شهدت فنزويلا تطورًا لافتًا في التوتر المتصاعد مع الولاياتالمتحدة، بعدما كشفت مصادر مطلعة عن إصدار الحكومة الفنزويلية أوامر مباشرة للسفن الحربية بمرافقة ناقلات النفط أثناء إبحارها من الموانئ المحلية، في خطوة تهدف إلى حمايتها من أي تحرك أمريكي محتمل. ويأتي هذا الإجراء في أعقاب تهديدات أطلقها الرئيس الأمريكي ترامب بفرض حصار شامل يستهدف قطاع النفط الفنزويلي. وبحسب ما نقلته صحيفة أمريكية، فإن حكومة فنزويلا وجهت تعليماتها إلى البحرية بمرافقة السفن التي تنقل النفط ومشتقاته فور مغادرتها الموانئ، وهو ما يزيد من احتمالات الاحتكاك المباشر مع الولاياتالمتحدة، خاصة بعد إعلان ترامب نيته تشديد الإجراءات ضد ناقلات النفط التي تتعامل مع كاراكاس. وأفادت مصادر بأن عدة سفن أبحرت من الساحل الشرقي ل فنزويلا تحت حماية بحرية واضحة بين مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء. وأوضحت المعلومات أن هذه ناقلات النفط غادرت ميناء خوسيه محملة بمنتجات تشمل النفط الخام، واليوريا، وفحم الكوك البترولي، ومتجهة إلى الأسواق الآسيوية، في وقت تسعى فيه فنزويلا إلى الحفاظ على تدفق صادرات النفط رغم الضغوط المتزايدة من الولاياتالمتحدة. وأكدت المصادر أن القرار بفرض المرافقة العسكرية جاء ردًا مباشرًا على تهديدات ترامب بفرض حصار بحري. وفي المقابل، أشارت مصادر أمريكية إلى أن الولاياتالمتحدة على علم بوجود سفن حربية ترافق ناقلات النفط الفنزويلية، وأن واشنطن تدرس عدة خيارات للتعامل مع هذا الوضع، دون الإفصاح عن تفاصيل. ولم تُدرج السفن المرافقة حتى الآن ضمن قوائم العقوبات الأمريكية، ما يثير تساؤلات حول طبيعة الإجراءات المقبلة من جانب الولاياتالمتحدة. من جهتها، أكدت شركة النفط الحكومية الفنزويلية أن السفن المرتبطة بعملياتها تواصل الإبحار بشكل طبيعي وآمن، مشددة على أن ما تقوم به فنزويلا يدخل ضمن حقها المشروع في حرية الملاحة. وفي السياق نفسه، أفادت تقارير بأن الرئيس نيكولاس مادورو تعهد بمواصلة تصدير النفط "بأي ثمن"، معتبرًا أن تهديدات ترامب لن توقف تدفق النفط الفنزويلي. ويأتي هذا التصعيد بعد أن صادرت الولاياتالمتحدة مؤخرًا ناقلة نفط فنزويلية كانت متجهة إلى آسيا، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا كبيرًا في المواجهة بين ترامب وقيادة فنزويلا، وسط تحذيرات من احتمال مصادرة ناقلات النفط أخرى خلال الفترة المقبلة.