تم اختراع السيارة الكهربائية فى أوائل القرن التاسع عشر، من قبل مكتشفين عدة، من بينهم البريطانى روبرت أندرسون (1830) وذلك لإحلالها بدلًا من العربات التى كانت تجرُّها الأحصنة. ولكن لم يزدهر هذا النوع الاكتشافى من السيارات إلا بعد التحسينات العديدة التى أُدخلت عليها لتحويلها من «عربة كهربائية» إلى «سيارة كهربائية» من قبل مهندسين هولنديين، وفرنسيين، وألمان، وأمريكيين. ومع «ازدهار» السيارة الكهربائية فى بداية القرن العشرين، بدأت فى الوقت نفسه منافسة قوية مع سيارة «فورد - تى» ذات ماكينة الاحتراق الداخلى للوقود التى اخترعها هنرى فورد، والتى بدأ إنتاجها على أساس «الإنتاج الجماعى» الضخم العدد فى أوائل القرن العشرين، ما جعلها مرغوبة أكثر للمستهلكين، نظرًا لانخفاض تكلفة إنتاجها، ومن ثم منافسة سعرها للسيارة الكهربائية. ولكن خلال هذه الفترة أيضًا، عمل فورد فى ديترويت على إنتاج «فورد - تى» السيارة ذات ماكينة الاحتراق الداخلى للوقود، من خلال التصنيع الجماعى الذى أدى إلى تخفيض نفقات تصنيعها، ومن ثم تكلفتها، ما أدى إلى تفوقها. • • • تمت صناعة أول سيارة كهربائية فى المرحلة الجديدة (الربع الأخير من القرن العشرين) سيارة «بريس» لشركة «تويوتا» اليابانية فى 1996. وتتنافس معها ومع غيرها من السيارات الكهربائية الحديثة حاليًا، شركة «تسلا». ولكن حصتها فى أسواق السيارات العالمية لا تزال منخفضة جدًا. وأصدر «ذى سينتر أون جلوبال إنرجى» دراسة بحثية تمهيدية حول الآثار المترتبة لأسواق السيارة الكهربائية على مصانع السيارات الأمريكية وقرارات السياسيين ذات العلاقة فى المرحلة الحاضرة بأهمية المنافسة هذه، وتأثيرها على مصانع الأسواق الأمريكية. تشكل أهم خلاصات الدراسة: - تستمر أسواق السيارة الكهربائية فى التوسع عالميًا، رغم السياسات المناهضة لذلك فى الولاياتالمتحدة. - تحتل السيارة ذات البطارية الكهربائية المنزلة الأولى فى المبيعات العالمية من نوعها من السيارات، وبالذات تشهد السيارة الهجينة الكهربائية منها الممكن شحنها بالكهرباء من خلال آلة مخصصة لذلك ملتصقة بالحائط، زيادات عالية للمبيعات مؤخرًا، بالذات فى الصين. - إن ما يساعد فى الإقبال على السيارة الكهربائية عالميًا، أن بعض الولاياتالأمريكية -كاليفورنيا مثلًا- غيرت قوانينها مؤخرًا، لتنص على استعمال السيارة الكهربائية أو الهجينة فى بعض الطرق داخل المدن الكبرى، كما هى الحال فى بعض كبريات المدن الأوروبية. وتشير الدراسة المنوه عنها أعلاه كذلك إلى أن الصين حققت التحول الأكبر والأهم فى قطاع السيارات الكهربائية. فقد أنتجت الصين فى عام 2024 نحو 60 فى المائة من السيارات الكهربائية التى قد تم إنتاجها عالميًا. وقد استطاعت شركة «بى واى دى» الصينية إنتاج عدد من السيارات الكهربائية الأكثر فى العالم بالصين عام 2024. • • • وتضيف الدراسة أن أوروبا هى المركز الرئيسى الثانى لأسواق وتصنيع كهربة السيارات، مع الإشارة إلى التعاون القائم بين الأقطار الأوروبية فى هذه المجالات واستمرار الاعتماد على الصين. فالدول الإسكندنافية على سبيل المثال (النرويج والسويد والدنمارك) تحتل المركز الأول فى كهربة تصنيع السيارات أوروبيًا، كما تحتل هذه المجموعة الإسكندنافية الحصة الأكبر من السوق الأوروبية لهذا القطاع، بينما أقطار أوروبا الجنوبية (قبرص، واليونان، وإيطاليا) ومعظم دول وسط وشرق أوروبا، متأخرة فى هذا المجال عن مجموعة الدول الإسكندنافية. وهناك صورة مختلفة فى الولاياتالمتحدة. فالسيارة الكهربائية شكَّلت نحو 10 فى المائة من مبيعات السيارات فى عام 2024. والعامل المؤثر فى الولاياتالمتحدة لا يزال انخفاض ثمن البنزين نسبيًا بمقارنته بسعر الكهرباء. وليد خدورى جريدة الشرق الأوسط اللندنية النص الأصلى: