4 في صباح الأربعاء31 يوليو1957 دخل محمد حسنين هيكل الأهرام لأول مرة رئيسا لتحريرها, وفي صباح السبت2 فبراير1974 خرج من مكتبه لآخر مرة بعد أن أصدر أنور السادات في اليوم السابق قرارا بإبعاده من الأهرام بعد16 سنة وسبعة أشهر. كان الأهرام في سن الثمانين يوم دخله هيكل, يعاني أزمات مالية وخسائر جعلت أصحابه( سليم وبشارة تقلا) يعرضونه للبيع ثلاث مرات.. الأولي عام1926 وقد رفض رجل الأعمال أحمد عبود المبلغ الكبير الذي طلبه أصحاب الأهرام وقدره30 ألف جنيه( احسبها بقيمة وقتها) والمرة الثانية عام1946 وقد عرض عبود باشا دفع نصف مليون جنيه لكن صاحبي الأهرام رفضا العرض, والمرة الثالثة والأخيرة عام1956 وكان أصحاب الأهرام هم الذين عرضوا علي دار التحرير التي أصدرت الجمهورية دفع800 ألف ج نصفها لاسم الأهرام, ولكن دار التحرير استكثرت السعر. جاء هيكل الأهرام وخسائره المتراكمة في عشر سنوات سابقة مليون ونصف المليون جنيه ومكانه مبنيان قديمان علي قمة شارع شريف كانا مقرين للقنصلية الإيطالية, ومطبعته تعود إلي عام1928 بنظام توقف استخدامه في العالم.. وفي أول سنة بعد هيكل حقق الأهرام60 ألف ج أرباحا, وكان ذلك بداية حلم هيكل في بناء دار جديدة.. ومن حسن الحظ كان لأسرة تقلا14 ألف متر مربع في منطقة عشوائية اسمها عشش الترجمان هي التي يرتفع فوقها حاليا مبني الأهرام الذي ضم وقتها أحدث تطورات العصر فنيا وهندسيا. في عام1968 انتقلنا إلي مبني الأهرام الجديد الذي بلغت تكاليفه الكلية أربعة ملايين جنيه منها1.5 مليون للبناء شاملا التليفونات والمصاعد والتكييف, و2.5 مليون ج استرليني( كان سعر الاسترليني مساويا للمصري) للأجهزة الفنية والآلات.. وحسب التقرير الذي قدمه الأستاذ في ملحق خاص للأهرام صدر في10 يناير1969 فقد تم تمويل مشروع الأهرام من فائض أرباحه دون طلب مساعدة من الدولة أو اقتراض مليم واحد من أي بنك.. ويوم غادر هيكل الأهرام كان مملكة قيل إن ملكها انتهي... لمزيد من مقالات صلاح منتصر