أخي الحبيب في الوطن وفي الانسانية سواء كنت في مصر أو خارجها مسلما أو مسيحيا أو يهوديا, مادمت مؤمنا بجوهر ديانتك فأنت تتفق معي أن الله الذي نعبده جميعا لا يحب قتل النفس التي حرم إلا بالحق ولا يحب الزنا أو السرقة, ولا يحب المفسدين في الأرض ولا الظالمين لأنفسهم أو غيرهم, وحرم الاعتداء علي الغير وقتل الاطفال أو النساء أو الشيوخ وكل من لا يحمل السلاح في وجهك خلال حربك له, وحرم قطع الشجر أو إفساد الماء أو تحطيم الزرع وإهلاك الضرع. وأحل الدفاع الشرعي عن النفس والعرض والمال, وعندما أمرك بفضيلة ونهاك عن سيئة ورذيلة ليحمي بها غيرك منك فقد أمر غيرك وهم أكثر منك عددا وعدة بفضائل ونهاهم عن سيئات ورذائل ليحميك من كل من عاداك, فإذا كنت تؤمن بكل هذا, فلما تخاف من قانون وضعه أولو الأمر في بلدك ينظم الطريقة التي ابتدعتها للتعبير عن رأيك أو المطالبة بحقك بحيث يضمن للدولة عدم اعتدائك علي منشآتها أو منشآت إخوانك في الوطن, ويضمن عدم تعطيلك رحي العمل سواء الشخصي, أو اعمال غيرك, ألم تستوعب حوي المثل الشعبي الذي حفظه لنا الاجداد والآباء والذي يقول لك, إمش عدل يحتار عدوك فيك, فإن كانت قضيتك عادلة بميزان عدل الله وطريقتك في المطالبة بحقك تحترم قوانين بلدك وإخوتك فيها فلما تخشي قانون التظاهر وعدم الاعتصام الذي نظم ولم يمنع وحد حدودا يجب ألا يتعداها كل من يحمل نية الخير لنفسه أو لغيره.. أما من يظهر غير ما يخفي وينوي الشر ببلده وأولاد لحمته فهو الذي يجادل في القانون فلا يعجبه وإن تغير فلن يعجبه أي قانون, لأن القانون عموما يعني تقييد الحرية في أمر من الأمور.. وهذا لن يعجب كل من له رغبة في فعل هذه الأمور دون انتظار المحاسبة عليها ولا يخشي الحساب إلا من كثرت ذنوبه. د. سمير محمد البهواشي