فرضت الدراما وجودها على الحوار، فى افتتاح متحف «قرّاء القرآن الكريم» بالعاصمة الجديدة، وفى جلسة على هامش الافتتاح الذى حضره وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى، أبدى عدد من أبناء كبار القرّاء عن اهتمام خاص بتوثيق سيرة آبائهم وأجداهم عبر أعمال درامية وسينمائية، وأكد اللواء طارق نجل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، أن حياة قرّاء القرآن الكريم فيها الكثير من الأشياء التى يمكن تقديمها فى عمل درامى أو سينمائى، ومنها أحداث ومناسبات مهمة، ومواقف ولقاءات مع شخصيات تاريخية وملوك ورؤساء، وغيرها. وأشار إلى أن شخصية الشيخ عبدالباسط ظهرت على شاشة الدراما فى أحدى حلقات مسلسل «أمام الدعاة»، وهو الظهور الذى تعتز به الأسرة. وقال إنهم كأبناء قراء مصر الكبار يشعرون بالفخر، وهم يشاهدون صور ومقتنيات الأسرة فى متحف يخلد سيرة آبائهم وأجدادهم، ويرون فى ذلك تقديرًا كبيرًا لهم، مشددًا على أن هذا التقدير مصدره الرفعة التى يمنحها الله لحملة القرآن الكريم. وعلى الجانب الآخر تحفظ محمد المنشاوى نجل الشيخ محمد صديق المنشاوى، على طريقة تناول سيرة كبار المقرئين، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الصورة الملائكية فى مخيلة المتلقى، التى ترسمها تلاوة القرآن بأصواتهم، ومن هنا يرى أن تجسيد شخصية القارئ كإنسان عادى وإبراز جوانب سلبية فى حياته الخاصة قد تأخذ من حالة القدسية والجلال الذى يوهبه حفظ القرآن الكريم وتلاوته لأصحابه. وقال نجل المنشاوى، إن الدراما تفرض نفسها على أعمال السيرة الذاتية، والكاتب أو المخرج يمزج فيها المواقف الحقيقية بأحداث من نسج الخيال، وهو أمر لا يمكن قبولة بشخصيات ارتبطت أسماؤها بتلاوة كتاب الله، ومن هنا يفضل تناول تلك الشخصيات الدينية عبر أعمال وثائيقة، مشيرًا إلى أن بعض الأعمال مزجت بين لقطات تسجيلية ومشاهد تمثيلية تعتمد على أحداث واقعية حقيقية دون إضافات مشهيات درامية. فيما أكد أهمية وجود متحف يروى سيرة قراء القرأن الكبير، وتقديمهم كنموذج يحتذى به الشباب، خاصة أن دور مصر فى تصدير القراء إلى العالم الإسلامى تراجع خلال السنوات الماضية، حتى أطلقت وزارة الأوقاف برنامج «دولة التلاوة»، والذى كشف عن أصوات رائعة، وأكد قدرة مصر على استعادة مكانتها بهذا المجال. وكان وزيرا الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو والأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى، قد افتتحا متحف «قراء القرآن الكريم» الملحق بدار القرآن الكريم بمركز مصر الثقافى الإسلامى بالعاصمة الإدارية الجديدة، فى خطوة تعكس اهتمام الدولة المصرية بصون تراثها الثقافى والروحى، وتخليد رموز مدرسة التلاوة المصرية التى شكّلت وجدان العالم الإسلامى عقودًا طويلة. وتضم أجنحة المتحف مقتنيات خاصة ب11 من كبار قراء القرآن الكريم فى مصر، وهم الشيخ محمد رفعت، الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى، الشيخ طه الفشنى، الشيخ مصطفى إسماعيل، الشيخ محمود خليل الحصرى، الشيخ محمد صديق المنشاوى، الشيخ أبوالعينين شعيشع، الشيخ محمود على البنا، الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الشيخ محمد محمود الطبلاوى، والشيخ أحمد الرزيقى. وأكد وزير الثقافة، أن المتحف يُجسّد تقديرًا لقيمة قارئ القرآن المصرى، بوصفه حافظًا لكتاب الله، وحاملًا لرسالة روحية وجمالية أسهمت فى ترسيخ مكانة مصر كمنارة رائدة فى فنون التلاوة، مشيرًا إلى أن أصوات كبار القرّاء المصريين كانت ولا تزال جزءًا أصيلًا من الذاكرة السمعية والهوية الثقافية للأمة العربية والإسلامية. شدد وزير الأوقاف على أهمية متحف «قراء القرآن الكريم»، مشيرًا إلى أن المدرسة المصرية فى التلاوة أسهمت فى نشر الفهم الصحيح لكتاب الله، وترسيخ قيم الجمال والخشوع والاعتدال فى الوجدان الإسلامى. وأوضح أن قراء المصريين جمعوا بين إتقان علوم القرآن، وحسن الأداء، وصدق التلقى، ما جعل تلاواتهم مدرسة قائمة بذاتها عبر الأجيال.