قلوب معلقة بالأمل في الشفاء, وأخري حائرة تنتظر مخرجا لفك الكرب, وثالثة تتألم في صمت لانها لا تجد من يسمعها وغيرها ترتجف خوفا من مجهول قد يفوق احتمالها ومثلها تائهة لا تجد يدا تلتقطها من كارثة. حكايات عجيبة تدمي القلوب وتدمع لها العيون و يتألم لها الوجدان و لكنها في النهاية ليست بعيدة, فهي جزء منا يعيش فينا لأنها ببساطة نماذج من الحياة . نسيم... عريس ينتظر الموت ابتسمت له الدنيا كأي شاب عندما وجد شريكة حياته وقرر الارتباط بها وتزوجا بالفعل ولكن يبدو ان الدنيا تدير ظهرها عندما يشعر الانسان بأنها ابتسمت له فنسيم يعمل في وزارة الداخلية كفرد امن وكان راضيا بمرتبه ولكن بعد عام من زواجه اصيب بالفشل الكلوي وبدأت جلسات الغسيل الكلوي بشكل دائم لدرجة اصبحت آلامه النفسية اقسي بكثير حيث اكتشف انه مصاب بفيروس سي واصبح مهددا بالموت. الغريب ان والد نسيم توفي منذ شهرين فقط بذات المرض وضيق ذات اليد حال بينه وبين الشفاء, ونسيم يري مصيره مثل والده تماما اما زوجته فدموعها لا تجف منتظرة شفاء رفيق العمر الذي قد تفقده بين طرفة عين وانتباهتها وهما مازالا في بداية مشوار حياتهما اما الفقر اللعين فيطاردهما بلا رحمة فالعملية ستتكلف اكثر من70 الف جنيه وهو لا يملك منها شيئا. الموجع ان لا احد يقف الي جوار نسيم ولم تفلح استغاثاته او أناته في ان تتولي اي جهة نفقات العلاج واصبح ملاذه الاخير رحمة الله ليجد قلوبا رحيمه تساعده علي ان يكمل مشوار حياته الذي كاد ينتهي مبكرا. أحمد ورانيا في انتظار العلاج لم تكن تعلم هذة الاسرة البسيطة ان عام 2013 لن يقبل ان ينقضي الا اذا ترك لها آلاما لا تلتئم عبر سنوات فالام عفاف هي ربة منزل وزوجة لرجل بسيط عامل نظافة في احد المحلات ويتقاضي اجرا 450 جنيها فقط لا يكفيها هي وابنائها الثلاثة خبزا فقط ولكن تلك الاسرة رضت بما قسمه الله لها حتي وضعت الام صغيرها احمد, وهو طفلا يعاني من ضمور بالمخ نتيجة نقص الاوكسجين اثناء الولادة واخذت الام تصارع الزمن ويتكبد الاب مشقة اكثر من طاقته لتوفير العلاج الذي يتكلف 700 جنيه شهريا فيما بين علاج طبيعي وجلسات تخاطب وتاهيل. لتبدأ الأم الاسرة تتزايد حتي يصل شهر اغسطس من هذا العام الماضي وتصاب ابنتهم الكبري بحادث اخر يدمر احدي عينيها فقد قذفها احد اطفال الشوارع بحجر احدث لها انفجارا فوريا في عينها. وتألمت الصغيرة رانيا كثيرا حيث اجريت لها عدة عمليات لإصلاح العين ولكنها مازالت في حاجة الي عملية زرع عدسة وتركيب قرنية وإزالة مياه بيضاء تتكلف اكثر من 30 الف جنيه وتكون هنا الطامة الكبري فمن اين لهذه الاسرة البسيطة بهذا المبلغ في ظل ظروفهم العصيبة. المؤلم ان الام لا تملك الا دموعها الحارقة علي فذات الاكباد التي لا تملك من الدنيا سواهم ورغم ذلك تجدهم يتألمون وهي مغلولة الايدي... فهل تجد عفاف قلبا رحيما يساعدها في علاج الصغيرين. عطاء بلا حدود محلب : شقة ل صباح من وزارة الإسكان لم تتمالك دموعها بل كاد عقلها يذهب من شدة الفرحة عندما سمعت صباح جرس الهاتف يدق, واذا به وزير الاسكان المهندس ابراهيم محلب يهنئها بالشقة التي ستحصل عليها من وزارة الاسكان فور انتهاء الاجراءات لرعاية المعاقين الستة التي تتولي مسؤليتهم رغم تقدم سنها وكان ذلك استجابة فورية لما نشرته الاهرام في الاسبوع الماضي.