بدأ( جيلنا) يعيش الخريف ليشاهد أوراق الأيك تتساقط تباعا, أوراق كانت شاهدة علي عظمة مصر من الموسيقي والغناء والشعر والأدب والصحافة والسياسة.. وسقطت أخيرا ورقة ظلت يانعة أربعة وثمانين عاما.. أحمد فؤاد نجم.. كان موعده مع الموت انتقالا مسالما كما لو كان مشوارا عاديا في أجندته.. قال إنه لن يموت قبل أن يطمئن علي مصر ونقول له: اطمئن.. مصر ستكون دائما بخير. عاش نجم مرفوع الرأس لم ينحن لنظام ولم يستطع أي نظام أن يسيسه فقد ابتلع هو الأنظمة وهضمها جيدا.. واختار أن يقطن في المقطم لكن عنوانه هناك كان مساكن الزلزال مع الفقراء فوق أحد الأسطح ومنه هبط ليستقر في مقابر الخفير.. وحين تنظر الي النجوم في السماء فأنت تري الماضي وأيضا حين تنظر إلي نجم فأنت تري الماضي.. ماضي مصر وتاريخ وكفاح الشعب المصري المعاصر.. والي جانب مشكلات الوطن ومعاناة المواطنين نجد ان حب مصر كامن في أعماقه وقد عبر عنه متجولا بجلبابه ومتكئا علي الحان وصوت الشيخ إمام فيقول: يا مصر كل يوم في حبك تزيد الممنوعات وكل يوم بحبك اكثر من اللي فات وبعد ثورة يناير: كل ما تهل البشاير من يناير كل عام يدخل النور الزنازن يطرد الخوف والظلام. كل عين تعشق حليوة وانتي حلوة في كل عين يا حبيبتي أنا قلبي عاشق واسمحيلي بكلمتين هما آخر كلمتين حد ضامن يعيش آمن أو يأمن يعيش فين مصر يا أمه يابهية يا ام طرحه وجلابية الزمن شاب وانتي شابه هو رايح وانتي جايه الله يرحمك يازينة صعاليك البلد وعاشق ترابها.. يا كبير القعدة علي المصطبة يابو جلابية بكمام.. كان نفسي أشوفك مرة لابس قميص وحزام د.عادل وديع فلسطين عضو اتحاد الكتاب