يقول الحق تبارك وتعالي: وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت, هذه الآية الكريمة نزلت في كفار قريش في الجاهلية لتؤكد لهم أن أطفالهم من البنات اللاتي وئدن سوف يسألهن الله يوم القيامة بأي ذنب قتلن؟ وهو استفهام إنكاري موجه ضمنا إلي الذين وأدوا بناتهم بغير ذنب إلا أنهن ولدن إناثا لا ذكورا, فما بال من قتل الطفلة البريئة مريم في يوم فرح وهي من أهل الكتاب لا من كفار الجاهلية؟ ألن يسألها الله بأي ذنب قتلت يا مريم؟ بالطبع هذا أمر مؤكد, فالله عدل وسوف يسأل قاتلها أي ذنب اقترفته مريم لتقتلها في يوم عرس وفرح؟ وهل نصبت نفسك إلها تحكم علي من تشاء من خلقي بالكفر لتحل دمه؟ أما علمت أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا؟؟ إن كنت لا تعلم فأنت لم تتدبر القرآن, وإن كنت تعلم فأنت لم تفهمه, فقد اتخذت كبراءك آلهة تعبدهم من دون الله, تأتمر بأوامرهم, وتتجنب نواهيهم, فلن يغنوا عنك شيئا يوم القيامة, بل سيتبرأون منك ظنا منهم لجهلهم بالله أن الله لم يطلع علي نياتهم, وما أخفت صدورهم, ألم تتدبر قول الله جل وعلا في كتابه الكريم: قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد, قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد, ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد. إن من يخشي الله بحق ويتقيه لا يقدم علي قتل الأبرياء, ولا يعيث في الأرض فسادا, فطوبي لمريم وكل من قتل غدرا بغير ذنب, فهم الآن عند مليك مقتدر لا يبدل القول لديه, وما هو بظلام للعبيد, وتعازينا لأخوتنا المسيحيين الذين لا يستقوون بأمريكا وأخواتها, كما يفعل من يدعون الدين وهم لا يريدون إلا الدنيا؟!! د. سمير محمد البهواشي