطبيع والمقاومة اللغوية لصد الهجوم على الأوطان، ولعل توفيق زياد الذي يهتف غاضبًا يريد من كل فلسطيني أن يغضب ويدافع بكل ما يملك عن وطنه خير دليل على ذلك:
بأسناني، سأحمي كلّ شبر من ثرى وطني
بأسناني.. ولن أرضى بديلًا عنه
لو علقت من شريان شرياني..
أنا باقٍ.. أسير محبتي لسياج داري
للندى.. للزنبق الحاني
أنا باقٍ.. ولن تقوى عليّ جميع صلباني

مسيرة ثرية
ولقد كانت مسيرة أدب المقاومة غنية وثرية بعشرات من الشعراء والروائيين والمبدعين الذين أثروا القضية الفلسطينية بمئات من الدواوين والروايات والقصص القصيرة، منهم من نال قسطا من الشهرة ومنهم من لم ينل حظه، وسوف نتناول في هذا الملف أهمية ونماذج مضيئة من أدب المقاومة، في القضية الفلسطينية على وجه الخصوص.
ويستطيع المتابع بسهولة أن يرصد أن معظم الاهتمام قد صبّ على الشعر دون سواه، فلم تنل القصة الفلسطينية والرواية والمسرحية ؛ والتي تربع على عرشها غسان كنفاني؛ من الاهتمام والدراسة معشار ما ناله الشعر، ليبقى في الظل أو ما يشبه الظل! أسماء راقية لها إسهاماتها الراقية أمثال: توفيق فياض، سميرة عزام، محمود شقير وهارون هاشم الرشيد شاعرا وكاتبا مسرحيا راقيا...
وعن "المقاومة في الشعر الفلسطيني" تحدث د. جمال طحان مبتدئًا بتفكيك منهجي للعنوان فتحدث عن معان: (الشعر.. المقاومة... الصفة الفلسطينية)، وأكد أن الشعر العربي على امتداد العصور حفل بكثير من معاني الدعوة إلى مقاومة الاحتلال ومقارعة الأعداء.
ثم توقف د.طحان عند مفهوم " الأدب المقاوم " شارحا إياه مفرقًا فيه بين المقاومة في الأدب والمقاومة بالأدب، بقوله: "المقاومة في الأدب" تسعى إلى تصوير المقاومة تصويرًا فنيًا جماليًا، بينما ينصرف تعبير "المقاومة بالأدب" إلى معنى أن يكون الأدبُ ذاتُه حالةَ مقاومة. وأن الشعر لا يمكن أن يكون مقاوِمًا بأية حال، وما هو إلاّ حالة تحريضية "المقاومة بالأدب" أداة أو أسلوبًا لمقارعة الأخصام. الأدب لا يتعدّى أن يكون (فعلًا) كلاميًا يسبق فعل المقاومة ويحّرض عليه وهو ملمح واضح من ملامح شعر كل من: محمود درويش ومعين بسيسو وتوفيق زياد فالأدب الفلسطيني يتّصف بخصائص محلية فلسطينية وقومية عربية وإنسانية عالمية، تجعله أرحب ميدانا، وأوسع أفقا مما قد يفهمه بعض النقّاد على أنه الأدب الذي يعالج الأمور الفلسطينية وحسب.

أربع مراحل
وقد قسم الأدب الفلسطيني المقاوم إلى أربع مراحل: النكبة، النكسة. والانتفاضة الأولى 1987، التي تركت الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام مرحلة جديدة، حاول خلالها الشعر أن يرتفع إلى مستوى الحجر الفلسطيني في انتفاضتيه الأولى والثانية.
ثم تعرض إلى: أدب المَنفى، وأدب الوطن المحتل شارحا وضع الفلسطيني الذي عاش في منفاه، ظروفًا قاهرة، وأصبح مطاردًا، حيثما حل، راح يقارن ماضيه بحاضره فإذا به يجمع بين الإحساس بغربة المنفى وبين الحنين للوطن السليب، فيتولد في نفسه شعور بخيبة الأمل. واعتبر مرحلة الانتفاضة بشقيها مرحلةً رابعة في تاريخ الأدب الفلسطيني الحديث، تدفعها انتفاضة الأقصى خطوةً أخرى، إلى الأمام، نُضجًا وإبداعًا، على طريق الخلاص الكامل من الاحتلال بكل أشكاله. وقد بدت هذه المرحلة أكثر مراحل الأدب الفلسطيني الحديث نضجًا وتجديدًا على صعيدي الإبداع والرؤية. فنجد "عابرون في كلام عابر" و"ملهاة النرجس ومأساة الفضة"، و"رسالة إلى غزاة لا يقرؤون" و"معجم الشهداء"، و"رمح لغرناطة.. سارية للحداد"، و"ليلة لا تشبه الليل"، كلُّها كانت تصوغ الواقعَ المنتفضَ وتجاريه، وتعكس دلالاتِه وتجاربَه النضاليةَ المتجددة. وتتسم مرحلةُ الانتفاضة بحضور الوحدة الجغرافية الأدبية في عملية الإبداع، حيثُ يُجمِع الكتَّاب على موضوع الانتفاضة، كفعل جماهيري فلسطيني، على أرض الوطن، تتلاحم في تنشيطه جماهيرُ المنفى مع جماهير الداخل، تحت الاحتلال.
بآهات تعبر عن غضب كل عربي يتابع د. جمال طحان حديثه: خمسون عامًا وزيادة، والشاعر الفلسطيني يعبّر عن الذات الفلسطينية التي سُلبت منها الحريات وانتقل هذا الشاعر رغم عمق مأساته، إلى الوطن العربي بفكره، مشاركًا كل الشعوب العربية التي تناضل من أجل التحرير، وانتقل بفكره ورسالته السامية إلى شعوب أخرى، ليسمو بفنّه إلى ما يجب أن يكون عليه هذا الشعر:
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!
وإذا كان الشعب الفلسطيني انتفض على الاستعمار الصهيوني، فإن الشعر انتفض كذلك، فابتعد عن لغة الرتابة. تفاعل الشاعر مع الواقع بصورة متميزة، ومنها انتفاضةَ الأقصى الثانية، التي واكبها يوميًا، فخرج النص عن حدود الزمان والمكان إلى التجربة المتنوعة، راصدًا كل ما يحدث في فلسطين المحتلة، وما تزال تضاف في كل يوم أسماء جديدة إلى الشعر الفلسطيني المقاوم، بلا هوادة أو فتور.
وهذا يصور مدى فاعلية الانتفاضة التي أصبحت مصطلحًا متداولًا في لغات العالم يستخدم للتعبير عن المقاومة الشعبية التي يقوم بها الفلسطينيون في وجه الاحتلال، وسيبقى هذا المصطلح ماثلًا في الأذهان.
تلك المقاومة التي استطاعت أن تواكب الصراع حفاظًا على العروبة، والشعر يواكب المقاومة، ولكن بفتور واضح، وما ذاك إلاّ لأنّ المقاوم الفلسطيني يرى في الموت جسرًا من جسور الحياة...ولا يستطيع الشاعر سوى تقديمِ ردِّ فعل ضعيف، تتخلله استثناءت ليست كثيرة، يبقى معظُمها مرتبطًا بأسماء تحمل تاريخأً شعريًّا غير قليل.

محمود درويش
يعد محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات، ولد عام 1942 في قرية البروة، وفي عام 1948 لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد، عاد بعدها متسللا إلى فلسطين وبقي في قرية دير الأسد شمال بلدة مجد كروم في الجليل لفترة قصيرة، استقر بعدها في قرية الجديدة شمال غرب قريته الأم البروة.

تعليمه
أكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الأسد وهي قريه عربية فلسطينية تقع في الجليل الأعلى متخفيا، فقد كان يخشى أن يتعرض للنفي من جديد إذا كشف اليهود أمر تسلله، وعاش تلك الفترة محرومًا من الجنسية، أما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف

حياته
انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في فلسطين، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر.
ولم يسلم من مضايقات الإحتلال، حيث أُعتقل أكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق بأقواله ونشاطاته السياسية، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجًا على اتفاق أوسلو.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى إسرائيل بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه، وقد سمح له بذلك.

حصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:
جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة أوربا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.

شعره
يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية، ومر شعره بعدة مراحل منها:
بعض قصائده ومؤلفاته
عصافير بلا أجنحة (شعر) - 1960.
أوراق الزيتون (شعر).
عاشق من فلسطين (شعر).
آخر الليل (شعر).
مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
يوميات جرح فلسطيني (شعر).
حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
محاولة رقم 7 (شعر).
أحبك أو لا أحبك (شعر).
مديح الظل العالي (شعر).
هي أغنية... هي أغنية (شعر).
لا تعتذر عما فعلت (شعر).
عرائس.
العصافير تموت في الجليل.
تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
حصار لمدائح البحر (شعر).
شيء عن الوطن (شعر).
ذاكرة للنسيان
وداعًا أيها الحرب وداعا أيها السلم (مقالات).
كزهر اللوز أو أبعد
في حضرة الغياب (نص) - 2006
وهنا أيضا:
لماذا تركت الحصان وحيدًا
بطاقة هوية (شعر)


غسان كنفاني
(عكا 1936 - بيروت 8 يوليو 1972) كاتب فلسطيني تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في 8 يوليو 1972 وعمره 36 عاما بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت. كتب بشكل أساسي بمواضيع التحرر الفلسطيني. ولد غسان كنفاني في عكا في فلسطين. وفي عام 1948 أجبر وعائلته على النزوح فعاش في سوريا كلاجىء فلسطيني ثم في لبنان حيث حصل على الجنسية اللبنانية. أكمل دراسته الثانوية في دمشق وحصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952. في ذات العام تسجّل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق ولكنه انقطع عن الدراسة في نهاية السنة الثانية، انضم إلى حركة القوميين العرب التي ضمه اليها جورج حبش لدى لقائهما عام 1953. ذهب إلى الكويت حيث عمل في التدريس الابتدائي، ثم انتقل إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية (1961) التي كانت تنطق باسم الحركة مسئولا عن القسم الثقافي فيها، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة (المحرر) اللبنانية، وأصدر فيها(ملحق فلسطين) ثم انتقل للعمل في جريدة الأنوار اللبنانية وحين تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أصدرت الجبهة جريدة ناطقة باسمها حملت اسم "الهدف" وترأس غسان تحريرها، كما أصبح ناطقا رسميا باسم الجبهة. تزوج من سيدة دانماركية (آن) ورزق منها ولدان هما فايز وليلى. أصيب مبكرا بمرض السكر.

كتاباته
موت سرير رقم 12، 1961
أرض البرتقال الحزين، 1963( وهي مجموعته القصصية الأولى) ولكنها ليست الأولى في النشر
رجال في الشمس، 1964
الباب، 1964
عالم ليس لنا، 1965
أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1948-1966، 1966
ما تبقى لكم، 1966
عائد إلى حيفا
أم سعد
زمن الاشتباك
من قتل ليلى الحايك (رواية بوليسية)
ولد
في عكا في التاسع من نيسان عام 1936، وعاش طفولته في - يافا التي اضطر للنزوح عنها كما نزح الآلاف بعد نكبة 1948، وأثر مجزرة دير ياسين التي وقعت في عيد ميلاده الثاني عشر، والتي جعلته ينقطع عن الاحتفال ب " عيده " منذ ذلك التاريخ.
عاش لفترة قصيرة في جنوب لبنان ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق حيث عمل منذ شبابه المبكر في النضال الوطني، وبدأ حياته العملية معلمًا للتربية الفنية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين ( الأنروا).
انتقل إلى الكويت عام 1956 حيث عمل مدرسًا للرسم والرياضة في مدارسها الرسمية. وفي هذه الأثناء عمل في الصحافة وظهرت بدايات إنتاجه الأدبي.
أقام في بيروت منذ 1960، وعمل محررًا أدبيًا لجريدة " الحرية " الأسبوعية، ثم أصبح عام 1963 رئيسا لتحرير جريدة " المحرر " كما عمل في " الأنوار " و" الحوادث " حتى عام 1969 ليؤسس بعد ذلك صحيفة "الهدف " التي بقي رئيسًا لتحريرها حتى يوم استشهاده في 8 تموز / يوليو 1972 بعد انفجار لغم في سيارته حيث قتل ومعه ابنة شقيقته " لميس نجم " وعمرها 17 عامًا.

يتناول غسان كنفاني في كتاباته معاناة الشعب الفلسطيني في أكثر تجلياتها تعبيرًا. " وهو يمثل نموذجًا خاصًا للكاتب السياسي والروائي والقاص والناقد.. "
رواية رجال في الشمس، التي ننشرها هنا، أعدت للسينما وحصل الفيلم على عدد من الجوائز في مهرجانات متعددة.

نقلت أعماله إلى ست عشرة لغة، ونشرت في عشرين بلدًا. ومن مؤلفاته:
موت سرير رقم 12 ( قصص ) 1961.
أرض البرتقال الحزين ( قصص ) 1963
رجال في الشمس ( رواية ) 1963
عالم ليس لنا ( قصص ) 1965
ما تبقى لكم ( رواية)1966
القبعة والنبي ( مسرحية ) 1967
العاشق ( رواية غير كاملة ) بدأ كتابتها عام 1966
برقون نيسان ( رواية غير كاملة ) 71 - 72
إضافة إلى مجموعة من الدراسات والمقالات السياسية والفكرية والنقدية.
وقد حصل على جائزة " أصدقاء الكتاب في لبنان " لأفضل رواية عن روايته " ما تبقى لكم " عام 1966، كما نال جائزة منظمة الصحافيين العالمية (. I.o.j ) عام 1974، ونال جائزة " اللوتس التي يمنحها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا عام 1975.

سميح القاسم
من أبرز شعراء فلسطين، وقد ولد لعائلة درزية فلسطينية في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1929، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ويتفرّغ لعمله الأدبي سجن أكثر من مرة ووضع رهن الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية شاعر مكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي كتب القاسم عددًا من الروايات، ومن بين اهتماماته الحالية إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية

أعماله الشعرية:
مواكب الشمس (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م).
أغاني الدروب (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1964م).
دمي على كتفي (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1968م).
دخان البراكين (شركة المكتبة الشعبية، الناصرة، 1968م)
سقوط الأقنعة (منشورات دار الآداب، بيروت، 1969م)
ويكون أن يأتي طائر الرعد (دار الجليل للطباعة والنشر، عكا، 1969م).
رحلة السراديب الموحشة / شعر (دار العودة، بيروت، 1969م).
طلب انتساب للحزب / شعر (دار العودة، بيروت، 1970م).
ديوان سميح القاسم (دار العودة، بيروت، 1970م).
قرآن الموت والياسمين (مكتبة المحتسب، القدس، 1971م)
الموت الكبير (دار الآداب، بيروت، 1972م)
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم (منشورات صلاح الدين، القدس، 1971م).
ديوان الحماسة / ج 1 (منشورات الأسوار، عكا، 1978م).
ديوان الحماسة / ج 2 (منشورات الأسوار، عكا، 1979م)
أحبك كما يشتهي الموت (منشورات أبو رحمون، عكا، 1980م).
ديوان الحماسة / ج 3 (منشورات الأسوار، عكا، 1081م)
الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المضيء من القلب (دار الفارابي، بيروت، 1981م)
جهات الروح (منشورات عربسك، حيفا، 1983م)
قرابين (مركز لندن للطباعة والنشر، لندن، 1983م).
برسونا نون غراتا: شخص غير مرغوب فيه (دار العماد، حيفا، 1986م)
لا أستأذن أحدًا (رياض الريس للكتب والنشر، لندن، 1988م)
سبحة للسجلات (دار الأسوار، عكا، 1989م)
أخذة الأميرة يبوس (دار النورس، القدس، 1990م)
الكتب السبعة / شعر (دار الجديد، بيروت، 1994م)
أرض مراوغة. حرير كاسد. لا بأس (منشورات إبداع، الناصرة، 1995م)
سأخرج من صورتي ذات يوم (مؤسسة الأسوار، عكا، 2000م)
السربيات:إرَم (نادي النهضة في أم الفحم، مطبعة الاتحاد، حيفا، 1965م)
إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1970م)
مراثي سميح القاسم (دار الأداب، بيروت، 1973م).
إلهي إلهي لماذا قتلتني؟ (مطبعة الاتحاد، حيفا، 1974م)
ثالث أكسيد الكربون (منشورات عربسك، حيفا، 1976م).
الصحراء (منشورات الأسوار، عكا، 1984م)
خذلتني الصحارى (مطبعة فينوس، الناصرة، 1998م)
كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه (مؤسسة الأسوار، عكا، 2000م)
أعماله المسرحية:
قرقاش (المكتبة الشعبية، الناصرة، 1970م)
المغتصبة ومسرحيّات أخرى (دار الكاتب، القدس، 1978م)
الحكايات:إلى الجحيم أيها الليلك (منشورات صلاح الدين، القدس، 1977م)
الصورة الأخيرة في الألبوم (دار الكاتب، عكا، 1980م)
أعماله الأخرى:
عن الموقف والفن / نثر (دار العودة، بيروت، 1970م)
من فمك أدينك / نثر (الناصرة، 1974م)
كولاج / تعبيرات (منشورات عربسك، حيفا، 1983م)
رماد الوردة، دخان الأغنية / نثر (منشورات كل شيء، شفاعمرو، 1990م)
حسرة الزلزال / نثر (مؤسسة الأسوار، عكا، 2000م)
الأبحاث:
مطالع من أنطولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام / بحث وتوثيق (منشورات عربسك، حيفا، 1990م)
الرسائل:
2. الرسائل/ بالاشتراك مع محمود درويش (منشورات عربسك، حيفا، 1989م)


معين بسيسو
ولد معين بسيسو في مدينة غزة بفلسطين عام 1926، أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948.
بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية في القاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتليفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى.
انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني ( يناير ) 1952 نشر ديوانه الأول ( المعركة ).
سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963.
أغنى المكتبة الشعرية الفلسطينية والعربية بأعماله التالية: في الشعر:
المعركة.
المسافر.
حينما تمطر الحجار.
مارد من السنابل.
الأردن على الصليب.
فلسطين في القلب.
الأشجار تموت واقفة.
قصائد على زجاج النوافذ.
جئت لأدعوك باسمك.
آخر القراصنة من العصافير.
الآن خذي جسدي كيسًا من رمل.
القصيدة.
الأعمال النثرية:
نماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة ( 1970 ).
يوميات غزة - غزة مقاومة دائمة (1971).
أدب القفز بالمظلات (1972).
دفاتر فلسطينية ( 1977 ).
مات الجبل، عاش الجبل ( 1976 ).
الاتحاد السوفيتي لي (1983).
الشهيد البطل باجس أبو عطوان
88 يوم خلف متاريس بيروت (1983).
و كتب في العديد من الجرائد والمجلات العربية: - في جريدة الثورة السورية تحت عنوان من شوارع العالم.
- في جريدة فلسطين الثورة تحت عنوان نحن من عالم واحد.
و كتب مقالات عديدة:
- في مجلة الديار اللبنانية.
- في مجلة الأسبوع العربي اللبنانية.
- في مجلة الميدان الليبية.
و شارك في تحرير جريدة المعركة التي كانت تصدر في بيروت زمن الحصار مع مجموعة كبيرة من الشعراء والكتاب العرب.
كان أحد أبرز رواد المسرح الفلسطيني وكتب عدة مسرحيات منها: ثورة الزنج. شمشون ودليلة. شي غيفارا.
العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع. كليلة ودمنة.
ترجم أدبه إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، ولغات الجمهوريات السوفياتية أذربيجان، أزباكستان والإيطالية والإسبانية واليابانية والفيتنامية والفارسية.
حائز على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة " اللوتس " التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.
حائز على أعلى وسام فلسطيني ( درع الثورة ).
كان مسؤولًا للشئون الثقافية في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني.
استشهد أثناء أداء واجبه الوطني وذلك إثر نوبة قلبية حادة آلمة في لندن يوم 23 / 1 / 1984.

إميل حبيبي
أديب وصحافي وسياسي فلسطيني من الفلسطينيين في إسرائيل. ولد في حيفا في 29 آب (أغسطس) 1921 حيث ترعرع وعاش حتى عام 1956 حين انتقل للسكن في الناصرة حيث مكث حتى وفاته. في 1943تفرغ للعمل السياسي في إطار الحزب الشيوعي الفلسطيني وكان من مؤسسي عصبة التحرر الوطني في فلسطين عام 1945. بعد قيام دولة إسرائيل نشط في إعادة الوحدة للشيوعيين في إطار الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان أحد ممثليه في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بين 1952 و1972 عندما استقال من منصبه البرلماني للتفرغ للعمل الأدبي والصحافي.
في حقل الصحافة عمل حبيبي مذيعا في إذاعة القدس (1942-1943)، محررًا في أسبوعية مهماز (1946) كما ترأس تحرير يومية الاتحاد، يومية الحزب الشيوعي الإسرائيلي باللغة العربية، بين 1972 - 1989. في حقل الأدب، نشر حبيبي عمله الأول "سداسية الأيام الستة" عام 1968 وبعده تتابعت الأعمال "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد ابي النحس المتشائل"(1974)، "لكع بن لكع" (1980)، "إخطيه" (1985) وأخيرًا، "خرافية سرايا بنت الغول" (1991). وقد جعلت تلك الأعمال القليلة صاحبها أحد أهم المبدعين العرب وذلك لأسلوبه الجديد والمتميز في الكتابة الأدبية. عام 1989، إثر انهيار المنظومة الاشتراكية، أعاد النظر في بعض المسلمات النظرية مما سبب له خلافات فكرية وتنظيمية مع الحزب الشيوعي، اضطر على ضوئها إلى الاستقالة من جميع مناصبه الحزبية بما فيها رئاسة تحرير "الاتحاد". لكنه بقي عضوا في الحزب (الذي كان عضوا فيه منذ جيل 14 عاما) حتى عام 1991 خين استقال من الحزب. في عام 1990 اهدته منظمة التحرير الفلسطينية "وسام القدس" وهو أرفع وسام فلسطيني. وفي عام 1992 منحته إسرائيل "جائزة إسرائيل في الأدب" وهي أرفع جائزة أدبية تمنحها الدولة. في العام الأخير من حياته انشغل بإصدار مجلة أدبية اسماها "مشارف". رحل اميل حبيبي في أيار (مايو) 1996 وأوصى أن تكتب على قبره هذه الكلمات: "باق في حيفا".

من أعمال حبيبي:
في حقل الصحافة عمل حبيبي مذيعا في إذاعة القدس التي كانت تابعة للسلطات الانتداب البريطاني (1942-1943)، محررًا في أسبوعية المهماز (1946) كما ترأس تحرير يومية " الاتحاد" بين 1972-1989 وكان يكتب افتتاحيتها تحت الاسم المستعار "جهينة".
بوابة مندلباوم: نشرت عام 1954
النورية - قدر الدنيا: وهي مسرحية نشرت عام 1962
مرثية السلطعون: وقد نشرت بعد عام 1967
سداسية الأيام الستة (1969): وهي مجموعة قصصية تتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاغ غزة في 1967 وعن فلسطيني 1948 وتحتوي الكتاب على القصص التالية:
أم الروبابيكا: وهي مسرحية تتحدث عن فلسطينية باقية في وادي النسناس في حيفا تعيش وسط ركام بقايا جيرانها الذين هجروا عام 1948 وتنتظر عودة أهل مدينتها الفلسطينيين (التصوير مجازي).
حين سعد مسعود بابن عمه
وأخيرًا نوّر اللوز-العودة
الخرزة الزرقاء
عودة جبينه
الحب في قلبي
الوقائع الغريبة في حياة سعيد أبي النحس المتشائل (1974): وهو رواية ساخرة أنجزها إميل حبيبي على ثلاثة مراحل، تتحدث عن حياة فلسطيني في إسرائيل، وامتلاكه لأدوات وعيه في ظل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ومعاملة السلطات الإسرائيلية مع فلسطينيي 1948. ذكرت ضمن أفضل مائة رواية عربية. ترجمت إلى العبرية وأصبحت من أشهر المؤلفات العربية لدى الجمهور اليهودي في إسرائيل. وتتضمن ثلالثة كتب:
الكتاب الأول: يعاد
الكتاب الثاني: باقية
الكتاب الثالث: يعاد الثانية
لكع بن لكع(1980): وهي مسرحية أيضا، تتحدث عن التقاء قتلى فلسطينيين في الحرب الإسرائيلية الفلسطينية بإسرائيليين الذين يقتلون في العمليات الفدائية صدرت بالتعاون مع دار الفارابي عن دائرة الإعلام والثقافة/منظمة التحرير الفلسطينية. قدمت هذه المسرحية في دمشق في عام 1982 من إخراج وليد قوتلي، كتب موسيقى وأغاني المسرحية المغني والموسيقي السوري بشار زرقان الذي شارك فيها كممثل أيضا.
إخطية(1985):
خرافية سرايا بنت الغول(1991): وهي سيرة ذاتية للكاتب، يتحدث بها عن ازدواجية عمله في السياسة والأدب
نحو عالم بلا أقفاص (1992): يتحدث فيها إميل حبيبي عن أسباب تركه للحزب الشيوعي
وقد نشرت أغلب هذه الأعمال دائرة الإعلام والثقافة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية/دار الجليل/ أنشأ إميل حبيبي مجلة مشارف التي تعتبر علامة فارقة في المجلات الثقافية العربية. توقّفت لفترة قصيرة بعد وفاة مؤسّسها ثمّ عادت للصّدور في حيفا.

ناجي العلي
ناجي سليم حسين العلي (1937 إلى 29 أغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري، اغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987م.
ولد في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة،بعد احتلال إسرائيل لفلسطين هاجر مع أهله، عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هَاجر من هناك وهو في العاشرة، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. وكذلك قام الجيش اللبناني. باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضًا يرسم على جدران السجن. سافر إلى طرابلس ونال منها على شهادة ميكانيكا السيارات. تزوج من وداد صالح نصر منبلدة صفورية الفلسطينة وأنجب منها أربعة أولاد هم خالد وأسامة وليال وجودي. أعاد ابنه خالد إنتاج رسوماته في عدة كتب جمعها من مصادر كثيرة، وتم ترجمة العديد منها إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى.

رسومه
كان الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني قد شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي في زيارة له في مخيم عين الحلوة فنشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961م.
في سنة 1963م سافر إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية.

حنظلة
حنظلة هي أشهر الشخصيات التي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته، ويمثل صبيًا في العاشرة من عمره، أدار حنظلة ظهره للقارئ وعقد يديه خلف ظهره عام 1973م، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي كما أصبح رمزًا للهوية الفلسطينية.
يقول ناجي العلي أن الصبي ذا العشرة أعوام يمثل سنه حين أجبر على ترك فلسطين ولن يزيد عمره حتى يستطيع العودة إلى وطنه، إدارة الظهر وعقد اليدين يرمزان لرفض الشخصية للحلول الخارجية، لبسه لملابس مرقعة وظهوره حافي القدمين يرمزان لانتمائه للفقراء، ظهر حنظلة فيما بعد بعض المرات راميًا الحجارة (تجسيدًا لأطفال الحجارة منذ الانتفاضة الأولى) وكاتبًا على الحائط.
أصبح حنظلة إمضاءً لناجي العلي، كما ظل رمزًا للهوية الفلسطينية والتحدي حتى بعد موت مؤلف الشخصية، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969م في جريدة السياسة الكويتية، لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وبخاصة الفلسطينية، لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه فهو شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أحدًا، ولد حنظلة في 5 يونيو، ويقول ناجي العلي إن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية.

شخصيات أخرى
كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي اسماها ناجي فاطمة في العديد من رسومه. شخصية فاطمة، هي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا. في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا، كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا: سامحني يا رب، بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة: الله لا يسامحك على هالعملة. أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها، في حين تقول لزوجها: شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع، روح جيبها بدي أخيط اواعي للولاد. أما شخصية زوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله.
مقابل هاتين الشخصيتين تقف شخصيتان أخرتان، الأولى شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين. وشخصية الجندي الإسرائيلي، طويل الأنف، الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال، وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية.

اغتياله
يكتنف الغموض اغتيال ناجي العلي ففي اغتياله هناك جهات مسئولة مسئولية مباشرة الأولى الموساد الإسرائيلي والثانية منظمة التحرير الفلسطينية كونه رسم بعض الرسومات التي تمس القيادات آنذاك اما قضية الاغتيال أن جاز التعبير قد تنتهي بفرضية التصفية أو بعض الأنظمة العربية الرجعية مثل السعودية بسبب انتقاده اللاذع لهم. اطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي على ما أسفرت عنه التحقيقات البريطانية ويدعى بشار سمارة وهو على ما يبدو الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسبا إلى منظمة التحرير الفلسطينية ولكن كان موظفا لدى جهاز الموساد الإسرائيلي وتمت العملية في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987م فإصابة تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 أغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
قامت الشرطة البريطانية، التي حققت في جريمة قتله، باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة. تحت التحقيق، قال إسماعيل أن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال. رفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها وقامت مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن
لم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع. واختلفت الآراء حول ضلوع إسرائيل أم منظمة التحرير الفلسطينية أو المخابرات العراقية أو أنظمة عربية رجعية ك السعودية. ولا توجد دلائل ملموسة تؤكد تورط هذه الجهة أو تلك.
يتهم البعض إسرائيل بالعملية وذلك لانتمائه إلى حركة القوميين العرب التي قامت إسرائيل باغتيال بعض عناصرها كما تشير بعض المصادر أنه عقب فشل محاولة الموساد لاغتيال خالد مشعل قامت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بنشر قائمة بعمليات اغتيال ناجحة ارتكبها الموساد في الماضي وتم ذكر اسم ناجي العلي في القائمة
يتهم آخرون منظمة التحرير الفلسطينية وذلك بسبب انتقاداته اللاذعة التي وجهها لقادة المنظمة. بحسب تقرير للبي بي سي فإن أحد زملاء ناجي العلي قال أن بضعة أسابيع قبل إطلاق النار عليه التقى بناجي العلي مسئول رفيع في منظمة التحرير الفلسطينية، وحاول إقناعه بتغيير أسلوبه فقام ناجي العلي بعد ذلك بالرد عليه بنشر كاريكاتير ينتقد ياسر عرفات ومساعديه ويؤكد هذه الرواية شاكر النابلسي الذي نشر عام 1999م كتابا بعنوان "أكله الذئب" كما يدعي أيضا في كتابه أن محمود درويش كان قد هدده أيضا ويورد مقتطفات من محادثة هاتفية بينهما كان العلي قد روى ملخصها في حوار نشرته مجلة الأزمنة العربية (عدد 170 /1986/ ص14) ويتهم اخرون سوريا أو أنظمة عربية رجعية السعودية أو الأردن.....
دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230191. وأصبح حنظلة رمزًا للصمود والاعتراض على ما يحدث وبقي بعد ناجي العلي ليذكّر الناس بناجي العلي.
مقولات لناجي العلي

توثيق
على جانب آخر رصد مركز المعلومات الوطني الفلسطيني "وفا" أدب المقاومة الفلسطيني حيث قدم المثقفون الفلسطينيون رغم أقسى ظروف القمع، والأسر الثقافي، نموذجًا تاريخيًا للثقافة، بكل ما فيها من وعي وصمود. تلك الحالة التي لم تكن أبدًا ظاهرة طارئة على الحياة الثقافية الفلسطيني، فقد ازدهر الشعر الوطني الفلسطيني بعد انطلاق المقاومة الفلسطينية، وانبعاث الثورة الفلسطينية في منتصف الستينات.
ومع ظهور بوادر الجشع الصهيوني للاستيلاء على الأرض الفلسطينية خلال أربعينيات القرن الماضي؛ ومع الشعور بالخطر الذي بات يقلق بال الفلسطينيين- أصحاب الأرض؛ تبلورت الهوية الوطنية الفلسطينية، وتبلور وعي وطني تلازم مع ظهور ثلة من المثقفين أخذوا على عاتقهم النضال بالكلمة لتعزيز روح الصمود، وصيانة الهوية الوطنية من خطر الاندثار.
وتمكن شعراء وأدباء ومهتمون في مجال الثقافة في تلك الفترة من تثبيت هذه الهوية على مستوى العالم، واستجابوا لنداء المرحلة، ولمشاعر غَزَلَتها ظروف الاحتلال الذي صار واقعًا على الأرض بفعل عوامل لا تتصل بالفلسطينيين.

أهم شعراء تلك الفترة:
من أبرز ممثلي ذلك الجيل: عبد الرحيم محمود، عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى"، إبراهيم طوقان، هارون هاشم رشيد، راشد حسين، محمود درويش، سميح القاسم، توفيق زياد، سالم جبران، خليل زقطان، معين بسيسو، عصام العباسي، حنا أبو حنا، شكيب جهشان، فدوى طوقان، عز الدين المناصرة، أحمد دحبور، خالد أبو خالد، عصام ترشحاني، عادل أديب آغا، محمد حسيب القاضي، الذين نظموا أشعارًا لم تلهب مشاعر من اكتوى بنار الاحتلال فحسب، بل لامست شغف الملايين من التواقين للحرية في العالم والذين أطلق عليهم "شعراء المقاومة"؛ فنجد السجون قد اكتظت بالمقاومين الذين أخذوا يصوغون تجربة جديدة وراء القضبان، ويصنعون بها إرثًا جديدًا للمقاومة، ويسطرون أروع ملاحم المواجهة بين "السجان" و"السجين" المقاوم؛ فأخذت كثير من الأشعار بل والأعمال الفنية المقاومة تخرج إلى النور من ظلام السجن، وذلك قبل خروج "المقاوم".
وكان المقاومون في ذلك الوقت يهربون أعمالهم بالعديد من الوسائل التي كانت تتحدى كل جبروت السجن والسجان. وأطلق على هذا النوع من الإبداعات الأدبية "أدب السجون"، وصنف جزء منها تحت اسم "شعر السجون".

شعر المقاومة:
اتسم الشعر في هذه المرحلة بالبعد الإنساني والاجتماعي ومعرفة الآخر، وهو ما أطلق عليه "شعر المقاومة". ويمكن تعريف شعر المقاومة بأنه تلك الحالة التي يعبر فيها الشاعر بعمق وأصالة عن ذاته الواعية لهويتها الثقافية والمتطلعة إلى حريتها الحقيقية في مواجهة المعتدي في أي صورة من صوره.
ومثل هذا النوع من المقاومة، يتخذ شكله الرائد في العمل السياسي والعمل الثقافي، ويشكل هذان العملان المترافقان اللذان يكمل أحدهما الآخر، الأرض الخصبة التي تستولد المقاومة المسلحة وتحضنها وتضمن استمرار مسيرتها وتحيطها بالضمانات كما في قصيدة توفيق زياد
ومن هنا، فإن الشكل الثقافي في المقاومة يطرح أهمية قصوى ليست أبدا أقل قيمة من المقاومة المسلحة ذاتها، ولكن ما يميز الشعر المقاوم في فلسطين المحتلة منذ 1948 حتى 1968، هو ظروفه القاسية البالغة الشراسة، التي تحداها وعاشها.

الغربة والحنين:
تميزت موضوعات ومضامين نصوص الشعر الفلسطيني خلال تلك الفترة بالحنين إلى الوطن الضائع، وتصوير المأساة، ووصف المعاناة، ورسم الخلاص الفلسطيني، في صور عاطفية، فالحنين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالغربة في الشعر الفلسطيني؛ فعندما يبتعد الإنسان عن مكان ما، يشعر بحنين إليه، ويشتاق لكل ما فيه، فقد تذكرت فدوى طوقان العيد في يافا، وشدها الحنين والألم، فهناك كانت تلعب بأرجوحتها، وتمسك الجديلة بالعقدة الحمراء، وتركض في البلد الحبيب فرحة مبتهجة، فقد تمسك بذكرياتها وأيامها الماضية باكية متألمة، فكل شيء تغير ولم يعد لها سوى الحزن والذكريات المرة.
أترى ذكرت مباهج الأعياد في يافا الجميلة؟
أهفت بقلبك ذكريات العيد أيام الطفولة؟
إذ أنت كالحسون تنطلقين في زهو غرير
والعقدة الحمراء قد رفّت على الرأس الصغير
والشعر منسدل على الكتفين، محلول الجديلة؟
إذ أنت تنطلقين بين ملاعب البلد الحبيب
تتراكضين مع اللذات بموكب فرح طروب
طورا إلى أرجوحة نُصبت هناك على الرمال
طورا إلى ظل المغارس في كنوز البرتقال
والعيد يملأ جو كن بروحه المرح اللعوب؟
واليوم ماذا اليوم غير الذكريات ونارها؟
واليوم، ماذا غير قصة بؤسكنّ وعارها
لا الدار دار لا ولا كالأمس، هذا العيد عيد
وفي المنفى حمل الفلسطيني حلمه على ظهره، وتوزعت به جغرافيا الألم، ومنفى القهر، لعلّ في لهفة الشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" خير شاهد وهو لا يتخيّل الحياة بعيدًا عن فلسطين؛ ما يزيد الحسرة ويضاعف اللهفة، حيث أنه القريب البعيد، والساكن الشريد، ولصدق هذه المشاعر، وانسياب كلماته العذبة، وتصويراته الرقيقة الحزينة، أصبحت هذه الأبيات من أشهر ما قيل في الحنين إلى الوطن، والاشتياق له:
فلسطينُ الحبيبةُ... كيفَ أحيا
بعيدًا عنْ سهولكِ والهضابِ؟!
تُناديني السُّفوحُ مخضبات
وفي الآفاقِ آثارُ الخضابِ
ناديني الشواطئ باكياتٍ
وفي سمعِ الزَّمانِ صدى انتحابِ
تُناديني الجداولُ شارداتٍ
تسير غريبة دونَ اغترابِ
تناديني مدائِنُكِ اليتامى
تُناديني قراكِ معَ القبابِ
يتضح من هذه الأبيات، كم هي اللّهفة على الوطن الذي غاب عن العين، وما غاب عن القلب، وكيف يصبح الوطن أجمل القصائد وأغلى الأحبة.
هذا الكم الهائل من الحنين الشعري، لم ينضب عند الأجيال التي وُلدت في الشتات، ومنافي الاغتراب، بل إنّ الحكاية ترتسم في أشعارهم من جديد ويتابعون مسيرة الحنين إلى الوطن.

بعد 67
لقد استطاعت الحركة الأدبية في الضفة الغربية وقطاع غزة تجاوز مرحلة الانكسار التي سادت بعد نكبة 1967؛ حيث ظهرت بعض الأقلام القصصية الواعدة؛ أقلام لم تجد أمامها سوى الأسيجة، وغياب الرواد إما بالخروج أو النفي، كما في حالات: محمود شقير، ويحيى يخلف، وماجد أبو شرار، إضافة إلى صمت البعض المتبقي، وقوائم محظورات لا تنتهي، وانعدام النوافذ الثقافية كدور النشر والصحف والمجلات، وتغييب القصة الإنسانية الناضجة؛ ما وضع على عاتق تلك الأقلام مهام تعبيد الدرب القصصي الوعر من خلال الالتصاق بالواقع اليومي ومعايشته واستشفاف الآتي.
لقد شكلت اللقاءات بين الكُتاب الذين لم يتجاوز عددهم الثلاثين في ذلك الوقت ظاهرة امتدت عبر جهات الوطن: (مكتبة بلدية رام الله جمعية الهلال الأحمر في غزة مجمع النقابات المهنية في القدس جمعية الملتقى الفكري في القدس مكتبة بلدية نابلس)؛ لمناقشة الأعمال الأدبية لكل من: (جمال بنورة، على الخليلي، أسعد الأسعد، سحر خليفة، غريب عسقلاني، زكي العيلة، محمد كمال جبر، عبد الله تايه، سامي الكيلاني، محمد أيوب، خليل توما). وقد ساهم في إثراء تلك النقاشات وتطويرها حضور النقاد: محمد البطراوي، صبحي الشحروري، عادل سمارة، عادل الأسطة، إبراهيم العلم، إضافة إلى الكتابات النقدية لحنان عشراوي.
في هذا الوقت بدأت تظهر بعض النوافذ الأدبية مثل:
مجلة البيادر الأدبي، وصدر العدد الأول منها في مارس - آذار 1976.
صفحة الشعب الثقافي في جريدة الشعب بدءًا من عام 1978، وأشرف عليها أكرم هنية، ثم عادل الأسطة.
الصفحات الأدبية في جريدة الطليعة المقدسية التي صدرت عام 1978.
ملحق الفجر الأدبي الذي أشرف عليه الشاعر على الخليلي منذ 1977، وقد تحول الملحق إلى مجلة سجلت نقلة نوعية بدعمها الأعمال الأدبية المحلية المنتمية للخط الهادف في ظل تأكيد الخليلي على ضرورة اختراق سقف المرحلة الآنية، وبالتالي الإيصال والتواصل عبر وسائل تعبيرية تتخطى الهامش الضيق المحاصر بأوبئة قوانين الاحتلال.
مجلة الكاتب لمحررها الشاعر أسعد الأسعد، وقد صدر العدد الأول منها في يناير- كانون ثاني 1980، حيث جعلت الأدب المحلي والإنساني على رأس أولوياتها.
وهنا يُشار إلى الدور المتميز لدور النشر الوطنية، مثل: (صلاح الدين، الكاتب، الرواد، ابن رشد)، التي كان لها فضل احتضان الإنتاج المحلي وتسويقه.
وساهم في تحسين الأدوات الفنية للكُتاب، الالتقاء بالواقع الثقافي الطالع بالنبض من أعماق الجليل والمثلث عبر نتاجات: إميل حبيبي الذي نشر مجموعته القصصية (سداسية الأيام الستة) عام 1969، حيث عكس من خلالها أوجاع الأقلية الفلسطينية التي تبقت داخل الوطن المحتل، ولم تغادره بعد نكبة 1948، وتبع ذلك نشره رواية (الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل) التي تعتبر من أهم الروايات العربية الصادرة في حقبة السبعينيات، باعتمادها السخرية اللاذعة الناقدة، واستلهامها عبق التراث في تصويرها لمأساة شعب منكوب.
وهناك أسماء أخرى كانت حاضرة في ذاكرة الحركة الأدبية الفتية في الضفة والقطاع في تلك المرحلة، مثل:
(توفيق فياض) ابن قرية (المقيبلة) قرب الناصرة، الذي رصد من خلال قصته (الشارع الأصفر) 1968 المعاناة اليومية للإنسان الفلسطيني.
(محمد على طه) ابن قرية ميعار، الذي نتلمس عبر قصصه واقع الإنسان الفلسطيني داخل الوطن المحتل، وقد صدر للكاتب في تلك الحقبة المجموعات القصصية التالية:
1 جسر على النهر الحزين، منشورات عربسك، 1974.
2 عائد الميعاري يبيع المناقيش في تل الزعتر، منشورات العودة، عكا، 1997.
3 وردة لعيني حفيظة، دار أبو رحمون، عكا، 1983.
4 (محمد نفاع) ابن قرية بيت جن الذي نشر مجموعته القصصية(أصيلة) عن منشورات عربسك 1975، وأتبعها عن دار الأسوار عكا بالمجموعتين: (ودية)عام 1976، ثم مجموعة (ريح الشمال) 1979، تلاها بمجموعة (كوشان)1980، وفي قصص (نفاع) نتلمس تضاريس الريف الفلسطيني، بما يحويه من دلالات وإيحاءات.
تضاف إلى ذلك أسماء أخرى منها: (حنا إبراهيم) ابن البعنة الذي أصدر مجموعتيه القصصيتين: (أزهار برية)1972؛ ثم (ريحة الوطن) 1977؛ و(زكي درويش) ابن البروة الذي صدرت له المجموعات القصصية: (الجسر والطوفان) 1976؛ ثم (الرجل الذي قتل العالم) 1978 عن دار الأسوار؛ ثم (الكلاب) عن الدار نفسها 1980، ولدرويش شغف بالتجريب؛ كذلك أصدر (نبيه القاسم) وهو ناقد مجيد مجموعة (ابتسمي ياقدس) القصصية عام 1978. وفي السنة ذاتها صدرت لعفيف صلاح سالم مجموعة (سواعد الرجال) عن دار الأسوار.
1 إلى الجحيم أيها الليلك، دار صلاح الدين، القدس1977.
2 الصورة الأخيرة في الألبوم، دار الكاتب، القدس 1978.
وهنا لابد أن نسجل الدور الهام الذي لعبته صحيفة الاتحاد، ومجلتا الجديد والغد الصادرة في حيفا التي احتضنت عبر نوافذها كثيرًا من نتاجات الأدب الطالع من الضفة والقطاع.

أوائل المجموعات القصصية الصادرة في الضفة والقطاع بعد 1967:
1 عن دار صلاح الدين في القدس؛ صدرت عام 1975 مجموعة (خبز الآخرين) لمحمود شقير، وهي تجميع لنتاجه الذي كتبه قبل وبعد 67، وفي قصص شقير تحس بجمال القرية الفلسطينية وبساطة أهلها الحالمين بغدٍ أجمل رغم قسوة العيش.
2 صدرت في العام نفسه مجموعة (جمع الشمل) لعبد الرحمن عباد.
3 صدرت في عام 1976 مجموعة (العودة) لجمال بنورة عن دار صلاح الدين المقدسية.
4 في عام 1977 صدرت عن منشورات آفاق المقدسية المجموعة القصصية المشتركة الأولى، ويعود الفضل في إخراجها للناقد محمد البطراوي، والمجموعة تضم 27 قصة قصيرة لأربعة عشر قاصًا من الوطن المحتل، وهم: (إبراهيم العلم، جمال بنورة، حمدي الكحلوت، زكي العيلة، زياد حواري، سامي الكيلاني، صبحي حمدان، على لبد، عبد الله تايه، غريب عسقلاني، فضل الريماوي، محمد أيوب، محمد كمال جبر، مفيد دويكات). وقد كان لهذا العمل الجماعي أثر واضح في إظهار العديد من الأسماء القصصية التي سيكون لها تأثيرها فيما بعد، وقد قامت مجلة فلسطين الثورة بإعادة نشر قصص المجموعة في بيروت وقتها.
5 في عام 1977 أيضًا؛ صدرت لمحمود شقير مجموعة (الولد الفلسطيني)، كما أصدر عبد الله تايه مجموعته القصصية الأولى (من يدق الباب) عن دار أبو عرفة في القدس، والمجموعة تحفل بالهم الاجتماعي، والعلاقات المتشابكة بين الناس.
في عام 1978؛ نشر زكي العيلة مجموعته الأولى (العطش) عن دار الكاتب المقدسية، والقصص ترصد معاناة الإنسان الفلسطيني وعذاباته وبحثه عن الاستقرار، رغم الظمأ الذي يحاصره.
وفي العام نفسه نشرت دار الكاتب مجموعة محمد أيوب (الوحش)، كما نشر على الخليلي مجموعة قصصية للأطفال بعنوان (عايش تلين له الصخور) عن دار ابن رشد المقدسية.

في عام 1979 صدرت المجموعات التالية:
1 الخروج عن الصمت، غريب عسقلاني، دار البيادر المقدسية، والقصص ترصد مخاضات الواقع والمرحلة، مع استشراف البديل.
2 السفينة الأخيرة... الميناء الأخير، أكرم هنية، دار الكاتب، وقصص هنية تتميز بلغتها المتوترة وسرعة إيقاعها وانحيازها لجماهيرها.
3 فصول في توقيع الاتفاقية، عادل الأسطة، دار الأسوار، عكا.
في عام 1980 صدرت المجموعات التالية:
1 هزيمة الشاطر حسن، أكرم هنية، دار الكاتب.
2 الجبل لا يأتي، زكي العيلة، دار الكاتب، والمجموعة تركز على موضوع مركزي هو المقاومة.
3 شوال طحين، لمحمد كمال جبر، وقد أهداها إلى أطفال يكبر حجم الوطن بهم كلما كبروا.
في عام 1981 صدرت المجموعات القصصية التالية:
1 المجموعة المشتركة القصصية الثانية (قصص قصيرة من الوطن المحتل) عن جمعية الملتقى الفكري في القدس لعدد من كُتّاب القصة، وهم: (أكرم هنية، جمال بنورة، زكي العيلة، سامي الكيلاني، صبحي حمدان، عادل الأسطة، عبد الله تايه، غريب عسقلاني، فضل الريماوي، محمد أيوب، محمد كمال جبر، مفيد دويكات).
2 حكاية جدي، جمال بنورة، دار الكاتب، القدس.
3 وقائع التغريبة الثانية للهلالي، أكرم هنية، دار الكاتب.
4 النبض، عبد الكريم قرمان، يسار الداخل.
5 أخضر يا زعتر، سامي الكيلاني، دار الجماهير، نابلس.
في عام 1982 صدرت المجموعات التالية:
1 جراح في الزمن الرديء، حسن أبو لبدة دار الرواد، القدس.
2 القرية الموعودة، إبراهيم العلم، دار البياد.
3 حكاية عمار، سامية الخليلي، القدس.
4 الشيء المفقود، جمال بنورة، دار الرواد المقدسية.
في الأعوام التالية بدءًا من مرحلة الخروج الفلسطيني من بيروت، وصولًا إلى تفجر الانتفاضة الأولى أواخر 1987، نلاحظ تراجعًا نسبيًا في كم المجموعات القصصية؛ ففي عام 1983 صدرت لفضل الريماوي مجموعة (بياع السوس) عن دار الكاتب، وفي عام 84 نشرت وكالة أبو عرفة المقدسية مجموعة حبيب هنا (الطريق إلى رأس الناقورة)، وفي عام 1987 نشر صبحي حمدان مجموعته (عرس الجماجم)، كما أصدرت سامية الخليلي مجموعة قصصية للأطفال بعنوان (كف حمدان) عن اتحاد الكتاب.
مما كان له الأثر في محاولة رصد تلك الظاهرة غير الإنسانية، أسبابها، نتاجاتها، ثم البحث عن بديل إيجابي يسعى لتغيير ذلك الواقع من خلال القصة القصيرة.

محطات مهمة:
صدرت مجموعة اميل حبيبي "سداسية الأيام الستة " عام 1968؛ فأحدثت ضجة في كل من إسرائيل والعالم العربي على السواء، غير أن شهرته ككاتب عالمي لم ترسخ إلا بعد ظهور روايته "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" عام 1974، حيث ترجمت إلى العبرية وغيرها من اللغات.
وقد كان جبرا أول فلسطينيي يحقق الانتشار في أرض الشتات، حيث نشر حتى وفاته عام (1994) سبع روايات، مثل: "صراخ في ليل طويل" عام 1955، و"صيادون في شارع ضيق" (1960) ونشرت بالإنجليزية، غير أن سمعته الروائية أخذت مداها بعد نشره رواية "السفينة" عام (1970)، وازدادت شهرته بعد رواية "البحث عن وليد مسعود" (1978)، وكذلك روايته المشتركة مع عبد الرحمن منيف "عالم بلا خرائط" (1982)، وكانت آخر رواياته "الغرف الأخرى" (1986).
ومن أبرز الروائيين الشباب "نسبيًا" إبراهيم نصر الله الذي تمثل روايته "براوي الحمى" (1985) تجربه مهمة في الأدب العربي الحداثي.
ومن الكتاب الذين يستحقون الاهتمام كذلك "أكرم هنية" ومحمود شاهين، ليانا بدر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.